الاطاحة بالإخوان... بين اشادة وترحيب حذر

 

شبكة النبأ: تفاوتت ردود الأفعال الدولية ازاء التطورات الاخيرة في مصر والتي اسهمت بعزل الرئيس الاخواني محمد مرسي من منصب رئاسة الجمهورية اثر ثورة شعبية عارمة اتت لتصحيح مسار25يناير كانون الثاني، التي أسهمت بإسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك والتي صودرت من قبل جماعة الإخوان المسلمين الذين سعوا ومن خلال رئيسهم إلى فرض الهيمنة المطلقة على جميع مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وهو ما دفع الشعب المصري الى اعلان ثورة مضادة نتج عنها عزل الرئيس مرسي وتعطيل العمل بالدستور، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتشكيل حكومة كفاءات. وفي سياق ردود الافعال المعلنة تجاه هذه الاحداث فقد اعربت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية عن امنياتها في ان تكون التطورات السياسية الاخيرة في دولة مصر فاتحة خير على جميع ابناءها دون استثناء، ومنطلقا جديدا يعمل على ترسيخ بناء دولة مدنية ترسخ القيم والمبادئ الانسانية الحقه في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

كما تحث المؤسسة ابناء مصر كل في موقعه على العمل لحفظ الحقوق والكرامات والحريات السياسية والفردية، اشاعة السلم الاهلي والذود في سبيله، الى جانب تأمين ديمومة النظام الديمقراطي الذي يجعل من الشعب حاكما للبلاد لا محكوما او منقادا لرغبة او ميول رئيس.

وتأمل المؤسسة في ان تعمل السلطة الانتقالية على ضمان اجراء انتخابات حرة ونزية وشفافة في اقرب وقت ممكن، تكون كفيلة بإيصال صوت الشعب المصري، تلبي طموحاته وتطلعاته في حكومة مدنية ديمقراطية تصل بالدولة والشعب الى بر الامان، وتنهض بتنمية ركائز البلاد ومقدراتها الكبيرة.

وتشدد المؤسسة على ضرورة اشراك جميع فئات الشعب المصري الكريم في عملية ترميم الضرر التي لحق بالدولة، وحرص الجميع على قبول مختلف الآراء والتوجهات، وإجراء مصالحة حقيقية تعزز من متانة وقوة النسيج الاجتماعي في مصر، دون تهميش او اقصاء او الغاء للآخر.

واشنطن لا تريد التسرع في الحكم على الوضع في مصر

في سياق متصل مع ان القانون الاميركي واضح جدا ويقضي بان اي مساعدة اقتصادية او عسكرية لبلد اطاح الجيش حكومته يجب ان تلغى، ما زالت واشنطن تفضل التريث بعد ثلاثة ايام على ازاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي عن السلطة في مصر لتتمكن من ممارسة تأثيرها بشكل افضل، وتدل المناورات الكلامية للرئيس باراك اوباما ومسؤولين اميركيين آخرين لتجنب كلمة "انقلاب" المحرمة، على رغبتهم في عدم اضعاف العسكريين الاميركيين بشكل كبير، لكن مع تهديدهم ضمنا في حال لم تنظم انتخابات حرة بسرعة، وتنص مادة في قانون الميزانية يتم تمديدها تلقائيا منذ 1985، على انه "لا يمكن استخدام اي اموال لتمويل مباشر لمساعدة حكومة بلد اقصي رئيس حكومته المنتخب حسب الاصول، بانقلاب عسكري".

وتقضي مادة ثانية بانه "على مصر دعم الانتقال الى حكومة مدنية". لكن منذ 2012، اسقط وزيرا الخارجية هيلاري كلينتون وجون كيري هذا الشرط من اجل الافراج عن الاموال باسم مصالح الامن القومي، وتغطي المساعدة العسكرية الاميركية والمحددة ب1,3 مليار دولار في 2013، حوالى ثمانين بالمئة مما يشتريه الجيش المصري سنويا من معدات. وقد تم الافراج عن اموال 2013، لكن عمليا تمول الولايات المتحدة عقودا تمتد لسنوات لدى المنتجين الاميركيين وخصوصا دبابات وطائرات قتالية، وقال روبرت ساتلوف مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى لوكالة فرانس برس ان "المصريين لا يتلقون شيكا بقيمة 1,3 مليار دولار".

واضاف ان "الادارة (الاميركية) يمكنها ان تقرر وقف تسليم الشحنات (...) لكنها ستنتظر لترى كيف سيتطور الوضع في مصر قبل اتخاذ اي قرار"، واشار تقرير مستقل للكونغرس الى عقد ينص على شراء عشرين مقاتلة من طراز اف-16 وقع في 2010 مع مجموعة لوكهيد مارتن سلم اربع منها في كانون الثاني/يناير. وذكرت قناة فوكس نيوز ان 12 طائرة سلمت حتى نيسان/ابريل، ومنذ 1980 سلمت اكثر من 220 طائرة اف-16 الى المصريين، ويتعلق الجدل حول المساعدة العسكرية بما تبقى من هذه الطائرات ويتوجب تسليمه. والغاء ذلك سيكون له عواقب في مجال الوظائف في الولايات المتحدة قبل عام واحد من انتخابات تشريعية، وعبر الرئيس الاميركي عن "قلقه العميق" من اقالة مرسي. وقال ان حكومته "ستدرس المضاعفات القانونية التي تتعلق بمساعدتنا للحكومة المصرية". بحسب فرانس برس.

ورأت تمارا كوفمان ويتس المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية وتعمل اليوم في مؤسسة بروكينغز، ان هذا الاعلان اعد لدفع الحكومة الانتقالية على اعطاء ضمانات ديموقراطية بسرعة، واضافت لفرانس برس ان تجنب الحديث عن انقلاب "يعطي الحكومتين الاميركية والمصرية مهلة لاجراء مشاورات حول نوايا الجيش وخريطة الطريق والبرنامج الزمني"، وفضل المسؤولون الاميركيون الديموقراطيون والجمهوريون على حد سواء في الكونغرس تجنب كلمة "انقلاب"، وقد تحدث رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ايد رويس الجمعة عن "قرار الجيش المصري استعادة سلطة الدولة من الاخوان المسلمين".

ويريد بعض البرلمانيين وبينهم الديموقراطي باتريك ليهي اعادة النظر في المساعدة العسكرية. لكن آخرين ومنهم السناتور الجمهوري بوب كوركر قالوا انه "يجب ان نفكر في المصالح الحيوية للامن القومي اولا"، وقال مايكل روبن الخبير في شؤون الشرق الاوسط في المركز الفكري المحافظ "اميريكان انتربرايز انستيتيوت" ان هذه المصالح تشمل خصوصا امن قناة السويس، وذكر بان "قناة السويس مهمة جدا لان كل السفن القادمة من ساحلنا الشرقي تمر عبر قناة السويس لتتوجه الى الخليج الفارسي عبر البحر الابيض المتوسط"، ويتيح البرنامج الزمني للكونغرس بعض الهامش للقاهرة. فقيمة المساعدة الاميركية للسنة المالية 2014 التي تبدأ في الاول من تشرين الاول/اكتوبر، لن تناقش في الكونغرس الا بعد الصيف.

بوتين: مصر تتحرك صوب حرب أهلية

من جهته قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن مصر تجازف بالانزلاق في حرب أهلية بعد عزل الجيش للرئيس محمد مرسي، وقتل عشرات وأصيب أكثر من ألف في اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه والجيش منذ عزل مرسي، وقال بوتين لوكالة (أر.أي.إيه نوفوستي) الرسمية خلال زيارة إلى استانة عاصمة قازاخستان "سوريا في معترك حرب أهلية. بحسب رويترز.

ترحيب عربي

في السياق ذاته رحبت دول الخليج العربية بإطاحة الجيش المصري بالرئيس الاسلامي محمد مرسي بعد أيام من الاضطرابات في بلد اعتبرته تلك الدول في مرحلة ما حليفا أساسيا لها ضد منافستها ايران. وأزعج صعود جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي في مصر عقب الاطاحة بالرئيس حسني مبارك في 2011 معظم الدول العربية الخليجية بما في ذلك دولة الامارات التي خشيت أن يقوي ذلك شوكة الاسلاميين في الداخل.

وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان العاهل السعودي الملك عبدالله أرسل رسالة تهنئة إلي المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية العليا في مصر الذي عين رئيسا مؤقتا للدولة. وقال الملك في رسالته "باسم شعب المملكة العربية السعودية وبالأصالة عن نفسي.. نهنئكم بتولي قيادة مصر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخها. وإننا إذ نفعل ذلك لندعو الله أن يعينكم على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقكم لتحقيق آمال شعبنا الشقيق في جمهورية مصر العربية." وأشاد الملك عبدالله في رسالته ايضا بقيادة القوات المسلحة المصرية "لاخراجها مصر من نفق الله يعلم أبعاده وتداعياته." بحسب رويترز.

ورحبت دولة الامارات العربية ايضا بالتغيير في مصر واشادت بالقوات المسلحة المصرية. ونقلت وكالة انباء الامارات (وام) عن وزير خارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان قوله "ان الامارات على ثقة تامة بأن شعب مصر العظيم قادر على تجاوز اللحظات الصعبة الحالية التي تمر بها مصر وان ينطلق بها الي مستقبل آمن وزاهر." وقال الشيخ عبدالله "جيش مصر العظيم يثبت من جديد انه بالفعل سياج مصر وحاميها ودرعها القوي الذي يضمن لها أن تظل دولة المؤسسات والقانون التي تحتضن كل مكونات الشعب المصري الشقيق." كما هنأ أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح رئيس مصر المؤقت وشعبها. واشادت وكالة الانباء الكويتية بدور القوات المسلحة المصرية "الايجابي والتاريخي... الذي حفظ لمصر أمنها واستقرارها".

كما عبر الاردن عن دعمه لمصر قيادة وشعبا في "هذا الظرف المفصلي". واكد وزير الخارجية ناصر جودة في بيان الخميس "دعم الاردن الكامل والثابت لمصر الشقيقة وشعبها العزيز وقيادتها وهي تتولى زمام المسؤولية بشجاعة في هذا الظرف المفصلي". وعبر عن "احترام ارادة الشعب المصري العظيم والشقيق الذي ما فتىء يذهل العالم كله بارادته القوية وعزيمته التي لا تلين واحترام الاردن العميق للقوات المسلحة المصرية العريقة ودورها الوطني والمشرف والمحوري الجامع في مصر وفي منظومة الامن القومي العربي". من جهته، عبر السودان عن امله في ان "يسود السلام والاستقرار" في مصر "الشقيقة"، كما ذكرت وكالة الانباء السودانية الرسمية.

من جانب اخر قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الاضطرابات في مصر هزيمة للإسلام السياسي. وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة الثورة "ما يحصل في مصر هو سقوط لما يسمى الإسلام السياسي فمن يأت بالدين ليستخدمه لصالح السياسة أو لصالح فئة دون أخرى سيسقط في أي مكان في العالم." وأوضح ان ملخص ما يجري في مصر هو سقوط للإسلام السياسي. وبث التلفزيون السوري تغطية مباشرة لمظاهرات حاشدة تطالب برحيل مرسي الذي كان من أشد المنتقدين للرئيس السوري بشار الاسد. وكان مرسي أعرب عن تأييده للتدخل الأجنبي في سوريا لإزاحة الاسد وحضر مؤتمرا حاشدا قبل فترة يدعو للجهاد في سوريا.

ردود افعال عالمية

في السياق ذاته دعت روسيا جميع القوى السياسية في مصر الى "ضبط النفس" والامتناع عن العنف، وذلك اثر اطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي. وقالت وزارة الخارجية في بيان "من المهم ان تمارس جميع القوى السياسية في مصر ضبط النفس وان تؤكد من خلال الافعال رغبتها في حل المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية في اطار ديموقراطي، دون اعمال عنف ومع احترام مصالح جميع طبقات ومكونات المجتمع المصري". وتابع البيان "منذ بدء حصول التغييرات العميقة في الشرق الاوسط، اعلنا دعمنا للتطلعات المشروعة للشعب المصري من اجل حياة افضل من الحرية والتجدد الديموقراطي. ولا تزال روسيا على موقفها المبدئي".

واتخذت روسيا موقفا حذرا ازاء اسقاط حسني مبارك في شباط/فبراير 2011، وقلل بعض السياسيين المقربين من الكرملين من أهمية حركة الربيع العربي الذي شهدته المنطقة. وقال رئيس اللجنة الدولية في مجلس الدوما اليكسي بوشكوف على صفحته على تويتر "الربيع العربي لم يجلب سوى الفوضى في مصر".

من جهتها، اعلنت الصين تأييد "خيار الشعب المصري"، ودعت الى الحوار. كما عبرت عن الامل في ان "يتفادى جميع الاطراف المعنيين في مصر اللجوء الى العنف وان يتمكنوا من حل خلافاتهم من خلال الحوار والتشاور بهدف تحقيق المصالحة والاستقرار الاجتماعي". وفي لندن صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان بريطانيا "ستعمل" مع السلطة الجديدة في مصر، مؤكدا من جديد ان لندن لا تدعم "التدخلات العسكرية". وقال هيغ "لا ندعم التدخل العسكري في نظام ديموقراطي لكننا سنعمل مع السلطات في مصر". الا ان هيغ قال انه "علينا ان ندرك ان هذا التدخل (من جانب الجيش) يلقى شعبية. لا شك في ذلك بناء على قراءة الرأي العام الحالي في مصر".

من جهته، دعا الاتحاد الاوروبي كل الاطراف في مصر الى "العودة بسرعة الى العملية الديموقراطية" خصوصا عبر اجراء انتخابات رئاسية جديدة بعد اقصاء مرسي. اما فرنسا فقالت انها انها "اخذت علما" بالإعلان عن انتخابات جديدة، كما قال وزير الخارجية لوران فابيوس الذي اكد انه "يأمل في ان يتم الاعداد للاستحقاقات في اطار احترام السلام الاهلي والتعددية والحربات الفردية ومكتسبات الانتقال الديموقراطي ليتمكن الشعب المصري من اختيار قادته ومستقبله بحرية". ودعت كندا الى "حوار بناء" بين كل الاطراف في مصر. وقال الناطق باسم وزارة خارجيتها ريتش روث ان "كندا تدعو كل الاطراف في مصر الى الهدوء وتجنب العنف والدخول في حوار بناء".

في السياق ذاته جاء رد فعل إيران مشوبا بالحذر على تنحية الجيش للرئيس المصري الإسلامي محمد مرسي داعية الى تنفيذ "المطالب المشروعة" للشعب وحذرت من "الانتهازية الخارجية وانتهازية العدو". وكانت إيران رحبت بالإطاحة بحكم الرئيس حسني مبارك وقالت إن ذلك يأتي في إطار "صحوة إسلامية" وسعت لإصلاح علاقاتها المتوترة مع مصر منذ فوز مرسي في الانتخابات العام الماضي.

وزار مرسي طهران في واحدة من أوائل زياراته الرسمية للخارج لكن كلا من البلدين يساند طرفا غير الذي يسانده البلد الآخر في الصراع الدائر في سوريا والذي تحول بدرجة كبيرة إلى صراع طائفي. ونقلت وكالة انباء فارس الإيرانية عن عباس عراقجي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله "بالتأكيد ستحمي الأمة المصرية استقلالها وعظمتها من الانتهازية الخارجية وانتهازية العدو أثناء الظروف الصعبة التي تعقب ذلك." وأضاف "الجمهورية الإسلامية تؤكد على الحاجة لتلبية المطالب المشروعة .." لشعب مصر وتأمل في ان تتطور الاحداث بما يخلق مناخا مواتيا لتلبية احتياجاته.

وجاء التصريح أكثر غموضا بكثير من تصريحات إيران قبل الإطاحة بمرسي. فقال مسؤول إيراني إن الرئيس المصري انتخب بإرادة الأمة وطالب القوات المسلحة بأن "تذعن لصوت الشعب." بحسب رويترز.

من جانب اخر قال مصدر كبير بالاتحاد الافريقي إن من المرجح أن يعلق الاتحاد مشاركة مصر في كل انشطته بعد أن عطل الجيش المصري الدستور وأطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه إن أعضاء مجلس السلم والامن بالاتحاد سيجتمعون وإن من المرجح أن يتخذوا الإجراء المعتاد في حالة تعطيل الحكم الدستوري في احدى الدول الاعضاء. وأضاف "نعتقد أننا سنتخذ الإجراء المعتاد وهو تعليق عضوية اي دولة تشهد تغييرا غير دستوري."

امريكا واسرائيل

على صعيد متصل عبر الرئيس الامريكي باراك اوباما عن قلقه العميق لقيام الجيش المصري بعزل الرئيس محمد مرسي لكنه لم يدن هذه الخطوة التي قد تؤدي الي قطع الجانب الاكبر من المساعدات الامريكية الي مصر. وأصدر اوباما بيانا مكتوبا ردا على الاحداث المثيرة في مصر بعد ان اجتمع على عجل مع مستشاريه للامن القومي في البيت الابيض. وعقد الاجتماع بعد وقت قصير من تدخل الجيش المصري.

وقال اوباما "تراقب الولايات المتحدة الوضع الذي لم تتحدد معالمه بعد في مصر ونعتقد انه في نهاية المطاف فان مستقبل مصر يمكن فقط ان يقرره الشعب المصري. بالرغم من هذا نحن نشعر بقلق عميق لقرار القوات المسلحة المصرية عزل الرئيس مرسي وتعليق الدستور المصري."

واذا اعتبر ان تحرك الجيش انقلاب فان الولايات المتحدة ستكون ملزمة بقطع المساعدات العسكرية عن مصر. وقال اوباما ان الاجهزة الامريكية المعنية تعكف على تقييم أبعاد الخطوة اتخذها الجيش المصري على المساعدات الامريكية.

ومع ظهور تقارير عن احتجاز الجيش لمرسي وإصدار أوامر لاعتقال 300 من اعضاء حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين حث اوباما الجيش المصري على تفادي "أي اعتقالات تعسفية للرئيس مرسي وانصاره." واضاف قائلا "انا الان ادعو الجيش المصري على التحرك بسرعة وبروح المسؤولية لاعادة السلطة كاملة الي حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا في أقرب وقت ممكن من خلال عملية شاملة وشفافة." وقال اوباما "أي انتقال الي الديمقراطية لا يأتي بدون صعوبة لكن في النهاية فانه يكون متوافقا مع إرادة الشعب." بحسب رويترز.

الى جانب ذلك تلتزم الحكومة الاسرائيلية الصمت بعد اطاحة جيش المصري بالرئيس الاسلامي محمد مرسي. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اصدر تعليمات لوزرائه بعدم الادلاء باي تعليق رسمي حتى الان حول الوضع في مصر، اول بلد عربي وقع معاهدة سلام مع الدولة العبرية عام 1979.

وقال مسؤول اسرائيلي طلب عدم الكشف عن اسمه ان "الحكومة تراقب عن كثب الوضع في مصر لكنها لا تطلق توقعات لان الامور ما زالت تتقرر". واضاف "من المهم ان يصل الشعب المصري الى مستوى من الحرية والادارة الذاتية لكن الوضع الحالي يرسل موجات من الصدمة في انحاء العالم العربي مما يثير نوعا من القلق في اسرائيل". وكتب خبير الشؤون العسكرية في صحيفة هارتس عاموس هاريل ان "اسرائيل تحرص على تجنب اي مظهر لتدخل في الاحداث في مصر".

وكانت العلاقات بين اسرائيل ومصر طبيعية في عهد الرئيس حسني مبارك خاصة في المجال الامني. وشكك البعض في بقاء معاهدة السلام بعد سقوط نظام مبارك، لكن وسائل الاعلام الاسرائيلية نقلت عن مصادر عسكرية تاكيدها ان التعاون الامني تواصل بشكل جيد في فترة مرسي.

وذكرت هذه المصادر ان التقارب بين حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والاخوان المسلمين دفع مرسي الى مكافحة الاسلاميين المتطرفين بشكل اكثر فعاليه من سلفه بالإضافة الى اغلاق انفاق التهريب بين اسرائيل وقطاع غزة. واكد معلقون ان الشكوك الرئيسية التي تراود اسرائيل تاتي بسبب مخاطر عدم الاستقرار في صحراء سيناء.

ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن مسؤول اسرائيلي دون ذكر اسمه قوله ان "القلق على مستقبل مصر مهم للغاية ومن الصعب للغاية على مصر المشغولة بالمشاكل الداخلية ان تتعامل مع المشاكل الامنية خاصة الجماعات الارهابية في سيناء". وتدهور الوضع الامني في شبه جزيرة سيناء ورفعت حالة التاهب لوقوع هجمات على الحدود مع اسرائيل. واعتبرت الحدود بين مصر واسرائيل على مدى اكثر من 30 عاما الاكثر هدوءا بالنسبة للدولة العبرية بفضل معاهدة السلام بين الدولتين عام 1979.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 10/تموز/2013 - 1/رمضان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م