القاعدة في سوريا... ارهاب غير مسبوق

 

شبكة النبأ: منح صراع الدائر في سوريا تنظيم القاعدة وسائر التنظيمات الجهادية الإرهابية المرتبط به فرصة كانت تنتظرها إذ أن عناصرها يتجولون حاليا بين مناطق الحدود المتداخلة من دون أن يخشوا مراقبة أو مطاردة، في الوقت الذي تشهد سوريا فيه حربا شرسة مع القاعدة في ظل تصاعد الاضطرابات الأمنية نحو مضطرد، أدت الى هشاشة الدولة امنيا واقتصاديا، فكلها أمور تتيح أرضا خصبة للقاعدة للتخطيط لغارات وهجمات جديدة من أجل الهيمنة ونشر التخريب الدمار تحت ذريعة تطبيق الشريعة بالجهاد، لترتكب معظم الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في سوريا منذ بدء الصراع قبل أكثر من عامين تقريبا.

بحيث أصبح تنظيم القاعدة في سوريا أكثر نشاطا وطموحا لاستغلال الاضطرابات السورية والصراعات الأخرى المشتعلة حتى الان ليحقق مكاسب وسيطرة كبيرة في ظل الدعم الاستثنائي من لدن بعض الدول الإقليمية، وهو ما عكس بالحقائق والدلائل باعترافات مباشرة من التنظيم بأنهم احد اهم فصائل القتال في سوريا التي تحولت أرضها الى ساحة قتال تشارك فيها الكثير من الفصائل والجماعات الجهادية المسلحة لتبين هذه الحقائق والدلائل مدى التنافس والغايات والأجندة التي تهدف اليها الدول الداعمة والمحرضة للمعارضة تحت غطاء الثورة المزعومة.

غير ان المستجدات الأخيرة الممتثلة بجبهة القتال الجديدة في سوريا بين ما يسمى بـ الجيش الحر والدولة الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة في عدة مناطق بسوريا مما ينم عن تصاعد العداء بين خصوم النظام السوري، وبروز الأكراد في الاونة الأخيرة على الساحة الحربي في سوريا خاصة في المنطقة الشمالية، إذ تقاتل الميليشيات الكردية مقاتلين من جبهة النصرة السنية المرتبطة بالقاعدة، وأستطاع الأكراد بسط سيطرتهم على مناطق عديدة في الشمال ابرزها مدينة راس العين الحدودية مع تركيا، ليوجه الاكراد ضرب أخرى قاسمة للقاعدة والتنظيمات الجهادية هناك، فقد أوضحت هذه المستجدات أن الجماعات المسلحة وما يسمى بالمعارضة السورية أكثر انقساما وتشرذما، فكلما طال أمد الصراع في سوريا أصبح من الواضح مدى التنوع وعدم التجانس الذي تتسم به المعارضة المسلحة المزعومة، ففي الأشهر الأولى من النزاع السوري، كان المقاتلون الإسلاميون والجهاديون مرحبا بهم في أوساط معارضي النظام التواقين الى اي مساعدة تقدم لهم من اي جهة أتت، لكن الوضع تغير نتيجة سلسلة طويلة من التجاوزات ومحاولات السيطرة.

فيما رأى بعض المحللين أن القاعدة تشكل خطرا كبيرا على الدول الداعمة لها وخاصة دول الاتحاد الأوربي، التي جندت ودعمت بعض المجاميع الإرهابية بصور غير مباشرة في سوريا، ويعوز هؤلاء المحللين أن مخاوف انقلب الإرهاب على داعمي الإرهاب نتيجة للسياسة التخبط  المتبعة في مواجهة الإرهاب من السلطات الأوربية التي تطالبت بقاعدة بيانات تسمح بتتبع المقاتلين في سوريا.

في حين شكل دخول طالبان الباكستانية في خط الحرب وذلك من خلال قيامها بمعسكرات في سوريا، ودفعت بمئات المقاتلين إلى بلاد الشام للقتال إلى جانب مقاتلي المعارضة المسلحة في إستراتيجية تهدف إلى ترسيخ الصلات مع القيادة المركزية لتنظيم القاعدة، في الوقت الذي ترفض فيه جبهة النصرة العملية السياسية في سوريا مما يزيد من تفاقم الحرب السورية على نحو خطير جدا خلال الاونة المقبلة.

جبهة النصرة ترفض العملية السياسية

من جهته أكد ابو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة التي تقاتل النظام السوري رفض "اهل الجهاد" لاي "عملية سياسية وانتخابات برلمانية"، داعيا الى احلال حكم الشريعة والاسلام ومحذرا من اي تسوية سياسية بضغط دولي، وقال الجولاني في شريط مسجل نشر على مواقع الكترونية جهادية تحت عنوان "قابل الايام خير من ماضيها"، "نحن كمسلمين لا نؤمن بعملية او احزاب سياسية ولا بانتخابات برلمانية، بل نؤمن بنظام حكم اسلامي تبسط فيه الشورى وينشر فيه العدل"، واضاف "سبيلنا لتحكيم الشريعة هو الجهاد في سبيل الله (...). الشريعة تحرر الانسان، كل الانسان في كل الارض، من قيود فرضت عليه وقوانين وضعها البشر".

وقال الجولاني "يا اهل الشام، ساحتنا اليوم محطة صراع الامم وتجمع الاعداء على اهل الاسلام. وقد اثبتت الحركة الجهادية المباركة في ارض الشام انها تستعيد للاسلام دوره الذي سلب منه في المنطقة"، واضاف "ادرك الاعداء ان قوة الاسلام بدأت تنهض من جديد (...) فقامت امريكا ومن معها من الغرب مسارعة بوضعنا على قائمة الارهاب متذرعين باننا مكلفون بتطبيق الشريعة الاسلامية وصدقوا في تحليهم هذا: نعم اننا مكلفون بتطبيق شريعة الاسلام والدفاع عن دين المسلمين واعراضهم ودمائهم"، وتابع "نتشرف بحمل هذا التكليف غير مبالين بقوائم الارهاب". بحسب فرانس برس.

وحذر الجولاني من "السياسة الدولية تجاه معركة الشام"، قائلا "الملاحظ ان هناك قوى دولية تسعى للحفاظ على توازن القوى في الساحة ثم الضغط عليها في عدة اتجاهات لتجبر الاطراف المتصارعة للخضوع لتسوية سياسية تتزامن مع موعد الانتخابات (الرئاسية) المقبلة في منتصف 2014 تستبدل الطاغية بطاغية جديد مع بقاء مضمون النظام للحفاظ على مؤسستتي الامن والعسكر"، وهاجم الجولاني حزب الله اللبناني. وقال ان "الزمان الذي كان يحكى فيه عن تفرد حزب الله باهل السنة في لبنان بدا بالتغير والتبدل"، وهدد الحزب الشيعي بالقول "بدأ عصر جديد لاهل السنة في المنطقة وما يفعله حزب ايران في سوريا ولبنان اليوم لن يمر مرور الكرام البتة"، ودعا "اي قوة تناصر وتؤازر هذا الحزب وتوافقه على جرائمه في سوريا ولبنان" الى "التراجع وابداء الراي علنا قبل ان يمسها طائف من النار".

مكاسب النفوذ في الحرب السورية الطويلة

على الصعيد نفسه قال مسؤول كبير في المخابرات وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان مقاتلي المعارضة الاسلاميين الراديكاليين سيسيطرون على الجماعات المتفاوتة الكثيرة التي تعارض الرئيس السوري بشار الاسد اذالم يتم كبح جماحهم، ولم يؤيد ديفيد شيد نائب مدير وكالة مخابرات الدفاع الامريكية اي شكل من تدخل الولايات المتحدة او حلفائها قائلا ان الامر يعود لصناع السياسة، وفي كلمة امام منتدى اسبين الامني في كولورادو قال شيد انه احصى ما لا يقل عن 1200 جماعة في المعارضة. وقال ان كثيرا من هذه الجماعات منشغل بالشكاوي المحلية مثل نقص المياه الصالحة للشرب في قراهم.

وقال "اخشى جدا من انه اذا تركت دون رادع فان اكثر العناصر تطرفا ستسيطر على قطاعات اكبر" ملمحا بقوة الى ضرورة وجود شكل ما من التدخل الخارجي، واضاف ان الصراع قد يستمر في اي مكان "من اشهر كثيرة الى عدة سنوات" وان طول امد المأزق قد يترك مناطق من سوريا معرضة لاحتمال ان يسيطر عليها المقاتلون المتطرفون.

وقال"لن يعودوا لاوطانهم عندما تنتهي الحرب" متصورا سيناريو ينسحب فيه الاسد الى جيب وتصبح المناطق الاخرى من البلاد محل صراع. واضاف "سيتقاتلون على هذه المناطق وسيظلون هناك لفترة طويلة"، واضاف انه ووكالة مخابرات الدفاع الامريكية لم يعتقدا قط ان يسقط نظام الاسد بسرعة وهي تصريحات تتعارض على ما يبدو مع توقعات المسؤولين الامريكيين قبل عام بان ايام الاسد معدودة، وقال ان "موقف وكالة مخابرات الدفاع الامريكية كان هو ان (سقوط الاسد) لن يكون قبل بداية هذا العام. وهذا بوضوح لم يحدث"، وواجهت خطط الولايات المتحدة لارسال اسلحة لبعض مقاتلي المعارضة مأزقا في واشنطن بعد ان ابدى بعض اعضاء الكونجرس خشيتهم من وصول الاسلحة ليد المتشددين الاسلاميين، وسئل شيد عما اذا كان يعتقد انه لابد من تعزيز مقاتلي المعارضة الاكثر علمانية او مااذا كانت هناك حاجة الى حد ما لمواجهة جماعات المقاتلين الراديكاليين فقال "اعتقد انه من قبيل السذاجة جدا ان نقول انها واحدة او الاخرى، "لان الواقع انه اذا تركت دون رادع ستكبر" محذرا من ان جبهة النصرة تقوى وانها "تثير قلقا خطيرا". بحسب رويترز.

واعترف شيد بان تحديد مقاتلي المعارضة "الاشرار" امام "الطيبيين" امر في غاية الصعوبة، "ولكن اعتقد انه تحد يستحق فعلا مواجهته"، وسئل كيف يمكن للولايات المتحدة تفادي الانغماس في الصراع قال شيد اعتقد ان الاعتماد على الحلفاء في المنطقة افضل حل لنا، "نعرف ان عددا من دول الخليج لديها مخاوف كبيرة من نظام بشار الاسد. واعتقد انه يوجد عدد كبير من الحلفاء المستعدين للعمل معنا عن كثب بشكل اكبر".

طالبان الباكستانية في سوريا

من جانب آخر قال متشددون إن طالبان الباكستانية أقامت معسكرات ودفعت بمئات المقاتلين إلى سوريا للقتال إلى جانب مقاتلي المعارضة الذين يريدون الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في استراتيجية تهدف إلى ترسيخ الصلات مع القيادة المركزية لتنظيم القاعدة.

أغلب المقاتلين الذين يحاربون إلى جانب جماعات مثل جبهة النصرة التي تعتبرها الولايات المتحدة منتمية لتنظيم القاعدة من دول مثل ليبيا وتونس، وأعلن قادة طالبان في باكستان إنهم قرروا الانضمام إلى الصراع في سوريا قائلين إن مئات المقاتلين توجهوا إلى سوريا للقتال إلى جانب "اخوانهم المجاهدين".

وقال احد القياديين لرويترز "عندما يحتاج اخواننا المساعدة نرسل مئات المقاتلين وكذلك أصدقاؤنا العرب" مضيفا ان طالبان ستصدر قريبا تسجيلات فيديو لما وصفه بأنها انتصاراتهم في سوريا، ومثل هذا الإعلان يزيد من تعقد الصورة في سوريا حيث تشتعل الخلافات بالفعل بين الجيش السوري والإسلاميين، ويدير الإسلاميون قوة أصغر واكثر فاعلية تسيطر الآن على أغلب المناطق التي تهيمن عليها المعارضة بشمال سوريا. وتجدد التوتر مرة أخرى عندما اغتالت جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة احد كبار القادة في الجيش الحر بعد نزاع على مدينة اللاذقية، يأتي هذا أيضا في وقت تحقق فيه قوات الأسد بمساندة من مقاتلي حزب الله ومن إيران مكاسب في سوريا، وقال قيادي آخر في طالبان بباكستان طلب عدم نشر اسمه ايضا إن قرار إرسال مقاتلين إلى سوريا جاء بناء على طلب من "الأصدقاء العرب".

وقال لرويترز "بما أن اخواننا العرب جاءوا إلى هنا طلبا للمساعدة فإننا ملزمون بمساعدتهم كل في بلده.. وهذا ما فعلناه في سوريا"، وأضاف "أقمنا معسكراتنا في سوريا. بعض رجالنا يخرجون ثم يعودون بعد أن يمضوا وقتا في القتال هناك"، تنطلق حركة طالبان من مناطق البشتون في باكستان بامتداد الحدود مع أفغانستان وهو معقل قديم للجماعات المتشددة بما في ذلك طالبان وحلفاؤهم من تنظيم القاعدة.

ويخوض مقاتلو طالبان في باكستان المرتبطون بنظرائهم في أفغانستان المعارك أساسا للإطاحة بحكومة طالبان وتطبيق الشريعة اذ يستهدفون الجيش وقوات الامن والمدنيين، لكنهم يتمتعون ايضا بعلاقات وثيقة مع تنظيم القاعدة وجماعات أخرى تنشر مقاتليها في المنطقة القبلية بباكستان على الحدود مع أفغانستان والتي تعرف باسم المناطق القبلية الخاضعة للحكم الاتحادي. بحسب رويترز.

وفي أحدث مؤشر في هذا الاتجاه قال مسؤولو امن محليون إن مقاتلين اجنبيين مشتبه بهما قتلا في هجوم طائرة بلا طيار في وزيرستان الشمالية، وقال أحمد راشد وهو كاتب باكستاني بارز وخبير في شؤون طالبان إن إرسال طالبان مقاتلين إلى سوريا من المرجح أن ينظر له على أنه خطوة مرحب بها تجاه حلفائهم في تنظيم القاعدة.

وقال راشد المقيم في مدينة لاهور الباكستانية "ظلت طالبان الباكستانية بديلا نوعا ما للقاعدة. لدينا كل هؤلاء الأجانب الموجودون في المناطق القبلية الخاضعة للحكم الاتحادي والذين ترعاهم طالبان الباكستانية او تدربهم"، وتابع "إنهم يتصرفون وكأنهم جهاديون عالميون ولديهم على وجه الخصوص نفس أغراض القاعدة. أعتقد أن هذه طريقة لترسيخ العلاقات مع جماعات سورية متشددة... ولتوسيع نطاق نفوذهم".

الاتحاد الأوروبي والمقاتلين في سوريا

في سياق متصل حثت تسع دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي البرلمان الأوروبي على أن ينحي جانبا المخاوف المتعلقة بالخصوصية ويدعم خطة لوضع قاعدة بيانات موحدة لقوائم المسافرين في الاتحاد الأوروبي تستهدف منع متشددين مشتبه بهم من السفر من أوروبا للقتال في سوريا، وتقول حكومات دول الاتحاد الأوروبي إن مئات من مواطنيها ينضمون لقوات المعارضة السورية التي تحارب الرئيس بشار الأسد، ويخشون من أن بعض هؤلاء المقاتلين الذين جرى تدريبهم حديثا والذين يقدر عددهم بما يصل إلى 600 شخص سيعودون إلى بلادهم لشن هجمات في أوروبا.

ويزيد عدم وجود نظام أوروبي لتخزين بيانات المسافرين جوا الصعوبات التي تواجهها السلطات الأوروبية في جهودها لتعقب المتطرفين المحتملين. ويعتقد الخبراء أن معظم الأوروبيين يسافرون إلى تركيا قبل أن يعبروا الحدود إلى سوريا.

ورفض البرلمان الأوروبي في أبريل نيسان الماضي - انطلاقا من مخاوف تتعلق بالخصوصية - خطة كانت تقضي بإنشاء "سجل بأسماء المسافرين" بالإضافة إلى أرقام الهواتف والعناوين وتفاصيل بطاقات الائتمان لأولئك الذين يصلون إلى الاتحاد الأوروبي أو يغادرونه. وتكون شركات الطيران مطالبة بموجبه بتزويد الحكومات بالمعلومات.

ويتم تبادل هذه المعلومات مع الولايات المتحدة بالفعل لكن لا يتم تبادلها فيما بين دول الاتحاد الأوروبي. وتقوم حكومات 16 دولة في الاتحاد الأوروبي بجمع البيانات عن المسافرين لكنها لا تنقلها لجيرانها، وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس ووزيرة الداخلية البلجيكية جويل ميلكيه في بيان مشترك إنهما وسبعة وزراء آخرين من دول الاتحاد سيقدمون التماسا بهذا الشأن إلى لجنة البرلمان الأوروبي. بحسب رويترز.

والى جانب فرنسا وبلجيكا وقع وزراء داخلية ألمانيا وإيطاليا ولوكسمبورج وهولندا وبولندا وبريطانيا والسويد خطابا موجها لرئيس اللجنة البرلمانية المعنية بالعدالة والشؤون الداخلية جوزيه لوبيز أجويلار. ولم تكن هناك نسخة متاحة على الفور من الخطاب، وقال البيان ان الخطاب أكد "انه من أجل أمن الاتحاد الأوروبي ومن يعيشون داخله من المهم الاسراع بوضع نظام لسجل اسماء المسافرين يوفر أعلى مستوى من حماية الخصوصية"، وكان منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي جيل دي كيرشوف دعا في مايو أيار إلى تحرك سريع للتصدي لما وصفه "بالمشكلة الخطيرة" للجهاديين الذين يسافرون من أوروبا إلى سوريا بأعداد كبيرة، ومن بين 22 إجراء اقترحها دي كيرشوف هو التأكيد للبرلمان الأوروبي على أهمية نظام سجل أسماء المسافرين الذي يسمح للدول الأعضاء بتتبع تحركات السفر المريبة.

طرد جبهة النصرة من الشمال

فيما تمكن مقاتلون اكراد من طرد مقاتلين جهاديين من مدينة راس العين الحدودية مع تركيا، باستثناء المعبر الحدودي، بعد اشتباكات عنيفة بدأت مساء امس وقتل فيها احد عشر مقاتلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال المرصد في بريد الكتروني "سيطرت وحدات حماية الشعب (الكردية) بشكل شبه كامل على مدينة رأس العين في محافظة الحسكة في شمال سوريا، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام ومقاتلي جبهة النصرة وكتائب اخرى متطرفة"، واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان معبر راس العين بين سوريا وتركيا الواقع عند طرف المدينة لا يزال بين ايدي الجهاديين، وان هناك اشتباكات مستمرة عند طرف حي المحطة قرب المعبر، واوضح المرصد ان "معظم مقاتلي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة والكتائب المقاتلة انسحبوا الى منطقة تل حلف ومنطقة أصفر ونجار القريبة من راس العين والتي تتواجد فيها مجموعات من الكتائب المقاتلة".

ونقل عن ناشطين ان "وحدات حماية الشعب سيطرت على جميع المقار التي كان يتمركز فيها المقاتلون الاسلاميون"، وكانت المعركة اندلعت اثر "هجوم مقاتلين من الدولة الإسلامية وجبهة النصرة على سيارة فيها ثلاثة مقاتلين اكراد بينهم امراتان، واعتقلوا الرجل الذي كان يقود السيارة، فيما تمكنت المقاتلتان من تخليص نفسيهما".

وشهدت مدينة راس العين ثلاثة اشهر من المعارك في نهاية 2012 وبداية 2013 بين المقاتلين الاكراد ومقاتلين من الجيش الحر بعضهم اسلاميون، انتهت باتفاق مصالحة برعاية السياسي المعارض البارز ميشال كيلو، تم فيه الاتفاق على انسحاب مقاتلي الكتائب من المدينة وعلى توحيد الجهود ضد القوات السورية النظامية. وبقيت جبهة النصرة في حينه في مناى عن المواجهات ولم توقع على الاتفاق. وبينما انسحب مقاتلو الكتائب المنضوية في الجيش الحر من المدينة نتيجة الاتفاق، بقيت النصرة فيها. بحسب فرانس برس.

وتقطن المدينة غالبية من الاكراد. ونقل ناشطون في راس العين عن سكان امتعاضهم من تصرفات جبهة النصرة والدولة الاسلامية ازاء السكان، لا سيما منذ بدء شهر رمضان، اذ يمارسون ضغوطا كبيرة عليهم ليلتزموا بالصوم، ويعترضون النساء اللواتي لا يرتدين الحجاب، ويتشددون في تطبيق الشريعة الاسلامية، فيما "العادات والتقاليد السورية مختلفة".

تجنيد الأجانب

الى ذلك ترك الشقيقان اللبنانيان معتصم وحسن ديب السويد التي يحملان جنسيتها، وعادا الى حياة الشقاء في مدينة طرابلس بشمال لبنان، قبل ان يلاقيا الموت في سوريا حيث كانا يقاتلان الى جانب المقاتلين الاسلاميين، بحسب ما افاد شيخ وقريب لهما وكالة فرانس برس، وقال الشيخ محمد ابراهيم ان حسن ومعتصم ديب "قتلا في هجوم لمقاتلي المعارضة السورية على حاجز للقوات النظامية في ابو زيد، قرب قلعة الحصن في حمص (وسط)"، المحافظة المتصلة بالحدود اللبنانية، واشار الى ان معتصم (18 عاما) فجر نفسه في سيارة مفخخة على الحاجز، بينما قتل حسن (21 عاما) في الهجوم الذي تلا التفجير.

وعلى رغم ان حسن ومعتصم عرفا دائما "بالتزامهما الديني العميق"، الا ان مقتلهما في سوريا شكل صدمة للعائلة، بحسب ابن عمهما جهاد ديب، ويوضح جهاد لفرانس برس ان الشابين كانا لا يزالان حتى العام الماضي مقيمين في السويد، حيث كان حسن يتابع دروسه الجامعية، بينما كان من المقرر ان يبدأ معتصم بذلك هذه السنة، اضاف "لكنهما تركا كل شيء وعادا الى منطقة +المنكوبين+ (في طرابلس) حيث يقيم والدهما منذ عامين".

وتعد هذه المنطقة من اكثر الاحياء شعبية في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان. واقيمت لايواء سكان من طرابلس بعد فيضان كبير في العام 1955، لتصبح في ما بعد حيا سكنيا مكتظا يقيم فيه من لا قدرة له على تحمل كلفة المعيشة في المناطق الاخرى لهذه المدينة الساحلية، واضافة الى وضعها الاجتماعي والمعيشي المزري، غالبا ما تتمدد الى هذه المنطقة السنية، الاشتباكات المتكررة بين منطقة باب التبانة السنية وجبل محسن العلوية، والتي ازدادت وتيرتها على خلفية النزاع السوري، ويعد سكان جبل محسن من المؤيدين لنظام الرئيس بشار الاسد، في حين يتعاطف غالبية سكان باب التبانة مع المعارضة.

وقبل 18 شهرا، قتل ربيع شقيق معتصم وحسن، خلال واحدة من جولات العنف بين باب التبانة وجبل محسن، وارتبط عدد كبير من افراد عائلة حسن ومعتصم بالتنظيمات الاسلامية المتشددة. ففي العام 2007، قتل خال الشابين خلال المعارك بين تنظيم "فتح الاسلام" والجيش اللبناني في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، كما ان خالا آخر للشابين معتقل في ألمانيا لصلاته مع تنظيم القاعدة.

ويقول الشيخ ابراهيم ان الشابين، وبعد عودتهما من السويد حيث امضيا اعواما عدة، "قررا عبور الحدود الى سوريا والانضمام الى تنظيم جند الشام"، مشددا على ان احدا لم يكن يعلم بقرارهما، ويعد التنظيم مجموعة جهادية مستقلة اعلن عن انشائها في العام 2012 للقتال ضد القوات النظامية في سوريا، ويعتقد انها تنشط بين شمال لبنان والمناطق السورية القريبة من الحدود، واضاف ابراهيم ان "معتصم انتقل (الى سوريا) بداية. ذهب الى قلعة الحصن (في ريف حمص) قبل ثمانية اشهر، وانضم اليه حسن بعد نحو شهرين"، واوضح جهاد ان الشابين "كانا عاطلين عن العمل، ويقيمان في منطقة فقيرة لا تحصل على اي مساعدات من الدولة. غالبيتنا ليست من المتطرفين، لكن يمكن رؤية العديد من اعلام القاعدة في المنكوبين".

وردا على سؤال عن السبب الذي دفع قريبيه للالتحاق بالمقاتلين المعارضين في سوريا، قال "آمن حسن ومعتصم بان على السنة القتال هناك"، اضاف "لكن والدهما ووالدتهما منهاران. الوالد على وشك الاصابة بانهيار عصبي، ويمكنك ان تتخيل ما تشعر به الوالدة. لقد فقدت ثلاثة ابناء"، وقال ابراهيم ان العائلة ستتقبل السبت التعازي من الاقارب والمعارف الذين سيقدمون اليها ايضا "التبريك" بـ "شهادة" ابنيها في سوريا.

فتوى بتحريم تناول "الكرواسون" في حلب

على صعيد مخلف بالنسبة للكثيرين، يعتبر الكرواسون وجبة الفطور المفضلة، إذ أنه قد يحتوي على الجبنة، أو الشوكولاتة، أو حتى الزعتر، إلا أن السوريين، وبالتحديد سكان حلب، وبعد كل هذا الدمار والقتل والتشريد، قد لا يتمكنون كذلك من تناول هذه الوجبة الشهية. . بحسب السي ان ان.

فقد أصدرت إحدى اللجان الشرعية المتشددة في حلب فتوى تحرم استهلاك الكرواسون، فهذه الفطيرة التي تصنع على شكل هلال تعيد إحياء الانتصارات الغربية على المسلمين، في إشارة إلى فترة الاستعمار الفرنسي لسوريا، وفقا لصحيفة الشرق الأوسط.

وتعتبر هذه الفتوى جزءا من الطابع المتشدد الذي بدأت تعيشه المدينة خلال الأشهر الأخيرة، فمؤخرا، أصدرت جماعة من المقاتلين فتوى تمنع النساء من ارتداء الملابس الضيقة أو وضع مساحيق التجميل عند خروجهن من منازلهن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 19/آب/2013 - 11/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م