احداث عبرا... هل تفتح بوابة العنف الطائفي في لبنان

باسم الزيدي

 

شبكة النبأ: لا شك ان ما حدث مؤخراً في لبنان، من اعمال عنف مسلح من قبل السلفي احمد الاسير وأنصاره، والتي اضطرت الجيش اللبناني للدخول في مواجهات عسكرية للسيطرة على بلدة "عبرا" ومنع تحول الامر الى صراع طائفي، يعيد الى الاذهان احداث لبنان في سبعينيات القرن الماضي، يفتح الباب على مصراعيه لجملة من التكهنات والسيناريوهات المحتملة والتي تتراوح بين المتشائم من وضع قد يزداد سخونة وبين الاشد تشاءما من انفجار منطقة الشرق الاوسط باسرها في صراع مذهبي قد يكون عابراً للقارات سيما وان الوضع لا يحتمل المزيد من التأجيج والاثارة مع تفاقم الاوضاع في سوريا والعراق، اضافة الى الاحتقان الطائفي في معظم الدول العربي نتيجة لسيطرة الحكومات الاسلامية المتشددة وانتشار الفتاوى التحريضية والتي راح ضحيتها العديد من الابرياء في مصر واليمن والبحرين والسعودية وتونس والمغرب وموريتانيا وغيرها.

لقد استغل السلفي الاسير الاوضاع السياسية الهشة في لبنان ليضع مصير جميع اللبنانيين على المحك محاولاً تحويل الحرب الدائرة رحائها في سوريا الى الداخل اللبناني في محاوله منه لخلط الاوراق وحشد الانصار من خلال كسب التأييد الشعبي للسنة اللبنانيين ضد نظام بشار الاسد وحزب الله اللبناني، معتبراً ان الاخير هو عدوه الاول ويجب القضاء عليه كما تحدث مراراً وتكراراً في خطبة "النارية" من على منبر مسجد بلال بن رباح بعد ان حوله الى ثكنة عسكرية او "مربع امني" و"قلعة امنية" بحسب تصريحات لقيادات عسكرية لبنانية، ثم ما لبث ان حول "الاسير" صراعة مع الاسد وحزب الله وبصورة "دراماتيكية" الى مواجهة مسلحة مع الجيش اللبنانية اثر الاعتداء بصورة مباغتة على حاجز امني من قبل انصاره ما اسفر عن مقتل وجرح عدد من افراده الامر الذي اوجب تعامل الجيش اللبناني مع الحادث ومنع تكرار هذه الاعتداءات او اتساع رقعتها.

فقد أحكم الجيش اللبناني، مؤخراً، سيطرته على مجمع رجل الدين السلفي، أحمد الأسير، في بلدة "عبرا" بصيدا، بعد مواجهات مسلحة مع عناصر مسلحة تابعة له، سقط فيها 12 قتيلاً وأكثر من 50 جريحا بين صفوف القوات العسكرية، هذا وقد بلغت حصيلة المواجهات العنيفة والمتواصلة، طيلة الليل، بين الجيش اللبناني وعناصر الأسير، في بلدة "عبرا" بصيدا، كبرى مدن جنوب لبنان، إلى 12 قتيلاً بين صفوف قوات الأمن وأكثر من 50 جريحا، وفي وقت سابق، نقلت وكالة الأنباء الوطنية بأنه لم يتضح بعد العدد الحقيقي لقتلى وجرحى عناصر "الأسير" ومن بينهم مقاتلين من جنسيات مختلفة، وبدأت الاشتباكات المسلحة بين الطرفين بهجوم شنه عناصر "الأسير" على حاجز عسكري بضواحي صيدا، أسفر عن مقتل عشرة من جنود وضباط الجيش اللبناني ، وقال الجيش اللبناني في بيان له "لقد سقط للجيش اللبناني اليوم غدرا عدد من الشهداء والجرحى، والمؤسف أنهم لم يسقطوا برصاص العدو بل برصاص مجموعة لبنانية من قلب مدينة صيدا العزيزة على الجيش وأبنائه، لقد حاول الجيش منذ أشهر إبعاد لبنان عن الحوادث السورية، وألا يرد على المطالبات السياسية المتكررة بضرورة قمع المجموعة التابعة للشيخ أحمد الأسير في صيدا، حرصا منه على احتواء الفتنة". بحسب سي ان ان.

فيما أعلن مصدر رسمي لبناني، أن الجيش أعاد فتح جميع الطرقات التي كان متظاهرون اقفلوها في عدة مناطق لبنانية، بينما حذر قائده العماد جان قهوجي من ان الجيش “لن يتهاون في أمن اللبنانيين”، بعد ان اغلقت مجموعات من الشبان عدة طرق في مناطق لبنانية احتجاجا على ما اعتبروه “حصارا” لبلدة عرسال في البقاع الشمالي شرق لبنان، وأدت محاولة فتح أحد الطرق بالبقاع الأوسط من قبل الجيش، الى مقتل مواطن واصابة 7 آخرين بجروح، وأبلغ العماد قهوجي صحيفة السفير، ان “لا تهاون على الإطلاق في أمن اللبنانيين واستقرارهم، والجيش سيكون بالمرصاد لكل من يحاول المس به”، ووصف قهوجي المرحلة التي يمر بها لبنان بانها “شديدة الحساسية وبالغة الصعوبة وتتطلب من الجميع دون استثناء التنبه الى مخاطرها والى ما قد يترتب عنها”، واضاف “ان هذا يوجب بالحد الأدنى التعاون وبذل الجهود لتخفيف التوتر والإحتقان”، واعلن قهوجي، بان الجيش “سيقوم بما هو مطلوب منه وأكثر في كل ما من شأنه أن يؤدي الى العبور بالبلد الى بر الأمان”.

يذكر ان اشتباكات اندلعت جنوب لبنان في وقت سابق بين أنصار الشيخ أحمد الأسير ومواطنين من المنطقة، التي يوجد فيها مناصرون لحزب الله، وذكرت قناة (المنار) الناطقة باسم “حزب الله” أن اشتباكات اندلعت في منطقة عبرا في مدينة صيدا الساحلية جنوب لبنان بين جماعة الأسير وشبان من المنطقة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة، وأضافت المنار أن الجيش اللبناني أرسل تعزيزات إلى منطقة الإشتباكات في عبرا قبل ان يقوم بعمليات عسكرية طهر من خلالها المجمع الذي كان يتواجد فيه انصار الاسير.

من جهة اخرى انفجرت عبوتان ناسفتان صغيرتان على الطريق الدولية في مدينة زحلة في شرق لبنان، استهدفتا “موكبا أمنيا” لم تحدد طبيعته ولم تؤديا الى وقوع اصابات، وقال المصدر “انفجرت عبوتان ناسفتان لدى مرور موكب أمني مؤلف من ثلاث سيارات رباعية الدفع على الطريق الدولية في مدينة زحلة، والمؤدية الى مدينة بعلبك” في منطقة البقاع بشرق لبنان، ولم يحدد المصدر الطبيعة الامنية الموكب، مشيرا إلى أن “مسلحين ترجلوا من السيارات واطلقوا النار في الهواء فور وقوع التفجير، قبل ان يتابع الموكب طريقه” في اتجاه منطقة شتورة القريبة من الحدود السورية، واشارت وسائل اعلام محلية الى ان الموكب تابع لحزب الله، يشار الى ان العبوتين زرعتا في الحاجز الوسطي الذي يفصل بين اتجاهي الطريق الدولية، وتفصل بينهما مسافة لا تزيد عن عشرين مترا، وادى تفجيرهما الى اضرار مادية بسيطة في الحاجز والاشجار الصغيرة المزروعة فيه، وشهدت المنطقة انتشارا لعناصر من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي الذين قطعوا الطريق الدولية، وحولوا السير الى طرق داخلية في مدينة زحلة التي تبعد نحو 40 كيلومترا من الحدود السورية، وكانت عبوة ناسفة انفجرت في العاشر من حزيران/ يونيو في منطقة تعنايل في البقاع، الى جانب الطريق الدولية المؤدية الى معبر المصنع الحدودي الرسمي بين لبنان وسوريا، استهدفت سيارة وحافلة صغيرة كانتا في طريقهما الى الحدود السورية، وفي حينه، تابعت السيارة والحافلة سيرهما نحو الحدود السورية، من دون ان تعرف الجهة المستهدفة بالتفجير، او ما اذا كان قد ادى الى وقوع اصابات، وتشهد منطقة البقاع توترات شبه يومية منذ بدأت معركة القصير السورية القريبة من لبنان، وتتنقل اعمال العنف بين المناطق اللبنانية منذ بدء النزاع السوري قبل اكثر من عامين، نتيجة انقسام اللبنانيين بين مؤيدين للنظام السوري ومناهضين له، في ظل تصعيد حاد في الخطاب المذهبي والسياسي. بحسب فرانس برس.

على صعيد ذي صلة أوقفت السلطات الأمنية اللبنانية 180 شخصا على خلفية الأحداث التي اندلعت في منطقة عبرا، في مدينة صيدا الجنوبية، بين أنصار الشيخ أحمد الأسير والجيش اللبناني، وقال مصدر قضائي لبناني إن عدد الموقوفين في الاشتباكات التي وقعت في مدينة صيدا بين الجيش وأنصار الأسير بلغ 180 موقوفا، ويتم إخلاء سبيل من يتبين أن لا علاقة له بالأحداث، وتابع المصدر أنه تم إخلاء سبيل 35 منهم بعد انتهاء التحقيق معهم، وأضاف المصدر أن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر يشرف على التحقيقات التي تجريها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني مع الموقوفين، في أحداث عبرا، وكان القضاء العسكري اللبناني سطر في الرابع والعشرين من شهر حزيران/ يونيو الحالي، بلاغات بحث وتحر في حق الشيخ أحمد الأسير و123 شخصا من مناصريه بينهم شقيقه والمغني السابق فضل شاكر، الذي اعترف بقتل اثنين وجرح 4 من جنود الجيش اللبناني، وذلك في فيديو تم تداوله بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ان ظهر مع بعض أنصار الشيخ أحمد الأسير يتباهى بقتل الجنود الذين وصفهم بالخنازير، ويتعهد بقتل المزيد، الفنان المعتزل كان قد أعلن في مكالمة هاتفية على الهواء أنه سيأخذ حقه بيده بعد أن اقتحمت جماعة رجح أنها من أعضاء حزب الله منزله.

فيما لا يزال الشيخ أحمد الأسير، بعد ان دخل الجيش اللبناني مقره العسكري في جنوب البلاد بعد معارك عنيفة ومازال يقوم بتنظيف ما كان يعرف بالمربع الامني الذي كان يتحصن فيه رجل الدين المتشدد مع انصاره وباستكمال عمليات البحث عن مسلحين، متواريا عن الانظار، وقال مصدر عسكري إن مكان وجوده “غير معروف”، وهناك العديد من الشائعات حول الاسير تتحدث عن احتمال لجوئه الى مخيم عيم الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا القريبة او الى مدينة طرابلس في شمال لبنان بعد ان تنكر بلباس امرأة او الى سوريا، وانتهت العملية العسكرية التي بدأها الجيش بدخول الجيش الى المقر المؤلف من مسجد بلال بن رباح وابنية عدة فيها مكاتب وشقق سكنية لانصاره، بعد اشتباكات استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقذائف الصاروخية، وبفرار الاسير وعدد من مرافقيه وافراد عائلته الى جهة مجهولة، وقتل في المعركة 16 جنديا، بحسب قيادة الجيش، فيما لم يعرف بعد عدد القتلى في صفوف جماعة الاسير، علما ان مصدرا عسكريا كان افاد عن العثور على عدد كبير من الجثث لمسلحين بعد عملية الاقتحام، وعن “توقيف العشرات من انصار الاسير”، وقالت مصادر طبية ان عدد الجرحى فاق المئة، يذكر ان الجيش اللبناني يقوم بعملية تنظيف من الالغام والاسلحة الصاروخية في مقر الاسير ومحيطه، وقد قام بتفجير هذه العبوات في مكانها بعد تطويق المنطقة لمنع الدخول اليها، وسمعت ثلاثة انفجارات ضخمة ارتفعت بعدها سحب الدخان الاسود، ودخل الصحافيون بعد ذلك المنطقة التي يوجد فيها دمار هائل وسط انتشار كثيف للجيش ولآلياته من ناقلات جند ودبابات، وغطى الركام ومظاريف الرصاص الفارغ الشوارع، فيما تدلت اشرطة الكهرباء من الاعمدة، بينما تحمل كل الابنية آثار حريق وثقوبا واسعة وآثار الطلقات النارية، والاسير رجل دين سني في الخامسة والاربعين معروف بعدائه الشديد لحزب الله الشيعي حليف دمشق، وكان يتهم الجيش اللبناني بغض الطرف عن كل انشطة الحزب المسلحة، ولا يعد الاسير ذا شعبية واسعة في صفوف الطائفة السنية، ويقدر عدد انصاره بالمئات، وقد تورط خلال السنتين الماضيتين في سلسلة احداث مع الجيش ومع مسلحين موالين للحزب، وتميز بخطاباته النارية ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

الى ذلك أعلن وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، مروان شربل أن “حزب الله” لم يشارك إلى جانب الجيش اللبناني في المعارك التي خاضها الجيش ضد الجماعة المسلحة التابعة للشيخ أحمد الأسير في “عبرا” بمدينة صيدا جنوب لبنان، وقال شربل في معرض رده على سؤال لصحفي “لم يشترك إلا الجيش اللبناني في معارك عبرا”، وأضاف أن “الجيش اللبناني لا يسمح بذلك” (مشاركة حزب الله بالمعارك)، ووصف شربل ما سمي “بالمربع الأمني” الذي كان يوجد فيه الشيخ أحمد الأسير ، بأنه ” قلعة أمنية” وقال “إن ما شهدته يشير إلى أنه كانت توجد نوايا أمنية ( لدى الأسير) أبعد من صيدا”، كان الرئيس اللبناني ميشال سليمان ثمن في وقت سابق اليوم جهود الجيش لبسط سلطة الدولة في مدينة صيدا الساحلية في اعقاب الاشتباكات التي اندلعت هناك، وذكر بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية أن سليمان ثمن “الجهود والتضحيات التي بذلها الجيش اللبناني من أجل ضبط الأمن وبسط سلطة الدولة في صيدا وفرض هيبة المؤسسة العسكرية”، وأثنى الرئيس اللبناني بـ”وقوف المواطنين والمرجعيات الوطنية والتفافهم حول مؤسستهم الوطنية وعلى وحدة المؤسسة العسكرية وتماسك العسكريين والتزامهم”، وتوجه سليمان إلى العسكريين مؤكدا ان القيادات العسكرية وعلى رأسها العماد قهوجي تحوز ثقة رئيس الجمهورية والحكومة، وذكر البيان أن سليمان “دعا العسكريين إلى عدم المبالاة بالمحاولات الانتهازية التي ترمي للتملق السياسي والشعبوي وكسب الصدقية على حساب دماء العسكريين وزرع الشكوك حول علاقة القيادتين العسكرية والسياسية”، وكانت صيدا شهدت مؤخراً هدوءً حذراً بعد اشتباكات استمرت يومين، وقال المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد روجيه سالم الذي ترأس اجتماعا أمنيا في سراي صيدا الحكومي ، أنه تم البحث خلال الاجتماع ” في كيفية العمل في المرحلة المقبلة بعد انتهاء الوضع الذي كان غير طبيعي في صيدا”، وأضاف أن “قوى الأمن تقوم بحراسة الأبنية التي لحقتها الأضرار جراء تبادل إطلاق النار وتأمين دوريات متواصلة ليلا نهارا لإرساء الاطمئنان في نفوس المواطنين ونحن بصدد ارسال تعزيزات الى مدينة صيدا لإعادة الامور الى طبيعتها”، وصرح مصدر عسكري لبناني بأن القوات اللبنانية تواصل البحث عن الزعيم السني أحمد الأسير، وقد منع الجيش المواطنين من الاقتراب من المكان حفاظا على سلامتهم.

من جهته أخلى حزب الله اللبناني شقتين قريبتين من المجمع الذي كان يتحصن فيه رجل الدين الشيخ احمد الأسير في جنوب لبنان قبل سيطرة الجيش على مقره اخيراً بعد معركة ضارية، وكان الاسير يشكو من تكديس حزب الله الاسلحة في هاتين الشقتين واستخدامهما لمراقبته، وقال مصدر في حزب الله أن "الحزب اخلى الشقتين بهدف اعادة الهدوء إلى مدينة صيدا"، وذلك بعد احتجاجات لا سيما في صفوف الطائفة السنية طالبت بـ"المساواة" في التعامل مع المظاهر المسلحة و"اغلاق الشقق الامنية" التابعة لحزب الله في صيدا، وفي 18 حزيران/يونيو، وقع تبادل اطلاق نار بين انصار الاسير ومسلحين موالين لحزب الله، بعد ان اتهم رجل الدين السني الملاحق حاليا من السلطات اللبنانية، الحزب الشيعي باستهدافه من هاتين الشقتين، بينما قالت مصادر امنية ان انصار الاسير هم الذين بدأوا اطلاق النار الذي ما لبث ان تطور الى توتر عام في صيدا، وغداة الحادث، هدد الاسير باللجوء الى "الخيار العسكري" ضد حزب الله، ما لم يتم اخلاء الشقتين التي كان يقطنها مسلحون، بحسب قوله، لكن الوضع انفجر بين انصار الاسير والجيش اللبناني بعد ان هاجم مسلحون من جماعة الاسير حاجزا للجيش قرب المجمع الواقع في بلدة عبرا شرق صيدا ما تسبب بمقتل وجرح عدد من افراده، وعلى الاثر، اتخذ الجيش قرار الحسم ببدء العملية العسكرية ضد مسلحي الاسير.

من جانبها فقد وضعت واشنطن ثقلها خلف الجيش اللبناني والقوى الأمنية ودعمها في المواجهات الأخيرة ضد أتباع أحمد الأسير، واعتبرت أن المؤسسة العسكرية «في موقع الوسط، وندعم بالكامل ما قاموا به»، وعبر مسؤول في الخارجية الأميركية عن مخاوف الإدارة من «الفراغ الحكومي وأيضاً من الفراغ في القيادة في الشارع السني»، وقال المسؤول الأميركي إن واشنطن وظفت «قنوات الاتصال العسكرية مع الجيش اللبناني ومساعدي قائد الجيش العماد جان قهوجي بعد اندلاع المواجهات في صيدا، ومنذ ٢٠٠٦ ونحن ننظر إلى الجيش وقوات الأمن كمؤسسات محورية في دعم الاستقرار بين الفرقاء، ولتفادي التأجيج المذهبي، ولاحتواء امتداد النزاع من سورية»، واعتبر أن «ما يبدو أن ما حصل هو تحرك عن قصد واعتداء مدبر من أتباع الشيخ أحمد الأسير ضد الجيش وكان لديهم قناصون في مواقع محددة»، وعن اتهامات أطراف لبنانية للجيش بأنه «خاض المواجهة نيابة عن حزب الله»، قال المسؤول إنه «يتم في الكثير من الأحيان توجيه اللوم للجيش في حال تدخل أو لم يتدخل، غير أنه في موقع الوسط من جميع الشرائح وبرع في السنوات السبع الماضية في معرفة متى يستخدم القوة ويوجه النار ضد الأطراف المتقاتلة في طرابلس مثلاً»، وقال إن واشنطن «تؤيد القرار باستخدام القوة الحاسمة في صيدا لكونه كان ضرورياً»، وأشار إلى أن الإدارة الأميركية «اطلعت على تقارير إعلامية تزعم انخراط بعض مقاتلي حزب الله» في القتال، إنما نحن لسنا موجودين على الأرض ونفهم أن الجيش هو من قام بمعظم المهمة وندعم بالكامل ما قام به»، ورأى أن الأزمة السورية ومخاطر امتدادها «تزيد من أهمية هذه المساعدات لضمان استقرار الساحة اللبنانية»، ولفت المسؤول الذي تحدثت اليه «الحياة» في واشنطن، إلى أن «الجيش يعرف خطوطنا الحمر، وتمويلنا محوري لعملياته وإذا كان هناك أي شعور في واشنطن بأنه منحاز لجهة أو أخرى، فهذا يضر بالمساعدات وسيضر بقدرة الجيش، فنحن نوفر معظم أجهزتهم»، وأضاف: «هذا لم يحصل بعد».

فيما قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية إنه أوصى بتدعيم القوات اللبنانية التي تكافح آثار امتداد الحرب الأهلية الدائرة رحاها في سوريا وذلك بإرسال مدربين عسكريين والتعجيل بمبيعات الأسلحة، وقال للصحفيين في البنتاغون “قدمنا توصية مفادها أننا وفي مواجهة التحديات التي تواجهها القوات المسلحة اللبنانية ينبغي أن نتعاون معهم لمساعدتهم على اكتساب مزيد من القدرات”، وقال متحدث باسم البنتاجون ان توصيات ديمبسي “قدمت في الأسابيع الأخيرة” خلال مناقشات داخلية مع القيادة المركزية للجيش الأمريكي مع تدارسه كيفية مواجهة الاضطرابات المتنامية في المنطقة، وكان ديمبسي يرد على سؤال في مؤتمر صحفي هل طلب لبنان مساعدة عسكرية وهل من المحتمل أن يذهب الجيش الأمريكي الى ذلك البلد، وقال ديمبسي “حينما تقولون هل سنرسل الجيش الأمريكي أو عسكريين أمريكيين الى لبنان فإني اتحدث عن فرق من المدربين واتحدث عن التعجيل بالمبيعات العسكرية الخارجية للعتاد إليهم”، وأضاف قوله “الأمر يتعلق ببناء قدراتهم لا قدراتنا”، واوضح متحدث باسم البنتاغون ان هذا سيكون على رأس اي دعم عسكري امريكي يجري تقديمه الى لبنان.

من جانب اخر أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره اللبناني ميشال سليمان تأييده الخطوات التي تتخذها الدولة اللبنانية لمنع الفتنة وعدم تدخل الفصائل الفلسطينية في الشؤون الداخلية اللبنانية، وذكر بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية أن سليمان تلقى اتصالا هاتفياً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أعلن فيه تأييده للخطوات التي تتخذها الدولة اللبنانية لمنع الفتنة والحفاظ على الأمن والاستقرار”، وأضاف البيان أن “عباس شدد خلال الاتصال على أن الفصائل الفلسطينية لا تقبل على الإطلاق التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية ولا ضد الدولة اللبنانية في تدابير الأمن التي تتخذها”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 30/حزيران/2013 - 20/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م