قالها أحدهم حتى في زمن الحرب٬ زمن التقهقهر والضعف وزمن اللااخطاء.
قال ان من حقه ان يفعل ما يشاء. بصفته الرﺋيس. الرﺋيس او الحاكم في
الوطن العربي له الحق المطلق في فعل ما يريد٬ ان يريح البرلمانيين من
الاتعاب ويحله بالكامل دون مبرر٬ ان يسترد حقاﺋب الوزارات من وزرائه
ويمنحهم عطلة٬ ان يذهب بالشعب كاملا حتى الى الجحيم فهذا ايضا من
اختصاصه.
الحاكم اصبح من المقدسات في مفهوم السلطة العربية٬ والمدنس ان تقول
او تنتقد الحاكم. فانت اذن متهم بتدنيس سلطته والمتهم٬ في هذه الحال٬
متهم حتى ولو ثبتت براﺋته.
من المفارقات في الانظمة العربية ان الحاكم يخلد في السلطة ما دام
حيا٬ ويهتف له بالتخليد ميتا٬ فالحاكم العربي لا يموت ابدا. انهم أكثر
الناس وفاءا للسلطة٬ أحبوها حتى العظم ولن يتركوها حتى اخر الانفاس كما
قال احدهم. لا يريدون ان يتركوها لاؤلاﺋك الذين يريدون التغيير٬ لانهم
– اي حاملو فكر التغيير- في نظر النخبة الحاكمة غير مؤهلين لهذا
الاستحقاق وغير جديرين لهذه المهمة. وهذه نقطة مشتركة بين النخبة
الحاكمة والمجنون.
تتغير الدساتير لتتماشى مع حاجيات الحاكم٬ ولا تتغير السلطة لتتماشي
مع الدساتير او مع رغبة العامة من الشعب. الانسان العربي تآلف مع الوضع
ولم يعد هو ايضا يريد التغيير. الخوف من التغيير اجهض حلم المستقبل٬
اغتال فكرة البناء المشترك لكل المكونات بمختلف اطيافها وانتماءاتها.
والعمل السياسي اجمالا لا ينضج بدون نقد وفكر اخر يحمل البديل.
ان مفهوم السلطة الابدية في منظومة الحكم العربي لها جذورها في
التاريخ٬ هذا المفهوم افقدها مصداقيتها.. انتخاب الحكام العرب بالطريقة
الحالية يغتال اي محاولة للخروج من المأزق. فغياب فكر معارض ونقد بناء
يطيل عمر هكذا سلطات ولو على حساب شعوب قتلتها الوعود وطول
الانتظار.....
http://annabaa.org/news/maqalat/writeres/yousifalsaidi.htm |