تعاطي المنشطات... اضرار صحية وعواقب قانونية

 

شبكة النبأ: تحقيق الإنجازات العالية و الوصول إلى ارقام قياسية عالمية قد يدفع الكثير من الرياضيين الى سلك بعض الطرق الغير مشروعة في سبيل الوصول إلى القمة وتحقيق الشهرة العالمية التي قد لا تخلو من المخاطر الصحية منها استخدام المنشطات المختلفة والتي تعد من الممنوعات بصفه عامه، والمنشطات هي تلك المواد التي نصت عليها لائحة اللجنة الاولمبية عـام 1976م و طالبت بتحريم استخدامها في المجال الرياضي ولإحتوائها على مثيرات الجهاز العصبي المركزي مثل الكورامين، والاستكرانين. المواد المخدرة التي تساعد على عدم الإحساس بالألم مثل الكودايين.

ولكن نظرا لأن اختبارات الكشف عن تعاطي المنشطات الهرمونية كانت بدائية نسبيا، استمر تعاطي هذه المنشطات بين النجوم الرياضيين لسنوات عديدة. إلى أن أصبحت هذه الاختبارات أكثر تطوراً في يومنا هذا، ومع ذلك استمر تعاطيها إلى حد ما.

وتسبب المنشطات أضرار صحية لاستخدام جرعات دوائية اكثر من المسموح بها طبياً وسوء استخدام الدواء مما يحدث حالات مرضية ومضاعفات كثيرة كذلك الأضرار الاجتماعية والنفسية مما يحدث علاقات غير متوازنة داخل المجتمع وعلاوة على ذلك تسبب الأضرار التربوية للكسب غير المشروع والذي هو بمثابة خروج عن القيم الأخلاقية السامية للرياضة ، وفيما يخص اخر اخبار الرياضة فقد تعهدت العاصمة اليابانية طوكيو بتنظيم العاب اولمبية عام 2020 خالية من المنشطات باعتماد اكثر القواعد صرامة في العالم وذلك في حال حصولها على شرف الاستضافة. وتتنافس طوكيو مع مدريد واسطنبول لنيل شرف تنظيم اولمبياد 2020، وستعلن اللجنة الاولمبية الدولية المدينة الفائزة في ايلول/سبتمبر المقبل في اجتماعاتها في بوينوس ايرس، التي تشهد ايضا انتخابات رئيس للجنة خلفا للبلجيكي جاك روغ.

الاختبارات الصارمة في المختبرات الرفيعة المستوى، مع الرفض الاجتماعي القوي للمقويات الكيميائية، تعطي اليابان الريادة في السباق للقضاء على المنشطات في مجال الرياضة حسب ما يقول المدافعون عن ملف طوكيو. ويقول نائب رئيس اللجنة الاولمبية اليابانية ماساتو ميزونو "اليابان هي الرائدة في العالم في مكافحة المنشطات، ونحن فخورون ان تكون لدينا أعلى المعايير الطبية".

وتابع "ستظل اليابان في طليعة انشطة مكافحة المنشطات في المستقبل، وفي 2020، نتطلع الى تقديم نموذج للرياضة النظيفة لتكون ارثا من التميز في جميع انحاء العالم". وتمتلك اليابان سمعة طيبة في هذا المجال، فيقول الكندي ديك باوند احد اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية والذي كان اول رئيس للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (وادا) "صحيح، اليابان هي واحدة من اقوى الدول في هذا المجال". ويضيف "الدولة التي تواجه بعض المشكلات هي اسبانيا"، لكنه استدرك بالقول ان ذلك لن يكون عاملا حاسما في القرار النهائي لمنح الاستضافة لاي من المدن الثلاث.

وتلقت طوكيو الاشادة على نطاق واسع بعد ان قدمت ملفا يعد بالعاب عالية المستوى وصديقة للبيئة مع بنية تحتية متطورة. كما ان تزايد التأييد الشعبي للاستضافة يساعد بجعل طوكيو المرشحة الابرز. وينظر الى ان طوكيو مستعدة لفوز ساحق على مدريد التي تتهيب ارتفاع كلفة الاستضافة ما يقلق الاسبان الذين يعيشون حالة تقشف نتيجة الركود الاقتصادي العالمي وخصوصا في اوروبا.

اما بالنسبة الى اسطنبول المرشحة الثالثة، فالمتابعون يعتبرون انها حققت اداء جيدا بعد ان ركزت على مكانتها كسر عبور بين اوروبا واسيا، لكن الاضطرابات الاخيرة التي دفعت بالشرطة التركية الى مكافحة الشغب واطلاق الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين جعلت العديد من اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية يتريثون للتفكير بموقفهم.

وكشفت "وادا" ان اكثر من 100 رياضي ورياضية جاءت نتائج فحوصاتهم ايجابية في اولمبياد لندن الصيف الماضي. وقال المدير الطبي في اللجنة الاولمبية الدولية ريتشارد "اعتقد بأن اليابان بتاريخها القوي في مكافحة المنشطات، وبمختبراتها الكبيرة والنشطة جدا، ستكون مكانا رائعا لتحقيق الافضل". بحسب فرانس برس.

وبحسب الوكالة اليابانية لمكافحة المنشطات فان 40 حالة ايجابية فقط اكتشفت في اليابان منذ عام 2007، في حين ان الوكالة الاميركية ذكرت على موقعها على شبكة الانترنت ان هناك 37 حالة في الولايات المتحدة في عام 2012 وحده. واضاف "لا نستطيع القول ان هناك بلدا لا توجد فيه حالات منشطات ابدا، لكننا نعرف ان بعض الدول معرضة ليكون لديها حالات بسبب ثقافة الرياضيين والمدربين، وتظهر الاحصائيات ان هناك حالات قليلة جدا في اليابان، واظن ان ذلك يرتبط بالبنية الاجتماعية وخصوصية الرياضة اليابانية".

جوازات بيولوجية

من جانب اخر سيطلب من كل لاعب مشارك في كأس العالم 2014 لكرة القدم جواز سفر بيولوجي، بحسب ما اعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". وينوي الفيفا ادخال نظام التنميط البيولوجي في كأس القارات المقررة الصيف المقبل في البرازيل، كجزء من الحملة العالمية لمكافحة المنشطات، وسيعمل بها بشكل كامل في كأس العالم 2014 في البرازيل ايضا.

والتقى وفد الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات مع مسؤولين من الاتحاد الدولي في مقر الاخير في زيوريخ وعبر على اثرها رئيس الوكالة جون فايهي عن "الرضى التام لالتزام الفيفا بالملف البيولوجي". وقال مسؤول الفيفا الطبي البروفسور ميشال دهوغ "الفيفا هو اول منظمة دولية رياضية تعتمد الملفات الطولية".

وشرح ان الفيفا يطور خططا لاعتماد الملف، بينها ملف الستيرويد (مركب عضوي حلقي) من خلال البول وملف الدم، لكأس القارات، حيث ستجرى اختبارات داخل وخارج المسابقة على كل اللاعبين المشاركين، بالإضافة الى اختبارات دم غير معلنة في معسكرات التدريب والمباريات. واضاف "نلتزم بحصول جميع اللاعبين المشاركين في كأس العالم 2014 على ملفات بيولوجية".

وتعتبر جوازات السفر البيولوجية من اكثر الوسائل نجاعة للكشف عن استخدام عقاقير منشطة ومضخمات للدم "اي بي أو". بحسب فرانس برس.

واكتشف الفيفا منشط "اي بي او" لاول مرة في كأس العالم 2002 حيث خضع كل اللاعبين لاختبارات بولية ودموية، وعندما كانت النتائج غير طبيعية تم الخضوع لاختبار "ايبو". وجاءت جميع النتائج سلبية. ويطور الفيفا ايضا برنامج الملف الهورموني، وهي مبادرة جديدة بالتعاون مع مختبر معتمد من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في سويسرا. وقال فايهي "هناك دائما المزيد الذي يمكن القيام به في موضوع المنشطات، لكننا ندرك ان فيفا كانت دائما جادة في هذا المجال".

من المستحيل الفوز

في السياق ذاته اعلن الدراج الاميركي لانس ارمسترونغ الذي جرد من القابه السبعة في دورة فرنسا للدراجات الهوائية بسبب المنشطات انه "من المستحيل الفوز بلقب بطل دورة فرنسا دون منشطات". وقال ارمسترونغ في حديث لصحيفة "لوموند""من المستحيل الفوز بدورة فرنسا دون تناول منشطات، لأن الدورة مسابقة في التحمل والقدرة حيث الاوكسجين ضروري جدا".

واوضح ارمسترونغ "لنأخذ مثالا واحدا، مادة الايبو لن تساعد عداء على الفوز بسباق 100 م ولكنها ستكون حاسمة بالنسبة لعداء سباق 10 الاف م. هذا اكيد". وذكر ارمسترونغ بانه "لم يخترع المنشطات" التي "تتواجد منذ العصور القديمة" وستبقى "موجودة دائما" مشيرا الى ان ثقافة المنشطات "لن تنتهي أبدا". واضاف "كنت جزءا من هذا النظام. وأنا من البشر في نهاية المطاف".

وبخصوص الدراج الفرنسي لوران جالابير الذي ينفي لجؤه الى المنشطات بعدما كشفت عينات البول التي اخذت منه خلال دورة فرنسا عام 1998، تناوله منشطات من مادة الايبو، قال ارمسترونغ: "آه، جاجا مع احترامي الكبير له، فهو يكذب. كان من الافضل له تفادي الحديث عن فيراري وسيتروين، لانه يعرف جيدا بان ميشال (فيراري) كان طبيبا لفريق استانا اواسط التسعينيات". بحسب فرانس برس.

وجرد ارمسترونغ في تشرين الاول/اكتوبر الماضي من القابه السبعة في دورة فرنسا واوقف مدى الحياة بعدما اتهمته الوكالة الاميركية لمكافحة المنشطات بالمساهمة الفعالة في "برنامج المنشطات الأكثر تضليلا في تاريخ الرياضة". وكان ارمسترونغ وبعد سنوات من النفي، اعترف في منتصف كانون الثاني/يناير الماضي بتناوله منشطات خلال مسيرته. وختم ارمسترونغ حديثه قائلا "لن أتمكن أبدا من تصحيح كل ما أفسدته ولكنني سأمضي حياتي في محاولة فعل ذلك".

الرياضة في أستراليا

على صعيد متصل قالت مفوضية مكافحة الجرائم الأسترالية إن خبراء، ومدربين وموظفين ضالعون في توفير المنشطات للرياضيين، في مختلف الاختصاصات، دون أن تذكر الأسماء. وأوضحت اللجنة أن شبكات إجرامية تشرف على توصيل المنشطات إلى الرياضيين، في بعض الحالات. ووصف وزير الداخلية، جايزون كلير، ما كشفه التحقيق بأنه "مروع، وسيثير اشمئزاز محبي الرياضة في أستراليا". أما رئيس الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، جون فاهي، فيرى الموضوع "خطيرا، لكنه غير مفاجئ"، بالنسبة إليه.

وقد أعلن وزير الداخلية الأسترالي عن نتيجة التحقيق في مؤتمر بمدينة كامبرا، وقال إن "عددا من الرياضيين من مختلف النوادي الأسترالية الكبيرة، في مختلف الاختصاصات، يشتبه في أنهم يستخدمون أوسبق لهم أن استخدموا مواد قد تشكل خرقا لقواعد مكافحة المنشطات". وأضاف أن ذلك غش، ولكن الأسوء أنه غش بمساعدة مجرمين".

وتأثير الفضحية في أستراليا كبير بحجم شغف الأستراليين بالرياضة. ونبه وزير الداخلية إلى خطورة استخدام الرياضيين المحترفين عقاقير لما ترخص للاستخدام البشري. وتزداد الخطورة عندما يحصل الرياضيون على هذه العقاقير من شبكات مجرمين، تعرضهم لمخاطر الضلوع في التلاعب بنتائج المباريات.

وأعلن اتحاد كرة القدم واتحاد الرغبي في أستراليا عن تعاونهما مع لجنة التحقيق. كما وردت معلومات أن أكثر من لاعب وأكثر من ناد يجري استجوابهم في القضية. ودعت وزيرة الرياضة، كيت لندي، المنظمات الرياضية إلى تشكيل "لجان نزاهة" بالتعاوان مع الوكالة الاسترالية لمكافحة المنشطات، والهيئات القانونية من أجل اجتثاث هذه الظواهر. بحسب بي بي سي.

وتوجهت الوزيرة إلى مستخدمي المنشطات بالقول "إذا أردتم الغش فإننا سنكشفكم، وإذا أردتم التلاعب بنتائج المباريات فسنكشفكم أيضا". ويربط الناس بين ما توصلت إليه لجنة التحقيق في أستراليا وما كشفته وكالة مكافحة المنشطات في الولايات المتحدة الأمريكية، بخصوص لانس أرمستورنغ، بطل سباق الدراجات الهوائية السابق.

اسافا باول

من جانب اخر اعلن العداء الجامايكي اسافا باول صاحب الرقم القياسي سابقا في سباق 100 م في بيان انه تناول مواد منشطة خلال اختيار منتخب جامايكا للمشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى 2013 التي تستضيفها موسكو من 10 الى 18 آب/اغسطس والتي لن يشارك فيها. وكشف باول (30 عاما)، الحاصل على ذهبية اولمبياد بكين 2008 في سباق التتابع 4 مرات 100 م مع منتخب بلاده، ان نتيجة الفحص الذي خضع له جاءت ايجابية، مشيرا الى انه تناول المادة المحظورة عن غير عمد.

وقال رابع اسرع رجل في العالم (72ر9 ث في ايلول/سبتمبر 2008) "اريد ان اطمئن عائلتي وأصدقائي وانصاري اني لم اتناول اي مادة محظورة عن عمد. لست غشاشا ولم اكن يوما كذلك. خطأي لم يكن في الغش وانما في اني لم اكن اكثر يقظة". واضاف "الكادر المشرف علي فتح تحقيقا لمعرفة المادة التي دخلت الى جسمي. لقد تأثرت جدا بما حصل، فعلى الصعيد المهني لا استطيع المشاركة في بطولة العالم (لم يتأهل اصلا)، وعلى الصعيد الشخصي فالتكلفة اكبر بكثير".

ويأتي الاعلان عن تنشط باول في اليوم ذاته الذي تم الاعلان فيه عن تنشط العداء الاميركي تايسون غاي، ثاني اسرع عداء في العالم (69ر9 ث). وباول هو واحد من 5 رياضيين بينهم 3 عدائين في مسافات السرعة ثبت تناولهم منشطات خلال اختبارات انتقاء المنتخب الجامايكي لمونديال 2013.

من جانبها، اعترفت شيرون سيمبسون صاحبة فضية 100 م في اولمبياد بكين في بيان ايضا انها خضعت لفحص الكشف عن المنشطات كانت نتيجته ايجابية. والعداء الثالث هو نستا كارتر صاحب ذهبية سباق التتابع 4 مرات 100 م في اولمبيادي بكين ولندن 2012، حسب ما ذكرت صحيفة "ذا دايلي تلغراف" البريطانية. بحسب فرانس برس.

وكانت صحيفة "ذا غلينر" الجامايكية اول من كشف 5 حالات منشطات دون ان تفصح عن الاسماء، مشيرة الى ان المادة المحظورة توجد داخل متمم غذائي ادخل مؤخرا الى المعسكر التدريبي لهذه المجموعة. ويتدرب باول وكارتر وسيمبسون معا داخل مجموعة "ام في بي تراك كلوب في جامايكا" باشراف المدرب ستيفن فرانسيس.

الى جانب ذلك ذكرت وكالة "انسا" الايطالية ان الشرطة الايطالية فتحت تحقيقا بحق العداء الجامايكي اسافا باول ومواطنته شيرون سيمبسون ومعالجهما الفيزيائي الكندي كريس كسويريب. وكان العداءان الجامايكيان اللذان اعترفا بتناولهما مادة محظورة، في معسكر تدريبي في شمال ايطاليا لكنهما غادرا البلاد مع معالجهما الفيزيائي بعد ان داهمت الشرطة الفندق الذي يقيمون فيه، وذلك بحسب وسائل الاعلام المحلية.

ويقوم مكتب الادعاء العام في اوديني، المدينة الاقرب الى حيث كان يقيم العداءان، بتولي التحقيق للاشتباه في مخالفة القانون الذي يعاقب الاشخاص الذين يزودون او يستخدمون المواد المنشطة. واكد الادعاء العام انه صادر 50 صندوقا تحتوي على مراهم ورذاذات واشياء اخرى خلال تفتيش غرف باول وسيمبسون وكسويريب. وذكرت "انسا" ان الادعاء العام يبحث الان عن مختبر بامكانه اجراء الفحوصات على هذه المواد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/تموز/2013 - 12/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م