حكام وملوك... تحت مقصلة التاريخ

 

شبكة النبأ: أخبار زعماء العالم والرؤساء والساسة الكبار كانت ولاتزال محط اهتمام وسائل الإعلام المختلفة التي تسعى وبشكل متواصل الى رصد فضائح النخبة السياسة وابراز بعض الخفايا والاسرار الخاصة التي تغيب عن عامة الشعب، هذا بالإضافة الى نقل بعض النشاطات السياسية اليومية التي تقوم بها هذه الشريحة الحاكمة، وفي هذا الشأن اعلنت وزارة العدل الارجنتينية ان النيابة العامة طلبت انزال عقوبة السجن لثماني سنوات بحق الرئيس الاسبق كارلوس منعم الذي دانته محكمة في بوينوس ايرس بتهمة تهريب اسلحة الى كرواتيا والاكوادور بين 1991 و1995 عندما كان رئيسا للبلاد. وطلب المدعي العام مارسيلو اغويرو فيرا من المحكمة ايضا عزل منعم (82 عاما) من منصبه الحالي كسناتور في مجلس الشيوخ وكذلك ايضا منعه من مزاولة اي وظيفة عامة لمدة 16 سنة.

بالمقابل طلب المدعي العام انزال عقوبة السجن لسبع سنوات بحق وزير الدفاع في عهد منعم اوسكار كاميليون، الذي دانته المحكمة نفسها ايضا بتهمة تهريب 6500 طن من الاسلحة والذخائر الى كرواتيا والاكوادور. وكانت محكمة في بوينوس ايرس قضت في وقت سابق بادانة المتهمين بالتهم الموجهة اليهما وتركت لمحكمة اخرى تحديد العقوبة التي يستحقانها.

وكان منعم وكاميليون واكثر من عشرة متهمين آخرين حصلوا في هذه القضية على البراءة في 2011، الا ان النيابة العامة استأنفت الحكم ونالت ادانة جميع المتهمين بمن فيهم كولونيل سابق في الجيش تحول الى مهرب للاسلحة. ويفيد نص الحكم ان منعم ادين بتهمة "التهريب المشددة" الذي يعد تهمة اخطر لان الجريمة تشمل معدات حربية ونفذها مسؤولون حكوميون. وبما انه حاليا عضو في مجلس الشيوخ عن الحزب البيروني الحاكم، يتمتع منعم يتمتع بحصانة برلمانية تحميه من السجن حتى نهاية ولايته في 2017 او اذا نزعت عنه هذه الحصانة من قبل اعضاء البرلمان.

وينص القانون الارجنتيني على معاقبة المدانين بهذه التهم بالسجن بين اربع سنوات و12 سنة.

وتتعلق التهم بثلاثة مراسيم وقعها الرئيس البيروني الاسبق لشحنات جرت مطاع التسعينات. وقد اعترف منعم بانه وقع هذه المراسيم لكن اصر على ان الشحنات كانت قانونية لان الاسلحة التي تشمل رشاشات ومدافع وقاذفات هاون وصواريخ مضادة للدبابات وذخائر، ارسلت الى دول في حالة سلام.

وسجلت الاسلحة على انها مصدرة الى بنما وفنزويلا لكن تبين ان ذلك مناورة للاتفاف على الحظر المفروض على تصدير الاسلحة الى كرواتيا والاكوادور. وارسلت الاسلحة الى كرواتيا في سبع سفن بين 1991 و1995. وكانت معظم دول البلقان تخضع في تلك الفترة لحظر على الاسلحة بسبب النزاعات في يوغوسلافيا السابقة. اما الاسلحة التي ارسلت الى الاكوادور، فقد نقلت في ثلاث رحلات جوية في شباط/فبراير 1995.

وكانت الاكوادور تخوض في ذلك الحين حربا حدودية مع البيرو، والارجنتين ممنوعة من بيع اي من الطرفين اسلحة لانها من الدول الضامنة لاتفاق سلام وقعه البلدان بعد حرب سابقة جرت في 1942. وكان كارلوس منعم اعتقل في اطار هذه القضية لمدة خمسة اشهر في 2001 قبل ان يفرج عنه بقرار من المحكمة العليا. وفي الواقع اعيد فتح هذه القضية في 2003 بعد وصول نستور كيرشنر الى السلطة وهو بيروني يساري يناصب منعم العداء.

الى جانب ذلك قال الرئيس الشيشاني رمضان قديروف انه استدعى احد وزرائه الى حلبة ملاكمة لمعاقبته على اخطائه عارضا عبر الانترنت صورا للواقعة التي صورها التلفزيون الروسي. وكتب قديروف على موقع إنستاغرام انه اجرى جلسة ملاكمة مع وزير الرياضة والتربية المدنية في الشيشان الجمهورية الروسية الواقعة في القوقاز التي يرئسها. وكان يأخذ على الوزير عدم صيانته المبنى الذي يضم مقر وزارته.

وكتب الرئيس الشيشان يقول "بلكمة من اليسار واخرى من اليمين، فسرت له ان عليه ان يشغل رأسه". وبث تلفزيون "ان تي في" الروسي مشاهد تظهر رمضان قديروف على الحلبة مع الوزير المعني سلام بك اسماعيلوف وهو يدافع عن نفسه برخاوة بقبضتيه في مواجهة الرئيس الذي كان يلكمه على الوجه. وجرت "المباراة" في جولتين بحضور حكم على ما اوضح التلفزيون. وقال قديروف انه سمح للوزير بوضع خوذة "لان عليه ان يذهب الى العمل في اليوم التالي".

وحضر وزير العمل والرعاية الاجتماعية مكسيم توبيلين المباراة مبتسما على ما اظهرت مشاهد التلفزيون. وقال رمضان قديروف عبر إنستاغرام "ان معاقبة تخاذل المسؤولين الرسميين بهذه الطريقة فعال" مشددا على انه يسدي سلام بك اسماعيلوف خدمة ايضا. واضاف "اظن ان من الافضل له ان يفرغ امامي على الحلبة كل الطاقة السلبية التي في داخله بدلا من ان يتحمل افراد عائلته مزاجه السيء". ومعروف عن قديروف الفاظه الحادة في حين ان جمعيات حقوق الانسان تدين منذ سنوات تصرفات المسلحين التابعين له. وقد شهدت الشيشان حربين مدمرتين الا انها تنعم بالسلام رسميا الان.

من جانب اخر يحظى قربان قولي بيردي محمدوف رئيس تركمانستان بسلطة شبه مطلقة في بلاده لكن هذا لم يمنع تسرب لقطات مصورة يظهر فيها وهو يسقط على رأسه من فوق جواد مُسرع. وأظهرت وسائل الإعلام الحكومية بيردي محمدوف وهو يضع على رأسه عمامة بيضاء تقليدية ويقود جواده نحو الفوز بجائزة قيمتها 11 مليون دولار لتضيف بعدا جديدا الى قوة شخصيته. بحسب رويترز.

لكن تسجيلا مصورا غير رسمي أظهر رجلا يشبه بيردي محمدوف وهو يسقط على رأسه من فوق حصانه بعد عبور خط النهاية مباشرة ومسؤولون يهرعون لعلاجه. وليس هناك ما يدل على ان بيردي محمدوف أُصيب بشدة اذ ظهر على شاشة التلفزيون الحكومي لاحقا وهو يرأس اجتماعا عبر دائرة تلفزيونية. لكن اللقطة المحرجة لم تظهر عبر وسائل الإعلام المراقبة باحكام في تركمانستان ولم تعلق الحكومة أو الرئاسة على الصور. ويحكم بيردي محمدوف الجمهورية السوفيتية السابقة بقبضة حديدية منذ 2006 بعد وفاة سلفه صابر مراد نيازوف متأثرا بأزمة قلبية.

في السياق ذاته وللمرة الثانية خلال شهر واحد، قذفت رئيسة الوزراء الأسترالية، جوليا غيلارد بـ«ساندويتش» خلال زيارتها إحدى المدارس الثانوية في كانبرا. وأفادت وكالة الأنباء الأسترالية "آي آي بي" أن غيلارد كانت تمشي بين الحشود في مدرسة "لينهام" الثانوية بكانبيرا عندما رميت بـ«ساندويتش». وأوضحت أن «الساندويتش» ارتطم بأعلى رأس رئيسة الوزراء من الخلف، وسقط على قدميها.

وسئلت غيلارد عن تعليقها على الأمر، فمازحت قائلة «إن من رمى السندويش ظن أني جائعة على الأرجح». ولم تعرف هوية من رمى «الساندويتش». وكان تلميذ في الـ16 من العمر يدعى، كايل تومبسون، طرد من مدرسة "مارسدن" الثانوية بعدما رمى في وقت سابق رئيسة الوزراء بسندويش. ويصر تومبسون على براءته مؤكداً انه كان يقصد أخذ «الساندويتش» من يد أحد زملائه.

الهليكوبتر و لوحة لبريجنيف

على صعيد متصل قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوجه الى عمله في الكرملين بالهليكوبتر بدلا من سيارته المرسيدس في محاولة لتخفيف حدة الغضب الشعبي من التكدس المروري الذي يتسبب فيه موكبه. وقال المتحدث ديمتري بيسكوف في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود حيث يقضي بوتين معظم الصيف في مقر حكومي إنه تم اعداد مهبط للهليكوبتر في الكرملين "وسيستخدمه الرئيس في أقرب فرصة".

وأدى تحول روسيا الى الرأسمالية والطفرة المدعومة بالنفط في الولاية السابقة لبوتين من 2000 الى 2008 الى تكدس شوارع موسكو بالسيارات. وتتفاقم المشكلة عندما تغلق الشوارع بالعاصمة لافساح الطريق لمرور المواكب وهو ما يحدث كثيرا لان بعض المسؤولين والشخصيات الاخرى ذات النفوذ يستقلون سيارات مزودة بأضواء زرقاء وهو ما يمنحهم اولوية في المرور. وأثار هذا الامر استياء سكان المدينة.

واعتذر بوتين الذي بدأ ولاية جديدة مدتها ست سنوات بعد ان قال انه سمع قائدي سيارات يستخدمون الات التنبيه معا اثناء مرور موكبه. ومنذ ذلك الحين يمضي وقتا أطول في مقره خارج موسكو لتجنب التسبب في اختناقات مرورية. وبدأ رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف في التنقل بين المقار الحكومية بالطائرة الهليكوبتر قبل بضعة اشهر لنفس السبب.

من جانب اخر وفي إشارة للحنين إلى الماضي الذي يسخره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يتم اعادة اللوحة التذكارية للزعيم السوفيتي الراحل ليونيد بريجنيف إلى واجهة مبنى سكني كان يقطن فيه في موسكو. ويقول منتقدون إن بريجنيف الذي حكم لفترة أطول من أي زعيم سوفيتي ماعدا الدكتاتور جوزيف ستالين اتسم عهده بالقمع السياسي والركود الاقتصادي.

لكن كثيرا من الروس يرون أن فترة حكمه التي استمرت 18 عاما حتى وفاته في عام 1982 شهدت استقرارا اقتصاديا للقوة العظمى ويلقون اللوم على ميخائيل جورباتشوف آخر زعيم سوفيتي في تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991. ومن بين المبادرين بخطة اعادة اللوحة التذكارية مشرع ينتمي لحزب روسيا المتحدة الحاكم. وقد اثار الاقتراح انتقادات من الليبراليين.

وتزين لوحات تذكارية لشخصيات الحقبة السوفيتية العديد من المنازل السكنية بوسط موسكو لكن اللوحة التي كانت على مبنى فخم يقطن فيه بريجنيف أزيلت بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. وكشف استطلاع اجراه مركز ليفادا المستقل أن 56 في المئة من الروس لديهم وجهة نظر ايجابية عن بريجنيف أكثر من أي زعيم آخر في الحقبة السوفيتية أو القيصر الأخير نيكولاس الثاني أو الرئيس الراحل بوريس يلتسن الذي تولى الرئاسة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. بحسب رويترز.

واستخدم بوتين صور الحقبة السوفيتية من أجل تعزيز شعبيته وإذكاء الحس الوطني في حين يصور السنوات التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفيتي وحتى انتخابه رئيسا لأول مرة في عام 2000 باعتبارها فترة من الفوضى كانت روسيا فيها على وشك الانهيار. وشبه منتقدون فترة الحكم الطويلة لبوتين البالغ من العمر 60 عاما بفترة حكم بريجنيف الذين ظل في الكرملين حتى تدهورت حالته الصحية إلى أن توفي وعمره 79 عاما. وقد وصف ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين عهد بريجنيف بانه "إضافة ضخمة" للبلاد.

عائلة اخر قياصرة روسيا

من جهة اخر فاخر قياصرة روسيا نيكولا الثاني الذي احتجزه البولشيفيون لأشهر قبل اعدامه، وضع صورا غير رسمية لافراد عائلته في البوم يعرض للمرة الاولى بالكامل في متحف روسي. والصور التى لم يسبق ان نشرت بغالبيتها تظهر اخر افراد عائلة رومانوف التي كانت حاكمة في روسيا من دون الابهة وفي لحظات حميمة. وقد التقط الكثير من الصور القيصر نيكولا الثاني بنفسه.

منذ العشرينات كان الالبوم محفوظا في منطقة جبال الاورال في متحف التاريخ المحلي في مدينة زلاتوست الصغيرة في غرب روسيا التي تهيمن عليها المصاهر. وهو معروض الان في متحف يكاترنبرغ اي سفيردلوفسك سابقا حيث اعدم افراد العائلة بطريقة وحشية مع خدمهم في العام 1918 في جريمة لا تزال تثير المشاعر في روسيا. ويأتي المعرض بمناسبة الذكرى الاربعمئة لتأسيس سلالة رومانوف.

والالبوم لا يحمل اي شعار قيصري مذهب بل يتضمن صفحات بسيطة مع صور منظمة بحسب الموضوع بدلا من التسلسل الزمني. وعلى خلف الصورة كتببت الاسماء بقلم رصاص. وقد اثار المعرض اهتماما في روسيا وقامت الصحيفة اليومية "كوسمسلسكايا برافدا" بنشر الصور على عدة ايام. ولم يسبق ان عرض الالبوم خارج المتحف الذي يحتفظ به. ويقول يوري اوكونتسوف مساعد مدير دائرة التاريخ في متحف زلاتوتست "لا نعرف بالتأكيد كيف انتهى الالبوم في متحفنا لكنه في حوزتنا منذ اواخر العشرينيات الا اننا لا نملك وثائق حول مصدره". ويضيف "كان على الارجح قبل ذلك في حوزة شخص ضالع في حراسة العائلة او اعدامها".

وتقع زلاتوستس على بعد 300 كيلومتر من يكاترنبرغ حيث اعدم القيصر رميا في الرصاص في قبو. ويحوي الالبوم صورة واحدة فقط ملتقطة بعد تنحي القيصر في العام 1917. اما الصور الاخرى فعائدة الى الاعوام 1914 و1915 و1916 ويرجح ان يكون القيصر جمع هذه الصور في الالبوم لتمضية الوقت في منفاه مع عائلته في توبولسك في غرب سيبيريا بين عامي 1917 و1918.

وعاش نيكولا الثاني وعائلته في البداية على درجة من الراحة في في دارة في توبولسك. الا انه بعد الثورة البولشيفية في تشرين الاول/اكتوبر 1917، تدهورت اوضاعهم وقد احتجزوا كسجناء فعليين. ونقلوا بعدها الى يكاترنبرغ في نهاية نيسان/ابريل 1918 قبيل اعدامهم. ويقول اوكونتسوف "قد يكون القيصر جمع الصور في الالبوم بعد وصوله الى المنفى" في توبولسك.

ويوضح "في العام 1916 لم يكن لديه الوقت على الارجح للقيام بذلك. فقد كان يمضي معظم وقته في المقر العام للقوات المسلحة. لكن بعد ذلك لم يعد لديه ما يقوم به فراح يعمل على هذا الالبوم في توبولسك. هذا ممكن". ويؤكد اوكنوتسوف انه وقع على هذا الالبوم في ارشيف المتحف في الثمانينيات لكن كان من غير المعقول في تلك الفترة عرض الصور. ومنذ التسعينات مع موجة الاهتمام بالقيصر وعائلته يقول انه تابع كل ما نشر لكنه لم ير الا حفنة من هذه الصور في مكان اخر. وعند نشر يوميات القيصر نيكولا الثاني استخدمها ليحدد التسلسل الزمني والامكنة التي التقطت فيها الصور. ويؤكد "ثمة 120 صورة بالاجمال وهي في وضع جيد. واحدة فقط من الصور التقطت في العام 1917 وتظهر الدوقتين بشعر قصيرجدا" بعد اصابتهما بمرض.

وتظهر ابنتا القيصر تاتيانا واولغا حليقتي الرأس في الصور الملتقطة في تسارسكوي سيلو الى جانب والدهما وشقيقهما. وهذه الصور غير رسمية وليست سليمة كليا من الناحية التقنية لكن يبدو انها ملتقطة من قبل القيصر وعائلته الذين كانوا من عشاق التصوير. ويبدو فيها افراد العائلة بعيدا عن التشنج الرسمي. وفي احداها يظهر القيصر نيكولا الثاني مع ابنته الصغرى انستازيا. بحسب فرانس برس.

وفي اخرى يظهر ابنه اليسكي في لباس بحر واقفا على ضفة نهر فيما والده القيصر يستخدم رفشا وهو يرتدي بزة عسكرية بالية. ويظهر في صورة القيصر نيكولا الثاني واليكسي مع فيل اخذ من حديقة الحيوانات الخاصة بالعائلة ليسبح في بركة ماء خلال موجة حر وهو حدث وارد في يوميات القيصر.

كاسترو يبحر

في الساق ذاته يبحر الزعيم الكوبي السابق فيدل كاسترو البالغ 86 عاما بحماسة عبر الانترنت لكنه يواصل الكتابة باليد على دفاتر صغيرة زرقاء اللون تبقى دائما في متناول يده على ما تقول كاتبة سيرته كاتيوسكا بلانكو وهي ناشرة كتب كثيرة تتناوله ايضا. وتؤكد كاتيوسكا بلانكو "انه يستخدم الانترنت بسهولة بحثا عن نبذات عن شخصيات وخرائط جغرافية ونكات وتقارير انه لا يعاني من رهاب التكنولوجيا مثل الكثيرين من ابناء جيله، على العكس تماما".

روى فيدل كاسترو تجربته الاولى في الابحار عبر الانترنت وكان ذلك في 23 ايار/مايو 2001. وقد كتب قائلا "انه اليوم الذي رأيت فيه النور في اخر نفق الامية كانت الساعة 16,32 واؤكد لكم ان شعوري كان شعور تلميذ في يومه الاول في المدرسة". لكن عندما يريد الكتابة لا يستخدم كاسترو الشاشة. وتقول كاتبة سيرته "فيدل يكتب باليد مع قلم حبر ازرق على دفاتر صغيرة زرقاء اللون ايضا".

وهذه عادة قديمة. فقبل 25 عاما روى صديقه الكتاب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز في "فيدل ايل اوفيسيو دي لا بالابرا" ان اب الثورة الكوبية يستخدم "دفاتر ملاحظات صغيرة تكون دائما في متناول يده ليتمكن من الكتابة في اي وقت يشاء". وقال غارسيا ماركيز يومها "انها دفاتر صغيرة بسيطة مغطاة بالبلاستيك الازرق. ومع مرور السنين اصبحت هذه الدفاتر لا تحصى في ارشيفه الخاص".

وكاتيوسكا بلانكو (48 عاما) وضعت سيرتين عن فيدل كاسترو وعائلته : "تودو ايل تييمبو دي لوس سيدروس" (2003) و"انخيلو لا راييث غاييغا دي فيدل" (2008). وكانت ايضا ناشرة لاعمال اخرى كتبها هو شخصيا او تناولته ولا سيما الاصدار الثاني من كتاب "فيدل كاسترو: بيوغرافيا ا دوس فوثيس" للصحافي الاسباني اينياسيو رامونيت. وقد نشرت ايضا كتاب "غيرييرو دل تييمبو" (2012) الذي تعد الان الجزء الثاني منه و"لا فيكتوريا ايستراتيخيكا" (2010).

وتقول كاتيوسكا بلانكو التي كانت لسنوات طويلة صحافية في صحيفة "غرانما" الناطقة باسم الحزب الشيوعي في كوبا، انها "تصقل" كتابات الزعيم الكوبي الذي تقر انها تعلمت معه العمل "بدقة تكاد تكون هوسية". وتوضح ان فيدل كاسترو "لا يكتب ابدا ولا يقدم على اي عمل اخر الا بشغف كامل مكرسا كل اهتمامه وكل قوته الفكرية فيه. لديه نهم على الابحاث والمعرفة وهذا يشمل الكلمات والمفاهيم والافكار والتحاليل".

الكتب التي تتناول فيدل كاسترو بالانتقاد والمديح لا تحصى ولا تعد الا ان كوبا لم تفتح ارشيفها الا لثلاثة كتاب هم الصحافي الاميركي من اصل بولندي تاد شولزك الذي اصدر العام 1986 كتابه المرجعي "فيدل ايه كريتيكال بورتريه" والبرازيلية كلاوديا فورياتي التي وضعت كتاب "فيدل كاسترو لا هيستوريا مي ابسولفيرا" (2003) و كاتيوسكا بلانكو.

وتوضح بلانكو انها وضعت اول كتابين "انطلاقا من ابحاث شخصية ووثائق وشهادات والعمل على الارض لكني لم احصل على مساهمة (فيدل كاسترو) وكنت اجهل رأيه قبل ان انشرهما". وتضيف الكاتبة التي كانت محللة في مجلس الدولة اعلى سلطة في الدولة الكوبية العام 2006 عندما عرف فيدل كاسترو المشاكل الصحية التي ابعدته عن السلطة، ان كتاب "غيرييرو ديل تييمبو" هو "نتيجة محادثات كثيرة اجريتها او شاركت فيها بحضور شخصيات او صحافيين". بحسب فرانس برس.

 وتوضح "لقد راجع الكتاب بشكل شامل وقد امضيت ليالي طويلة اضيف عليه الملاحظات والاقتراحات التي تقدم بها" قبل نشره في ايلول/سبتمبر 2006. وتؤكد ان وراء كل عمل فريق متكامل موضحة "انه دقيق جدا ومتطلب مع نفسه مما يحمل الجميع على ان يكونوا مثله".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 1/آب/2013 - 23/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م