سنودن... منعطف يمهد لحروب التجسس

 

شبكة النبأ: أثارت قضية سنودن توترا حادا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بعدما كشف  مسرب أسرار وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودن سلسلة تسريبات عن قيام جهاز الامن القومي بجمع معلومات عن مكالمات هاتفية واتصالات انترنت للعديد من دول العالم وخاصة دول الاتحاد الأوربي، ما ادى الى مخاوف الحكومات في جميع انحاء العالم.

إذ يلاحق القضاء الاميركي سنودن بتهمة التجسس اثر كشفه للصحافة معلومات عن برنامج تجسس عالمي تستخدمه واشنطن، ولا يزال سنودن عالقا في قاعة الترانزيت باحد مطارات موسكو منذ 15 يوما بانتظار الحصول على موافقة اي بلد للانتقال اليه، وقد اعلنت ثلاث دول اميركية لاتينية هي فنزويلا ونيكاراغوا وبوليفيا حتى الان موافقتها على استقباله، لكن لا تزال الشكوك تحوم حول الطريقة التي سينتهجها سنودن لمغادرة مطار شيريميتييفو من دون ان يعترضه الاميركيون،

وينتظر سنودن الرد على طلبه اللجوء الى الاكوادور التي تقول ان طلبه هذا لا يمكن البدء بدراسته اذا لم يقدمه على اراضيها سواء في داخل الاكوادور او احدى سفارات الدولة او قنصلياتها حول العالم، وسبق ان اثارت الاكوادور استياء الولايات المتحدة حين منحت قبل عام اللجوء السياسي في سفارتها في لندن لمؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج الذي كشف مئات الاف الوثائق السرية الاميركية، لكنها اليوم تعيد الكرة الى ملعب موسكو في قضية سنودن، في الوقت الذي الجدل يطال الاتحاد الاوروبي اثر هذه القضية الجاسوسية، ويرى بعض المحللين أن  تزايد التوترات السياسية واحتدام الأزمات الدولية خلال الاونة الاخيرة، خصوصا بعدما باتت الدول المتخاصمة اليوم شبه متوازنة القوى، مما قد يعيد الحياة للحروب الباردة التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية، فقد سمح سنودن بنشر معلومات جديدة حول تجسس على اتصالات الاتحاد الاوروبي تقوم به واشنطن مما اثار غضب فرنسا والمانيا اللتين هددتا بتأخير المفاوضات حول اتفاق للتبادل الحر مع الولايات المتحدة.

وقد تجددت مخاوف العالمية من تكتيكات التجسس الأمريكية بعدما كشف عن وثائق أمريكية سرية إن الولايات المتحدة اعترضت ملايين الاتصالات الهاتفية والرسائل الالكترونية في البرازيل وصنفت اكبر حليفة لها في أمريكا اللاتينية على أنها هدف مماثل للصين.

وعليه فان قضية التجسس المتهمة فيها أمريكا ستؤثر سلبا على مسار تطوير العلاقات بين الاتحاد الاوربي وولايات المتحدة الامريكية وربما بلدان عالمي آخرى، ويمكن ان يذكي تصاعد تداعياتها عالميا وينذر بنشوب حروب تجسس تمهد لعودة الحروب الباردة.

غموض قضية سنودن واللجوء الى فنزويلا

في سياق متصل اعلن موقع ويكيليكس ان ادوارد سنودن "لم يوافق بعد رسميا" على اللجوء السياسي الذي عرضه عليه الرئيس الفنزويلي، مناقضا بذلك ما اعلنه برلماني روسي، ما زاد في الغموض حول مصير المستشار السابق للاستخبارات الاميركية، من جانبه اعلن وزير الخارجية الفنزويلي ان "حتى الان لم يؤكد (سنودن) نيته في طلب اللجوء الى فنزويلا".

واكد ويكيليكس على تويتر ان "ادوارد سنودن لم يوافق بعد رسميا على اللجوء الى فنزويلا" مذكرا بان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي (الدوما) الكسي بوشكوف الغى تغريدة على حسابه في شبكة تويتر اكد فيها سابقا "كما كان متوقعا، وافق سنودن على عرض اللجوء السياسي من (نيكولا) مادورو" رئيس فنزويلا.

وبقيت الرسالة نحو نصف ساعة على حساب هذا المسؤول البرلماني القريب من السلطة قبل ان تسحب، واضاف الموقع الذي اسسه جوليان اسانج والذي لعب دورا هاما في فرار الشاب الاميركي المتخصص في المعلوماتية واللاجئ منذ 17 يوما في منطقة الترانزيت بمطار موسكو-تشيريميتييفو، ان "الدول المعنية ستعلن ما اذا كان هذا الامر ملائما ومتى. وعندها، سنؤكد ذلك الاعلان"، وردا على سؤال فرانس برس حول معنى هذه الرسالة واحتمال مغادرة سنودن الى فنزويلا، رفض ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الادلاء باي تعليق.

وفي رسالة اخرى بثت لاحقا على تويتر، اوضح بوشكوف ان ما قام به هو بث خبر نشرته سابقا قناة "فستي 24" الاخبارية العامة، وافادت "فستي 24" القناة الروسية على موقعها الالكتروني ان "فنزويلا تلقت في النهاية ردا من العميل السابق في السي آي ايه"، مذكرة بان كراكاس تلقت رسميا طلب لجوء سياسي من سنودن.

وقال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ان على سنودن المطلوب من الولايات المتحدة بتهمة التجسس لانه سرب معلومات خطيرة حول برنامج سري اميركي حول مراقبة الاتصالات العالمية "ان يقرر متى يريد ركوب الطائرة اذا اراد بالنهاية القدوم الى هنا"، واضافة الى فنزويلا، عرضت كل من بوليفيا ونيكاراغوا في الايام الاخيرة على سنودن اللجوء السياسي بعدما تقدم باكثر من عشرين طلبا قوبلت بالرفض او الاغفال، وقال وزير الخارجية البرازيلي انطونيو باتريوتا "لن نلبي طلب اللجوء، لن نمنحه ذلك".

من جهته، ايد الرئيس الكوبي راوول كاسترو حق فنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا في منح "المضطهدين الذين يناضلون من اجل مثلهم العليا والحقوق الديمقراطية" اللجوء السياسي، ويعتبر هذا الدعم هاما لعدم وجود رحلات جوية مباشرة بين موسكو وكل من فنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا، ما سيضطر سنودن على التوقف في هافانا.

وفي اتصال مع فرانس برس، نفت المتحدثة باسم شركة ايروفلوت الروسية ايرينا داننبرغ علمها باحتمال ركوب سنودن الطائرة التي غادرت موسكو الى هافانا وقالت "ليس لي اي ادنى فكرة عن ذلك"، وكان بوشكوف اعلن قبل ذلك ان فنزويلا هي "بلا شك فرصة (سنودن) الاخيرة للحصول على اللجوء السياسي".

وظل سنودن متواريا منذ وصوله في 23 حزيران/يونيو الى احد مطارات موسكو اتيا من هونغ كونغ التي توجه اليها من الولايات المتحدة، واعلنت روسيا التي لم توقع اتفاقا لتبادل المطلوبين مع الولايات المتحدة، ان سنودن لم يدخل اراضيها في شكل رسمي ولا مآخذ لها عليه، واضطرت طائرة الرئيس البوليفي ايفو موراليس للتوقف في فيينا في طريق عودته من موسكو الاسبوع الفائت بسبب رفض دول اوروبية اعطاءه الاذن بعبور اجوائها اثر مزاعم بوجود سنودن عليها، واثار هذا الحادث استنكار اميركا اللاتينية، واعلن موراليس ان بلاده مستعدة لمنح سنودن اللجوء السياسي "احتجاجا" على الموقف الاوروبي.

سنودن يتهم الولايات المتحدة بمراقبة اتصالات البرازيل

على الصعيد نفسه اعلنت صحيفة "او غلوبو" البرازيلية نقلا عن وثائق لمستشار المعلوماتية السابق ادوارد سنودن قوله ان اجهزة الاستخبارات الاميركية اعترضت ملايين الاتصالات الهاتفية والرسائل الالكترونية في البرازيل، وسارع المتحدث باسم الخارجية البرازيلية توفار نونس ردا على سؤال لفرانس برس الى وصف هذه المعلومات ب"الخطيرة للغاية"، وقالت الصحيفة "خلال العقد الاخير قامت وكالة الامن القومي الاميركية بالتجسس على اشخاص مقيمين في البرازيل وعلى شركات تتخذا من هذا البلد مقرا"، وتابعت الصحيفة "لا نملك ارقاما دقيقة الا ان 2,3 مليار اتصال او رسالة تم التجسس عليها خلال كانون الثاني/يناير الماضي". بحسب فرانس برس.

وشارك الصحافي غلين غرينوالد في كتابة هذا المقال وهو يعمل في صحيفة الغارديان البريطانية التي كشف سنودن عبرها عن برنامج التجسس الاميركي البالغ السرية لمراقبة الاتصالات الهاتفية والرسائل الالكترونية، ويعيش غرينوالد في ريو دي جانيرو.

وكشفت الصحيفة البرازيلية انها اطلعت على عدد من الوثائق التي كشفها سنودن لها، وجاء ايضا في مقالة الصحيفة البرازيلية "ان البرازيل بشبكاتها الرقمية الضخمة العامة والخاصة ومشغلاتها الكبيرة في مجال الهواتف والانترنت تبدو في وثائق وكالة الامن القومي الاميركية كهدف مفضل الى جانب دول اخرى مثل الصين وروسيا وايران وباكستان".

ثلاث دول اميركية لاتينية تعرض على سنودن اللجوء السياسي

من جهتها اعلنت ثلاث دول اميركية لاتينية حتى الان استعدادها لمنح اللجوء السياسي لادوارد سنودن المستشار السابق للاستخبارات الاميركية والملاحق في بلاده بتهمة التجسس بعدما سرب معلومات سرية للغاية عن برنامج اميركي سري لمراقبة الاتصالات العالمية، وانضمت بوليفيا الى فنزويلا ونيكارغوا واعلنت استعدادها لاستقبال سنودن كلاجىء سياسي وهو العالق في منطقة ترانزيت في مطار موسكو منذ 14 يوما.

فقد اعلن الرئيس البوليفي ايفو موراليس انه سيمنح اللجوء السياسي الى سنودن في حال طلب الاخير ذلك، وقال الرئيس البوليفي في خطاب القاه امام مزارعين في اورورو في جنوب غرب بوليفيا "كبادرة احتجاج اريد ان اقول للاوروبيين والاميركيين الشماليين: الان سنعطي اللجوء الى هذا الاميركي المضطهد من قبل مواطنيه في حال طلب منا ذلك. نحن لا نخاف"، واوضح موراليس انه مستعد لمنح اللجوء "لدواع انسانية للاشخاص المضطهدين سياسيا بسبب كشفهم التجسس الممارس من جانب الولايات المتحدة".

وبحسب موقع ويكيليكس الداعم لسنودن فإن هذا المستشار السابق للمعلوماتية تقدم بطلبات لجوء لدى 27 بلدا، واعلنت فرنسا وايطاليا انهما لن تستقبلانه ومثلهما فعلت المانيا والبرازيل والنروج والهند وبولندا وايسلندا والنمسا وفنلندا وهولندا واسبانيا، وعرض الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو منحه "حق اللجوء الانساني"، بينما قال رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا انه مستعد لمنح سنودن حق اللجوء "اذا كانت الظروف تسمح بذلك"، وقال مادورو خلال حفل بمناسبة عيد الاستقلال "بصفتي رئيسا للدولة ولحكومة جمهورية فنزويلا البوليفارية، قررت ان اعرض حق اللجوء الانساني على الشاب سنودن (...) لحمايته من اضطهاد اقوى امبراطورية في العالم"، واضاف "اعلن الى الحكومات الصديقة في العالم اننا قررنا عرض اللجوء الانساني الدولي لحماية هذا الشاب"، الا ان وزير الخارجية الفنزويلي قال لوكالة فرانس برس ان الحكومة بانتظار تسلم طلب للجوء.

اما رئيس نيكاراغوا، فقال في خطاب خلال حفل اقيم بمناسبة الذكرى ال34 للثورة شارك فيه المئات من انصار الحركة الساندينية، ان حكومته تلقت طلبا للجوء عبر سفارتها في موسكو، واضاف اورتيغا "نحن منفتحون ونحترم حق اللجوء، ومن الواضح انه اذا كانت الظروف تسمح بذلك فسنستقبل سنودن بفرح كبير وسنمنحه اللجوء هنا في نيكاراغوا"، وتابع "لدينا رسالة ارسلها سنودن الى السفارة (النيكاراغوية) في موسكو يطلب فيها حق اللجوء في نيكاراغوا"ن واثار عرضا فنزويلا ونيكاراغوا ارتياح السلطات الروسية ايضا التي تواجه وضعا يزداد ارباكا ولا تريد ان تؤثر هذه القضية على علاقاتها المتوترة اصلا مع واشنطن.

من جهتها، قالت ماريا ليبمان من فرع مركز كارنيغي في موسكو ان "روسيا ليست سعيدة بوجوده ولو ارادت منحه اللجوء لفعلت ذلك فورا"، واضافت ان الرئيس فلاديمير بوتين رجل الاستخبارات السابق لا ينظر الى هذا الفار بتقدير كبير وان كان يرفض بشكل قاطع تسليمه الى الولايات المتحدة، وتابعت ان بوتين "لا يرغب في مساعدة شخص يكشف اسرار دولة". اما الخبير في معهد التقييم الاستراتيجي الكسندر كونوفالوف فقال "لا اهمية له بالنسبة لنا ونأمل في رحيله الى اي مكان".

لكن الطريقة التي يمكن لسنودن ان يغادر فيها روسيا الى بلد آخر غير واضحة اذ ان الولايات المتحدة الغت جواز سفره، وكان موقع ويكيليكس الذي ساعد سنودن، نشر لائحة من 21 بلدا طلب سنودن اللجوء اليها، بينها فنزويلا ونيكاراغوا. وكشف الموقع في تغريدات على شبكة تويتر انه تقدم بطلبات ايضا الى ست دول اخرى "لن تكشف حاليا بسبب محاولات التدخل التي تقوم بها الولايات المتحدة"، وفي بداية الاسبوع، كان هذا التقني الشاب الذي كشف عن برنامج اميركي سري لمراقبة الاتصالات العالمية، مصدر ارباك دبلوماسي.

ففي طريق عودته من موسكو، اجبرت طائرة الرئيس البوليفي موراليس على الهبوط في فيينا والتوقف لمدة 15 ساعة بعدما رفضت دول اوروبية عديدة اشتبهت بانه يصطحب معه سنودن، السماح له بالمرور في اجوائها.

واتهم موراليس واشنطن بالضغط على فرنسا واسبانيا وايطاليا والبرتغال لمنع مرور طائرته وهدد باغلاق سفارة الولايات المتحدة في لاباز، وطالبت بوليفيا التي لقيت دعم حلفائها التقليديين (الاكوادور وسورينام والارجنتين والاوروغواي وفنزويلا) باعتذارات علنية وبتوضيحات، وقالت هذه البلدان في بيان مشترك في ختام اجتماع لرؤسائها في كوتشابامبا (وسط بوليفيا) "اننا نطالب حكومات فرنسا واسبانيا والبرتغال وايطاليا بتقديم اعتذارات علنية مناسبة بالنظر الى الاحداث الخطيرة التي حصلت".

ودانت موسكو موقف فرنسا واسبانيا والبرتغال معتبرة انه "لا ينم عن عمل ودي اطلاقا حيال بوليفيا ولا حيال روسيا"، وعبرت باريس عن "الاسف" مؤكدة انها لم تكن على علم بان الرئيس موراليس على متن الطائرة بينما دعت اسبانيا الى تهدئة "الامور والنفوس واستئناف العلاقات" بين البلدين، على حد قول وزير الخارجية خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، وفي نهاية الامر، اعلن رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ان المفاوضات ستبدأ في الثامن من تموز/يوليو لكن في الوقت نفسه ستقوم مجموعات عمل بتوضيح حجم التجسس الذي يمارسه الاميركيون.

الاكوادور تعيد الكرة الى ملعب موسكو

من ناحية أخرى اعلن رئيس الاكوادور رافاييل كوريا ان "حل" قضية الاميركي ادوارد سنودن العالق في منطقة الترانزيت بمطار موسكو والمطلوب في الولايات المتحدة بتهمة التجسس هو "في ايدي السلطات الروسية" بينما امتد الجدل حول هذه القضية الى الاتحاد الاوروبي، ومن هونغ كونغ سافر سنودن الى موسكو حيث لا يزال منذ اسبوع عالقا في منطقة الترانزيت في مطار العاصمة الروسية بعدما الغت واشنطن جواز سفره الاميركي.

وقال الرئيس في مقابلة مع تلفزيون اورومار الاكوادوري ردا على سؤال بشأن طلب اللجوء الى الاكوادور الذي تقدم به سنودن "للنظر في طلب اللجوء هذا عليه (سنودن) ان يكون على الاراضي الاكوادورية. في الوقت الراهن، الحل او وجهة سنودن بايدي السلطات الروسية"، وسنودن البالغ من العمر 30 عاما هو عميل سابق في الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) كان يعمل مستشارا في المعلوماتية لدى وكالة الامن القومي الاميركي قبل ان يفر الى هونغ كونغ حيث سرب معلومات خطيرة عن برامج اميركية للتجسس على الاتصالات في العالم.

من جهة اخرى، ذكرت مجلة دير شبيغل الالمانية ان الاتحاد الاوروبي كان ايضا ضمن "اهداف" وكالة الامن القومي الاميركية المتهمة بالتجسس على اتصالات الكترونية عالمية في اطار برنامج "بريسم"، واستندت المجلة الالمانية في اتهاماتها الى وثائق سرية اطلعت على قسم منها بفضل سنودن الذي يقف وراء تسريب المعلومات في شان قضية التجسس.

وفي احدى هذه الوثائق المؤرخة في ايلول/سبتمبر 2010 والتي اعتبرت "سرية للغاية"، تصف وكالة الامن القومي الاميركية كيفية قيامها بالتجسس على الممثلية الدبلوماسية للاتحاد الاوروبي في واشنطن، ولم تعتمد الوكالة فقط على ميكروفونات وضعت في المبنى، بل اخترقت ايضا الشبكة المعلوماتية ما اتاح لها قراءة الرسائل الالكترونية والوثائق الداخلية، كذلك، افادت هذه الوثائق انه تم التجسس على ممثلية الاتحاد الاوروبي في الامم المتحدة بالطريقة عينها، حيث وصف الاوروبيون بانهم "اهداف ينبغي مهاجمتها".

وشملت عمليات الوكالة بروكسل. وكتبت در شبيغل انه "قبل اكثر من خمسة اعوام" اكتشف الخبراء الامنيون في الاتحاد الاوروبي نظاما يسمح بالتنصت على شبكة الهاتف والانترنت في المقر الرئيسي لمجلس الاتحاد الاوروبي ويمتد هذا النظام حتى المقر العام للحلف الاطلسي في ضاحية بروكسل، وفي العام 2003، اكد الاتحاد الاوروبي اكتشاف نظام للتنصت الهاتفي في مكاتب دول عدة بينها فرنسا والمانيا، ولكن من الصعوبة بمكان معرفة ما اذا كانت المعلومات التي اوردتها در شبيغل تتعلق بهذا الامر.

ونشرت در شبيغل على موقعها الالكتروني ردود فعل لشخصيات اوروبية، على غرار رئيس البرلمان الاوروبي الالماني مارتن شولتز الذي اعتبر انه "في حال تاكد ذلك فستكون فضيحة هائلة"، واضاف ان "هذا الامر سيضر في شكل كبير بالعلاقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة"، وقال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبرون "حري بالولايات المتحدة ان تراقب اجهزتها الاستخباراتية بدل حلفائها".

من جهته، دعا النائب الاوروبي المدافع عن البيئة دانيال كوهين بنديت الى وقف فوري للمفاوضات حول اتفاق للتبادل الحر عبر الاطلسي ما دام لم يتم توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة حول حماية المعطيات، وطلب الاتحاد الاوروبي من الولايات المتحدة ان تزوده "في اسرع وقت" اجوبة عن اسئلته حول برنامج "بريسم" للمراقبة.

واعلن رئيس الاكوادر ان نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اتصل به الجمعة ليطلب منه رفض طلب اللجوء الذي تقدم به سنودن، وقال كوريا "تحدثنا عن قضية سنودن وقد نقل الي في شكل لائق جدا طلب الولايات المتحدة رفض طلب اللجوء"، مضيفا انه ذكر بايدن بأن طلب اللجوء الذي تقدم به سنودن لم يدرس بعد لان الاخير غير موجود على اراضي الاكوادور، وتابع كوريا "قلت له انه حين يصبح (سنودن) على اراضي الاكوادور، اذا حصل ذلك وكان ينبغي درس هذا الطلب، فان الولايات المتحدة ستكون بالتاكيد الطرف الاول الذي سنطلب (الاستماع) الى رايه"، واوضح كوريا "لم نسع الى هذا الوضع. سنودن على اتصال باسانج الذي نصحه بطلب اللجوء السياسي الى الاكوادور"، واضاف "اذا وصل الى الاراضي الاكوادورية سننظر في طلبه كما فعلنا بالنسبة لاسانج"، مشيرا الى انه في "هذه الحالة سيطلب من الولايات المتحدة ابداء رأيها"، واخيرا اعلن كوريا انه سيتخذ اجراءات عقابية بحق قنصل بلاده في لندن لتخطيه صلاحياته واصداره وثيقة سفر لسنودن بدون الرجوع الى كيتو.

سينمائيون في هونغ كونغ يصدرون اول فيلم عن سنودن

على صعيد مختلف أصدر اربعة سينمائيين في هونغ كونغ فيلما حول قضية ادوارد سنودن، المستشار السابق لدى وكالة الامن القومي الاميركية، والمطلوب لواشنطن بتهمة التجسس، بحسب ما اعلن السينمائيون، وقال ادوين لي احد هؤلاء المخرجين الاربعة "من المثير جدا ان نكون اول من ينتج شيئا حول هذا الموضوع"، ويمتد هذا الفيلم بطول خمس دقائق، ويحمل اسم "فيراكس"، وقد بث على موقع يوتيوب. بحسب فرانس برس.

ويتتبع الفيلم قصة حياة هذا المستشار الامني السابق الذي كشف في مقابلة شهيرة اجراها في هونغ كونغ مع صحيفة ذي غارديان البريطانية برنامج مراقبة اتصالات المواطنين الذي تتبعه السلطات الاميركية.

ونشرت كل من ذي غارديان البريطانية وواشنطن بوست الاميركية على نطاق واسع تفاصيل برنامج مراقبة الاتصالات الهاتفية والانرتنت الذي اعتمدته الاستخبارات الاميركية، بناء على المعلومات التي ادلى بها سنودن، وقرر المخرجون الاربعة العمل على هذا الفيلم "استجابة للاهتمام الواسع بقضية سنودن، والانظار الشاخصة الى هونغ كونغ".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/تموز/2013 - 4/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م