اغتصاب الأطفال.. جريمة وحشية شائعة بلا ردع

 

شبكة النبأ: تعد جريمة اغتصاب الأطفال من أبشع  الجرائم العالمية، فهي لا تقتصر على مجتمع دون آخر ولا فئة دون أخرى، بل تنتشر بصورة هائلة خاصة في الوقت الحاضر، وتحاول المنظمات الحقوقية العالمية وبعض الجهات الحكومية المعنية ان تضع الحلول اللازمة والخطوات الكفيلة بالحد من حالات الاغتصاب التي تنتعش في أغلب بلدان العالم، ليس الفقيرة والمتخلفة فقط، بل ينتشر اغتصاب الاطفال في دول العالم المتقدمة المتمدنة ايضا، كما هو الحال في بريطانيا واسبانيا والإمارات.

في حين تزداد جريمة اغتصاب الطفل كالهشيم في النار في الهند التي باتت الهجمات ضد الأطفال والفتيات تستمر دون انقطاع فيها رغم القوانين الجديدة لمكافحة جرائم الاغتصاب، فأن الاغتصاب والعنف الجنسي هما أكبر مصادر القلق وأكثرها إلحاحا بالنسبة للأطفال والفتيات في بلد يعاني من غياب ردع قانوني وتستر الأسر عليها تحت غطاء درء العار والفضيحة.

فيما يرى الكثير من النشطاء الحقوقيين أن هناك عدة اسباب تقف وراء تنامي اغتصاب الأطفال عالميا سواء كانت في البلدان المتقدمة او النامية، أهمها تراخي وغياب الجهود السلطات الدولية المعنية في منع مثل هذه الجرائم، وفقدان السبل النافعة للمعالجة الفعالة، فضلا عن غياب الرقابة والتثقيف والقوانين الرادعة وضعف العامل الديني والاخلاقي، مما أدى الى ارتفاع وتيرة الاغتصاب وارتفاع اعدادها وسط جهود دولية ضعيفة، وتساهل القضاة مع مرتكبي جرائم الاغتصاب بل وإفلات بعضهم من العقاب يشجع على الاستمرار في هذه الاعتداءات.

وعلى الرغم من الدعوات الدولية للتصدي إلى جرائم اغتصاب الأطفال ومكافحة هذه الظاهرة الوحشية التي تتكاثر على نحو مضطرد في ظل تساهل القانون وتواطؤ التقاليد تتزايد جرائم الاغتصاب في حق الأطفال في العالم، ويتزايد معها القلق من غياب ردع قانوني وتستر الأسر عليها تحت غطاء درء العار والفضيحة، وهو ما جعل المنظمات الحقوقية تدق ناقوس الخطر وتطالب بتشديد عقوبة المغتصبين، وعليه فعلى الرغم أن معظم الحكومات والمنظمات الحقوقية تعلن أن برنامجها هو مكافحة الاغتصاب، فإنه يبقى عمليا غائبا عن برامج الحكومات والمؤسسات الحقوقية حول العالم.

الهند

فقد القطارات بمقاطعة تشاتسغراه بالهند، وبينت الشرطة أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن رجلا تم التعرف على هويته من قبل ذوي الطفلة، قام بإبعاد الطفلة عن أمها في أحد الحدائق العامة واصطحابها إلى القطار ليقوم باغتصابها والفرار. بحسب السي ان ان.

وأشارت الشرطة إلى أن الطفلة عثر عليها مطلع بأحد محطات القطار ليتم اصطحابها إلى مستشفى حيث تخضع للعلاج وحالتها الصحية مستقرة، ولم تعلن الشرطة عن اسم المشتبه به الذي لم تعلن هويته لا يزال فارا من العدالة.

على الصعيد نفسه أفادت تقارير إعلامية أن طفلة هندية (11 عاما) جرى إحراقها خلال محاولة اغتصابها، توفيت متأثرة بإصاباتها شرقي البلاد، وأفادت وكالة الأنباء الهندية الآسيوية (إيانس) أن الفتاة نقلت إلى مستشفى حكومي في كلكتا مصابة بحروق خطيرة عقب الحادث الذي وقع في منطقة هوراه، وألقت الشرطة القبض على مشتبه به (18 عاما)، حسبما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إنديا". بحسب فرانس برس.

وتمكنت الضحية من الإدلاء باسمي المشتبه به وشريك له ما زال البحث جاريا عنه. وذكرت الشرطة ان المشتبه بهما حاولا اغتصاب الفتاة قرب منزلها، وعندما قاومت وهددت بفضحهما، سكب الرجل الذي ألقي القبض عليه الكيروسين عليها وأضرم النار بها، ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم شرطة هاوراه غايتا بوزي إن المشتبه به قال للمحقيين إن شريكه هو من سكب الكيروسين على الضحية وأضرم النار فيها.

بريطانيا

فيما قضت محكمة بريطانية بسجن رجل في التاسعة والعشرين من العمر 13 عاماً، بعد إدانته باغتصاب طفلة في غرفة نومها، وقالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن كينيث نوالز، تسلل إلى غرفة نوم الطفلة البالغة من العمر 13 عاماً في مدينة سالفورد، واعتدى عليها جنسياً، وأضافت أن نوالز على معرفة بوالدي الضحية ودخل إلى منزلهما، ونام على الأريكة قبل أن يتسلل إلى غرفة نوم الطفلة ويعتدي عليها جنسياً، وأمرت محكمة التاج في مدينة مانشتسر أيضاً بادراج اسم نوالز في سجل مرتكبي الجرائم الجنسية مدى الحياة.

بينما تطارد شرطة العاصمة البريطانية، 3 شبان اختطفوا طفلة عمرها 12 عاماً، وقام اثنان منهما باغتصابها لاحقاً بصورة وحشية في أحد أحياء شرق لندن، وقالت شبكة "سكاي نيوز، إن الشبان ال3 يعتقد أن أعمارهما تتراوح بين 17 و19 عاماً، استدرجوا الطفلة وقام اثنان منهما باغتصابها، واضافت أن الشبان الـ 3 غادروا المنطقة على محمل السرعة بعد أن تمكنت الفتاة من الإتصال بصديقة حضرت إلى المكان وأخذتها بعيداً. بحسب يونايتد برس.

ونسبت “سكاي” إلى مفتش الشرطة الذي يقود التحقيق في اغتصاب الطفلة، سايمون إليرشو، قوله “هذا هجوم وحشي على فتاة ضعيفة عمرها 12 عاماً من قبل مجموعة من الشبان استدرجوها إلى محادثة قبل أن يقتادوها إلى منطقة معزولة، حيث قام اثنان منهم باغتصابها بصورة وحشية”.

الى ذلك كشفت دراسة جديدة أن أطفالاً دون العاشرة من العمر، بينهم واحد في عامه الثاني، ارتكبوا 500 جريمة في بريطانيا العام الماضي، بما في ذلك الاغتصاب والسطو والاعتداءات العنصرية، وقالت الدراسة التي نشرتها صحيفة "ديلي اكسبريس"، إن مرتكبي هذه الجرائم أفلتوا من العقاب لأن أعمارهم تقل عن 10 سنوات لإخضاعهم للمحاكمة، وكان بينهم طفل في الثانية من العمر خضع لتحقيق أجرته شرطة مقاطعة بدفوردشاير بتهمة التسبب بأضرار جنائية.

وأضافت أن 3 أطفال في الخامسة من العمر اتُهموا بارتكاب اعتداءات عنصرية في مدينة مانشستر، فيما اعتقلت الشرطة البريطانية طفلاً عمره 8 أعوام بتهمة اغتصاب فتاة تحت سن 13 عاماً، وطفل عمره 6 سنوات بتهمة الاعتداء العنصري، وطفل عمره 4 سنوات بتهمة السرقة. بحسب يونايتد برس.

وأظهرت الدراسة التي شملت 43 قوة من قوى الشرطة في إنكلترا وويلز، أن عددا من الأطفال الذين ارتكبوا الجرائم لم يدخلوا المدرسة بعد، في حين تحجم نصف قوى الشرطة عن تسجيل جرائم الأطفال لعدم قدرتها على إرسالهم إلى المحاكم، وأشارت إلى أن بقية قوى الشرطة سجلت العام الماضي وقوع 467 جريمة ارتكبها أطفال، من بينهم طفل عمره 8 سنوات أشعل حريقاً متعمداً في مقاطعة هيرتفوردشاير.

فيما حققت شرطة مقاطعة سافوك مع طفلين عمرهما 9 سنوات، واحد بتهمة شن هجمات جنسية على فتيات، والآخر بتهمة الاعتداء الجنسي على صبي، وتحظر القوانين البريطانية تقديم الأطفال دون سن التاسعة إلى المحاكم، لأنها تعتبرهم غير ناضجين بما فيه الكفاية لفهم عواقب أفعالهم.

اسبانيا

من جانب آخر أعلن الحزب الاشتراكي الاسباني المعارض انه سيستجوب وزير الخارجية بشأن العفو الملكي في المغرب عن اسباني ادين باغتصاب اطفال في ما وصفه بانه "خطير جدا"، وقال الحزب في بيان ان نائبة رئيس الحزب الاشتراكي ايلينا فالنسيانو "تعتبر العفو عن شخص محكوم بالسجن ثلاثين عاما لاعتدائه على 11 طفلا امرا غاية في الخطورة.

وتطلب من الحكومة الاسبانية تقديم توضيحات على الفور"، واضاف البيان ان فالنسيانو ستطرح سؤالا شفهيا امام البرلمان لطلب "تفسير عاجل" من وزير الخارجية خوسيه مانويل غارثيا-مارغالو بشأن هذا القرار الذي اثار "الكثير من الاستياء والانفعال في بلد مجاور وفي اسبانيا كذلك"، وقال الحزب انه يريد ان يعرف من هي الادارة الحكومية التي اقترحت العفو عن هذا الشخص وان "كان الوزير تحقق من كون الاسماء المقترحة للعفو ملائمة ولا يمكن أن تسىء للبادرة المنسوبة للملك". بحسب فرانس برس.

واثار العفو الذي منحه العاهل المغربي للاسباني دانيال غالفا فينيا حالة من الاستياء والانفعال في المغرب حيث تظاهر الالاف تعبيرا عن غضبهم في الرباط، واصيب عشرات المتظاهرين بجروح لدى تدخل قوات الامن، ونظمت تجمعات اخرى في شمال المملكة في طنجة وتطوان وقامت الشرطة بتفريقها بالقوة، ويعتقد ان الاسباني البالغ من العمر نحو ستين عاما والذي حوكم في 2011 غادر المغرب، وكان اسمه ضمن قائمة ضمت خمسين سجينا حصلوا على العفو كعربون للعلاقات المميزة بين المملكتين اثر زيارة الملك خوان كارلوس للرباط، وفق وسائل الاعلام الرسمية.

الإمارات

في حين اصدرت محكمة في الامارات حكما بالاعدام على هندي يبلغ من العمر 57 عاما بعد ادانته باغتصاب طفلة في السابعة من العمر في مدرسة في ابوظبي، بحسب ما صرح محامي عائلة الضحية، ودانت محكمة في ابوظبي الرجل الهندي باغتصاب الطفلة في كافتيريا المدرسة حيث كان يعمل و"التهديد بقتلها" اذا ما ابلغت عن الحادث، بحسب المحامي حسين الجزيري، وقال المحامي ان الحكم الذي يجب ان تصادق عليه محكمة الاستئناف قبل تنفيذه "سيمنح الامل للضحية وعائلتها بتحقيق العدالة". بحسب فرانس برس.

ودعا اولياء امور الاطفال الذين تعرضوا للاغتصاب للابلاغ عن تلك الجرائم، ويندر تنفيذ حكم الاعدام في الامارات وعادة ما يتم تخفيفه الى السجن المؤبد، وفي شباط/فبراير 2011 تم تنفيذ حكم الاعدام في رجل اماراتي ادين باغتصاب وقتل طفل باكستاني في مسجد في دبي، في اول حالة اعدام خلال 10 سنوات.

كولومبيا

على صعيد ذو صلة اوقف رجل شبهته الصحف المحلية ب "وحش كليفلاند" ويبلغ الثالثة والاربعين في كولومبيا متهما باغتصاب ابنتي زوجته على مدى عشر سنوات بعد احتجازهما في منزل العائلة، وقال المحققون ان الرجل المغتصب الذي لم يكشف عن هويته اغتصب الفتاتين البالغتين ست سنوات و11 عاما بداية في العام 2000 في مقاطعة كونديناماركا (وسط)، وكان الرجل يرغمهما على الصمت مهددا بقتل والدتهما التي كانت تخضع ايضا لسوء المعاملة.

وكان يحتجز الفتاتان في المنزل ولا يسمح لهما بالذهاب الى المدرسة، وبعد وفاة والدتهما من ميتة طبيعية العام 2004، حملت الفتاتان منه على التوالي عندما كانتا في سن السادسة عشرة والثالثة عشرة،  بعد ذلك رفعت الفتاة الكبرى شكوى عليه، وقد وضع الطفلان اللذان ولدا من هذه العلاقة وهما في الرابعة والسابعة في عهدة اجهزة حماية القصر، وفي الصحف قدم الرجل على انه "النسخة الكولومبية من +وحش كليفلاند+" في اشارة الى ارييل كاسترو. بحسب فرانس برس.

فهذا الاميركي البالغ 53 عاما احتجز على مدى حوالى عشر سنوات ثلاث شابات واغتصبهن في منزل في اوهايو (الوسط الشرقي). واقر بالتهم الموجهة اليه في الولايات المتحدة حيث يتوقع ان يمضي ما تبقى من حياته في السجن بعدما ابرم اتفاقا مع جهة الادعاء املا بتجنب عقوبة الاعدام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/آب/2013 - 19/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م