السياحة... دول تعمل بين المال والترفيه والثقافة

باسم الزيدي

 

شبكة النبأ: جميلة هي السياحة في بلدان العالم والتي فيها الكثير من الفوائد النفسية والمعرفية خصوصاً للباحثين عن الاستجمام والسلام مع الروح في أجواء تغير الكثير من الواقع الروتيني الذي يعيشه الانسان في اغلب أيام حياته والتي يقضيها غالباً بين العمل وتوفير متطلبات الاسرة والالتزامات الاجتماعية الأخرى، وقد تنافست دول العالم وتباهت، ايضاً، بما لديها من مناطق ومدن ذات طبيعة ساحرة وجمال خلاب إضافة الى احتواء البعض الاخر منها على ظواهر او ميزات طبيعية افردتها عن باقي دول العالم وجعلت قلوب الملايين وعقولهم تهوي اليها للتمتع والاستمتاع وقضاء أيام تبقى مستقرة في ذاكرة الانسان قد يسترجعها في وقت لاحق وهو يروي حديثه الشيق عن مغامراته التي لا تنسى.

وقد تحولت السياحة في الوقت الحالي الى جانب اقتصادي واستثماري مهم للعديد من دول العالم بل ان للبعض منها اصبح الجانب السياحي عماد وعصب الاقتصاد لديها بما حباها الله من طبيعة خاصة او اثار مميزة او لتقدمها العلمي والذي قد لا يكفي في جذب السياح سيما وان التطور الكبير في هذا الرافد المهم زاد كثيراً من العوامل المساعدة في نجاح البلد واستعداده لاستقبال السواح وتوفير الراحة لهم ولعل في مقدمتها الامن والأمان والدعم اللوجستي والخدمي والاسعار والعناية بالمعالم الاثرية والتراث الشعبي وغيرها الكثير.

بورما

اذ تقدم الأديرة في بورما إلى السياح الذين يبحثون عن السلام الروحي فرصة للوصول الى السعادة المطلقة التي تنادي بها البوذية، من خلال الاستيقاظ قبل الفجر والتأمل بصمت والصوم لأيام عدة، وتهدف هذه الرحلة إلى التزهد أكثر منها إلى المتعة، ويقول مؤرخ للفن البريطاني يدعى روبرت اروسميث، بعد 45 يوما من التأمل والصمت المطبق في دير شانمياي ييكتتا الريفي بالقرب من رانغون ان التجربة "اشبه بمعسكر، بما في ذلك حلق شعر الرأس"، بعد ان يحلق رجال الدين شعرهم، أكانوا اجانب ام محليين، يعتمدون نمط حياة هادئا ومتعبا في الوقت نفسه، فيستيقظون قبل بزوغ الفجر ويمارسون التأمل في معظم النهار بينما يجلسون لساعات طويلة وهم يرتدون زيهم أو يمشون في الدير المؤلف من مجموعة مبان صغيرة على وقع زقزقات الطيور، أما وجبات الطعام فتكون أحيانا فريدة من نوعها، بما أن سكان بورما يقدمون الى الرهبان أفضل ما لديهم من طعام، كالأرز طبعا وأيضا القريدس العملاق والكاري، لكن تناول الطعام ممنوع بتاتا بعد الظهر، وفي دير شانمياي ييكتها، تكون الوجبة الأخيرة عند الساعة العاشرة والنصف، ويقول اروسميث الذي ينام كغيره في غرفة انفرادية على سرير من دون فراش "هنا لسنا في ديزني لاند"، لكنه يؤكد أن هذه التجربة الهادفة الى البحث عن السلام الداخلي تستحق العناء، ويضيف "انها تجربة ضرورية لكل من يريد ان يفهم كيف يعمل عقله"، ناصحا الغربيين الذين "يتكلمون عن معرفة الذات" بخوضها، بعد عقود من الانعزال، عادت بورما لتحتل مكانا على خارطة السياحة الدولية بعد زوال الحكم العسكري سنة 2011، وبفضل أديرتها المتعددة، تستقطب أيضا الزائرين الآتين من أجل السياحة الروحية. بحسب فرانس برس.

وبات من السهل اليوم الحصول على تأشيرة الدخول المخصصة لرحلات التأمل، علما أن السياحة الروحية تزدهر، وفي تايلاند المجاورة التي يقصدها السياح الروحيون منذ زمن بعيد، تقدر السلطات الدينية عدد الاجانب الذين يقصدون الاديرة كل سنة من اجل التأمل بألف سائح، وعدد الذين يصبحون رهبانا بخمسين سائحا، وتسير بورما في الاتجاه نفسه، فعندما انفتحت الحكومة على العالم، ازداد عدد الاجانب الذين يأتون من أجل التأمل، وكثيرون يقصدون بورما حاليا، خصوصا هذه السنة، من الغرب ومن الشرق أيضا، وقد تم تجهيز غرف لهم في الدير الذي استضاف مؤخرا 20 كوريا وصينيا ويابانيا واميركيا من بين 500 راهب وراهبة وطالب ومبتدئ، لكن ارتفاع عدد الزائرين الاجانب يطرح مشاكل، لأن الرهبان يعيشون بفضل هبات مادية وغذائية من السكان الذين يأملون بهذه الطريقة الحصول على مكافأة في الآخرة، وهنا المفارقة، لأن سكان أحد البلدان الاكثر فقرا في العالم يقدمون الطعام الى سكان بلدان غنية، والتأمل والتزهد والخير هي من العناصر الاساسية المؤدية الى السعادة المطلقة "النيرفانا"، الى جانب التحرر من العذاب والألم، ولهذا السبب بالذات، توجه شيغيناري موريا نحو البوذية لمكافحة السرطان الذي اصيب به، ويقول هذا الياباني البالغ من العمر 36 عاما "أحب الشمس، والطعام لذيذ، والأهم أنني سعيد بممارسة التأمل هنا لأنني أعتقد أن هذا البلد أكثر روحانية من أي مكان آخر في العالم"، ومع أنه قرر أن يعيش حياة الزهد لمدة 3 اشهر فقط، بات اليوم مترددا بشأن العودة الى حياته السابقة.

خطر الاغلاق

فيما تواجه شركة الدليل السياحي "lonely planet" خطر الاغلاق بعد نحو 40 عاماً على تأسيسها، وبعد بيعها أكثر من 120 مليون دليلاً سياحياً حول انحاء العالم حسب ما ذكرته صحيفة "معاريف" في عددها الاخير، وتعزو الصحيفة السبب وراء ذلك، للإنتشار الواسع للشبكة العنكبوتية في كل زاوية على وجه الكرة الارضية، ما ادى للإستغناء عن الدليل السياحي الذي تُصدره الشركة بعد ان كان المتنزهون حول العالم يُعتبرون تائهين في حال لم يكن بحوزتهم هذا الدليل، واشارت الصحيفة إلى أن الشركة التي تأسست في العام 1972 على يد "توني فيلر" وزوجته "مورين تيلو " باعت في العام الاول على تأسيسها 1500 دليل سياحي، وبلغت كمية الاعداد التي تم بيعها لغاية الآن نحو 120 مليون نسخة في جميع انحاء العالم، واضافت الصحيفة ان الشركة تم بيعها في العام 2007 لـ BBC Worldwide بمبلغ 130 مليون جنيه استرليني، التي باعتها بدورها بعد عام بخسارة 80 مليون جنيه استرليني، ويملك الشركة هذه الايام الملياردير "براد كيلي" من ولاية كنتاكي الأميركية، ويواجه حوالي 80 موظفاً في الشركة من اصل 450 موظفاً فيها خطر الفصل من العمل بسبب الصعوبات المالية التي تواجهها الشركة التي قد تؤدي بها الى الاغلاق.

وجه تايلند الأخر

من جهة أخرى تعرف تايلاند بانها أرض المعابد الساحرة والشواطئ الخلابة ومقصد السياح، لكن سمعتها اليوم تعاني من ازدياد اعمال السرقة والاعتداء وغيرها مما يعكر صفو زوارها ويثير قلق السلطات والمواطنين فيها، وقد باتت حكومات دول عدة قلقة من امكانية تعرض مواطنيها لاعتداءات في تايلاند، فطلبت من سلطات المملكة بذل المزيد من الجهود الأمنية، وتسجل تايلاند اعداد قياسية من السياح وصلت في العام الماضي الى 22 مليونا، ومع ان الغالبية العظمى من السياح لم تتعرض لاي ضرر، الا ان البعض من أصحاب الحظ العثر واجهوا بعض المشكلات، حطت عائلة الودي تريش الفرنسية رحالها في اجازة في تايلاند في ايار/مايو الماضي، وخرجوا من المطار دون ان يمروا لدى السلطات المختصة، سهوا، وعند انتهاء الاجازة، وتوجههم الى المطار للمغادرة، اوقفوا، والتقطت لهم صور ووضعوا في التوقيف الاحتياطي مدة 12 ساعة ثم اخلي سبيلهم بكفالة، قبل ان يصدر بحقهم حكم بالسجن سنة واحدة مع وقف التنفيذ ودفع غرامة قدرها الفين باهت (50 يورو)، وتقول الودي "هذه المعاملة غير مقبولة، كانت ابنتنا ذات العامين تفضل على الارجح ان تمضي الاجازة في مكان آخر غير قوس المحكمة"، لكن ما جرى مع هذه العائلة الفرنسية قد يكون افضل مما جرى مع آخرين من السياح الأجانب، ويروي السائح الاسترالي وال براون "قبل عامين، خرج سائحان ايطاليان من الغابة ولم يكونا قادرين على تذكر ما جرى معهم، سرقت كل اموالهما وملابسهما ولم يبق لكل منهما سوى ملابسه الداخلية". بحسب فرانس برس.

واطلق تحذير للسياح الاجانب ينبه الى ضرورة عدم الاستجابة لمن يعرضون الدخول الى عروض للراشدين مجانا، ومن ثم يكتشفون ان قدح البيرة ثمنه 50 دولارا مثلا، ويقول براون "في العام الماضي، ضرب شاب بمطرقة لانه لم يرد ان يدفع ثمن قدح البيرة"، وطالبت البعثات الاجنبية من سلطات البلاد اتخاذ الاجراءات الحازمة لحماية السياح، وقد عبرت 15 سفارة اجنبية امام السلطات التايلندية عن قلقها ازاء هذا الامر، ويقول دايفيد ليبمان رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي في تايلاند "لا اعتقد ان الوضع يتحسن، ولذلك نريد فعلا ان نشدد على هذه المسائل"، وتقول شرطة جزيرة فوكيت السياحية جنوب البلاد، الوجهة الاولى للسياح في تايلاند، انها تبذل ما في وسعها ضمن الامكانيات المتاحة، ويقول متحدث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس "لقد وضعنا برنامجا لحماية السياح، وعلى الناس هنا ايضا ان يساهموا في الاهتمام بالاجانب، لا سيما ان عدد رجال الشرطة هنا لا يتجاوز 100 عنصر"، وتراوح شكاوى السياح بين ضعف وسائل النقل العام، وعدوانية سائقي عربات التوك توك، وصولا الى السرقة والاعتداء، وفي شعر تموز/يوليو الجاري، قتل اميركي في بانكوك على يد سائق سيارة الاجرة بعد خلاف على الأجرة، واذا كان هذا النوع من الحوادث نادر، الا ان حوادث السير شائعة وبكثرة، في العام 2012 مات في تايلاند 111 استراليا من اصل مليون سائح استرالي فيها، ومات في العام الماضي 88 فرنسيا، ويقول ليبمان "آمل ان يتحسن الوضع" بعد الرسالة التي وجهها الدبلوماسيون الاجانب للسلطات، ويضيف "الكثيرون من السياح لا يواجهون أي مشكلة، لكن المشكلات موجودة وكثيرة".

باكستان

الى ذلك في واد اخضر في كشمير الباكستانية يقع على سفح جبال الهملايا، يحقق اصحاب الفنادق نتائج ممتازة منذ شق طريق جديد بناه الصينيون، فباكستان رغم الاضطرابات الامنية تسجل بعض النجاحات، وكان السياح تخلوا في السنوات الاخيرة عن وجهتهم الى قمم الهملايا المغطاة بالثلج، الواقعة في شمال باكستان، بين الصين والهند، وهي منطقة تشتهر بانها تؤوي معسكرات تدريب المقاتلين الاسلاميين المتشددين، ومن جهة اخرى، ما زالت كشمير محل خلاف بين الدولتين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، اللتين تواجهتا في حربين للسيطرة على هذا الإقليم، وزاد من مخاوف السياح ازاء هذه المنطقة قيام مسلحين اسلاميين متشددين بقتل عشرة متسلقي جبال اميركيين واوكرانيين وسلوفاكيين وصينيين وليتواني ونيبالي في منطقة غيلغيت بالتيستان المجاورة، لكن بفضل طريق جديد شقه الصينيون، وبفضل وقف اطلاق النار الذي يبدو انه قابل للحياة بين الجارتين النوويتين، يعود مئات الالاف من الباكستانيين الى اكتشاف البحيرات الصافية والانهار الجليدية في وادي نيلوم، في اقليم كشمير، ويتوافد السياح المحليون الى هذه المنطقة الافقر في باكستان ليضخوا بعض المال في شرايين حياتها الاقتصادية الراكدة، ويقول محمد أمير وهو محام باكستاني يمضي الاجازة في وادي نيلوم مع عائلته "هناك مخاوف صغيرة، ولكن بشكل عام، نحن مسرورون وسنمضي هنا الوقت الذي قررناه"، ويقول منزه طارق وهو طالب من مدينة كراتشي (جنوب) "هذا الهجوم الذي وقع على متسلقي الجبال نفذه اعداء باكستان، اتصلت بنا عائلتنا فور وقوع الاعتداء واخبرناهم اننا بخير واننا نمضي وقتا ممتعا هنا". بحسب فرانس برس.

ودرج سكان وادي نيلوم على ان يطلقوا عليه اسم "الجنة على الارض"، لكنه اصبح جحيما في العام 2005 عندما ضرب زلزال مدمر شمال البلاد مسفرا عن مقتل سبعين الف شخص، ويبدو ان عدد السياح القاصدين هذا الوادي الى ارتفاع، فقد وصل عددهم في العام الماضي الى 600 الف، مقابل 130 الفا في العام 2010، اي قبل قيام الصين بشق الطريق الذي يصل هذه المنطقة مع مدينة مظفر آباد عاصمة الجزء الباكستاني من كشمير، وتقول شهله وقار المسؤولة في وزارة السياحة المحلية "يعود الفضل في هذه الطفرة السياحية الى الطريق الرائع الذي يربط الوادي بمدينة مظفر اباد، والاوضاع هادئة على الخط الفاصل بين الجزء الهندي والجزء الباكستاني من كشمير، والمنطقة رائعة ولا يوجد مخاوف من عمليات ارهابية"، ومع ان الحدود تشهد اشتباكات محدودة من حين الى آخر، الا ان الدولتين الجارتين متفقتين في ما يبدو على تهدئة الأمور، وقد جعل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف من تحسين العلاقات مع الهند احدى اولويات حكومته، واليوم، هناك 115 فندقا ونزلا مسجلة في وادي نيلوم، فيما لم يكن هناك فندق او نزل واحد في العام 2010، وتعمل السلطات الباكستانية على تعزيز الوجود الامني والاجراءات الامنية في المنطقة وخصوصا بعد حادث مقتل المتسلقين، ويقول عبد السلام بوت وزير السياحة في اقليم كشمير الباكستاني "لا شك في ان الحادث قد اثر على صورة باكستاني لدى السياح الاجانب، لكن هذا لن يؤثر على السياحة في كشمير، لان السياح هنا معظمهم من الباكستانيين"، ويقول محمد عويس مالك احد المطاعم ومنظم الرحلات في وادي نيلوم "ما ان يدخل الزوار الى الوادي حتى يشعرون بالرغبة في البقاء فيه وعدم الخروج"، ويرحب سكان المنطقة بهذه الطفرة السياحية التي قد تغير واقع الفقر المخيم على الوادي، والذي كان يدفع الرجال الى المغادرة بحثا عن قوت عائلاتهم.

تركيا

من جانبها وعلى رغم تحذيرات بعض الدول العربية والأجنبية رعاياها من السفر إلى تركيا بعد تظاهرات ميدان «تقسيم» في اسطنبول والتي خشي بعضهم من تحوّلها إلى «ربيع تركي»، امتلأت المدينة وفنادقها وأسواقها بالسياح العرب والأجانب، بعد قرار محكمة في اسطنبول قضى بإلغاء مشروع إعادة ترتيب ساحة تقسيم التي كانت شرارة الاضطرابات، واعتبرت مجموعة «تضامن تقسيم» التي تمثل المتظاهرين، أن القرار هو انتصار، وحرص محافظ مدينة اسطنبول حسين موتلو والمسؤولون في «الخطوط الجوية التركية»، على دعوة صحافيين من دول الخليج العربي لزيارة المدينة بخاصة ساحة «تقسيم» التي اختفت فيها مظاهر الاحتجاج، لتعجّ مجدداً كعادتها بالسياح، ما شجع المحافظ على توقع أن تستقطب تركيا أكثر من 32 مليون سائح هذه السنة، بعدما حقق القطاع معدلات نمو خلال النصف الأول من السنة بلغت 25 في المئة زيادة على الفترة ذاتها من العام الماضي، وأكد موتلو في حديث الى «الحياة» أن تركيا «تحرص على القطاع السياحي الذي يدر عليها سنوياً أكثر من 25 بليون دولار، وعلى استقطاب السياح العرب»، الذين باتت تركيا إحدى الوجهات المفضلة لديهم، لا سيما بعد «الربيع العربي»، ودخول المسلسلات التركية إلى معظم بيوت المنطقة، وأشار إلى أن تركيا تخطط لتشييد اكبر مطار في العالم يفوق سعة مطاري هيثرو وفرانكفورت، ويستوعب ١٥٠ مليون مسافر سنوياً بكلفة 22 بليون يورو، ولإنشاء قناة تربط بحر مرمره بالبحر الأحمر، وبناء جسر يربط قارتي آسيا وأوروبا، ولفت إلى أن الإعلام ضخّم ما يحدث في تركيا، وهو لا يعدو كونه تظاهرات نظمها أنصار البيئة بسبب اقتلاع عشر شجرات من حديقة «تقسيم»، لكن، على رغم التضخيم الإعلامي، فهو لم ينعكس على القطاع السياحي سوى لفترة لم تتعد الشهر الماضي، الذي تباطأ خلاله تدفق السياح بمعدل 25 في المئة، وأُلغيت خلاله رحلة طيران واحدة فقط، لكن عاد تدفق السياح حالياً إلى طبيعته، بعدما خفّت حدة التظاهرات التي انتشرت في بعض المدن التركية وفي ساحة «تقسيم».

وأوضح أن «اضطرابات ساحة تقسيم، لم تهزّ أسواق المال أو البورصة، ولم تؤثر في الحياة اليومية أو بقية القطاعات مثل النفط والماء والخبز وكل الحاجات»، وقال: «تباطأ القطاع لفترة قصيرة، أخذنا نفساً ومن ثم عدنا بقوه ولا نزال، وحالياً هناك موسم رمضان الذي تريد تركيا التركيز عليه، خصوصاً استقطاب السياح من المنطقة العربية، حيث كانت المساجد والأسواق تعجّ بالأخوة من الشرق الأوسط وبخاصة من المملكة العربية السعودية خلال الشهر الفضيل العام الماضي»، وأعلن موتلو أن "زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود الأخيرة لتركيا، دعمت السياحة والاستثمار بين البلدين"، وأشار إلى أن تركيا تحتل المركز السابع سياحياً بين دول العالم، وتخطط لاحتلال المراكز الأولى، إذ يُتوقع أن تستقبل 60 مليون سائح بحلول عام 2023، وتعمل الحكومة على زيادة عدد الفنادق، ويوجد فيها حالياً 70 ألف سرير، ولم يغفل تخطيط تركيا لدعم علامات تجارية من كل القطاعات، خصوصاً «الخطوط الجوية التركية» الساعية إلى استقطاب السياح من أنحاء العالم، إضافة إلى المنطقة العربية التي تُعتبر من أسرع أسواق الناقلة التركية نمواً»، لافتاً إلى أنها «سجلت زيادة في حركة المسافرين نسبتها 49 في المئة خلال العامين الماضيين، و29 في المئة خلال عام 2012 مقارنة بعام 2011»، وقال مسؤولون في الشركة التي نظمت زيارة للصحافيين العرب إلى اسطنبول، إن الناقلة التركية «تتطلع إلى تسليط الضوء على مكانتها كصاحبة أكبر شبكة مقارنة بأي شركة طيران أخرى في العالم، إلى جانب عرض حملاتها الترويجية الجديدة، خصوصاً تلك التي تلبي متطلبات الزوار من منطقة الشرق الأوسط، وأعلنوا أن «الخطوط الجوية التركية»، تسيّر رحلات إلى 235 وجهة في 103 دول حول العالم منها 32 وجهة في منطقة الشرق الأوسط، علماً أن نحو مليون مسافر إضافي في الشرق الأوسط استفادوا من خدماتها خلال عام 2012، ورأى نائب رئيس «الخطوط الجوية التركية» ضياء طاشكنت، أن منطقة الشرق الأوسط هي «السوق الأسرع نمواً بالنسبة إلينا مقارنة بمناطق انتشار شبكة وجهاتنا العالمية، حيث يساهم الطلب المتزايد منها في نجاحنا بزيادة عدد الرحلات والوجهات، في إطار استراتيجية التوسع العالمية المعتمدة لدينا».

تمثال الحرية

على صعيد اخر وبعد ثمانية أشهر على إعصار ساندي أعاد تمثال الحرية في نيويورك فتح أبوابه مؤخراً تزامناً مع العيد الوطني الأميركي محققا أمنية آلاف السياح الذين تواجد بعضهم منذ ساعات الفجر الأولى ليكونوا أول من يحيي" ليدي ليبرتي" أحد أأشهر النصب في العالم المقام على جزيرة صغيرة جنوب مانهاتن، وكانت الطبول والمزامير والخطابات والأعلام الأميركية والقمصان الوطنية على الموعد في هذا اليوم الذي يحتفل فيه بإعلان الاستقلال في الرابع من تموز/ يوليو 1776، وقال مايكل بلومبرغ رئيس بلدية نيويورك خلال مراسم قصيرة "آمل أن تكون المرة الأخيرة التي نعيد فيها فتح الموقع"، وكان الاعصار ساندي ضرب ساحل الولايات المتحدة الشرقي في 29 تشرين الأول/اكتوبر بعد يوم على إعادة افتتاح تاج التمثال الذي خضع لأعمال ترميم استمرت سنة والذي تسبب بغمر 75 في المئة من جزيرة ليبرتي إيلاند بالمياه مع تدمير مرسي الزوارق فيها فضلا عن شبكتي الكهرباء والهاتف واقتلاع سياج الامان فضلا عن أحجار تبليط الممرات المخصصة للتنزه، وفي الأشهر الأخيرة أجريت أشغال مكثفة في الجزيرة إذ أعيد وضع حوالى 53 ألف حجر تبليط وتم إعادة بناء المرسى بالكامل كما تبقى أجزاء من الجزيرة غير مفتوحة امام الزوار كما سيتم في مرحلة لاحقة هدم بعض المباني التي تعرضت لاضرار هائلة، وأوضح جون وارن الناطق باسم خدمة المتنزهات الوطنية أن "البنية التحتية لا تزال تشكل تحدياً إذ لا ينبغي فقط إصلاح شبكات الكهرباء وتلك المخصصة لمعالجة المياه المبتذلة بل وضعها في مكان لا تتعرض فيه للدمار خلال العاصفة المقبلة" كما ينبغي ايضا اعادة بناء المرسى الثاني، وطوال النهار انتشر الزوار مجددا في أرجاء الجزيرة وصعدوا إلى قاعدة التمثال البالغ ارتفاعه 93 متراً ووزنه 200 طن فيما وصل البعض إلى مستوى التاج أيضاً فيما عادت المقاهي ومحلات بيع التذكارات الى الحياة في الجزيرة، وفي باتيري بارك في مانهاتن تشكلت طوابير طوال اليوم من اجل الابحار الى الجزيرة ، وادت اشهر الاغلاق الثمانية الى ربح فائت يقدر بعشرات ملايين الدولارات في مجال السياحة المحلية، وقدرت السلطات الأميركية أضرار إعصار ساندي على ليبيرتي إيلاند وجزيرة إيليس إيلاند المجاورة  بنحو 77 مليون دولار، وفي حين عاد ليبرتي إيلاند لاستقبال الزوار لا تزال جزيرة إيليس إيلاند بوابة دخول ملايين المهاجرين إلى الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين، مغلقة، ويستقبل تمثال الحرية عادة أكثر من 3,5 ملايين سائح سنوياً في حين حقق نشاطه الاقتصادي في العام 2011 اكثر من 174 مليون دولار. بحسب فرانس برس.

السياح البريطانيين

من جهتها اصدرت وزارة الخارجية البريطانية نصيحة غير اعتيادية الى السياح البريطانية حذرتهم فيها من مخاطر الشرفات في الفنادق والمنازل التي يستأجرونها اثر سقوط مراهق ومقتله في بلغاريا، واعربت السلطات خصوصا عن خشيتها من تنامي شعبية ظاهرة "البالكونينغ" في صفوف الشباب التي تقوم على القفز من شرفة فندق او شقة الى حوض السباحة خلال سهرات غالبا ما يسرفون في الشرب خلالها، وقد توفي شاب بريطاني مؤخراً بعد سقوطه من شرفة فندقه في مجمع ساني بيتش في بلغاريا، واصيب ثلاثة اخرون في حزيران/يونيو في ظروف مماثلة من بينهم واحد على الاقل في اسبانيا مما رفع الى سبعة عدد الحوادث من هذا النوع منذ مطلع السنة الحالية، وقد سجل 14 حادثا ممثلا في العام 2012 على ما تفيد الارقام الرسمية البريطانية، ومع اقتراب موسم الصيف اعادة وزارة الخارجية البريطانية وجمعية وكالات السفر البريطانية اطلاق حملة كانت باشرتها في آب/اغسطس ،2012 لتوعية السياح.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 8/آب/2013 - 30/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م