كوكب المريخ... البديل الاكثر الحاحا!

 

 شبكة النبأ: على الرغم من المعلومات المهمة التي حصل عليها علماء الفضاء في السنوات الأخيرة من خلال عمليات الفحص والتحليل، لايزال كوكب المريخ لغزاً محيراً  يحتاج الى بحوث ودراسات متواصلة ربما ستستمر لعقود أخرى لأجل الحصول على بعض الاجوبه العلمية المهمة، وبحسب بعض العلماء فأن إن دراسة كوكب المريخ يمكن ان تسهم بالتعرف على بعض الأسرار القيمة التي قد تساعد على إيجاد حلول مهمة للكثير من المشاكل والأخطار المستقبلية التي تهدد الحياة على كوكب الأرض او ربما يكون بديل مهم او مصدر اقتصادي اخر، وفي هذا الشأن فقد أعلنت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عن اختيار ثمانية أشخاص لإعدادهم لرحلة المريخ المتوقعة عام 2020. وقالت الوكالة في بيان نشر على موقعها الرسمي، إن الأشخاص الثمانية الذين اختارتهم لرحلة المريخ، هم: الطيار جوش كاسادا (39 سنة)، والطيار فيكتور غلوفير (37 سنة)، وتايلور هاغ (37 سنة)، وكريستينا هاموك (34 سنة)، ونيكول مان (35 سنة)، )، والطبيبة آن ماكلين (35 سنة)، والطيار جيسيكا ماير (35 سنة)، والطبيب العسكري، أندرو مورغان (37 سنة).

وقالت مديرة عمليات طاقم الطيران في مركز جونسون الفضائي، جانيت كافاندي "لقد اخترنا ثمانية أشخاص من ذوي الخبرة والتأهيل العالي، الذين اظهروا تفوقاً أكاديمياً وجسدياً ونفسياً"، مشيرة إلى أنهم "يمتلكون مهارات ومعلومات عالية تمكنهم من العمل مع بقية أفراد الطاقم". وقال رئيس الناسا، تشارلز بولدن، إن "هؤلاء المستكشفين طلبوا الانضمام إلى الوكالة لأنهم يعلمون بأننا نقوم بمهمات مهمة وجريئة، ونجري رحلات تذهب إلى مسافات بعيدة في الفضاء". وأضاف أنهم "متحمسون لمخططنا للانطلاق من الأراضي الأميركية على متن مركبة إلى محطة الفضاء الدولية"، مشيراً إلى أنهم "جاهزون لمساعدتنا في قيادة أول بعثة بشرية إلى أحد الكويكبات، ومن ثم إلى المريخ".

آثار مياه

في السياق ذاته كشفت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن الروبوت "ابورتيونتي" "لا يزال بصحة جيدة بالنسبة لعمره" بعد عشر سنوات على إطلاقه باتجاه المريخ ويستمر بالقيام باكتشافات مهمة مثل رصده أخيراً آثار مياه مؤاتية لتطور الحياة. والروبوت العامل بالطاقة الشمسية انتهى للتو من تحليل ما يعتبر على الأرجح أقدم صخرة تدرس حتى الآن أطلق عليها اسم "اسبيرانس 6" والتي كشفت أن مياها قابلة لتطور الحياة سالت بغزارة على الكوكب الأحمر تاركة وراءها معادن صلصالية.

وأوضح ستيف سكاويرز من جامعة كورنيل وأحد مسؤولي هذا البرنامج أن هذا الاكتشاف "هو من أهم الاكتشافات" التي قام بها الروبوت وبورتيونتي خلال مهمته لأنه يلقي الضوء على عناصر كيميائية مختلفة جداً عن تلك التي عثر عليها في آثار مياه أخرى حتى الآن على سطح المريخ. فالصخور الأقدم مثل "أسبيرانس 6" تتمتع بدرجة حموضة متعادلة وهو مؤشر إلى أن المياه في أولى فترات تاريخ المريخ "كانت مناسبة أكثر في عناصرها الكيميائية ونسبة حموضتها لتطور عناصر كيميائية يمكن أن تؤدي إلى نشوء شكل من أشكال الحياة" على ما أكد سكاويرز.

وأضاف أن الروبوت يتوجه الآن بسرعة خمسين متراً في اليوم إلى منطقة تبعد 1.5 كيلومتر عن موقعه السابق حيث الطبقات الجيولوجية أكثر. وأطلق ابورتيونتي والروبوت التوأم سبيريت باتجاه المريخ في العام 2003 وقد بلغا الكوكب الأحمر في يناير 2004 في مهمة استكشافية كان يفترض أن تستمر في الأساس ثلاثة أشهر، وعثر المسباران على آثار قديمة لوجود مياه على المريخ. وقد توقف "سبيريت" عن العمل في العام 2010. بحسب فرانس برس.

وشدد جون كالاس المسؤول عن المشروع في "جيت بروبالشن لابوراتوري" في ناسا أن "اوبورتيونتي في صحة ممتازة بالنسبة لعمره". وخلال السنوات لتي أمضاها على المريخ قطع المسبار حوالي 36 كيلومتراً. ويفيد العلماء أن ذلك يوازي أكثر من ثلاثة ملايين كيلومتر من دون تغيير الزيت بالنسبة لسيارة. وقد انضم إلى اوبورتيونتي في أغسطس 2012 على المريخ الروبوت كوريوستي في مهمة استكشافية منذ سنتين.

الذكرى السنوية

من جانب اخر احتفل الروبوت كوريوسيتي بالذكرى السنوية الاولى لهبوطه على سطح كوكب المريخ بحثا عن وجود اثار حياة على سطحه، في مهمة فتحت الباب امام استكشاف الكوكب الاحمر تمهيدا لغزوه في المستقبل. وقد تمكن هذا الروبوت الذي يوازي حجمه حجم سيارة صغيرة، ان يثبت لاول مرة ان كوكب المريخ كان في ما مضى بيئة مناسبة للحياة الجرثومية. وحددت مهمة الروبوت بعامين، ولكنها ستمدد على الارجح.

وقال مدير وكالة ناسا تشارلز بولدن "ان النجاح الذي حققه كوريوسيتي، مثل هبوطه المذهل على سطح المريخ، ومن ثم النتائج العلمية التي حققها، تفتح الباب امام مهمات استكشافية لاحقة منها ارسال رواد فضاء الى المريخ وايضا الى احد الكويكبات". وشكلت عملية انزال الروبوت ذي العجلات الست على المريخ ليل الخامس والسادس من اب/اغسطس 2012 تحديا كبيرا لوكالة الفضاء الاميركية، وتطلب الامر تصميم تقنيات جديدة للهبوط شديدة التعقيد، واظهرت هذه العملية ان ناسا قادرة على انزال اوزان ثقيلة على المريخ.

وانزال اوزان ثقيلة على المريخ يعد حتى الآن التحدي الاكبر امام ارسال رحلة مأهولة اليه، بحسب ما يقول العلماء. ويقول مايكل ماير المسؤول العلمي في وكالة ناسا عن الرحلات الى المريخ "نحن راضون جدا عن مهمة كوريوسيتي حتى الآن. وكلما تقدمنا في جمع المعلومات عن المريخ، نمهد الطريق امام الرحلات المأهولة اليه". ويضيف "لم يقتصر نجاحنا على الهبوط الآمن، بل ان كل المعدات تعمل بشكل جيد، وقد اجرينا عمليتي حفر في صخور المريخ حتى الآن".

وخلال سنة على سطح المريخ، ارسل كوريوسيتي اكثر من 2190 غيغابيت من البيانات، اي ما يعادل سعة 45600 اغنية او 36799 صورة عالية الدقة. واتاحت آلات التصوير والمعدات الموجودة على متن كوريوسيتي التوصل الى اجابة حول السؤال الاساسي للمهمة، وهو إن كان المريخ شكل بيئة مناسبة لنشأة الحياة وتطورها. فبعد وقت قصير على هبوط الروبوت على سطح الكوكب، تمكنت كاميراته من رصد تجمعات للحصى يسببها جريان المياه، في ما تبين انه مجرى نهر كبير جف قبل ملايين السنين.

بعد ذلك، اتاح تحليل العينات الصخرية العثور على مادة الطين، وهي تتشكل جراء احتكاك المياه. وتبين ان هذه المياه لم تكن شديدة الملوحة ولا شديدة الحموضة، بل مناسبة للحياة. وبسبب هذه الاكتشافات لم يتحرك الروبوت اكثر من كيلومتر ونصف الكيلومتر منذ عام. وفي الاسابيع الاخيرة، استأنف الروبوت طريقه نحو جبل شارب، الذي يبعد ثمانية كيلومترات، وهو مكان البحث الاكثر اهمية بحسب مخطط المهمة. وستسغرق رحلة الكيلومترات القليلة هذه اشهرا طويلة، اذ ان الروبوت سيتوقف مرارا لتحليل التكوينات الجيولوجية المثيرة للاهتمام. ويعطي العلماء اهتماما كبيرا بسفح جبل شارب، بسبب وجود طبقات رسوبية متعددة هناك تتيح تحديد الفترة التي كان فيها الكوكب ملائما للحياة.

ويقول جون لوغسدون احد مستشري وكالة ناسا "اذا عثرنا على بيئات متنوعة ملائمة للحياة كانت موجودة على سطح الكوكب، فهذا يزيد من احتمال ان الحياة كانت موجودة فعلا هناك". ويقول مايكل ماير ان كوريوسيتي قد يحقق كشوفات مفاجئة بسبب تطور اجهزته. ويضيف "اذا وجد كوريوسيتي في منطقة تحتوي على مؤشرات على وجود حياة، فانه على الارجح سيلتقطها". بحسب فرانس برس.

لكن اي تأكيد علمي على وجود حياة سابقة على المريخ ينبغي ان ينتظر حتى العام 2020، عندما سترسل ناسا مسبارا آخر هو "كوريوسيتي 2" مع اجهزة اكثر تطورا قادرة على رصد اثار للحياة، سواء كانت هذه الحياة في الماضي او في الحاضر. وفي سياق متصل، من المقرر ان يرسل الى المريخ روبوت "اكزومارس" الاوروبي الروسي في العام 2018، ومن شأن هذا الروبوت ان يؤكد ايضا وجود الحياة على المريخ حاليا او في الماضي.

رحلة دون عودة

في السياق ذاته عقد اجتماع في واشنطن ضم الاشخاص المتطوعين للذهاب في رحلة دون عودة الى كوكب المريخ، وتخلله عرض لمهمتهم المتوقع تنفيذها في السنوات المقبلة. فقد اجتمع نحو اربعين شخصا اتوا من مناطق مختلفة من الولايات المتحدة ومن كندا، في قاعة في جامعة جورج واشنطن حيث استمعوا الى شروحات حول المهمة قدمها باس لانسدورب رئيس مجلس ادارة مجموعة "مارس وان" الهولندية التي اطلقت في نيسان/ابريل الماضي هذا المشروع الرامي الى اقامة مستعمرة بشرية على المريخ في العام 2022. وقال لانسدورب "ان اقامة مستعمرة ثابتة على المريخ يعني ان الأشخاص الذين سيذهبون الى هناك لن يكون بامكانهم العودة الى كوكب الارض". واضاف "صحيح ان الامر يبدو غريبا، لكن علينا الا ننسى انه في تاريخ الارض، هناك الكثير من الاشخاص الذين غادروا اوطانهم وعائلاتهم الى غير رجعة. الآن نحن أمام خطوة تالية منطقية. المغادرة الى المريخ دون اياب".

ويقضي هذا المشروع بارسال دفعة اولى من المتطوعين يحطون على الكوكب الاحمر في العام 2023 بعد سبعة اشهر من السفر في الفضاء، وسترسل طواقم جديدة مرة كل سنتين. وتبلغ تكلفة الرحلة الاولى ستة مليارات دولار. وقال لانسدورب "لم نتوصل بعد الى جمع هذا المبلغ" رافضا تحديد المبلغ المتوافر حتى الآن. واضاف ان عقدا وقع بين مجموعته ومجموعة اخرى لم يسمها "للبدء في تصميم نظام توفير مقومات الحياة" على المريخ.

واقر الى ان الظروف على سطح الكوكب الاحمر غير ملائمة بتاتا للحياة، اذ يبلغ متوسط الحرارة 63 درجة تحت الصفر، ولا يوجد اوكسجين ولا حياة، لكنه اشار الى ان الظروف التي توجد فيها محطة الفضاء الدولية، التي تسبح في مدار الارض، أكثر قسوة، ومع ذلك فان المحطة تؤمن لروادها بيئة مناسبة للحياة. وقال "بتنا نعرف كيف نولد الاكسجين، وكيف ندور الاشياء، سنستخدم ذلك على سطح المريخ". لكنه اشار الى ان الصاروخ الفضائي اللازم لاتمام الرحلة بين الارض والمريخ وعلى متنه كل متطلبات المهمة، ما زال غير متوافر بعد. بحسب فرانس برس.

وقد تطوع في مهمة غزو المريخ ذهابا دون اياب، 78 الف شخص. وقالت احدى المتطوعات في المهمة وتدعى كريستين رامبو (38 عاما) وهي أمينة مكتبة في نيوجيرسي "الخطوة الكبيرة المقبلة ستكون استشكاف المريخ، مثلما فعل كولومبوس مع القارة الاميركية. انه أمر رائع أريد ان اشارك فيه". وابدى متطوع يدعي جيسي ماين وهو مهندس طيران حماسته لمشاهدة سطح المريخ ذي الاخاديد العميقة، وللبحث عن أي اثر للحياة على المريخ "حتى وان كانت بكتيريا"، قائلا "سيكون الامر مذهلا". واضاف هذا الرجل الاربعيني مازحا "اتمنى ايضا ان التقي بسكان من المريخ".

على صعيد متصل أعلنت أول رائدة الفضاء في العالم، فالنتينا تيريشكوفا، عن استعدادها للمشاركة بالرحلة الأولى إلى كوكبها المفضل المريخ، على الرغم من قناعتها أنها ستكون ذهاباً من دون إياب. ونقلت وكالة أنباء (نوفوستي) الروسية عن تيريشكوفا (76 عاماً)، قولها في مؤتمر صحافي عقدته بمدينة النجوم الواقعة قرب العاصمة الروسية موسكو، لمناسبة الذكرى الخمسين لتحليق أول رائدة فضاء في العالم: إن المريخ كوكبي المفضل، ولكننا نعرف حدود البشرية. وبالنسبة إلينا، فإنه لا يزال حلماً. وعن استعدادها لأن تكون أول إنسان يتوجه إلى الكوكب الأحمر وإن كانت دون عودة، قالت: إن الرحلة الأولى على الأرجح، ستكون في اتجاه واحد (أي ذهاب بلا عودة) ولكنني مستعدة.

وكشفت تيريشكوفا سراً أخفته لمدة 30 عاماً وهو حدوث حالة طوارئ أثناء رحلتها، وقالت: إن حالة الطوارئ حدثت في اليوم الأول، وأبلغت الأرض عنها. وأشارت إلى أنه: عند الهبوط تم وضع برنامج خاطئ، أعطى أمراً بالارتفاع بدلا من الهبوط، متابعة: ثم وصلتني البيانات الجديدة ووضعتها في جهاز الكمبيوتر، و تم بعذئذٍ، الهبوط بنجاح. وأوضحت أنها أخفت هذه المعلومات استجابة لطلب كبير مصممي الصواريخ وتكنولوجيا الفضاء، سيرغي كوروليوف . بحسب يونايتد برس.

وانطلقت الرحلة الفضائية التاريخية في 16 حزيران/يونيو 1963، حاملة على متنها أول امرأة تجرأت على استكشاف الفضاء، وكان الاسم الأثيري لفالنتينا هو النورس خلال رحلتها التي دامت ثلاثة أيام، أجرت خلالها 48 دورة حول كوكب الأرض. وكانت تيريشكوفا في عامها السادس والعشرين، عندما خطت اسمها على صفحات التاريخ، كأول امرأة في العالم تزور الفضاء الخارجي، وكان ذلك في عهد الاتحاد السوفياتي العام 1963، قبل أن تلحق بها السوفياتية، سفيتلانا سافيتسكايا، من مواليد 1948، لتكون ثاني امرأة دخلت عالم الفضاء العام 1982. ولحقت برائدات الفضاء الروسيات الأميركية سالي رايد، على متن المركبة «تشالنجر» في 18 حزيران/يونيو العام 1983، واستمرت رحلتها 6 أسابيع، وتم خلالها وضع قمرين صناعيين في مدارهما.

إشعاعات خطرة

الى جانب ذلك حذرت وكالة الفضاء الاميركية ناسا من ان الرحلات المأهولة المرتقبة في السنوات المقبلة الى كوكب المريخ من شأنها أن تعرض رواد الفضاء الى نسبة عالية من الاشعاعات قد تتجاوز الحد الذي يتحمله جسم الانسان. وجاءت هذه النتيجة بعدما حلل باحثون في وكالة ناسا اشعاعات سجلها جهاز على متن المسبار "مارس ساينس لابوراتوري". ويقول كاري زيتلين الباحث في معهد "ساوثويست ريسرتش انستيتيوت" وأحد المشرفين على هذه الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس" الاميركية "ان درجة التعرض للاشعاعات تناهز حدود الخطر التي تعتمدها وكالة ناسا ووكالات الفضاء الاخرى، وقد تتجاوزها".

ويضيف "ان نسبة الاشعاعات المتراكمة التي يتعرض لها رائد فضاء في رحلة الى المريخ ذهابا وايابا تعادل التعرض لآلة مسح ضوئي (سكانر) على مدى خمسة او ستة ايام"، موضحا ان ذلك يشمل الرحلة في المركبة الفضائية وليس الاقامة على سطح المريخ حيث يمكن أن تكون نسبة الاشعاعات أقوى. لكنه اوضح أن "حدود الخطر هذه منوطة بفهمنا للمخاطر على صحة الانسان من جراء تعرضه للاشعة الكونية، وحتى اللحظة ما زال فهمنا لهذه المسألة محدودا جدا".

ويشدد كاري زيتلين على ان "فهم تأثير الاشعاعات على رواد الفضاء داخل مركبة فضائية متجهة الى المريخ او الى أي وجهة بعيدة هو أمر ضروري للتحضير لهذا النوع من المهمات الفضائية المأهولة". ووفقا لعمليات القياس التي أجرتها وكالة ناسا، يقدر ان يتعرض رواد الفضاء في رحلة الى المريخ ذهابا وايابا لمستوى من الاشعاعات يبلغ 662 ميليزيفرت. وتقدر ناسا ان المستوى الاقصى المتراكم من الاشعاعات الذي لا ينبغي لرائد الفضاء تجاوزه خلال كامل حياته المهنية هو 1000 ميليزيفرت، ويؤدي التعرض لهذا المستوى من الاشعاعات الى مضاعفة مخاطر الاصابة بسرطان من 3% الى 25%، علما ان نسبة الاصابة بالسرطان عموما هي 22%، بحسب ما يقول ستيفن دافيسون المسؤول عن برنامج علم الاحياء الفضائي في وكالة ناسا.

ويتعرض الرواد اثناء وجودهم في الفضاء لنوعين من الاشعاعات هما الاشعاعات الكونية، والجزيئات الشمسية. وتتميز الاشعة الكونية بانها ذات طاقة كبيرة، ولا تكفي وسائل الحماية المتواضعة في مركبات الفضاء للوقاية منها. لكن وسائل الحماية هذه يمكن ان تشكل درعا واقيا من الجزيئات الشمسية، التي تكون عادة اقل طاقة من الاشعاع الكوني، بحسب كاري زيتلين.

وتختلف قوة الاشعاعات الشمسية باختلاف دورة النشاط الشمسي، وهي كانت ضعيفة اثناء رحلة المسبار "مارس ساينس لابوراتوري" الى المريخ. لكن المهندس النووي روبرت زوبرين يرى ان "نتائج هذه الدراسة تظهر ان الاشعاعات الكونية ليست عقبة يستحيل تجاوزها" في سبيل ارسال رحلة مأهولة الى المريخ. ويضيف "هذا يؤكد ان المخاطر الناجمة عن الاشعاعات هي في الحدود المعقولة". بحسب فرانس برس.

ويتابع قائلا "بكل صراحة، الاشعاعات الكونية ليست سوى جزءا صغيرا من المخاطر التي تواجه أي رحلة الى المريخ". ويجمع الخبراء على ان انزال رواد الفضاء على سطح المريخ من دون حوادث هو التحدي الاكبر أمام الرحلات المأهولة الى الكوكب الاحمر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/آب/2013 - 5/شوال/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م