جرائم الابادة الجماعية... ذكريات تدمي التاريخ الانساني

 

شبكة النبأ: يمتلئ التاريخ الإنساني الحديث بالعديد من المجازر المروعة ضد الإنسانية،  ارتكب فيها أنواع جرائم الحرب الوحشية من قبل الحكومات على المستويين الداخلي ضد شعوبها والخارجي ضد الشعوب الأخرى.

ولعل من اسوأ المجازر في اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مجزرة سريبرينيتسا وهذه المجزرة تم وصفها بعملية ابادة جماعية من جانب القضاء الدولي، التي ارتكبت قبيل انتهاء الحرب الطائفية في البوسنة، من لدن القوات الصربية في البوسنة قتل خلالها حوالى 8 الاف رجل وقاصر مسلم، ولاتزال تثير النزاعات العرقية في البلاد، بينما قضت محكمة الأمم المتحدة لجرائم الحرب ببراءة القائد السابق للجيش اليوغوسلافي من تهم المساعدة أو التحريض على الفظائع التي ارتكبت في البوسنة وكرواتيا.

في حين دانت محكمة في غواتيمالا دكتاتور البلاد السابق ايفراين ريوس مونت بارتكاب إبادة وجرائم حرب، وخلال توليه سدة الرئاسة في الثمانينات حصلت اسوأ الجرائم التي ارتكبت بحق سكان البلاد الاصليين خلال الحرب الاهلية التي استمرت 36 عاما، راح ضحيتها 1771 هنديا من اتنية المايا في مقاطعة كيشيه، بينما صدر حكم بسجن زعيم ميليشيا من الجبل الاسود 45 عاما بتهمة قتل واغتصاب وتعذيب مدنيين في سراييفو ابان حرب البوسنة.

من جهتهم احيا الاف الاشخاص ذكرى مجازر الارمن قبل 98 سنة ايام الامبراطورية العثمانية، والتي تعتبرها يريفان ابادة لكن تركيا ترفض اطلاق هذه الصفة عليها، كما كشف فيلم وثائقي عرض في مقر الامم المتحدة في جنيف على ان الجيش السريلانكي ارتكب جرائم حرب عديدة خلال الاشهر الاخيرة من الحرب الاهلية التي استمرت عاما.

وهناك سعي دؤوب من لدن المنظمات وبعض الدول لمحاسبة مرتكبي جائم الابادة دوليا، أي من خلال محكمة لاهاي الدولية المعنية بمحاكمة مرتكبي جرائم الابادة، لهذا لا تزال المنظمات المعنية تسعى لتطويق جرائم الابادة البشرية في عصرنا الراهن.

مجزرة سربرنيتشا

في سياق متصل أعادت البوسنة دفن 409 من ضحايا مذبحة سربرنيتشا بعد 18 عاما من أبشع مذبحة تشهدها أوروبا بعد المحرقة (الهولوكوست)، وما زالت البلاد غارقة في النزاعات العرقية بينما مضت الاطراف الاخرى في الصراع قدما، وعلى مرأى من الآلاف حملت النعوش ملفوفة بأغطية خضراء ووريت الثرى في مركز بوتوكاري التذكاري الذي يحوي الآن 6066 من شواهد القبور الرخامية البيضاء والخشبية، وكانت قوات صرب البوسنة قد قتلت نحو 8000 من الرجال والصبية المسلمين في المدينة خلال خمسة أيام عام 1995 قرب نهاية حرب اندلعت عام 1992 مع انهيار يوغوسلافيا وحصدت أرواح 100 ألف شخص، ولم يعثر حتى الآن على جثث بعض من قتلوا في المذبحة الجماعية التي لا تزال تمثل جرحا مفتوحا.

وقال بكر عزت بيجوفيتش العضو المسلم في رئاسة البوسنة "واجه ضحايا أبرياء لا حول لهم ولا قوة كراهية عمياء من جانب مجرمين أشبه بمجرمي معسكرات النازي في ألمانيا إبان حكم هتلر"، وأضاف عزت بيجوفيتش وهو ابن رئيس البوسنة خلال الحرب "ظللنا نسأل أنفسنا طيلة هذه الثمانية عشر عاما ما الذنب الذي اقترفه هؤلاء في تلك الأيام الحالكة ومع من؟"، ومن بين من دفنوا 44 فتى تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عاما وطفلة رضيعة توفيت في مجمع تابع لقوات حفظ السلام الدولية. وتم استخراج رفاتهم من مدافن مجهولي الهوية بعد التعرف عليهم بناء على تحليل الحمض النووي. بحسب رويترز.

وقالت أم (62 عاما) فقدت ابنيها في المذبحة "أشعر كأني فقدتهما اليوم من جديد"، ووقعت مذبحة سربرنيتشا في إطار سياسة تطهير عرقي نفذتها قوات القائد العسكري الصربي راتكو ملاديتش لإقامة دولة صربية بالكامل داخل البوسنة ذات التنوع العرقي، ويواجه ملاديتش وزعيمه السياسي رادوفان كاراديتش المحاكمة في لاهاي في تهم من بينها التطهير العرقي والابادة الجماعية في سربرنيتشا، وينفي الرجلان تدبيرهما للمذبحة التي جرت، وأعادت المحكمة توجيه تهمة أخرى بالتطهير العرقي ضد كاراديتش كانت قد اسقطت عنه العام الماضي، وقال قضاة الاستئناف ان هناك ادلة تشير إلى ان كاراديتش كانت لديه نية للتطهير العرقي فيما يتعلق بالعنف في مقاطعات البوسنة، ولا يزال كثير من الصرب في صربيا والبوسنة متشككين في الأرقام والروايات الرسمية لما حدث في سربرنيتشا.

ريوس مونت مرتكب إبادة وجرائم حرب

فيما دانت محكمة في غواتيمالا دكتاتور البلاد السابق ايفراين ريوس مونت بارتكاب إبادة وجرائم حرب وحكمت عليه بالسجن 50 عاما بجريمة الابادة و30 عاما اخرى بجرائم الحرب اي ما مجموعه السجن لمدة 80 عاما، وقالت القاضية ياسمين باريوس لدى تلاوتها الحكم القابل للاستئناف ان "اعمال خوسيه ايفراين ريوس مونت ترقى الى ابادة (...) والعقوبة المناسبة لها يجب ان تطبق" بحق المدان البالغ من العمر 86 عاما، وهو اول رئيس سابق لدولة في اميركا اللاتينية يدان بارتكاب جريمة ابادة، وخلال توليه سدة الرئاسة بين 1982 و1983 حصلت اسوأ الجرائم التي ارتكبت بحق سكان البلاد الاصليين خلال الحرب الاهلية التي استمرت 36 عاما، ومنذ 19 آذار/مارس يحاكم الجنرال السابق مع رئيس الاستخبارات السابق خوسيه ماوريتسيو رودريغيز بتهمة الوقوف وراء مجزرة ارتكبها الجيش وراح ضحيتها 1771 هنديا من اتنية المايا في مقاطعة كيشيه (شمال). بحسب فرانس برس.

وتحت امرة ريوس مونت، الذي وصل الى السلطة بانقلاب عسكري واقصي عنها بآخر، نفذ الجيش سياسة "الارض المحروقة" بحق سكان البلاد الاصليين بتهمة انهم كانوا يساندون الميليشيات اليسارية في خضم الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، وحصدت الحرب الاهلية في غواتيمالا (1960-1996) حوالى 200 الف قتيل ومفقود، بحسب الامم المتحدة، وخلال المحاكمة تعاقب على منصة الشهود اكثر من مئة ناج رووا الفظائع التي ارتكبها العسكريون بحقهم، وسردت نساء من السكان الاصليين وقائع جرائم الاغتصاب التي ارتكبها بحقهن عسكريون في الجيش، وقال شاهد آخر يدعى خوليو فيلاسكو انه كان طفلا حين اقتيد بالقوة الى معسكر للجيش وهناك شاهد جنودا "يستخدمون رأس امرأة عجوز مثل الكرة".

زعيم كروات البوسنة السابق يادرانكو برليتش

كما صدر حكم بالسجن 25 عاما على زعيم كروات البوسنة السابق يادرانكو برليتش لممارسته "التطهير العرقي" الذي انطوى على قتل واغتصاب وطرد مسلمين من البوسنة خلال تفكيك يوغوسلافيا السابقة في التسعينات، كما قضت المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي ايضا بسجن خمسة آخرين منهم سلوبودان برالياك مساعد وزير الدفاع الكرواتي السابق لمدد تتراوح بين 10 و20 عاما.

وقال القضاة إن كرواتيا التي ستصبح ثاني جمهورية يوغوسلافية سابقة تنضم الى الاتحاد الاوروبي في الاول من يوليو تموز شاركت في الخطة وإن الرئيس الراحل فرانيو توديمان كان يعتقد أن التطهير العرقي ضروري لإقامة دولة نقية عرقيا يمكن ضمها الى كرواتيا، وقرأ رئيس هيئة المحكمة جان كلود انتونيتي من ملخص لحكم وقع في اكثر من 2600 صفحة وقال القوات المسلحة للكروات العرقيين في البوسنة والهرسك ارتكبت جرائم قتل واغتصاب وترحيل، وأضاف "لم تكن الجرائم تصرفات عشوائية من بضعة جنود جامحين... كانت نتيجة خطة... للتخلص نهائيا من مسلمي البوسنة والهرسك". بحسب رويترز.

وقال قضاة المحكمة إن ميليشيات برليتش في البوسنة والهرسك ارتكبت جرائم قتل واغتصاب وترحيل بشكل غير قانوني للمسلمين، كما حملت المحكمة برليتش وخمسة آخرين أيضا مسؤولية تدمير الجسر القديم في موستار والذي يعود إلى عصر الامبراطورية العثمانية.

سجن زعيم ميليشيا بالجبل الاسود

فقد صدر حكم بسجن زعيم ميليشيا من الجبل الاسود 45 عاما بتهمة قتل واغتصاب وتعذيب مدنيين في سراييفو ابان حرب البوسنة فيما يمثل اطول مدة حبس تصدرها محكمة جرائم الحرب في البوسنة، وأدين فيسيلين فلاهوفيتش وشهرته باتكو بقتل 31 شخصا واغتصاب 13 امرأة على الاقل وتعذيب وسرقة عشرات المدنيين في منطقتين من سراييفو احتلهما الصرب عام 1992 وذلك وفقا لما ذكره رئيس هيئة المحكمة زوران بوزيتش، وقال بوزيتش إن فلاهوفيتش المعروف باسم "وحش جربافيتشا" أتى "بأعمال اجرامية مروعة وقاسية متعددة". بحسب رويترز.

وأعد ممثلو الادعاء لائحة تضم 65 اتهاما ضد فلاهوفيتش وهي اطول لائحة اتهام في الجرائم التي ارتكبت خلال حرب البوسنة التي دارت بين 1992 و1995. والسجن 45 عاما هو الحد الأقصى للعقوبة على مثل هذه النوعية من الجرائم، وذكر بوزيتش أن فلاهوفيتش وهو عضو في ميليشيا كانت متحالفة مع جيش صرب البوسنة كان كثيرا ما يطلب فدية نقدية أو ذهب مقابل اطلاق سراح أسراه، وأضاف "والضحايا الذين لم يتمكنوا من دفع الفدية كانوا يقتادون إلى مكان ما عند تل تريبفيتش حيث يطلق عليهم الرصاص في الرأس"، واعتقل فلاهوفيتش (44 عاما) في 2010 في أسبانيا وتم تسليمه إلى محكمة جرائم الحرب في البوسنة. وكان قد قضى حكما بالسجن بعد الحرب البوسنية بعد ادانته بالسطو المسلح في الجبل الأسود.

فيلم وثائقي يتهم سريلانكا بارتكاب جرائم حرب

في حين كشف فيلم وثائقي عرض في مقر الامم المتحدة في جنيف على الرغم من اعتراضات كولومبو ان الجيش السريلانكي ارتكب جرائم حرب عديدة خلال الاشهر الاخيرة من الحرب الاهلية التي استمرت عاما، ويقدم الفيلم الذي يتضمن رسوما بيانية وتسجيلات فيديو وصورا جاءت من متمردين سابقين في جبهة نمور تحرير ايلام تاميل ومدنيين والقوات السريلانكية المنتصرة، صورة مروعة للايام ال138 الاخيرة من النزاع الذي انتهى في ايار/مايو 2009، وقال معد الفيلم كالوم ماكراي الذي اختار له عنوان "منطقة آمنة: حقوق القتل في سريلانكا"، في مقر الامم المتحدة في جنيف ان الفيلم يجب ان يعتبر "دليلا" على "جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية" التي ارتكبتها القوات الحكومية، واضاف ان "الحقيقة الواقعية تظهر".

واحتج سفير سريلانكا في جنيف رافيناثا ارياسينا بشدة على عرض الفيلم خلال اجتماعات مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة، وقال ان هذه الخطوة تشكل جزءا من "حملة منظمة" للتأثير على مناقشات المجلس بشأن بلده، وتدعو منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش اللتان استضافتا عرض الفيلم، المجلس الى تبني قرار ينص على اجراء تحقيق دولي، وهما تؤكدان ان اللجنة السريلانكية لاستخلاص العبر والمصالحة عتمت على دور الجيش، ويكشف الفيلم مثلا ان "منطقة آمنة" اعلنت الحكومة اقامتها في كانون الثاني/يناير 2009 تحولت الى فخ علق فيه مئات الآلاف من المدنيين الذين تدفقوا عليها بحثا عن الامان، وقصفت المنطقة بعنف. وقد ظهرت في الفيلم جثث لرجال ونساء واطفال تغطيها الدماء.

وكانت الامم المتحدة قدرت بحوالى اربعين الفا عدد الذين قتلوا في الاشهر الاخيرة من الحرب، معظمهم في قصف عشوائي قام به الجيش السريلانكي، وتساءل بيتر ماكاي الذي يعمل في الامم المتحدة وعلق في منطقة منع القصف هذه لاسبوعين، في الفيلم عن سبب اقامة الحكومة منطقة كهذه في مرمى مدفعيتها، واضاف "اما انهم لا يكترثون بتقل الناس في هذه المنطقة الآمنة واما انهم يستهدفونهم فعلا"، وروى مع آخرين كيف استهدفت مراكز للاغاثة ومستشفيات ميدانية بعدما قام عاملون في الامم المتحدة والصليب الاحمر الحكومة باحداثياتها في اجراء عملي يطبق دائما لحماية هذه المواقع من القصف، ويظهر الفيلم ان انكفاء متمردي نمور التاميل والمدنيين كان مروعا، من آباء يبحثون عن ابنائهم او عن جثثهم. لكن الصور التي قدمتها الحكومة قد تكون اكثر فظاعة.

ومن هذه الوثائق فيديو لاحد قادة التاميل يجري استجوابه تليه صور لجثته التي بترت اطرافها ملقية على الرمال، ولقطات لاسرى عراة اعدموا بدم بارد وجثث لنساء عاريات تم قتلهن بعد استغلالهن جنسيا كما يبدو من التسجيل الذي تتخلله تعليقات غير لائقة لجنود، وتلي ذلك لقطات لجثة فتى في الثانية عشرة من العمر هو بالاشاندران نجل زعيم المتمردين التاميل فيلوبيلاي براباكاران، قد اصيب بخمس رصاصات في صدره، وشككت الحكومة السريلانكية في صحة التسجيلات. وقال ارياسينا الجمعة ان "مصدره مشكوك فيه"، الا ان ماكراي اكد ان كل التسجيلات تم التدقيق فيها وتحليلها بعناية للتأكد من انها صحيحة، وقال "اؤكد ان كل هذه التسجيلات صحيحة". بحسب فرانس برس.

وكان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة تبنى في اذار/مارس 2012 قرارا مدعوما من الولايات المتحدة يطلب من سريلانكا اجراء تحقيق جدي حول انتهاكات حقوق الانسان في النزاع، وقد رفضت السلطات السريلانكية هذا القرار متذرعة بانها بحاجة لوقت كي تتمكن من القيام بتحقيقها الخاص، واقرت سريلانكا في آب/اغسطس الماضي بمقتل عدد من المدنيين خلال الهجوم العسكري على المتمردين التاميل في 2009، وفي تقرير من 161 صفحة بعنوان "عملية انسانية، تحليل للوقائع" قالت وزارة الدفاع انها اعتمدت "سياسة تقضي بعدم سقوط ضحايا مدنيين" لكن امام خطورة العدو عجزت عن تطبيقها، وتقدر الامم المتحدة بمئة الف عدد القتلى الذين سقطوا خلال الحرب الاهلية في سريلانكا بين 1972 و2009.

تبريء قائد الجيش اليوغوسلافي السابق

من جانب أخر قضت محكمة الأمم المتحدة لجرائم الحرب ببراءة القائد السابق للجيش اليوغوسلافي من تهم المساعدة أو التحريض على الفظائع التي ارتكبت في البوسنة وكرواتيا في التسعينات وأمر قضاة المحكمة بإخلاء سبيله فورا، وخلص القضاة الى أن الرئيس السابق لأركان الجيش اليوغوسلافي مومسيلو بيريسيتش قدم دعما عسكريا لجيش ما عرف آنذاك باسم جمهورية صربسكا في البوسنة لكنه لم يصدر لهم أوامر بارتكاب جرائم حرب. بحسب رويترز.

وقال القاضي تيودور ميرون رئيس دائرة الاستئناف في المحكمة التي مقرها لاهاي "قامت قوات جيش جمهورية صربسكا بأنشطة قتالية مشروعة ضمن أمور أخرى ولم تكن منظمة إجرامية خالصة"، ومضى يقول "في حين أن السيد بيريسيتش قد يكون على علم بجرائم جيش جمهورية صربسكا إلا أن مساعدات الجيش اليوغوسلافي التي أتاحها كانت موجهة للمجهود الحربي العام وليس للجرائم التي ارتكبتها قوات جيش الصرب"، وحارب متمردون صرب من أجل اقتطاع دولة للصرب في البوسنة في الفترة بين 1992 و1995 بعد أن صوت المسلمون والكروات لصالح الاستقلال عن يوغوسلافيا الاتحادية.

ارمينيا تحيي الذكرى الثامنة والتسعين للابادة

الى ذلك احيا الاف الاشخاص ذكرى مجازر الارمن قبل 98 سنة ايام الامبراطورية العثمانية، والتي تعتبرها يريفان ابادة لكن تركيا ترفض اطلاق هذه الصفة عليها، وتدفقت جموع غفيرة منذ الصباح الى نصب تذكاري على قمة تلة في العاصمة الارمنية لوضع باقات الزهور امام الشعلة الابدية التي ترمز الى ذكرى المفقودين. ونقلت وقائع الاحتفال كل شبكات التلفزة في البلاد، وقال الرئيس سيرج سركيسيان "ننحني اليوم امام ذكرى الضحايا الابرياء"، واضاف "من واجبنا ان نقنع المجموعة الدولية ونلفت انتباهها الى ان انكار الابادة هو ادامة للجريمة"، ملمحا بذلك الى انقرة، وقد احرق ناشطون من حزب طاشناق-تسوتيون القومي اعلاما تركية ونظموا في يريفان مسيرة شارك فيها 10 الاف شخص حاملين المشاعل، وقال المشارك في المسيرة اشوت كازاريان (23 عاما) لوكالة فرانس برس ان "كل مشعل يرمز الى نضالنا الابدي. ولن ننسى ان دم الضحايا الابرياء قد اهرق". بحسب فرانس برس.

وتطالب يريفان منذ فترة طويلة بان تعترف المجموعة الدولية بالمجازر على انها ابادة، وقد اعترف بالابادة عدد من البلدان ومنها فرنسا في 2001، واعترف بها البرلمان الاوروبي في 1987، اما تركيا فترفض تعبير الابادة، حتى لو انها تعترف بحصول مجازر، ويقول الارمن ان الابادة حصدت اكثر من 1,5 مليون شخص، فيما لا تعترف تركيا الا بما بين 300 و500 الف قتيل، واوضحت انقرة ان ما حصل كان عملية قمع ضد شعب دين بالتعاون مع العدو الروسي خلال الحرب العالمية الاولى، وان الارمن قتلوا ايضا عشرات الاف الاتراك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/تموز/2013 - 21/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م