ستراتيجية دولة خائفة

زاهر الزبيدي

 

في يوم الأثنين الموافق 19-8 عرض التلفزيون الحكومي على شريط الأخبار أن هناك تهديدات لمجلس النواب العراقي، وبذلك يمنح مجلس النواب موظفيه إجازة رسمية ومن ثم تغلق الشوارع ويعيش الجميع في حالة الخوف وتستيقظ السيطرات النائمة لتواجه الخلايا النائمة.. نعم هم لديهم خلايا نائمة ونحن أيضاً لدينا سيطرات نائمة.. يمتد طابور السيارات في منطقة الباب الشرقي المؤدي الى جسر الجمهورية ومنه الى المنطقة الخضراء.. أول من يذهب ضحية تلك الإجراءات الخائفة هو شهيدنا الأول "الوقت" الذي يهدر ببشاعة ويعيش الجميع في هاجس الخوف المقيت منذ الصباح الباكر.. خائفون يمشون على الأرض تثقل أقدامهم بأفاعي الرعب المكنون خلف جدران الأزقة والمحلات لا يعلمون متى تنهشهم ضباع التكفير..

يقول الكاتب الأمريكي البرت هوبارد ": الخوف هو فكر الاعتراف بالنقص" أما الألماني روجر فريتس فيبني إعتقاداته على تصرفات الخائف فيقول: "من يتصرف بدافع الخوف يظل خائفاً و من يتصرف بدافع الثقة بالنفس يتطور" في حين أن روث جندلر يلمح الى أن " للخوف ظل كبير لكنه صغير الحجم".

وها نحن نعيش في ظل الخوف الكبير الذي ينشر عباءته فوق مدينتنا بل فوق كل وطننا وبذلك نقتل أحلامنا بهذا الخوف كما تقول ماري مانين موريسي : " أنت تقتل حلمك عندما تسمح لخوفك بأن يتفوق على إيمانك". لقد كشف الخوف زيف توجهاتنا حينما سمحنا له أن يتمدد ليتطاول على إيماننا بقضيتنا العادلة في أن ننقل شعبنا لحياة أفضل فاتحين أمامه عهداً بمستقبل جديد يحمل كل رؤية صادقة كنا قد وعدناه بها منذ عشرة سنوات، بل أضحى الخوف يقتص من أهم شرايين الحياة لدينا.

ومع هذا الخوف الذي يضرب كل خططنا اليومية في الصميم معيقاً لمشاريعنا البسيطة في الحياة من أن تتقدم قيد أنملة.. لماذا نخاف ونحن نمتلك مقومات الأنتصار؟.. نمتلك شعباً مظلوماً، وما أقواه من شعب مظلوم، ونمتلك إيرادات هائلة بالإمكان تطويعها لخدمة معركتنا وتهيئة مستلزمات نصرها ونمتلك جيشاً كبيراً إذاما أحسنا تدريبه ولدينا معرفة قوية بالأرض فهي أرضنا وأرض أجدادنا ولدينا إسناد دولي كبير في مجال مكافحة الإرهاب وعناصر أخرى قد تعتبر نقاط قوة وفرص متاحة للإنتصار، فلماذا نسمح لخوفنا بالتغلب على كل نقاط قوتنا تلك ويزيد من فرص التهديدات لدينا؟ لماذا لا نتقدم تشفع لنا رعاية الله إذا ما أصدقنا النية في خدمة وطننا وشعبنا.. شعبنا الذي شبع من الخوف وتجشأه موتاً وظلم..

لماذا نستبدل كل ستراتيجياتنا الأمنية المهمة بستراتيجية يغلفها الخوف ليعيش على أطرافها ابناء شعبنا في حيرة من أمرهم، تلك الاستراتيجية التي سوف لن تجني علينا وعلى شعبنا إلا الخسران المبين.. حفظ الله أبناء العراق.

[email protected]

http://mail.annabaa.org/news/maqalat/writeres/Zahiralzubaidy.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 28/آب/2013 - 20/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م