انتهت اللعبة.. لقد فازت مصر

علي الأسدي

 

يوما لك ويوما عليك.. هكذا في المسابقات الرياضية جميعها، محليا ودوليا وحتى بين فرق الأحياء الشعبية للشباب، فحيثما تناط النتيجة بحكم المباراة فهو المخول بإعلانها وما على الفرقاء الا احترام قراره.

 الاخوان المسلمون على ما يبدو لم يعترفوا بهذه الحقيقة البسيطة، ويصرون على رجحان كفتهم، متناسين أو متجاهلين ان القول الفصل لا يعود اليهم، بل لحكم المباراة الذي استمعوا لقراره جيدا ولا مفر غير الانصياع له. لقد قال الشعب كلمته في السياسة التي اتبعها الرئيس أحمد مرسي وليس فيه شخصيا، سياسته كانت واضحة لكل مراقب محايد.

بدأ بأسلمة التشريع والقضاء وفرض رؤية حزبه على الادارات المحلية في جميع أنحاء مصر وعلى تفاصيل حياة المواطنين. تلك الرؤية التي رفضتها الجماهير في كل الدول التي حاولت أحزاب الاسلام السياسي تطبيقها بحد السيف وقطع الرؤوس والأطراف وبقر البطون. وبذلك يكون قد تنكر للعقلانية ولمبادئ التسامح والتعاطف التي شكلت عبر القرون قيم المصريين والمصريات.

 السيد مرسي وحزبه قد خرقا كل هذا، وعادا بمصر الى عهود الغابة والصحراء فاختارا التحريض على العنف والكراهية وسفك الدماء البريئة في سابقة لم تعهدها ثقافة المصريين عبر التاريخ.

لقد تبجح السيد مرسي بصناديق الانتخابات التي أتت به الى السلطة، لكن متى كانت صناديق الانتخابات وسيلة لفرض شريعة الغابة على شعب حر في دولة مدنية، أو تكفير أمة والحكم عليها بالموت من منصة الخطابة..؟

كان عليه وعلى حزبه أن يعلما بان الأمريكيين الذين منحوهما الشرعية وهللوا لفوزهما قادرون في أي لحظة على تجريدهما منها اذا ما شعروا أن مصالحهم السياسية تكمن في الوقوف مع الخصوم. وهذا ما حصل لسلفه الرئيس محمد حسني مبارك، ولعشرات غيره قبله وبعده في دول كثيرة، وما حصل له نفسه الأسبوع الماضي.

وما يؤكد ذلك رفض الرئيس الأمريكي وصف حركة الجيش والاطاحة بالرئيس مرسي بالانقلاب العسكري. كما رفض الرئيس ايضا مناشدة بعض الأعضاء من مجلسي الكونغرس بوقف المساعدات الأمريكية الى مصر التي تبلغ 1.5 بليون دولار سنويا.

وفي البيان الذي اصدره القصر الأبيض ليلة الأربعاء 3 تموز الجاري الذي جاء فيه، ان الولايات المتحدة تراقب الوضع في مصر وتعتقد أن مستقبل مصر يجب أن يقرره المصريون. البيان جاء منسجما مع سياسة الرئيس الأمريكي التي عبر عنها السفير الأمريكي آن باترسون في منتصف حزيران من العام الماضي بعد فوز السيد مرسي بالانتخابات.

لكن تصريح الرئيس أوباما الذي أدلى به بعد حركة الجيش بقوله " مع هذا نحن قلقون بخصوص قرار الجيش بإقالة مرسي وايقاف العمل بالدستور" قد أطرب مسامع أنصاره المعتصمون في القاهرة ومدنا أخرى مطالبين بإعادته الى منصبه، كما ذكرت صحيفة ذي واشنطن تايمز الأمريكية في عددها ليوم الخميس الرابع من تموز الحالي.

لكن للرئيس أوباما تصريحا أكثر وضوحا نشرته صحيفة النيو يورك تايمز الأمريكية يوم الاثنين 8 تموز الجاري قال فيه: " من المهم القول بان الملايين من المصريين لهم الحق في ابداء المعارضة للسياسة اللاديمقراطية للرئيس مرسي وطريقته في الحكم، وانه لا يعتقد بان التغيير الذي حدث في مصر اخيرا هو انقلابا، فالحقيقة هي ان الشعب طالب بحكومة أخرى."

لقد أصدر الشعب المصري قراره، وما على الفرقاء إلا القبول بالنتيجة النهائية، لقد خسر مرسي وفريقه المباراة. وبناء عليه غير الأمريكيون موقفهم وهذا بالذات ما شجع الجيش المصري للتحرك بآلياته العسكرية ضد مرسي وأهم قادة الاخوان المسلمين.

وقوف الجيش الى جانب ثوار 30 يونيو هي واحدة من مآثر الجيش المصري، ويعتمد نجاحه في كبح جماح الرجعية الاسلامية بمدى احترامه لارادة شعبه وللحكمة في التعامل مع الأحداث التي بلاشك ستكون صعبة ومريرة.

http://www.annabaa.org/news/maqalat/writeres/alialasidy.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/تموز/2013 - 9/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م