حقوق الإنسان.. والموت سريرياً!

زاهر الزبيدي

 

مع الحادث الأخير الذي تعرض له مدرب نادي كربلاء والذي تسبب في دخوله غيبوبة تامة، حتى وفاته وإنتقاله الى رحمة الله صباح هذا اليوم الأحد 30/6، كذلك هو حال حقوق الإنسان لدينا.. إنها ميتة سريرياً ولا سبيل لإعادتها للحياة بدون مجموعة من الأجهزة الطبية التي تبقيها كذلك.. ففي العراق اليوم أختلط لدينا الحابل بالنابل وأصحبت القوات الأمنية بسبب شراسة وعنف المواجهة مع المجاميع الإرهابية ؛ غير قادرة على التفريق بين المواطن المسالم والإرهابي المجرم حتى بدأنا نفقد الإحساس بالحرية وأن لنا حقوقاً تدعى بحقوق الإنسان.. التي ضاعت بسبب أما أن نكون قد فقدنا تلك الحقوق أو فقدنا نحن إنسانيتنا !

السيد محمد عباس الذي، كان !، مدرباً لنادي كربلاء وهو يخوض أو مبارة له مع ناديه، تلك المباراة التي كانت ذات فأل سيء عليه، تعرض لسيل من ضربات، الجزاء، على رأسه أدت الى وفاته، ولا أعتقد أن السيد عباس (رحمه الله) كان فضًّ مع القوات الأمنية وتسبب باثارتها لدرجة أن تصيبه بمقتل مؤلم وحتى لو كان كذلك فلماذا التعجيل بتلك العقوبة القاسية، ألسنا نعيش اليوم في هاجس دولة القانون ؟، أهكذا يأخذ القانون جزاءه ؟ من رؤوس أبناء الشعب المظلوم الذي يبحث كل يوم عن سبيل لنجاته من ثعالب القتل الإرهابية التي تحاول بكل شكل أن تكون السباقة الى الإقتصاص منه.

لا أعتقد بأن كل شخص يلبس الملابس العسكرية ويحمل سلاحاً ويعتمر خوذة ؛ يكون قد أمتلك الحق الذي يؤهله للإقتصاص السريع من كل شخص لا يأتي بفعل يقارب الأعمال الإرهابية حتى، ولو تجرأ بالسباب والشتام على الحكومة أو الدولة بأسرها لا أحد يمتلك الحق بقتله.. فأنا من حقي أن أعبر عن وجهة نظري بأي طريقة أراها مناسبة على أن لا أتجاوز على حقوق الآخرين، وإن أخطأت فالمحاكم والقضاء كفيل برد الحق لي أو أخذ القصاص مني.. أما أن أحكم بالإعدام وينفذ الحكم بي في ساعة الجريمة وساحتها فهذا امر مستهجن ويستدعي أكثر من أن يتم حجز من تسبب بذلك من القوات الأمنية.. فتلك ثقافة وجدت طريقها لتتأصل في نفوس الكثير من أبناء قواتنا المسلحة، ومع الأسف، ثقافة عنف قاسية يوجهها أفراد القوات المسلحة لأبناء شعبهم فتحول هذا العنف من "عنف دفاعي" لأغراض الدفاع، الغريزي، الى "العنف الخبيث" الذي يتسبب بكل المآسي التي ترافق الأحداث الجارية اليوم في وطننا والذي تتسبب دائماً العوامل الثقافية الاجتماعية والسياسية في إثارته سلباً أو إيجاباً.

على الحكومة أن تعمل على استئصال هذا العنف الخبيث من نفوس أبناءنا من القوات المسلحة وتوجيهه وتركيزه الى عملها في مكافحة الإرهاب.. من خلال محاربة المنظومة الفكرية والعقائدية والأخلاقية تستند إليها تلك الثقافة.. فالشعب المظلوم ليس بحاجة الى أن يتم الإقتصاص منه بهذا الشكل القاسي المؤلم.. فكل تلك الأعمال تضاف تدريجياً لتزيد من رمادية حقيقية حقوق الإنسان في وطننا وهو المقبل بشكل كبير على مواجهة العالم بعد خروجه من طائلة البند السابع والتي قد تؤهله الى أن يكون مقبولاً عالمياً.

لا بد من أن نقطع اليد التي تمتد الى أبريائنا.. فكفاهم فقراً.. وبطالة.. وإرهاب.. ويُتم.. وترمل..وجوع.. يجب أن تكون يد الدولة رحيمة بأبناءها.. بعيداً عن ثقافة الهراوة القاتلة.. حفظ الله ابناء العراق.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/تموز/2013 - 21/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م