إستثمار الاجواء الرمضانية ثقافيا

 

شبكة النبأ: من مزايا شهر رمضان المبارك، انفتاح العقول على المعرفة، ومضاعفة حس الانتماء للوعي لدى الفرد والجماعة ايضا، لاسيما أن ليالي رمضان، تشجع على التجمعات، واللقاءات الثقافية والمجالس الدينية والادبية والخطابية عموما، فضلا عن الفنون وما شابه، حيث تنشط المنظمات الرسمية والاهلية، والصالونات الادبية والثقافية، والقاعات الفنية، ليصبح شهر رمضان، فرصة ذهبية لنشر الثقافة والمعرفة بين الجميع.

لهذا نلاحظ في كل بلد من بلدان المسلمين، تواجد طقوس رمضانية خاصة بالثقافة وسواها، إذ تنشط الملتقيات الثقافية في عموم البلدان الاسلامية، وتشغل معظم ساعات الليل، والسبب أن معظم الناس تجد نفسها في حالة من الألفة والتقارب والشعور الكبير بالامان والسكينة والاستقرار، وهذا يقلل من حالات البغضاء والضغينة والصراعات بمختلف انواعها، ويجعل القلوب اكثر رحمة ببعضها، وتشيع حالة من التسامح، تشجع على الاستقرار، وتبعث حالة من الارتياح بين الجميع، وتضاعف من حاجة الانسان الى الوعي والمعرفة عموما، إذ كلما ازاد استقرار الناس نفسيا، كلما ازدادت حاجتهم الى الاطلاع وفهم الحياة بكل دقائقها وتفاصيلها.

لذلك من المستحسن أن يستثمر المعنيون في الجهات الرسمية المسؤولة على نشر الوعي والمعرفة والثقافة، او المنظمات المعنية، ساعات هذا الشهر المبارك، لانه يمثل فرصة مواتية جدا، لتحقيق هذا الهدف الكبير، وتطوير الوعي الجمعي لدى المجتمع ككل، ويمكن في هذا الصدد، استغلال الاماكن العامة لاقامة الاحتفالات والامسيات الثقافية والفنية والفكرية والدينية، بحيث يمكن ان تقام مثل هذه الاحتفالات في المقاهي والساحات العامة والحدائق، مع التخطيط المسبق لذلك بطبيعة الحال.

اننا نلاحظ حضور اعداد كبيرة جدا من الشباب الى المقاهي الشعبية بعد الافطار، وبدلا من أن يقتل هؤلاء الشباب اوقاتهم بشرب الارجيلة والقيام بالعاب اكل الدهر عليها وشرب، هدفها قتل الوقت من دون فائدة، يمكن ان تسهم هذه الاماكن بتقديم الفائدة الفكرية والمعرفية والفنية والثقافية عموما للشباب، او الزبائن الذين يرتادون هذه الاماكن بشكل عام، المهم في هذا الامر هو استثمار الوقت بالصورة الصحيحة، لان الهدف هنا هو بناء المجتمع عموما وتثقيفه بالصورة المطلوبة، من اجل تضييق الهوة الواسعة بيننا وبين المجتمعات المتطورة، التي لا تسمح بضياع الوقت الثمين هدرا. 

يستدعى هذا الامر تخطيطا مسبقا، تقوم به الجهات المعنية الرسمية والاهلية، يكون الهدف منه نشر الوعي بين الشباب وعموم الشرائح الاجتماعية الاخرى، على ان يتم تبني هذا الامر بصورة جادة، فالهدف اولا واخيرا هو تطوير المجتمع عموما، وليس هناك فرصة تتحقق فيها تجمعات بشرية كبيرة مثل هذا الشهر الكريم، ومن الملاحظ ان اصحاب المقاهي يتحلون بروح جيدة ومتفائلة تنحو الى التقدم عندما تطلب منهم جماعة او منظمة ان تكون مقرا لنشاطاتها، إذ معظم اصحاب المقاهي يرحبون بالجماعات والمنظمات التي تريدها كمقر لانشطتها الثقافية وسواها.

اما الاماكن العامة فهي لا تحتاج الى موافقة جهة، ربما الجهات البلدية حيث يمكن التنسيق معها لاقامة نشاطات ثقافية عامة، تقدم الفائدة للجميع، وهنا كلنا نتذكر الفعاليات الثقافية والفنية التي كانت تقوم بها جهات تعنى بالثقافة، حيث يتم عرض افلام سينمائية جيدة في الساحات العامة للاحياء، او اقامة ندوات ثقافية فكرية عامة ناو امسيات شعرية، فضلا عن تقديم الاعمال المسرحية في الهواء الطلق، ضمن ما كان يطلق عليه بالمسرح الجوال.

بطبيعة الحال يمكن ان تقام هذه الانشطة وغيرها في اي وقت واي شهر، لكن شهر رمضان المبارك يتيح لنا او للجهات الداعمة للوعي والمعرفة والهادفة لنشرها، يتيح تواجد اعداد مضاعفة من الشباب والفئات العمرية الاخرى، كلها تتوق الى الثقافة وكلها تسعى الى تحصيل المعلومة من اجل تطوير الذات ومن ثم تطوير المجتمع ككل، يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال استثمار شهر رمضان المبارك، ولك وفق سعي حثيث وتخطيط جيد وتنفيذ دقيق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/تموز/2013 - 14/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م