مسلمو أوروبا... التكيف مع مجتمعات تزداد تطرفا

 

شبكة النبأ: إن التطورات الأخيرة التي تمر بها دول الاوربية على الصعيدين الامني والاجتماعي نتيجة لتزايد الاضطرابات الامنية في بريطانيا وفرنسا، فضلا عن تنامي الحركة السلفية المتطرفة في المانيا خلال الآونة الأخيرة، تشير الى أن تصاعد موجة التطرف والعنف هناك، مما يزيد المخاوف من ردود فعل عنيفة تجاه المسلمين خصوصا بعد مقتل جندي بريطاني في احد شوارع لندن مؤخرا، وبالتالي فأن مسلمي أوروبا يخشون من ان هذه الاحداث الامنية قد ترفع من الانتهاكات الحقوقية الممثلة بالعنصرية والتميز، الى جانب التعصب ضد الإسلام المقبول تمامًا في معظم هذه الدول، فقد أشعل قرار مثير للجدل اصدرته محكمة فرنسية مجددا الجدل الذي ثار عام 2004 حول الحجاب في فرنسا، وتحظر فرنسا المجاورة وبها أكبر عدد من المسلمين في غرب أوروبا ارتداء الرموز الدينية مثل الحجاب في المدارس.

إذ يرى معظم المراقبين ان قرار الحظر يمكن ان يعمق مشكلة التمييز العنصري لا ان يساهم في القضاء عليها لانه قد يجبر بعض النساء على ان يمكثن في منازلهن ولا يندمجن مع المجتمع الاوربي.

كما يرى بعض الخبراء بأن الجهات السياسية التي تتبنى بعض أفكار اليمين المتطرف في قضايا تهمهم على التطرف و التمييز العنصري والاجتماعي وارتداء النقاب وغيرها من القضايا الاخرى، قد تشكل تفاقم من الاضطرابات والخلافات وتضع مزيدا من العقبات الكبيرة التي من شأنها أن تضر بالمسلمين في المستقبل، بعدما حقق تطورات ايجابية  للمسلمين في الاندماج والتعايش السلمي داخل المجتمعات الأوروبية.

تنامي الحركة السلفية في المانيا

في سياق متصل اعربت اجهزة الاستخبارات الداخلية الالمانية عن القلق حيال تنامي الحركة السلفية في البلاد، وذلك في تقرير سنوي، وصرح رئيس الجهاز هانس-يورغ ماسن خلال تقديم التقرير في مؤتمر صحافي في برلين ان "السلفية تشكل مجموعة ذات نمو سريع جدا في اوساط التيار الاسلامي المتشدد وهي تثير القلق الشديد"، واشارت اجهزة المراقبة الى ان التيار الاسلامي المتشدد في المانيا ضم 42550 شخصا في 2012 وارتفع عدد السلفيين فيه من 3800 الى 4500 في عام، وصرح ماسن "ليس جميع السلفيين جهاديين لكن تجدر الملاحظة الى ان الافراد الذين غادروا من المانيا الى سوريا او مصر للجهاد لديهم جميعا علاقات بالسلفيين. يمكن القول ان السلفية هي عبور الزامي الى الجهاد او لاشخاص مستعدين لشن هجمات ارهابية". بحسب فرانس برس.

وتابع رئيس الاستخبارات الداخلية ان رقم 42500 اسلامي متشدد "لا يعني انه لدينا 42500 ارهابي محتمل في المانيا"، واوضح ان "شريحة منهم فقط يشتبه في استعدادها لشن هجمات ارهابية في المانيا" مشيرا الى اعتبار حوالى الف شخص خطرين فيما يشكل 130 شخصا تهديدا كبيرا. ويخضع هؤلاء في اغلب الاحوال للمراقبة على مدار الساعة، كما يثبت تقرير الجهاز ان مصر حلت محل وزيرستان في باكستان كمركز رئيسي لتدريب الجهاديين. واكد انها باتت منصة رئيسية للمقاتلين قبل مغادرتهم الى مالي او الصومال او اي منطقة اخرى بحسب الاستخبارات الالمانية.

كما حظرت ألمانيا ثلاث جماعات سلفية قالت وزارة الداخلية إنها تريد الانقلاب على الديمقراطية وتطبيق نظام يقوم على الشريعة الاسلامية، والحظر الذي دخل حيز التنفيذ في ولايتي هيسه ونورد راين فستفاليا في الصباح الباكر هو أحدث إجراء تتخذه السلطات الألمانية التي زادت من مراقبتها للسلفيين، وقالت الوزارة إنها حظرت منظمات "الدعوة اف.اف.ام" و"اسلامشه أوديوس" و"النصرة" التابعة لجماعة "ملة إبراهيم" التي حظرت في يونيو حزيران.

وذكرت الوزارة أن نحو 20 شخصا خضعوا للتفتيش وتمت مصادرة أصول تملكها الجماعات، وقال وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش في بيان "لا تتماشى السلفية كما تمثلها الجمعيات التي حظرت اليوم مع نظامنا الديمقراطي الحر، "تهدف (الجماعات) إلى تغيير مجتمعنا بطريقة عدوانية قتالية ليحل نظام سلفي محل الديمقراطية وتحل الشريعة الاسلامية محل سيادة القانون". بحسب رويترز.

على صعيد ذو صلة قال عضو بارز في الطائفة المسلمة بألمانيا إنه ينبغي منح المسلمين الذين يعيشون في البلاد يومي عطلة رسمية سنويا ليحتفلوا بعيدي الفطر والأضحى مما أثار انتقادات من داخل الحزب المحافظ الحاكم الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، وقال أيمن مزيك رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا لصحيفة فيستدويتشه ألجماينه تسايتونج المحلية الصادرة يوم الخميس إن منح الألمان المسلمين عطلة رسمية في العيدين سيكون "علامة مهمة على الاندماج."

وأضاف مزيك أن منح العطلة "من شأنه أن يبرز التسامح في مجتمعنا" مشيرا إلى أن المسلمين العاملين بالهيئات الحكومية مثل الشرطة يمكن أن يحلوا محل زملائهم المسيحيين في العمل خلال الأعياد المسيحية مثل القيامة، وواجهت ألمانيا في بعض الأحيان اتهامات بالتقصير في بذل الجهود الكافية لدمج سكانها المسلمين الذين يقدر عددهم بنحو أربعة ملايين معظمهم ينحدر من أصل تركي. غير أن بعض الألمان المحافظين يقولون إنه من الواجب على المسلمين أن يتكيفوا مع عادات وتقاليد المجتمع ذي الأغلبية المسيحية. بحسب رويترز.

ورفض فولفجانج بوسباخ العضو البارز في الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي تقوده ميركل دعوة مزيك قائلا إنه ليس هناك "أي تقاليد إسلامية في ألمانيا" وإن العطلات الدينية في البلاد تعكس تراثها المسيحي.

المهاجرين المسلمين في اليونان

من جهة أخرى شن النائب والمتحدث باسم الحزب النازي الجديد "الفجر الذهبي" هجوما عنيفا على المهاجرين المسلمين المقيمين في اليونان وهدد بتشكيل "جبهة" ضد مشروع بناء مسجد في اثينا، وقال المتحدث باسم الحزب الياس كاسيدياريس في كلمة امام انصاره نقلتها قناة التلفزيون العامة نيت "اذا اقيم مسجد للاسلاميين المجرمين الموجودين في اليونان (...) سيتم تشكيل جبهة من مائة الف يوناني تحت قيادة الفجر الذهبي"، وياتي هذا التصريح بعد تلقي جميعة مسلمي اليونان رسالة تحمل شعار الحزب النازي تقول الجمعية انها تهدد مسلمي اليونان "بالقتل مثل الخراف في المذبح" اذا لم يغادروا هذا البلد قبل 30 حزيران/يونيو المقبل، وجاء في الرسالة التي نشرتها جمعية مسلمي اليونان على شبكات التواصل الاجتماعي "ايها القتلة المسلمون امامكم حتى 30 حزيران/يونيو لاغلاق مواخيركم في اليونان والرحيل"، وقالت الشرطة انها "تدرس" هذا التهديد كما افاد مصدر امني، والفجر الذهبي، الذي يتبع خطابا معاديا بشدة للاجانب ومناهضا للسامية والذي يتخذ كشعار رسما زخرفيا يونانيا قديما يشبه الصليب المعقوف، دخل للمرة الاولى البرلمان اليوناني في حزيران/يونيو 2012 بحصوله على 7% من الاصوات ليصبح له سبعة نواب. بحسب فرانس برس.

وباستثناء منطقة تراقيا في شمال شرق البلاد حيث تعيش منذ بداية القرن العشرين اقلية مسلمة من اصل تركي لا يوجد في اليونان اي مسجد حقيقي، ويتعرض مشروع بناء مسجد في اثينا طرح منذ عقد للتاجيل المستمر من قبل الحكومات المتعاقبة ما اثار جدلا في هذا البلد الذي يشكل المسيحيون الارثوذكس غالبية سكانه وحيث يوجد للكنيسة غير المنفصلة عن الدولة نفوذا قويا للغاية، الا انه مع تدفق المهاجرين المسلمين القادمين من اسيا في السنوات الاخيرة ليصل عددهم الى نحو 500 الف حاليا والمضطرين الى تحويل شقق مهدمة الى اماكن للصلاة تعهدت الحكومة مؤخرا باعادة دراسة مشروع المسجد المقرر بناؤه في حي فقير من احياء اثينا.

حظر النقاب في فرنسا

من جانب آخر أحالت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان، مباشرة وبشكل استثنائي، الى هيئتها العليا مسألة النظر في طعن تقدمت به شابة مسلمة ضد قانون حظر النقاب في الاماكن العامة المعمول به في فرنسا، وقالت محكمة ستراسبورغ في بيان ان هذا الطعن كان قد احيل الى غرفة في المحكمة مؤلفة من سبعة قضاة، لكن هذه الغرفة قررت، حتى قبل ان تنظر في الدعوى، التنحي عن هذه القضية ورفعها مباشرة الى "الغرفة العليا" المؤلفة من 17 قاضيا، مشيرة الى ان "ايا من الاطراف لم يعترض على هذا القرار"، وبحسب مصدر في المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان، فان "الغرفة العليا" ستنظر في هذه القضية في جلسة علنية بعد انتهاء الصيف.

والمدعية هي شابة فرنسية مسلمة تدعى بحسب الاحرف الاولى من اسمها التي كشفتها المحكمة "أس. إيه. أس" ومولودة في 1990. وتطعن الشابة بالقانون الصادر في 11 تشرين الاول/اكتوبر 2010 الذي يحظر ارتداء غطاء كامل للوجه في الاماكن العامة. بحسب فرانس برس.

وتقدمت الشابة بطعنها هذا امام المحكمة في اليوم نفسه الذي دخل فيه القانون المطعون فيه حيز التنفيذ في 11 نيسان/ابريل 2011، وفي طعنها تقول المدعية انها مسلمة ملتزمة وان ما تريد ان يسمح لها بارتدائه هو لباس يغطي الجسد باكمله ويتضمن حجابا خفيفا يغطي الرأس إضافة الى النقاب الذي يغطي الوجه باستثناء العينين، وتؤكد المدعية ان "لا زوجها ولا اي فرد آخر في اسرتها يضغط عليها من اجل ان تلبس هكذا"، مؤكدة انها ترتدي النقاب في الاماكن العامة كما الخاصة ولكن ليس دوما.

وتقول المدعية انها تستند في طعنها الى بنود عدة في الشرعة الاوروبية لحقوق الانسان بينها "حرية التعبير" و"الحق في حرية الفكر والمعتقد والديانة" والحق في "احترام الحياة الخاصة والعائلية" و"منع التمييز".

بلدية لندن ترفض خططا لبناء مسجد عملاق

من جهتها رفضت سلطات محلية في لندن خططا تقدمت بها مجموعة اسلامية لبناء مسجد عملاق يستوعب اكثر من تسعة الاف مصل بجانب الحديقة الاولمبية في لندن، وسعت "جماعة التبليغ" الدعوية ذات الجذور الهندية منذ 1999 الى بناء مسجد في موقع في ويست هام شرق لندن كان يمكن ان يصبح واحدا من اكبر المراكز الاسلامية في اوروبا الغربية لو جرت الموافقة على بنائه، ويضم المسجد المقترح قاعة للصلاة تتسع لنحو 7440 رجلا، وقاعة منفصلة تتسع لنحو الفي امرأة، ورفض مجلس بلدية نيوهام بورو الاقتراح في اجتماع جرى وقالت انه لا ينسجم مع خطط التطوير الخاصة بالمنطقة، كما تحدث عن مخاوف بشان حجم المشروع وتاثيره على حركة السير. بحسب فرانس برس.

وقال كونور ماكاولي عضو المجلس ان "اعضاء المجلس درسوا الطلب مطولا وبدقة كبيرة قبل ان يقرروا رفضه"، وياتي القرار بعد مشاورات عامة موسعة نتجت عن حصول المشروع على دعم 26139 شخصا ورفض 3749 له من اصل 29888 شخصا، وعقب اجتماع الذي شارك فيه ثلاثة الاف شخص من مؤيدي المشروع بحسب البي بي سي، قال زعيم المجموعة علاء الدين محمد انه يشعر بالخذلان، وقال "المجتمع المسلم يتزايد وهناك ضرورة لمكان عبادة اكبر. نحن نشعر بالخذلان الشديد. ونعتقد ان القرار جائر لانه يخالف طلب السكان المحليين والمجتمع الاسلامي".

وتعتبر "جماعة التبليغ" اكبر جماعة للدعوة الى الاسلام في العالم رغم انها تركز على المجتمعات الاسلامية اكثر من تركيزها على غير المسلمين، طبقا لكتاب نشرته الجماعة، وتاسست الجماعة في الهند في العام 1926 لمعارضة الهندوسية والاستعمار البريطاني، وتعمل الان في جميع الدول التي يتواجد فيها مسلمون ويبلغ عدد اعضاءها نحو 80 مليون شخص، وتنشط في بريطانيا منذ العام 1944.

فيما حركت عائلة مسلمة دعوى قضائية أمام المحكمة العليا البريطانية ضد مدرسة ابتدائية في جنوب لندن منعت ابنتها البالغة من العمر 9 سنوات من ارتداء الحجاب.

وقالت صحيفة "إيفننغ ستاندارد" البريطانية، اليوم، إن والدي الفتاة استشاطا غضباً وقررا سحب ابنتهما من المدرسة ورفع دعوى قضائية ضدها، بعد أن فشلا في الحصول على دعم إدارتها ضد قرار منعها من ارتداء الحجاب، وأضافت أن مديرة المدرسة، كيت ماغليوكو، أكدت أنه جرى إبلاغ والدي الفتاة مسبقاً عند تسجيل ابنتهما فيها حين كانت في السابعة من العمر، بشأن السياسة الموحدة لزي المدرسة. بحسب يونايتد برس.

ونسبت الصحيفة إلى ماغليوكو، قولها إن مدرستها "تتبع سياسة موحدة خاصة جداً بشأن زي التلاميذ والتلميذات، وهي كمديرة مكلفة بتطبيقها"، وأشارت الصحيفة إلى أن سياسة الزي الموحد في المدرسة تملي على الفتيات ارتداء معطف أزرق وسترة اختيارية وتنورة وبلوزة كحلية، لكنها لا تذكر أي حظر على ارتداء الحجاب.

المحكمة الاسبانية العليا تبطل قرارا بحظر النقاب

من جانبها أبطلت المحكمة العليا في اسبانيا قرارا أصدرته مدينة لريدا الشمالية بحظر ارتداء النقاب في المباني العامة استنادا الى حرية العقيدة وقالت ان المخاوف الامنية التي ساقتها المدينة لا أساس لها، وقالت المحكمة في حكمها الصادر ان قرار الحظر يمكن ان يعمق مشكلة التمييز العنصري لا ان يساهم في القضاء عليها لانه قد يجبر بعض النساء على ان يمكثن في منازلهن ولا يندمجن مع المجتمع الاسباني، وكانت مدينة لريدا قد بررت قرارها بأن المهاجرات سيجدن صعوبة في الاندماج في المجتمع اذا ارتدين النقاب وان ذلك سيتعارض أيضا مع الثقافة المحلية ويخلق مشاكل اجتماعية. بحسب رويترز.

وحظرت المدينة ارتداء النقاب في المباني العامة منذ ثلاث سنوات في نفس الوقت تقريبا الذي صدرت فيه أحكام تفرض قيودا على ارتداء النقاب في فرنسا وبلجيكا، وسارت مدينة برشلونة الاسبانية ومدن اخرى في اقليم قطالونيا الشمالي على نهج حظر النقاب الذي يندر ارتداؤه في اسبانيا حيث يعيش نحو 1.6 مليون مسلم. ولم يتضح على الفور ما اذا كان الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا بشأن مدينة لريدا سيسري على تلك المدن أيضا.

مدينة بلجيكية تلغي حظر ارتداء الحجاب المفروض منذ عام 2007

الى ذلك ألغت مدينة جنت البلجيكية حظر ارتداء الموظفات الحكوميات الحجاب بعد أن أسقط الاشتراكيون والخضر الذين يمثلون الأغلبية اجراء فرض عام 2007 عندما كانت أحزاب يمين الوسط تهيمن على مجلس المدينة، ووقع أكثر من عشرة آلاف مواطن أو نحو خمسة أمثال العدد المطلوب للدعوة لإجراء تصويت على التماس يدعو إلى رفع الحظر، وبعد نقاش دام أربع ساعات وحتى منتصف ليل الإثنين تقريبا صوت 29 من بين أعضاء مجلس المدينة ومجموعهم 51 عضوا لصالح إلغاء حظر مسؤولي المدينة الذين يتعاملون مع الناس ارتداء الرموز الدينية أو السياسية. بحسب رويترز.

وكان الحظر يحول دون تعامل المسلمات المحجبات مع المواطنين في مكاتب المدينة، وقال نعيمة الشرقاوي مديرة منتدى الأقليات الذي ينسق العمل المدني "هذه نقطة تحول تاريخية بالنسبة للأقليات العرقية والثقافية. المهاجرون يكتسبون صوتا سياسيا"، ويطبق الحظر في عدد من المدن البلجيكية. وحظرت بلجيكا قبل عامين ارتداء النقاب على الملأ.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 17/حزيران/2013 - 7/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م