البولو... رياضة تستمر في ظل الثورة الايرانية

 

شبكة النبأ: وسط الطبيعية في اقاصي طهران، يقع ناد "قصر الفيروز" لرياضة البولو الذي استمر مع الثورة الاسلامية رغم الصفة الارستقراطية التي تلازم هذه اللعبة التي يقول ممارسوها انها ولدت في ايران.

يوضح محمد علي بيغام احد نواب رئيس الاتحاد الوطني للبولو الذي يضم نحو 150 عضوا من بينهم نساء ننظم مناسبات اسبوعيا تقريبا ومباريات ودورات".

وتتواجه اربع فرق الان في دورة تنظم ليذهب ريعها لجمعية تكافح مرض السكري في حرم نادي "قصر الفيروز شوغان كلوب". ويحضر المباريات نحو 500 شخص من بينهم سفراء وهواة اثرياء ومسؤولون ايرانيون حتى.

يقول احد هواة اللعبة الذي يفضل عدم الكشف عن هويته "في الجمهورية الاسلامية يفضل الا يقال ان البولو رياضة ارستقراطية الا ان السلطات تشجع على ممارستها لانها ولدت في ايران".

فسلف البولو هو شوغان على ما يفيد خبراء ايرانيون يستندون في ذلك الى رسوم تعود الى حقبة الملك داريوش الاول (522-486 قبل المسيح) فيها خيال على صهوة حصان حاملا في احدى يديه مطرقة خشبية طويلة.

وقد صدرت اللعبة غربا الى القسطنطينية وشرقا باتجاه افغانستان والتيبت حيث تحولت الى لعبة "بولو" من ثم الى الصين والهند حيث اعتمدها البريطانيون الذين وضعوا قواعد جديدة له.

اصفهان في سط ايران هي عاصمة البولو التاريخية. في القرن السادس عشر بنى الملك الصفوي عباس الكبير ملعبا للبولو في وسط ساحة كبيرة في قلب المدينة وكان يتابع المباريات وهو جالس في قصره. بحسب فرانس برس.

وكانت هذه الرياضة حكرا على النخبة في الجيش والبلاط الملكي وقد منعت هذه اللعبة الارستقراطية بامتياز بعد الثورة الاسلامية في العام 1979. وقد ادت الحرب مع العراق التي استمرت ثماني سنوات (1980-1988) ايضا الى اهمال كل الرياضات تقريبا في البلاد.

الا ان البولو استمر بفضل بعض العائلات التي واصلت تربية الجياد واقامة المسابقات. وفي التسعينات اعيد الاعتبار الى هذه الرياضة بسبب اصولها الايرانية فانشئ الاتحاد الايراني للبولو.

واعادت البلاد اكتشاف تاريخ الشوغان وحصل هواة هذه الرياضة على دعم من المرشد الاعلى للجمهورية اية الله علي خامنئي الذي شجع على ممارسة كل الرياضات "الايرانية".

على جانب الملعب ملصق كبير ينقل كلام المرشد الذي يدعو السكان الى "ممارسة رياضات من عندنا مثل البولو. فليكن تصرفنا فارسيا".

الا نا اللعبة ليست في متناول الجميع. فينبغي معرفة ركوب الخيل فيما هذه الرياضة مكلفة جدا في ايران وان يكون هناك تناغم خاص مع الجياد على ما يقول امير علي ذو الفقاري (39 عاما) لاعب البولو مثل ابيه وجده.

ويوضح "بطبيعة الحال هذه ليست رياضة متاحة للجميع فمثل ركوب الخيل ينبغي توافر المال لشراء الجواد والاعتناء به وشراء العتاد لكن الاتحاد يسعى جاهدا الى استمالة الشباب وهو يوفر الجياد ويعير التجهيزات الى المبتدئين".

ويأسف كذلك لعدم بروز البولو في ايران "مع اننا انشأنا اربعة الى خمس نواد" على ما يوضح. ويضيف "بفضل هذه النوادي نريد تحسين نوعية المنتخب الوطني وامل ان نصل الى مستوى جيد بعد اربع او خمس سنوات".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/تموز/2013 - 16/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م