شركات عملاقة تجمعها الأرباح وتفرقها المصالح

باسم الزيدي

 

شبكة النبأ: صحيح ان هناك المئات من الشركات التكنولوجية الرائدة في مجال عملها والاف الشركات التكنولوجية الفرعية ذات الخدمات المختلفة والتي تتراوح بين التسوق والاعلانات والتخزين ومحركات البحث والخدمات الاجتماعية، إضافة الى ملايين المواقع الأخرى والمنتشرة على الشبكة العنكبوتية والتي تتنافس فيما بينها لكسب الجمهور من خلال تقديم المحتوى المتميز والغني بالمعرفة والمعلومة الجديدة في مجالات علمية وثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية، الا ان الجميع يبحث عن تحقيق التميز ونيل الصدارة من اجل التمتع بالأرباح والأرقام الفلكية التي تدرها العوائد والارباح لشركات التكنولوجيا والذي استطاع القليل منها تحقيق هذه الغاية.

ومن منطلق الأرباح والحسابات التجارية ومنافسة الخصم ومبدأ الرابح والخاسر تولدت الكثير من الصراعات الكبيرة فيما بين هذه الشركات والتي تحولت بمرور الزمن الى قضايا حظيت باهتمام العالم وانتقلت العديد من هذه الخصومات الى قاعات المحاكم بعد ان تبادل اطرافها الاتهامات فيما بينهم حول حقوق ملكية براءة الاختراع وتقليد المنتجات وحقوق الإعلانات وغيرها، حتى ان البعض من هذه المحاكمات استمرت لسنوات واستهلكت الملايين من الدولارات، وما زال الوضع قائم على هذا المنوال مادام هناك سوق يتمتع بالتنافس الشديد والارباح العالية.

شركة "غوغل"

فقد حصد عملاق الانترنت "غوغل" اكثر من نصف ال8,8 مليارات دولار التي أنفقها أصحاب الاعلانات في العالم السنة الماضية على إعلانات مخصصة للاجهزة المحمولة، على ما اعلنت شركة "إي ماركتر" المتخصصة، وجمعت "غوغل" عائدات بقيمة 4,61 مليار دولار، فبلغت حصتها من السوق 52,36 % سنة 2012، تلتها شبكتا التواصل الاجتماعي "فيسبوك" (5,35 % مع 470 مليون دولار) و"تويتر" (1,57 % مع 140 مليون دولار) والاذاعة الالكترونية "باندورا" (2,71 % مع 240 مليون دولار)، ومن المتوقع ان ترتفع النفقات الخاصة باعلانات الاجهزة المحمولة هذه السنة وان تصل الى 15,82 مليار دولار وان يغزز "غوغل" سيطرته على السوق على الرغم من احراز "فيسبوك" بعض التقدم، بحسب "إي ماركتر"، ويتوقع اذا ان تصل حصة "غوغل" من السوق الى 55,97 % مع عائدات بقيمة 8,85 مليارات دولار، وان تبلغ حصة "فيسبوك" 12,90 % مع 2,04 مليارات دولار، أما "باندورا" فيتوقع ان تصل حصتها من السوق الى 2,50 % (400 مليون دولار)، مقابل 1,95 % (310 ملايين دولار) ل"تويتر"، ولا يزال "غوغل" مهيمنا على سوق الاعلانات الالكترونية في العالم مع 32,73 مليار دولار من العائدات أي 31,46 % من حصة السوق السنة الماضية، و38,83 مليار دولار أي 33,24 % متوقعة سنة 2013، أما "فيسبوك" فيتوقع ان تزيد حصته من 4,11 % الى 5,04 % وعائداته من 4,28 الى 5,89 مليارات دولار. بحسب فرانس برس.

شركة "فيسبوك"

الى ذلك ارتفعت أسهم الشركة التي تدير موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى أكثر من 38 دولارا في سعر تداولها العام لأول مرة منذ بدء تداولها تجاريا عام 2012، وارتفع سعر سهم، أكبر شبكة تواصل اجتماعي في العالم، إلى 38.31 عند بدء التداول في الصباح ثم عاد إلى النزول ليغلق عند 36.80، وكانت أسهم الشركة تعززت منذ أفادت تقارير اقتصادية بأن واردات الشركة في 24 من يوليو/تموز كانت اقوى من التوقعات، وتشجع المستثمرون بسبب النمو السريع لواردات الإعلان في خدمة فيسبوك عبر أجهزة الهواتف النقالة، إذ تكسب الشركة نحو 41 في المئة من مجمل إيراداتها الإعلانية من الهواتف النقالة، وكانت بداية طرح أسهم فيسبوك للتداول العام في مايو/أيار 2012 بالغة السوء بالنسبة للشركة، بسبب مخاوف حملة الأسهم من نقص ستراتيجية الشركة في مجال الهواتف النقالة وبطء نمو وارداتها، وإتهم البعض مؤسس الموقع مارك زوكربرغ بالمبالغة في تفاؤله في توقعات نمو الشركة، وإنهار سعر سهم الشركة، بعد 3 أشهر فقط من طرحها للتداول، إلى نحو 18 دولارا، مغيرا قيمة أسهم الشركة في الأسواق المالية المقدرة بـ 48 مليار دولار، بيد أن توقعات المضاربات الأخيرة في أسهم الشركة ساعدت في استعادة ثقة المستثمرين.

شركة "مايكروسوفت" و"بلاك بيري"

فيما قررت شركتا مايكروسوفت وبلاك بيري خفض أسعار المنتجات الرئيسية لهما، وذلك في محاولة لدعم زيادة المبيعات، وخفضت شركة مايكروسوفت سعر الجهاز اللوحي الخاص بها سيرفيس آر تي (Surface RT) بسعة GB32 من 400 جنيه استرليني إلى 279 جنيه استرليني في المملكة المتحدة، كما خفضت سعر الأجهزة المماثلة بسعة GB 64 إلى 359 دولار، وفي الولايات المتحدة، خفضت شركة بلاك بيري سعر هاتفها الذكي Z10‎ من 199 دولار منذ أربعة أشهر إلى 49 دولار بنظام التعاقد، وطورت الشركتان أجهزتهما حتى تتمكنا من عرض أحدث البرامج لديهما، كما أنهما تحاولان منافسة شركات أبل، وغوغل، وسامسونغ في مجال أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية (التابلت) لكنهما حققتا نجاحا محدودا في هذا الإطار، وقال توني كريبس الخبير في مجال الاتصالات بشركة أوفوم: "إن التنافس مع أجهزة أبل، وأجهزة سامسونغ في هذا العالم أمر شاق، كما أن هناك مناخا صعبا للوصول إلى منتجات أكثر تقدما عندما يكون السوق تحت سيطرة شديدة من قبل شركتين اثنتين"، وفي الولايات المتحدة، انخفض سعر أرخص جهاز لوحي (تابلت) من طراز سيرفيس من 499 دولار إلى 349 دولار، وتسعى شركة بلاك بيري جاهدة لاستعادة حصتها في سوق الهواتف الذكية من خلال هاتفها الجديد Z10‎ الذي يستخدم نظام التشغيل الجديد BB10 ‎ الخاص بالشركة، ويمكن للمستخدمين الحصول على أجهزة Z10‎ من خلال شركة AT&T الأمريكية، وشركة فيريزون وايرليس مقابل 99 دولار بنظام التعاقد لمدة عامين، لكن الهاتف يتكلف 49 دولار بنظام التعاقد لدى شركات تجارة التجزئة مثل أمازون وبيست باي، وليس من الواضح إن كان خفض الأسعار ينطبق على الأشخاص الذين يرغبون في الحصول على الهاتف من خلال التعاقد في المملكة المتحدة. بحسب بي بي سي.

وقد سجلت شركة بلاك بيري خسارة قدرها 84 مليون دولار في الربع الأخير من العام، ورفضت أن تفصح عن عدد مبيعاتها من الأجهزة التي تعمل بنظام BB10 ‎، لكنها باعت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة هواتف أقل مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وقالت شركة بلاك بيري إنها شحنت مليون جهاز Z10 في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2013، وأضاف كريبس: "بالنسبة لشركة بلاك بيري، فإنها حقا تراهن بشدة على نظام التشغيل الجديد BB10 وهي تحتاج أن تستعيد حصتها في السوق في مجال الهواتف الذكية"، وأضاف: "ومن هذا المنطلق، فإن نجاح أجهزة سيرفيس ربما لا يعد ذا أهمية كبيرة لشركة مايكروسوفت، لكنها إذا أرادت لنظام التشغيل ويندوز 8 أن يكون هو المحرك الرئيسي للمستقبل، فعليها أن تجعله يصل إلى أيدي أكبر عدد ممكن من المستخدمين"، وتهدف مايكروسوفت من خلال أجهزة سيرفيس اللوحية إلى أن تنافس أجهزة آيباد، والأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد، لتقوم باستخدام نظام التشغيل ويندوز آر تي، وهي نسخة مخففة من نظام التشغيل الأحدث لديها ويندوز 8، وتشير الأرقام الأخيرة لمحللين من شركة آي دي سي إلى أنه تم شحن 49.2 مليون جهاز لوحي (تابلت) من مختلف الأنواع في شهر يناير/كانون الثاني، وفبراير/شباط، ومارس/ آذار، وكان نحو 900 ألف من هذه الأجهزة أجهزة سيرفيس، كما بلغ إجمالي الأجهزة اللوحية التي تعمل بنظام ويندوز نحو 1.8 مليون وحدة بيعت عبر جميع تجار التجزئة، كما بلغ عدد أجهزة آيباد وآيباد ميني التي بيعت نحو 19.5 مليون جهاز، كما تقدم شركة مايكروسوفت أيضا جهاز سيرفيس برو، يعمل بنسخة كاملة من نظام التشغيل ويندوز 8 ويبدأ سعره عند 899 دولار للأجهزة بسعة 64 GB، ولكن هذا الجهاز الجديد لم يدخل في نطاق المنتجات التي تم تخفيض سعرها.

كما أعلنت مجموعة "مايكروسوفت" المعلوماتية التي تسعى إلى تعزيز مكانتها في وجه منافسيها "آبل" و"غوغل" عن عملية إعادة تنظيم لهيكليتها الداخلية من شأنها أن تزيد المجموعة تكاملا وفعالية، وكتب ستيف بولمر المدير العام ل"مايكروسوفت" في رسالة وجهت إلى موظفي الشركة جميعهم وعممت على الموقع الإلكتروني للمجموعة "نحشد جهودنا لتطبيق استراتيجية فريدة من نوعها بصفتنا شركة فريدة من نوعها، وليس مجموعة استراتيجيات في أقسام مختلفة"، وتضم الشركة مجموعة من الأقسام المختلفة المتمحورة على منتجات مختلفة (من قبيل نظام "ويندوز" التشغيلي ونظام "أوفيس" ومحرك البحث "بينغ" وجهاز ألعاب الفيديو المحمول "إكس بوكس")، ويتمتع كل قسم منها بفرقه الخاصة في مجالات الهندسة والتسويق والمالية، وتقضي هذه الاستراتيجية الجديدة بانشاء قسم واحد للمالية وقسم واحد للتسويق وقسم للأبحاث وآخر للهندسة، وتعتزم "مايكروسوفت" إدماج منتجاتها في قسم الهندسة وتوزيعها على أربع فئات هي أنظمة التشغيل والتطبيقات والحوسبة السحابية والأجهزة، واشار ستيف بولمر الى "عملية إعادة هيكلة واسعة النطاق تسمح لنا بالابتكار بمزيد من السرعة والفعالية والكفاءة في عالم سريع التغير"، ولم يذكر المدير العام للمجموعة أي خطوة خاصة بإلغاء الوظائف، وتعاني "مايكروسوفت" التي لا تزال برمجياتها مرتبطة الى حد كبير بقطاع الحواسيب الشخصية أزمة شديدة ويصعب عليها الالتحاق بركب قطاع الأجهزة المحمولة، وهي أطلقت في نهاية تشرين الأول/أكتوبر نسخة محدثة من نظام "ويندوز" التشغيلي مكيفة مع الشاشات التي تعمل باللمس في الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة، لكن "آبل" و"غوغل" لا تزالان تسيطران على هذا المجال.

من جهة أخرى أعلنت المجموعتان الأميركيتان المعلوماتيان "أوراكل" و"مايكروسوفت" عن إقامة شراكة بينهما في مجال الحوسبة السحابية، ومن شأن هذه الشراكة أن تجعل بعض البرمجيات الخاصة ب "أوراكل" (من قبيل "جافا" أو "أوراكل ديتابيس") أكثر تماشيا مع المنصات المعلوماتية للحوسبة السحابية التابعة ل "مايكروسوفت"، مثل "ويندوز آزور" و"ويندوز سيرفر هايبر-في"، وفق ما جاء في بيان، ونقل البيان عن ستيف بالمر المدير العام ل "مايكروسوفت" قوله إن مجموعته تعتزم تقديم الخدمات "التي تحتاج إليها الشركات حيث تشتد الحاجة إلى إدارة حجم الأعمال في شبكات الحوسبة السحابية الخاصة، أو حتى تلك العامة"، وصرح مارك هارد رئيس "أوراكل" من جهته "نلتزم تقديم خيارات أوسع ومرانة أكبر لزبائننا".

شركة "ابل"

من جانبه اعتبر مؤسس "آبل"، ستيف ووزنياك، ان الشركة المعلوماتية العملاقة تنتظر "توجها مهما جديدا" بعد وفاة مؤسسها الآخر المبدع ستيف جوبز قبل سنتين تقريبا، وقال ووزنياك في مؤتمر في مكسيكو "اعتقد ان "آبل" تمر بمرحلة تنتظر فيها توجها مهما جديدا"، مشيرا الى انها لا تزال، في غياب جوبز، "شركة ضخمة" تناضل من اجل الحفاظ على "ثقافتها" الخاصة، وحاول ووزنياك الذي يعرف ستيف جوبز منذ الطفولة وأسس معه الشركة سنة 1976 الرد على من ينتقدون نقص المنتجات المبتكرة منذ رحيل جوبز سنة 2011، ويذكر ان العرض الأخير الذي قام به جوبز كان في اذار/مارس 2011 عندما قدم جهاز "آي باد" اللوحي من الجيل الثاني، وعرضت "آبل" النسخة الاخيرة من هاتف "آي فون 5" في ايلول/سبتمبر 2012، ثم جهاز "آي باد ميني" في تشرين الاول/اكتوبر. بحسب فرانس برس.

من جانب اخر وضعت المجموعتان الأميركيتان "آبل" و"أمازون" حدا للنزاع القضائي الدائر بينهما حول استخدم اسم "آب ستور" لمتاجرهما الإلكترونية، على ما جاء في امر صادر عن المحكمة، وقد وقع القاضي فيليس هاملتون على المستند الذي يؤكد تخلي "آبل" عن الشكوى التي رفعتها ضد الموزع الإلكتروني "أمازون" بتهمة الترويج الكاذب وانتهاك العلامة، وكشف أحد الناطقين باسم المجموعة بانه "لم يعد من الضروري في نظرنا مواصلة الملاحقات ضد أمازون، فمع أكثر من 900 ألف تطبيق و50 مليار عملية تحميل سجلت في متجر آب ستور التابع لآبل، لم يعد يخفى على المستخدمين مصدر تطبيقاتهم المفضلة"، وقالت مجموعة "أمازون" بدورها إنها راضية عن القرار، مؤكدة "سعيها المتواصل إلى تحسين، قدر المستطاع، متجر آبستور بالنسبة إلى المستخدمين والمطورين على حد سواء"، وقد أطلقت "آبل" متجر "آب ستور" في العام 2008، وهي تعرض فيه تطبيقات خاصة بهواتف "آي فون" وأجهزة "آي باد" و"آي بود"، أما "أمازون"، فهي كانت قد فتحت متجر "آبستور" في العام 2011 لتبيع فيه تطبيقاتها الخاصة بالجهاز اللوحي "كيندل فاير"، فرفعت "آبل" شكوى في حقها، معتبرة أنها الوحيدة المخولة استخدام هذه التسمية.

في سياق اخر سلط الانخفاض الحاد لإيرادات أبل في الصين في الفترة من أبريل نيسان إلى يونيو حزيران الضوء على التحديات التي تواجهها الشركة في ثاني أكبر سوق لها إذ ان فجوة التكنولوجيا بينها وبين المنافسين المحليين آخذة في الانكماش بينما تواصل شركة سامسونج إطلاق منتجات جديدة في شتى الفئات السعرية، وبالرغم من أن المستثمرين دفعوا أسهم أبل للصعود بعد أن جاءت مبيعاتها لهواتف آي فون أكثر من المتوقع فإن صعود السهم قد يكون قصير الأمد إذ ان الطلب على منتجات الشركة يتراجع في الصين، ويتوقع محللون أن تفقد أبل جزءا من حصتها السوقية في قطاع الهواتف الذكية العالمي، وقال هوانج ليبينج المحلل لدى نومورا في هونج كونج "هناك افتراس لحصة أبل السوقية من منتجات منافسة في الفئة المتوسطة بأسعار أقل بكثير وبنفس مستوى الأداء من شركات مثل شياومي وفيفو" في إشارة إلى شركات صينية منافسة، وقال بائعون في عدة متاجر إلكترونيات في هونج كونج إن سامسونج الكورية الجنوبية تلقى رواجا أكبر بين المستهلكين إذ انها تعرض مزيدا من المنتجات، وخلت بعض نوافذ العرض من أي أجهزة لأبل، وتظهر بيانات شركة كناليس لأبحاث السوق أن أبل كانت في المرتبة الأولى في هونج كونج في الربع الأول من هذا العام بحصة بلغت 46 بالمئة من سوق الهواتف الذكية بالرغم من أن حصتها كانت 54 بالمئة في الربع الأخير من 2012، وحتى بدون إطلاق منتج جديد باعت أبل 31.2 مليون جهاز آي فون في الربع الثالث من سنتها المالية بزيادة نحو 20 بالمئة عما كان يتوقعه المحللون، لكن إيرادات كل منتجات أبل في الصين شاملة هونج كونج وتايوان تراجعت 43 بالمئة عن الربع السابق و14 بالمئة عن مستواها قبل عام وهو أمر يبعث على القلق في منطقة مازالت نسبة انتشار الهواتف الذكية فيها منخفضة، وشكلت الصين 13 بالمئة من إجمالي مبيعات أبل أو خمسة مليارات دولار في الفترة من ابريل إلى يونيو بانخفاض بنحو 19 بالمئة عن الربع السابق، وكانت هونج كونج نقطة ضعف ملحوظة، وقال تيم كوك الرئيس التنفيذي لأبل في مؤتمر مع المحللين عبر الهاتف "ليس من الواضح تماما لماذا حدث ذلك". بحسب رويترز.

يذكر ان ثلاثة مصانع صينية تزود شركة "آبل" الأميركية بالمنتجات تشغل قاصرين وتفرض عليهم ساعات عمل إضافية، على ما ذكرت منظمة غير حكومية مقرها الولايات المتحدة في تقرير نشر مؤخراً، وليست هذه المرة الأولى التي تتعرض فيها "آبل" للانتقادات بشأن ظروف العمل لدى شركائها في الصين، علما أن غالبية الانقادات طالت في السنوات الأخيرة شركة "فوكسكون" التايوانية التي شهدت موجة انتحار سنة 2010، وهذه المرة، توجه أصابع الاتهام إلى شريك تايواني آخر ل"آبل" هو شركة "بيغاترون" التي تنتهك القواعد التي تعتمدها الشركة الأميركية نظريا، وذكرت منظمة "تشاينا ليبور ووتش" المعنية بالدفاع عن حقوق العمال أن الموظفين السبعين ألفا في مصانع "بيغاترون" الثلاثة في الصين يعملون ل66 و67 و69 ساعة أسبوعيا كمعدل، واضافت أن الكثير منهم لا تتعدى أعمارهم الثماني عشرة سنة، خصوصا أن بعضهم بدأ العمل كمتدرج، وتابعت أن ساعات العمل الاضافية إلزامية في فترات الانتاج الفائض، وتؤكد "آبل" على موقعها الالكتروني أن مدة العمل القصوى التي تحددها لمزوديها في الصين هي 60 ساعة أسبوعيا، بالاضافة الى ساعات اضافية اختيارية، وتحظر الشركة تشغيل القاصرين في مصانعها، وأكدت أنها ستتحقق على الفور من تصريحات "تشينا ليبور ووتش"، موضحة أنها المرة الاولى التي تسمع فيها هذه الاتهامات، يذكر أن المنظمة غير الحكومية أعدت تقريرها بعد اجراء حوالى مئتي مقابلة مع موظفين في "بيغاترون" وارسال محققين سريين الى مصانعها.

محركات البحث

فيما يسعى مبتكرو محرك البحث الفرنسي "كوانت" الذي أطلق مؤخراً إلى تقديم بديل عن العملاق الأميركي "غوغل"، مع عرض مجالات بحث على شاشة واحدة تتضمن مواقع التواصل الاجتماعي و مواقع التبضع على الانترنت، وذلك بعد ادخال الطلب، وقال المدير العام للمجموعة إيريك ليياندري إن "منافسة غوغل تعد ضربا من الجنون، لذا نعرض خدمة مختلفة وتجربة أكثر انفتاحا لا تقتصر على مجال البحث"، بعد مرحلة تجريبية بدأت في شباط/فبراير، أطلق "كوانت.كوم" نسخته الرسمية مؤخراً في 15 بلدا وب 25 لغة، وقد استقطب الموقع في مرحلته التجريبية التي امتدت على أربعة أشهر 3,5 ملايين زائر وسجل 250 مليون طلب، بحسب مؤسسيه، وكشف المدير العام أن "70% من الزائرين يطلعون على الموقع مجددا بعد زيارتهم الأولى، وتدوم الزيارة بصورة عامة ست دقائق، أي أن المستخدمين يتصفحون الموقع ولا يلجأون إليه للنفاذ إلى صفحات أخرى، كما هي الحال مع غوغل"، ويرمي هذا المحرك الجديد إلى تقديم "المعطيات جميعها على دفعة واحدة للمستخدم، فقد بات مجال الانترنت جد واسع لدرجة أنه أصبح من الصعب تقديم إجابة واحدة على طلب معين، ونحن أردنا أن نلبي هذا الطلب على دفعة واحدة وبنظرة واحدة"، على حد قول جان مانويل روزان الرئيس المؤسس لكوانت، وعندما يدخل الزائر طلبه، يقترح عليه المحرك إجابات موزعة على عدة أقسام من المعلومات العامة على الانترنت (مثل موسوعة "ويكيبيديا" ) إلى المعلومات المباشرة (مثل مقالات من الصحف)، مرورا بالتواصل الاجتماعي (مثل "فيسبوك" و"تويتر") والتبضع على الانترنت.

وفي بداية المرحلة التجريبية، وجه المتخصصون في هذا المجال انتقادات لاذعة لمؤسسي الموقع، متهمين إياهم باعتبار "كوانت" محرك بحث، في حين أنه أقرب إلى أدوات تجميع المحتويات المتواجدة بكثرة على الانترنت، وشرح إيريك ليياندري "اعتمدنا الخيارات جميعها التي تقدمها الشبكة العنكبوتية مع اعتماد محرك بحث حقيقي لديه معادلاته الحسابية الخاصة وتصنيفه الخاص"، معترفا في الوقت عينه بأن "كوانت" يستخدم محرك بحث "بينغ" من "مايكروسوفت" في ما يخص الصور، وذلك لأسباب متعلقة بالمصاريف، وقد حظي "كوانت" بتمويل قدره 2,8 مليون يورو، وهو يوظف مباشرة نحو 20 شخصا، وهذا المحرك هو فرنسي الصنع مع خواديم معلوماتية في فرنسا، كما أن 80% من أسهمه مملوكة من مؤسسيه الفرنسيين، ويلفت مبتكرو "كوانت" إلى السياسة المعتمدة في مجال المعطيات الشخصية، مشددين على أن الموقع غير مزود بالبصمات المعروفة ب "كوكي" التي تسمح بتتبع نشاطات المستخدم لعرض إعلانات أكثر استهدافا، وختم إيريك ليياندري قائلا إن "بصمات الكوكي الخاصة بمحركنا لا تتبع نشاطاتكم، فالمعلومات المتوفرة لدينا عن المستخدم هي تلك التي نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، من قبيل فيسبوك أو تويتر، لا غير". بحسب فرانس برس.

من جانب اخر اعلنت مجموعة "ياهو" شراءها منصة التجارة الالكترونية "ليكزيتي" وهي صفقة الشراء العشرون التي تجريها منذ تولي مديرتها العامة الجديدة ماريسا ماير منصبها الصيف الماضي، ولم يكشف عن قيمة الصفقة، و"ليكزيتي" شركة اسسها الموظف السابق في "ياهو!" اميت كومار قبل اربع سنوات، وهي متخصصة في برمجيات تساعد الشركات الصغيرة على جذب مستهلكين وتوفير خدمات لهم، وتقول ان لديها عشرات الاف الزبائن في 114 بلدا، وتؤكد "ياهو!" انها ستترك "ليكزيتي" تعمل بشكل مستقل في مرحلة اولى "لكن على المدى المتوسط ننوي ادماج هذه الخدمة في ما تقدمه ياهو! للشركات الصغرى"، ومنذ توليها ادارة الشركة قامت ماريسا ماير بسلسلة من صفقات الشراء الهادفة بهدف اعادة المجموعة الى سابق عهدها، وتعلقت غالبية الصفقات التي ابرمتها بشركات ناشئة الا انها دفعت ايضا 1,1 مليار دولار لشراء موقع المدونات "تمبلر" التي تأمل معه جذب المزيد من رواد الانترنت الشباب.

موقع "هولو"

على صعيد متصل تخلت المجموعات الإعلامية الأميركية الثلاث التي تملك موقع "هولو" الإلكتروني لأشرطة الفيديو عن بيع الموقع، مفضلة إعادة رسملته في مسعى إلى تسريع نموه، وجاء في بيان أن كل مجموعة من المجموعات الثلاث "توينتي فرست سانتشري فوكس" و"ان بي سي يونيفرسل" و"ديزني" "ستحافظ على حصتها في موقع "هولو"، وستضخ الثلاثة معا رأسمالا قدره 750 مليون دولار بغية دعم نموه"، أطلق "هولو" في العام 2008، وهو من المواقع الريادية في البث التدفقي المدفوع الأجر لمحتويات أشرطة الفيديو على الانترنت، وحقق العام الماضي رقم أعمال قدره 690 مليون دولار، وهو يسجل 30 مليون زيارة فردية في الشهر الواحد، ومنافساه الرئيسيان هما "نتفليكس" و"أمازون"، وقد حاول أصحاب الموقع بيعه، وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن ثلاثة شراة محتملين عند إغلاق عملية استدراج العروض، وكانت مجموعة القنوات الفضائية "دايركت تي في" المرشح الأوفر حظا، وهي قدمت مبلغا أوليا قدره مليار دولار، وقال تشايز كاري المدير التشغيلي لمجموعة "توينتي فرست سانتشري فوكس" "أجرينا محادثات مع عدد من الشركاء والشراة المحتملين، وكانت خططهم مبهرة، لكننا قررنا ان نعطي فرصة لطاقم "هولو" كي يمضي قدما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/آب/2013 - 29/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م