تمرد الإرهاب... أوروبا تسترجع بضاعتها

 

شبكة النبأ: منذ بداية الأزمة السورية سعت العديد الدول العدائية الاستعمارية في الاتحاد الأوربي وبعض الدول الإقليمية، جعل سوريا محور الصراع ومرتع الأزمات في الشرق الأوسط، وذلك لتحقيق أجندة خاصة بنقل وتداول أزمات تلك الدول، لتمرير أزماتهم الى داخل سوريا، من خلال مواصلة الدعم اللوجستي والعسكري للجماعات المسلحة في سوريا من معظم هذه الدول، فضلا عن استخدام سلوك الاستثناء الذي يقود إلى الاستثناء بشأن التسليح والانتهاكات الحقوقية.

وخاصةً عملية تجنيد ودعم بعض المجاميع الإرهابية بصور غير مباشرة وزجهم في الحرب السورية، لكن  تظهر التطورات الأخيرة بالانتصارات التي حققها الجيش السوري على حساب هذه المجاميع الإرهابية انقلب الإرهاب على داعمي الإرهاب، مما شكل تهديدا مباشرا لأمن الاتحاد الاوروبي الذي يستعد للتصدي المقاتلين الاوروبيين الاسلاميين العائدين من سوريا.

حيث قرر وزراء داخلية ثماني دول اوروبية بينها فرنسا وبلجيكا وهولندا، في اجتماع ببروكسل تعزيز تعاونهم للتصدي للتهديد الذي يشكله الشبان الاوروبيون الذين ذهبوا الى سوريا للقتال مع مجموعات اسلامية متطرفة.

لذا يرى الكثير من المحللين إن هذا الدعم المتواصل يساعد على تهيئة الظروف الملائمة لتتصاعد الاضطرابات وديمومة الصراع، ولكن كما يبدو ان الحرب القائمة لن تكون كما تتمنها الإطراف المتنازعة، خصوصا بعدما انشق مقاتلو ما يسمى بالجيش الحر وانضمامهم لجبهة النصرة المتطرفة ذات الصلة بتنظيم القاعدة.

كما بينت الحقائق والدلائل باعترافات مباشرة من تنظيم القاعدة أن هذا التنظيم احد اهم فصائل القتال في سوريا التي تحولت ارضها الى ساحة قتال تشارك فيها الكثير من الفصائل والجماعات الجهادية المسلحة المدعومة من بعض الدول الأوربية والإقليمية.

وعليه تشكل عودة الإرهابيين الى أوربا مسجل خطر يهدد المصالح الأوربية على مختلف الأصعدة، حيث يرى الكثير من المحللين ان هذا التهديد الأمني المضطرد في أوربا، هو نتيجة للسياسة التخبط  المتبعة في مواجهة وتوجيه الارهاب من السلطة الاوريبة.

الى جانب صعود المقاتلين الاجانب الذين قتلوا في الصراع السوري كان أكثرهم من دول مجاورة تشهد صراعا نتيجة ما يسمى بالربيع العربي، وخاصةً مع النمو المتزايد للتيارات السلفية المتشددة التي تحرض على سفك الدماء والقتل مما ادى الى حدوث أبشع جرائم الحرب التي ارتكبها هؤلاء الإرهابيون بحق الشعب السوري، وعليه مهما تتعدد واختلفت الأجندة لتلك الدول، لا يبدو انها ستحصل على مرادها كما تشتهي.

الاتحاد الأوروبي والإسلاميين العائدين من سوريا

في سياق متصل اعلن وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس ان على الاتحاد الاوروبي ان يستعد للتصدي للتهديد الذي يطرحه الشبان الاوروبيون الاسلاميون الذين التحقوا بصفوف المجموعات الجهادية للقتال في سوريا، وشارك فالس في لوكسمبورغ في اجتماع خصص لهذا الموضوع مع منسق مكافحة الارهاب في الاتحاد الاوروبي جيل دو كيرشوف ونظرائه الالماني والبريطاني والبلجيكي والهولندي والسويدي والدنماركي والاسباني والمفوضة الاوروبية المكلفة الشؤون الداخلية سيسيليا مالستروم، وبحسب فالس فان اكثر من 600 مواطن اوروبي بينهم 120 فرنسيا توجهوا الى سوريا منذ اندلاع الازمة لمحاربة نظام بشار الاسد. وهناك حاليا اربعين فرنسيا في سوريا، وقال "ليسوا جميعا من الجهاديين والارهابيين" لكن انضم العديد منهم الى التيار المتشدد المرتبط بالقاعدة وهذه الظاهرة "مقلقة جدا لاتساعها".

وقال كيرشوف ان المقاتلين الاجانب "بضعة الاف اذا ما ضفنا الذين يغادرون دول البلقان وشمال افريقيا"، وخصائص المقاتلين هي نفسها في دول الاتحاد الاوروبي. وقال فالس "انهم شبان يأتون من طبقات متواضعة جدا ومعظمهم يؤمن باسلام متشدد. وانهم جانحون وتورطوا في تهريب المخدرات واحيانا في اعمال سطو وسرقة"، واوضح "علينا ان نتخذ خطوات ملموسة في تعاوننا الذي يجب ان يصبح عملانيا"، وتابع "ان الامن الوطني مسؤولية الدول لكن اوروبا قادرة على التحرك من خلال ايجاد معايير قانونية تسمح بتجريم التدرب على الارهاب".

واقترح الوزير الاسباني البيرتو رويز غلاردون على نظرائه مشروع قانون يسمح بالتدخل القانوني في حواسيب الاشخاص الذين يشتبه بارتباطهم بالارهاب او اللصوصية، وقال الوزير الفرنسي "انه اقتراح يجب درسه وكلفنا جيل دو كيرشوف النظر فيه. يحاول الارهابيون دائما ان يكون لديهم خطوة الى الامام وعلينا ان نتأقلم اكثر حيال الارهاب المعلوماتي".

وشدد على ضرورة "احترام دولة القانون للتوفيق بين الحريات والمطالب الامنية"، واعلن نظيره البلجيكي جويل ميلكي عن اجتماع جديد للوزراء في ايلول/سبتمبر موضحا ان المشروع "يقضي باقامة شراكة اميركية تركية لتعزيز الاعمال المنسقة". وتركيا تعتبر بلد الترانزيت للوصول الى سوريا.

ارتكاب جرائم حرب

على الصعيد نفسه ذكرت الصحف البلجيكية ان شابا بلجيكيا يقاتل في صفوف الاسلاميين قتل في سوريا بينما اوقف شقيقه عند عودته الى بلجيكا، مشيرة الى توقيف متطوعين بلجيكيين آخرين ارتكبوا جرائم حرب.

وتشعر السلطات البلجيكية بالقلق منذ اشهر لتوجه عشرات من الشبان المسلمين الى سوريا للالتحاق بمليشيات اسلامية متطرفة، ويشتبه بان الجماعة السلفية "شريعة فور بلجيوم" التي يمضي زعيمها فؤاد بلقاسم عقوبة بالسجن في بلجيكا اثر ادانته بالتحريض على الكراهية، قامت بتنظيم هذه الرحلات لمقاتلين بعضهم من القاصرين، وذكرت الصحيفة الفلمنكية "هيت نيوفسبالد" ان ثلاثين من اعضاء هذه الجماعة شكلوا كتيبة خاصة بهم وضعت بتصرف جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وقال والده للصحيفة ان احد هؤلاء المقاتلين طارق تاكيتلون وهو في العشرين من العمر ويتحدر من فيلفورد احدى ضواحي بروكسل، قتل برصاصة في الرأس الجمعة بينما كان نائما في فيلا قريبة من حلب تحتلها الكتيبة، وهو ثالث مقاتل بلجيكي يقتل في سوريا كما قالت الصحف البلجيكية مشيرة الى مقتل رابع بدون ان يتأكد هذا الخبر، واوقف الاخ الاكبر لطارق ويدعى الياس (23 عاما) عند عودته الى بلجيكا في الثالث من حزيران/يونيو، وقد اتهم بالمشاركة في نشاطات ارهابية واوقف موقتا.

ويعد شاب بلجيكي ثالث من الضاحية نفسها ويدعى حسين الوساكي (22 عاما) قائد الكتيبة البلجيكية، ويبدو انه عبر في مكالمة سجلتها الشرطة في كانون الاول/ديسمبر عن شعوره بالاعتزاز لانه "جز عنق" جندي وقد يكون احد المشاركين في تصوير تسجيل فيديو لشبان يتحدثون بالفرنسية والهولندية وهم يقطعون رأس رجل مسن بسكين، وروى شقيقه حكيم (21 عاما) في كانون الثاني/يناير لصديقته التي بقيت في بلجيكا انه قتل اسيرا بدم بارد. وقد اصيب حكيم الوساكي بجروح خطيرة وعاد الى بلجيكا بعيد ذلك واوقف في فيلفورد في 16 نيسان/ابريل خلال عملية واسعة للشرطة استهدفت ناشطي "شريعةفور بلجيوم".

الامريكيين بين أجانب يقاتلون في سوريا

من جهة أخرى قال مسؤولون في الحكومة الامريكية وخبراء مستقلون يراقبون الصراع السوري انه رغم تسليط وسائل الاعلام الضوء على مقتل أمريكية في سوريا الا ان عددا قليلا من المواطنين الامريكيين انضموا الى الاجانب الذين يقاتلون هناك لاسقاط الرئيس السوري بشار الاسد، وذكرت وسائل اعلام رسمية سورية ان نيكول مانسفيلد وهي من ولاية ميشيجان اعتنقت الاسلام قتلت الاسبوع الماضي وهي ترافق مقاتلي المعارضة في محافظة ادلب، واعتقل الجندي الامريكي السابق اريك هارون لدى عودته الى الولايات المتحدة في مارس آذار واتهم بالتآمر لاستخدام قذيفة صاروخية في سوريا. وذكر محققون انه أقر بانه كان يقاتل في صفوف قوات المعارضة السورية بما في ذلك جبهة النصرة التي تقول واشنطن انها تابعة للقاعدة.

ويقول مسؤولون امريكيون وخبراء انه ليس هناك الكثير من المعلومات عن أمريكيين آخرين ذهبوا الى سوريا للقتال هناك، وخلافا لذلك يتدفق مقاتلون أجانب من دول اخرى للقتال في صفوف المعارضة في سوريا التي يقول خبراء انها تحولت الى مقصد للمتشددين الاسلاميين السنة على غرار ما حدث خلال الحرب الاهلية الاسبانية حين تحولت الى مقصد نشطين يساريين في ثلاثينات القرن الماضي.

وقال أحد الخبراء الذي يتابع انشطة متشددين امريكيين ومواقعهم على الانترنت انه على أكثر تقدير قد يصل عدد الامريكيين الذين سافروا الى سوريا للقتال هناك الى 20 أمريكيا بل يميل خبراء اخرون الى خفض هذا الرقم الى النصف، وصرح مسؤول امريكي بانه لا يوجد احصاء رسمي للحكومة الامريكية لعدد الامريكيين الذين سافروا لمحاربة قوات الاسد لكن أفضل تقدير هو انهم "حفنة" من الافراد.

وحللت الدراسة التي قام بها خبراء من معهد واشنطن لسياسة الشرق الادني ومؤسسة فلاشبوينت جلوبال بارتنرز التي تراقب مواقع المتطرفين على الانترنت جنسيات 280 مقاتلا اجنبيا قتلوا اثناء محاربتهم في صفوف قوات المعارضة في سوريا بين يوليو تموز 2012 ومايو ايار من هذا العام، ووجدت الدراسة ان من بين 280 مقاتلا قتلوا وشملهم التحليل كان العدد الاكبر من ليبيا 60 مقاتلا ثم تونس 47 مقاتلا وهما دولتان شملهما الربيع العربي الذي اطاح برؤساء يطبقون حكم الفرد.

وجاء السعوديون في المرتبة الثالثة 44 مقاتلا ثم الاردن 32 مقاتلا ثم مصر 27 مقاتلا ثم لبنان 20 مقاتلا ثم سبعة روس وخمسة كويتيين وخمسة من الشيشان وثلاثة عراقيين، وقالت الدراسة ان عدد القتلى شمل فردا من دول منها الدنمرك وفرنسا واوزبكستان وايرلندا والمغرب والجزائر وكوسوفو وتركيا وبلغاريا وبريطانيا والولايات المتحدة بالاضافة الى ثلاثة من داغستان وثلاثة من دولة الامارات العربية المتحدة واثنين من استراليا. بحسب رويترز.

وذكرت الدراسة ان "نصيب الاسد" من المحاربين الذين قتلوا في سوريا لقوا حتفهم وهم يحاربون في صفوف "أكثر المنظمات المشاركة في الانتفاضة تشددا" وهي جبهة النصرة، وصرح مسؤولو امن في الولايات المتحدة واوروبا بان التقارير الرسمية الحديثة عن المشاركة الحالية لمقاتلين اجانب في سوريا تشير الى ان النظر الى عدد القتلى فقط سيقلل من حجم المشاركة الفعلية لمواطنين بريطانيين في الصراع.

وقدر مسؤولو امن اوروبيون عدد البريطانيين الموجودين في سوريا حاليا بين 70 و100 غالبيتهم يقاتلون مع جبهة النصرة وجماعات اسلامية اخرى. ولاحظ مسؤولون اوروبيون وامريكيون مؤخرا زيادة في عدد المقاتلين المتجهين الى سوريا من الشيشان وداغستان في روسيا.

إسلاميو القوقاز يقاتلون مع القاعدة في سوريا

في المقابل يقاتل حوالى مئتي اسلامي من القوقاز الروسي في سوريا تحت راية تنظيم القاعدة، وفق ما اعلن رئيس الاستخبارات الروسية الكسندر بورتنيكوف في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية، وقال بورتنيكوف اثر اجتماع مع مسؤولين في الاجهزة الامنية في كازان عاصمة تترستان في منطقة الفولغا الروسية ان "روسيا قلقة لكون قرابة 200 متمرد من +امارة القوقاز+ يقاتلون تحت راية القاعدة ومنظمات اخرى تدور في فلكها". وامارة القوقاز اعلنت نفسها "دولة" في القوقاز الروسي في العام 2007 من جانب الزعيم المتمرد الشيشاني دوكو عمروف، وتسعى الى اقامة حكم الشريعة في القوقاز الروسي.

وبعد حرب الشيشان الاولى بين العامين 1994 و1996 بين القوات الفدرالية الروسية وانفصاليين، اتخذ التمرد طابعا اسلاميا واتسع خارج الحدود الشيشانية ليتحول في اواسط العقد الاول من القرن الحالي الى حركة اسلامية مسلحة تنشط في سائر مناطق شمال القوقاز، وكان موقع اسلامي شيشاني اشار في اب/اغسطس الى ان نجل زعيم شيشاني متمرد سابق هو رستم غويلاييف قتل في سوريا خلال قتاله الى جانب مقاتلي المعارضة، واضاف الموقع "نشهد حاليا زيادة في انشطة المقاتلين الذين يتوجهون" الى سوريا. بحسب فرانس برس.

واشار بورتنيكوف الى ان "ما هو خطير، هو ان هؤلاء الارهابيين سيعودون الى بلدهم. ماذا علينا فعله، اي عوائق نخلقها (...) هي اسئلة تم بحثها" خلال الاجتماع، وبحسب المسؤول الروسي فإن الامر يمثل "تهديدا جديا جدا لكل الدول وليس فقط روسيا ومجموعة الدول المستقلة (الاتحاد السوفياتي السابق باستثناء بلدان البلطيق وجورجيا)، لكن ايضا للدول الاوروبية والقارة الاميركية"، وتدعم روسيا نظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي تزوده بالسلاح وتعارض اي تدخل اجنبي في هذا البلد.

دمشق تسلم تونس 43 تونسيا جندوا للقتال في سوريا

من جهتها أعلنت منظمات غير حكومية تونسية أن دمشق وافقت على "تسليم" تونس 43 سجينا جندوا للقتال في سوريا ولكن لم يشاركوا في المعارك، وأنها تعهدت بضمان "محاكمة عادلة" للمقاتلين التونسيين الذين "يضعون السلاح ويسلمون انفسهم" للسلطات السورية، وقالت المحامية دليلة مصدق التي زارت سوريا الشهر الحالي مع هذه المنظمات ان السلطات السورية وافقت على "مبادرة" أطلقها ممثلون عن منظمات المجتمع المدني في كل من تونس وسوريا.

وأوضحت في مؤتمر صحفي ان هذه المبادرة تتعلق ب"تسليم 43 سجينا تونسيا لم تتلطخ أياديهم بدماء السوريين ، إلى تونس، مع التزام هؤلاء بالقيام بقضايا دولية ضد كل من شجعهم ومولهم للذهاب الى سوريا" لافتة الى أن المساجين وعائلاتهم "ملتزمون بهذا".

وذكرت أن هؤلاء المساجين الذين تم ايقافهم فور دخولهم بشكل شرعي الى سوريا وقبل مشاركتهم في اعمال عنف "أعطوا أسماء من سفرهم الى سوريا" رافضة الكشف عن هذه الاسماء، وتتهم وسائل اعلام محلية ومعارضون جمعيات إسلامية تونسية بتلقي تمويلات ضخمة من دولة قطر لانتداب مقاتلين تونسيين وارسالهم الى سوريا.

وفي أيار/مايو الماضي كشف وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو (مستقل) عن تفكيك 5 شبكات متخصصة في تسفير مقاتلين تونسيين الى سوريا دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل عن هذه "الشبكات"، وفي 15 آذار/مارس الماضي أوردت جريدة "الشروق" التونسية ان هذه الشبكات تحصل من دولة قطر على "عمولة بمبلغ 3000 دولار امريكي عن كل شاب تونسي يتم تجنيده"، وأضافت المحامية دليلة مصدق أن السلطات السورية تعهدت ب"ضمان محاكمة عادلة للمقاتلين التونسيين الذين يضعون السلاح ويسلمون انفسهم" وبتمكين محامين تونسيين من الترافع عنهم أمام القضاء السوري. بحسب فرانس برس.

وقالت "هناك وعد مبدئي" من السلطات السورية بأن يقضي المقاتلون التونسيون الذين يسلمون انفسهم أحكام السجن التي ستصدر ضدهم في سجون تونسية "حتى تتمكن عائلاتهم من زيارتهم"، وأضافت أن تونسيات سافرن الى سوريا من أجل ما يسمى جهاد النكاح "عبرن عن رغبتهم في الخروج من ساحات القتال (والعودة الى تونس) لكنهن خائفات من اغتيالهن من قبل المجاهدين"، وطالب الصحافي زهير لطيف وهو منسق "المبادرة" التي اطلقتها منظمات غير حكومية تونسية وسورية، السلطات التونسية التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق في شباط/فبراير 2012 بإرسال طائرة إلى سوريا لتسلم المساجين التونسيين ال43، وقال "نحن منظمات مجتمع مدني قمنا بما علينا ولا يمكننا تعويض الدولة".

وأشار الى ان حوالي 2000 تونسي علقوا في سوريا بعد قطع تونس علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، ولفت الى أنه ليس هناك احصائيات دقيقة حول عدد التونسيين الذين سافروا الى سوريا لقتال قوات بشار الاسد، واستدرك أن "حوالي 1300 عائلة تونسية تبحث عن ابنائها الذين سافروا الى سوريا للقتال"، ويوم 11 حزيران/يونيو الحالي أعلن وزير الخارجية التونسي عثمان جرندي (مستقل) أن بلاده طلبت من الصليب الاحمر الدولي تسلم المساجين الذين قررت سوريا الافراج عنهم، وقال الوزير "عملية الاستلام عملية معقدة ومن الأحسن تكليف مؤسسة دولية تتعامل مع مثل هذه الظروف".

السجن خمس سنوات لاردنيين تسللا الى سوريا

الى ذلك اصدرت محكمة امن الدولة الاردنية حكما بالسجن لخمسة سنوات بحق اردنيين تسللا الى سوريا الصيف الماضي للقتال وعادا الى المملكة متنكرين كلاجئين سوريين قبل ضبطهما، وقال مصدر قضائي طالبا عدم الكشف عن اسمه ان "المحكمة اصدرت حكما بالسجن خمس سنوات بحق مواطنين تسللا الى سوريا في آب/اغسطس الماضي للقتال ضد قوات الرئيس بشار الأسد وتم ضبطهما لدى محاولتهما العودة"، واضاف ان "المتهمين كانا عادا الى المملكة في تشرين اول/اكتوبر الماضي بهويات سورية مزورة ودخلا بطريقة غير مشروعة مع اللاجئين السوريين قبل ضبطهما من قبل حرس الحدود الاردني الذي كشف امرهما، وادين هؤلاء بتهمتي "القيام باعمال لم تجزها الحكومة من شانها ان تعرض المملكة لخطر اعمال عدائية، والدخول والخروج من الاراضي الاردنية بطريقة غير مشروعة". بحسب فرانس برس.

ومن جانب اخر، حكمت المحكمة على اردني ثالث بالسجن سنة واحدة بتهمة "محاولة التسلل" الى سوريا، وقد شدد الاردن، الذي يقول انه يستضيف نحو 540 الف لاجيء سوري، من اجراءاته على حدوده مع سوريا واعتقل وسجن العشرات من الجهاديين لمحاولتهم التسلل الى الجارة الشمالية للقتال هناك، ورفضت المملكة غير مرة اتهام دمشق لها بالسماح للجهاديين بعبور حدودها للقتال الى جانب المعارضة المسلحة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الاسد، واسفر النزاع، الدائر في سوريا منذ آذار/مارس 2011، عن مقتل اكثر من 94 الف شخص.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 15/تموز/2013 - 6/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م