
شبكة النبأ: يبدو أن روسيا لم ولن
تغير موقفها اتجاه سوريا، على الرغم من المحاولات والجهود الحثيثة لبعض
الدول الإقليمية لتغير مسار العلاقات الروسية- السورية من خلال تقديم
مغريات مادية ودبلوماسية تمثل آخرها بعرض السعودية حوافز اقتصادية تشمل
صفقة أسلحة كبيرة وعدم منافسة مبيعات الغاز الروسية شريطة تقليص موسكو
دعمها للرئيس السوري بشار الأسد.
لكن باءت هذه المحاولات بالفشل كون سوريا وروسيا تقيمان علاقات
وثيقة منذ اكثر من نصف قرن في كل المجالات وليست الصفقة السعودية هي
التي ستغير الوضع، ليتضح مجددا أن الجبهة الروسية السورية ثابت ثبوت
الجبال، رغم تلميح الغرب منذ شهور الى أن موسكو قد تتخلى قريبا عن
الاسد لكنهم يجدون بوتين على موقفه أكثر من اي وقت مضى حتى حين تميل
كفة الحرب لصالح مقاتلي المعارضة، وموسكو أقوى حليف دبلوماسي للأسد
وعرقلت قرارات لمجلس الأمن الدولي يدعمها الغرب تهدف للضغط على الرئيس
السوري.
ويرى الكثير من المحللين بأن هناك دوافع عديدة لتمسك روسيا بسوريا
ابرزها سيطرت قوات الاسد على الصعيد الميداني في الاشهر القليلة
الماضية فإنه لا توجد أسباب تذكر لتتخلى موسكو عنه، ولدى بوتين سبب آخر
ليتخذ موقفا اكثر صرامة في الخارج وهو حشد التأييد في الداخل في وقت
يتعثر فيه الاقتصاد بدرجة تضر بموقفه، كما ترى روسيا في سورية حليفاً
عسكرياً لها، لأنها تدرك بأن هنالك أجندة غربية تهدف الى ضرب مصالحها
في المنطقة من خلال إقصاء حلفائها عن مركز القرار، وهذا من شانه ان
يضعف النفوذ الروسي بشكل عام، فضلا عن العلاقات الاقتصادية المتثلمة
بشركات النفط والغاز الروسية، ولعل ابرز الاسباب هو حاجة روسيا لحليف
في الشرق الأوسط بعد التمدد الغربي خصوصا بعد نشر منظومة الدفاع
الصاروخي على مقربة من حدودها، إذ تشكل سوريا الخط الدفاع الأمامي
لروسيا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، كما تعد سوريا اهم مشتري
لصادرات الأسلحة الروسية.
وتدعم روسيا الأسد بالأسلحة وقدمت له غطاء دبلوماسيا خلال الحرب وأي
تغيير في موقف موسكو من شأنه أن يزيل عقبة رئيسية تحول دون القيام
بتحرك بشأن سوريا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وواصلت روسيا
مبيعاتها العسكرية للأسد طوال الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين وعرقلت
موسكو صدور ثلاث قرارات من مجلس الأمن ضد الأسد.
كما يرى بعض المحلين إنه من المستبعد أن يقايض الزعيم الروسي صورة
موسكو البارزة في المنطقة في الآونة الأخيرة بصفقة أسلحة وإن كانت
كبيرة.
في الوقت الذي يؤيد الروس والاميركيون منذ اشهر فكرة عقد مؤتمر دولي
للسلام بين النظام والمعارضة في جنيف، لكنهم لم يحققوا اي نتيجة حتى
الان، نظرا لحدة توترت العلاقات بين موسكو وواشطن من جراء النزاع
السوري، وانتقد بوتين الدول التي تسلح معارضي الأسد في الصراع المستمر
منذ أكثر من عامين، ودافع عن امدادات بلاده لحكومة سوريا بالسلاح قائلا
إنها قانونية تماما.
وعليه في ظل الصراع الحربي السياسية بين الدول الكبرى المتصارعة
والمهتمة بالهيمنة على سوريا، سيؤثر على مجريات الإحداث في البلاد على
نحو خطير، و يلتهب صراع النفوذ والهيمنة الذي يحرك بوصلة المصالح
المشترك بين الحلفاء، مما يبقى مشهد الأزمة السورية مستمرة ودون نهاية
مرتقبة.
فشل صفقات السعودية
في سياق متصل قالت مصادر في الشرق الأوسط ودبلوماسيون غربيون إن
السعودية عرضت على روسيا حوافز اقتصادية تشمل صفقة أسلحة كبيرة وتعهدا
بعدم منافسة مبيعات الغاز الروسية إذا قلصت موسكو دعمها للرئيس السوري
بشار الأسد.
وأضافت المصادر أن رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان
عرض الاتفاق المقترح بين اللاعبين البارزين في الحرب الأهلية في سوريا
خلال اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
وقالت مصادر من المعارضة السورية مقربة من السعودية إن الأمير بندر
عرض شراء أسلحة روسية تقدر قيمتها بما يصل إلى 15 مليار دولار وكذلك
ضمان ألا يهدد الغاز المستخرج من الخليج وضع روسيا كمزود رئيسي بالغاز
لأوروبا، وأضافوا أن السعودية تريد من موسكو في المقابل أن تخفف دعمها
القوي للأسد وتوافق على عدم عرقلة أي قرار يصدره مجلس الأمن الدولي
بخصوص سوريا في المستقبل.
وأكد مصدر خليجي مطلع على الموضوع أن الأمير بندر عرض شراء كميات
كبيرة من الأسلحة من روسيا لكن لم يحدد أي مبلغ أثناء المحادثات، وقال
سياسي لبناني مُقرب من السعودية إن الاجتماع بين الأمير بندر وبوتين
استمر أربع ساعات. وأضاف المصدر دون إسهاب "السعوديون كانوا مسرورين من
نتيجة الاجتماع"، ولم يتسن على الفور الاتصال بديمتري بيسكوف المتحدث
باسم بوتين للتعليق على الاجتماع. ولم يمكن أيضا الحصول على تعليق من
مسؤول في وزارة الخارجية السعودية.
وأضاف أن المسؤولين الروس يشككون أيضا على ما يبدو في وجود خطة
واضحة لدى السعودية لتحقيق الاستقرار في سوريا في حالة سقوط الأسد، لكن
دبلوماسيين آخرين قالوا إن روسيا مارست ضغوطا على الأسد مع اقتراب موعد
الاجتماع كي يسمح لبعثة تابعة للأمم المتحدة بالتحقيق في الاستخدام
المزعوم للأسلحة الكيماوية وهي علامة محتملة على إبداء موسكو قدرا أكبر
من المرونة، ومن المتوقع أن يزور فريق الأمم المتحدة سوريا الأسبوع
القادم، وقال دبلوماسي "كان هذا أحد تلك الاجتماعات غير المعلنة التي
قد يثبت أنها أهم بكثير من الجهود الدبلوماسية العلنية التي تبذل بخصوص
سوريا."
وقالت شخصية كبيرة في المعارضة السورية إن الاتصالات الروسية
السعودية تزايدت قبل الاجتماع، ومضى يقول "سعى بندر إلى تهدئة اثنين من
بواعث القلق الرئيسية لدى روسيا: أن الإسلاميين المتطرفين سيحلون محل
الأسد وأن سوريا ستصبح ممرا للغاز الخليجي وخصوصا القطري على حساب
روسيا"، وأضاف "عرض بندر تكثيف التعاون العسكري والاقتصادي وفي مجال
الطاقة مع موسكو". بحسب رويترز.
ويدرس المجلس منذ عدة شهور قرارا محتملا بشأن المساعدات لسوريا وقد
يؤدي تغير موقف موسكو إلى تسهيل الموافقة عليه، وقال روسلان بوخوف مدير
مركز كاست المتخصص في الدراسات العسكرية ومقره موسكو إنه ليس لديه علم
مباشر بشأن العرض لكنه لن يفاجأ إذا أعيد إحياء عقد لبيع 150 دبابة
تي-90 الروسية الصنع للسعودية، وقال بوخوف وهو مقرب من وزارة الدفاع
الروسية "كان هناك طلب لشراء دبابات تي-90 ثم توقف لأسباب غامضة ..
وإذا كان هذا إحياء لذلك الطلب فيمكن أن نظن أن السعوديين يريدون شيئا
في المقابل وأن ذلك الشيء قد يكون مرتبطا بسوريا، "إذا كان السعوديون
يريدون من موسكو أن تتخلى صراحة عن الأسد فإنها سترفض الصفقة لكن قد
يكون لهم موقف أكثر دقة ومن المحتمل أن يوافقوا عليه"، ووقعت روسيا
والسعودية على عقد في عام 2008 لشراء 150 دبابة تي 90 وأكثر من 100
طائرة هليكوبتر هجومية من طرازز مي 17 ومي 35 وعربات قتال بي.إم.بي-3
للمشاة لكن العقد تعثر لسنوات، وذكرت صحيفة كومرسانت الروسية في ذلك
الوقت أن العقد كان قد تم التوصل إليه لإقناع موسكو بتقييد علاقاتها مع
إيران لكن الكرملين نفى ذلك التقربر.
في الوقت نفسه رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقتراحا سعوديا
بالتخلي عن الرئيس السوري بشار الاسد في مقابل صفقة تسلح كبيرة ودور
اكبر في العالم العربي، كما ذكرت مصادر دبلوماسية في الشرق الاوسط.
ورفض الاسد في 2009 ان يوقع مع قطر مشروعا لاقامة خط بري لنقل الغاز
يربط الخليج بأوروبا يمر عبر سوريا، مراعاة لمصالح حليفه الروسي،
المزود الاول لاوروبا بالغاز.
وقال دبلوماسي عربي يجري اتصالات بموسكو ان "الرئيس بوتين استمع
بلياقة لمحدثه وابلغه ان بلاده لن تغير استراتيجيتها على رغم هذه
المقترحات"، واضاف ان "بندر ابلغ عندئذ الروس ان الخيار الوحيد هو
عسكري اذن في سوريا ولا بد من نسيان مؤتمر جنيف لان المعارضة لن
تحضره"، وردا على اسئلة وكالة فرانس برس حول هذا اللقاء، اجاب سياسي
سوري "كما فعلت من قبل قطر مع لافروف، تعتبر السعودية ان السياسة تقضي
بشراء اشخاص او بلدان. وهي لا تفهم ان روسيا قوة عظمى لا تحدد سياستها
بهذه الطريقة". بحسب فرانس برس.
وقال الكسندر غولتز الخبير العسكري في صحيفة "ايجيدنفني"
الالكترونية الناطقة باسم المعارضة ان "هذا الاتفاق يبدو غير محتمل
ابدا"، مذكرا بأن دعم الاسد في نظر بوتين "مسألة مبدئية"، واضاف "حتى
ال15 مليار دولار، وهو مبلغ كبير يشكل رقم اعمال لمدة سنتين لشركة
روسوبورونيكسبورت (الوكالة الروسية لتصدير الاسلحة) لن يكون له اي
تاثير"، واعتبر الخبير الامني الآخر المستقل اندريه سولداتوف الذي
يتولى ادارة موقع اجينتورا.رو ان "الهدف من هذا التشويه الاعلامي هو
اضعاف الاسد والمحيطين به"، واكد ان "موقف الاسد يزداد قوة والكرملين
على معرفة بذلك، والتخلي عنه في هذا الوضع سيكون امرا غبيا". وخلص الى
القول "علينا ان لا ننسى ايضا ان السعوديين لا يوفون عموما بوعودهم الا
بعد سنوات".
سحر أوباما لم ينجح في اخراج بوتين المستمتع
بعزلته
ففي ختام اجتماع صعب شابه التوتر على مدى ساعتين مع الرئيس الروسي
فلاديمير بوتين حاول الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي بدت عليه
الجدية تلطيف الأجواء بالحديث عن الرياضة المفضلة لكل منهما.
لم يتوقع كثيرون حدوث اي انفراجة دبلوماسية من جراء الاجتماع الذي
جرى في ايرلندا الشمالية بعد أقل من أسبوع من إعلان إدارة أوباما أنها
ستقدم دعما عسكريا لمقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس
السوري بشار الاسد حليف موسكو، لكن بوتين الذي كان متجهما وحادا وعصبيا
ورافضا للفتات الودية التي تفرضها القمة التي عقدت على مدى يومين مع
زعماء أغنى دول العالم بدا مستمتعا بعزلته بصورة إيجابية.
كان هذا بمثابة عرض ممتاز لرؤية بوتين للعالم التي تشكلت منذ انهيار
الاتحاد السوفيتي عام 1991 وهي أنه لا مفر من أن تسعى الولايات المتحدة
الى التواصل وأن على موسكو أن تتدخل دائما لإظهار حدود النفوذ الأمريكي.
نتيجة لهذا الموقف حظي الضابط السابق بالمخابرات الروسية (كيه.جي.بي)
بالإشادة في الداخل حيث يحاول إعادة تأكيد سيطرته بعد احتجاجات وفي
مواجهة اقتصاد متعثر، وقال ديمتري ترينين المحلل السياسي بمركز كارنيجي
موسكو البحثي "أعتقد أنه حصل على كل المكافآت في الداخل، رفع رأسه
عاليا ونفذ ما وعد به وهو أن يكون حازما دون صدام"، وقلل مسؤولون
أمريكيون من أهمية ما حدث ووصفوا اجتماع بوتين مع أوباما بأنه "عملي"
وأكدوا المواقف المشتركة في الحرب الأهلية الطائفية حيث يلتزم الآن
الرئيسان بتسليح طرفي الصراع، وقال بن رودس نائب مستشار الامن القومي
بالبيت الأبيض "يريد كلانا رؤية نهاية للصراع. يريد كلانا رؤية
الاستقرار. لا نريد أن يكتسب المتطرفون موطيء قدم"، وأضاف "أعتقد أن
الزعيمين بذلا جهدا اكبر من اللازم لإبراز أنهما يستطيعان العمل معا في
هذه القضية... اذا كانا يستطيعان توضيح رسالة مفادها أن بينهما وجهات
نظر مشتركة تتصل بتفاوض سياسي فإن هذا يبقي على احتمال أن يظل هذا
المسار السياسي حيا".
لكن حتى مبادرتهما المشتركة الوحيدة واجهت انتكاسة، واكد مصدر في
القمة أن محادثات السلام السورية التي دعت لها موسكو وواشنطن كان من
المفترض أن تعقد في يونيو حزيران ثم يوليو تموز ثم تأجلت الآن حتى
اغسطس آب على الأقل، ووصف أوباما إعادة ضبط العلاقات بأنه من أبرز
إنجازاته في السياسة الخارجية. وفي معرض هذه الجهود قدمت هيلاري
كلينتون وزيرة الخارجية آنذاك زرا كبيرا احمر اللون "لإعادة الضبط"
وأخطأ مساعدو وزيرة الخارجية في ترجمة الكلمة وكتبوا على الزر بالروسية
"حمولة زائدة".
ووصل بوتين في الليلة السابقة للقمة وأبدى موقفه الذي لا يتغير في
مؤتمر صحفي مع مضيفه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وأوضح
بوتين جليا وجهة نظره وهي أن تسليح مقاتلي المعارضة السورية يعتبر طيشا
حين ركز على واقعة حدثت الشهر الماضي وتم خلالها تصوير مقاتل من
المعارضة وهو يأكل أمعاء عدوه، وقال بينما كان كاميرون يقف الى جواره
"لا يحتاج المرء الى دعم أناس لا يقتلون أعداءهم فحسب وإنما يشقون
أجسادهم ويأكلون أمعاءهم امام الكاميرا"، منذ البداية كان بوتين منعزلا
في القمة. بحسب رويترز.
واتهم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الرئيس الروسي بدعم "الشبيحة"
وقال إن الازمة السورية ستناقش مع سبع قوى اخرى "زائد واحد" في اشارة
الى روسيا، ورد مستشار بوتين السياسي يوري اوشاكوف قائلا إن التصريحات
الكندية تصدر "من موضع مراقب من الخارج"، وعقب الاجتماع الثنائي مع
أوباما ذهب بوتين للعشاء في نزل على شاطيء بحيرة لوخ ايرن حيث ناقش
الزعماء الشأن السوري على مأدبة عشاء، لكن بوتين لم يقبل اي إعلان رسمي
يمكن ان يلمح الى أن الأسد سيرحل. ونجح في هذا فالإعلان الختامي عن
سوريا لم يذكر حتى اسم الأسد، كما دافع عن شحنات الاسلحة الروسية
لسوريا ولمح الى أن بلاده قد ترسل المزيد وقال "نحن نورد الأسلحة بموجب
عقود قانونية للحكومة الشرعية. وهي حكومة الرئيس الاسد. واذا كنا سنوقع
عقودا من هذا النوع فإننا سنسلم" الأسلحة.
ومازال مسؤولون غربيون يرون أن تحالف موسكو مع الاسد ليس بالقوة
التي تظهرها تصريحات بوتين، وقال مسؤول غربي حاول التقليل من شأن
الخلافات "لا تتوقعوا أن يهاتف بوتين دمشق ويقول انتهت اللعبة... تعمد
الروس الا يربطوا أنفسهم به (الأسد) كفرد وأعطوا لأنفسهم دوما مساحة
للمناورة"، وكتبت صحيفة فيدوموستي تقول "فلنترك المشاعر جانبا.. القمة
مثلت نجاحا للدبلوماسية الروسية بأشكال عدة" مشيرة الى أن روسيا لم
تقدم تنازلات وأن الغرب غير مستعد للتحرك بدون موافقة موسكو.
رحيل الأسد قد يترك فراغا سياسيا
من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا قلقة من حدوث
فراغ سياسي في سوريا يشغله المتشددون إذا ترك الرئيس بشار الأسد السلطة
الآن، وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا
ميركل "نحن قلقون من احتمال حدوث فراغ سياسي في سوريا في حال اتخاذ بعض
القرارات الآن بخصوص تغيير الحكومة في سوريا"، وأضاف "يرحل الأسد اليوم
ويحدث فراغ سياسي - فمن سيملؤه؟ ربما... المنظمات الإرهابية، "لا أحد
يريد هذا .. لكن كيف يمكن تجنبه؟ في النهاية هم مسلحون وينحون للعنف".
وقال بوتين إن الحل الوحيد هو مؤتمر سلام دولي تريد الولايات
المتحدة وروسيا عقده، واضاف "توجد فكرة عقلانية وحيدة أيدها الجميع في
قمة مجموعة الثماني" التي عقدت في أيرلندا الشمالية، ومضى يقول "هي
الضغط على كل الأطراف المتصارعة للمجيء إلى جنيف ... والجلوس على مائدة
التفاوض ووقف العنف وإيجاد صيغ مقبولة للبناء المستقبلي لدولتهم وتوفير
الأمن لكل الجماعات العرقية والدينية."
وكرر بوتين موقف بلاده بأن مصير الأسد والمستقبل السياسي لسوريا لا
ينبغي أن يقرر من الخارج، وقال "هل يبقى الأسد.. هل يرحل.. ما هو شكل
القيادة السياسية التي ينبغي أن تنشأ ... أنا وأنت لا ينبغي أن نفرض
تلك الأمور على الشعب السوري من الخارج"، وردا على سؤال من صحفي قال
لبوتين إن الأسد يستخدم أسلحة كيماوية ضد شعبه قال الرئيس الروسي إن
هذا الكلام غير دقيق"، وأضاف "ليس الشعب السوري هو من يقاتل الأسد
وإنما متشددون مدربون ومسلحون جيدا. بحسب رويترز.
ودعا بوتين الغرب في وقت سابق امس إلى عدم إرسال أسلحة إلى مقاتلي
المعارضة لأن من بينهم جماعات "إرهابية"، وقال خلال مشاركته في منتدى
اقتصادي روسي مع ميركل "إذا كانت الولايات المتحدة... تعتبر واحدا من
تنظيمات المعارضة السورية الرئيسية وهو جبهة النصرة إرهابيا... فكيف
يمكن للمرء أن يسلم أسلحة لأعضاء المعارضة هؤلاء؟"، وتساءل "إلى أين
ستصل (هذه الأسلحة)؟ ما الدور الذي ستلعبه؟".
واقترحت فرنسا في مايو أيار أن تصنف الأمم المتحدة جبهة النصرة
كمنظمة إرهابية لتمييزها عن باقي جماعات المعارضة السورية. واتخذت
الولايات المتحدة هذه الخطوة العام الماضي وتقول إن الجماعة ليست أكثر
من واجهة لتنظيم القاعدة، وقرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل نحو
أسبوع تقديم مساعدات عسكرية لمقاتلي المعارضة مستشهدا باستخدام القوات
الحكومية أسلحة كيماوية، وتقول روسيا إنها غير مقتنعة بالأدلة
الأمريكية.
روسيا ليس لديها عسكريون في سوريا
الى ذلك ذكرت صحيفة فيدوموستي أن روسيا ليس لديها حاليا عسكريون في
سوريا موضحة أن موسكو سحبت العاملين من منشأتها البحرية في ميناء طرطوس
على البحر المتوسط وربما توقفت عن استخدامها.
وقال محللون إن التقرير إذا كان دقيقا يمكن أن يدل على قلق روسيا
بشأن الخطر الذي تشكله الحرب ضد الرئيس السوري بشار الاسد حليف موسكو
على العاملين، ونقلت فيدوموستي عن مصدر بوزارة الدفاع لم تحدده قوله
إنه لا يوجد جنود أو مدنيون في طرطوس ولا يوجد مستشارون عسكريون روس
يعملون مع وحدات الحكومة السورية.
ورفضت وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان التعليق لكن صحيفة الحياة
التي تصدر باللغة العربية في لندن نقلت عن نائب وزير الخارجية ميخائيل
بوجدانوف المبعوث الخاص لروسيا في الشرق الاوسط تصريحا مماثلا، ونقلت
الصحيفة عنه قوله "الآن لا يوجد لدى وزارة الدفاع الروسية أي شخص في
سوريا"، ومنشأة طرطوس للصيانة والامداد هي القاعدة البحرية الوحيدة
لروسيا خارج الاتحاد السوفيتي السابق وتمنح روسيا موطئ قدم في سوريا
خلال الصراع، واستعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عضلات روسيا قرب
السواحل السورية وأمر بنشر وحدة بحرية في البحر المتوسط للمرة الاولى
منذ انهيار السوفيتي عام 1991. بحسب رويترز.
لكن الكسندر جولتس المحلل العسكري المقيم في موسكو قال إن سحب
الافراد من طرطوس "خطوة منطقية للغاية" لحماية العاملين"، وقال لرويترز
إنه إذا أخذ فني عسكري روسي رهينة - على سبيل المثال - "فسوف تواجه
روسيا مشكلة كبيرة يصعب حلها"، وقال جولتس إنه كان يوجد نحو 100 فني
عسكري في طرطوس لخدمة السفن التي تتوقف هناك للتزود بالامدادات وللخضوع
لعمليات صيانة بسيطة لكن ربما تم سحبهم في وقت سابق من العام عندنا
أجريت التدريبات البحرية في المنطقة. |