الطائرات بدون طيار... بين النجاح والنقد

 

شبكة النبأ: لاتزال إدارة الرئيس الأمريكي بارك اوباما وعلى الرغم الانتقادات الشديدة التي تتعرض لها بسبب الهجمات المستمرة التي تنفذها بواسطة الطائرات بدون طيار، تواصل مهامها القتالية بالاعتماد على هذا النوع من الأسلحة لضرب بعض الأهداف المهمة خارج الحدود، ويرى بعض المراقبين ان الإدارة الأمريكية وبعد النتائج المهمة التي حققتها في الفترة السابقة ضد أهداف وقيادات تنظيم القاعدة، ستسعى الى توسيع تلك الهجمات التي يقول عنها البعض أنها تتسبب في سقوط ضحايا بأعداد كبيرة من بين المدنيين، وإنها كثيرا ما تفشل في إصابة الأهداف الرئيسية، وإنها تنشر الخوف بين السكان وتتسبب في تعطيل الحياة اليومية وفي وضع العراقيل أمام الناس بشكل عام وهو ما تنفيه الإدارة الأمريكية بشكل قاطع.

وفي هذا الشأن دعت مسودة تقرير في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى صدور قرار بشأن وقف إنتاج ونقل واستخدام الطائرات بدون طيار في كافة أرجاء العالم لأن الأسلحة الروبوتية تنتهك القانون الدولي. وقالت المسودة إن استخدام الربوتات القاتلة أو الطائرات بدون طيار، قد أثار مخاوف واسعة النطاق حول حماية الحياة خلال الحرب والسلم. وشككت المسودة في إمكانية برمجة الطائرات بدون طيار لتفي بمتطلبات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي. وجاء في مسودة التقرير أنه بخلاف ذلك، فإن نشرها ربما لا يكون مقبولا بسبب عدم وجود نظام مناسب للمسائلة القانونية. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ودعت المسودة المجلس في جنيف أن يطالب جميع الدول بـ إعلان وتنفيذ وقف وطني على الأقل لاختبار وإنتاج وتجميع ونقل وحيازة ونشر واستخدام الطائرات بدون طيار، حتى يتم وضع إطار عمل متفق عليه دوليا بشأن مستقبل تلك الطائرات. وأعد التقرير المكون من 22 صفحة والذي يخضع لدراسة المجلس، مقرر لحقوق الإنسان في أعقاب احتجاجات قوية من جانب دول بينها باكستان مفادها أن الطائرات بدون طيار تقتل الأشخاص بدون تمييز وتنتهك السيادة الوطنية والقانون الدولي. ويذكر أن تلك الطائرات تستخدمها في الغالب الولايات المتحدة في حملتها العالمية للقضاء على الإرهاب. ودعت المسودة الولايات المتحدة بشكل خاص إلى إصدار أوامر توجيهية صريحة تنظم ذاتيا استخدام الطائرات بدون طيار والسيطرة على إنتاجها ونشرها.

على صعيد متصل قالت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير ان الضربات الجوية التي تشنها طائرات اميركية بدون طيار والتي لا تحظى بشعبية في باكستان لا تزيد من قدرة طالبان من تجنيد عناصر جديدة ولكنها ليست الحل لإنهاء التمرد. وفي هذا التقرير الذي جاء بعنوان "طائرات بدون طيار وهم وحقيقة في باكستان، دعت مجموعة الأزمات الدولية الولايات المتحدة التي قصفت كما قالت ما لا يقل عن 350 مرة المناطق القبلية في شمال غرب باكستان منذ العام 2004 الى وضع حد لطابعها السري ومن طرف واحد.

وتعتبر واشنطن هذه الضربات بأنها عنصر أساسي وفعال في الحرب على الإرهاب التي تشنها ضد تنظيم القاعدة وحلفائه خصوصا طالبان أفغانستان وطالبان باكستان في هذه المنطقة وكما في مناطق اخرى في البلاد. ولكن باكستان والمنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان تندد بهذه الضربات التي تقتل باستمرار مدنيين بالاضافة الى انها اعدامات عشوائية خارج نطاق القانون وهي لا تشكل ابدا موضع اي اتفاق دولي.

وحسب مؤسسة "مكتب التحقيقات الصحافية" البريطاني فان هذه الضربات قتلت ما يصل الى 3587 شخاص بينهم اكثر من 800 مدني منذ العام 2004 في باكستان. ويعتبر معارضو هذه الضربات بالإضافة الى ذلك انها ترمي قسما من السكان المحليين بين ايدي المتمردين. ولكن مجموعة الازمات الدولية تقلل من اهمية هذا الامر وتعتبر ان "الاستفادة التي تجنيها المجموعات المتطرفة بما في ذلك في مجال التجنيد تبدو ضئيلة".

واعتبرت المجموعة ومقرها بروكسل ولها مكتب دائم في اسلام اباد، ان الاسباب الرئيسية لاستمرار تواجد المتمردين الاسلاميين في المناطق القبلية السبع المتاخمة لافغانستان والتي هي مناطق فقيرة، تعود قبل اي شي اخر الى اسباب محلية. واشارت الى "غياب الدولة والفوضى المنتشرة بسبب الفراغ السياسي والاقتصادي والقضائي" وكذلك "كون الجيش (الباكستاني) يدعم ويمول ملاجئ للمجموعات المتمردة ويبرم اتفاقات معهم". بحسب فرانس برس.

ومن اجل حل هذه المسألة، دعت مجموعة الأزمات الدولية الى التطبيع في هذه المناطق من اجل انهاء الاستثناء الدستوري الذي تحكم بموجبه والموروث عن الانتداب البريطاني. واعتبرت ان هذا الامر من شأنه ان يؤدي الى احالة المتطرفين الى قضاء مثل اي مجرم اخر في باقي البلاد ويمكن هكذا التخفيف من ضربات الطائرات الاميركية من دون طيار. ويدعو التقرير اخيرا الولايات المتحدة الى انهاء السرية التي تحيط بها هذه الضربات وان تجعلها خاضعة للتشريعات الدولية المطبقة.

استهداف مسؤول

في السياق ذاته استهدف المسؤول الثاني في حركة طالبان الباكستانية والي الرحمن في اول غارة تشنها طائرة اميركية بدون طيار منذ مراجعة واشنطن لاستراتيجية مكافحة الارهاب، مما ادى الى سقوط ستة قتلى في احد معاقل المتمردين بشمال غرب باكستان بحسب مسؤولين. ولا يزال مصير المسؤول الثاني في حركة طالبان باكستان المتحالفة مع تنظيم القاعدة والمجموعة المسلحة الرئيسية التي تخوض حربا مكشوفة ضد الحكم في اسلام اباد، غير واضح بحسب مصادر امنية عدة تشير الى انه قتل لكن بدون ان يكون بوسعها تأكيد ذلك بشكل لا يدعو الى الشك.

وقال مسؤول كبير في الاستخبارات الباكستانية طالبا عدم كشف هويته "ان عمليات بحث ميدانية تجري حاليا للتأكد من مقتله اونجاته" من قصف الطائرة بدون طيار الذي وقع في قرية شاشما القريبة من ميرانشاه كبرى مدن وزيرستان الشمالية. ووزيرستان هي منطقة قبلية تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال غرب باكستان على حدود افغانستان وتستخدم معقلا للمتمردين الطالبان من افغان وباكستانيين وكذلك لمجموعات اخرى مرتبطة بالقاعدة، وتستهدف بشكل شبه منتظم بقصف الطائرات الاميركية بدون طيار.

وتتهم واشنطن والي الرحمن القائد النافذ في حركة طالبان الباكستاني منذ تشكيل هذه المجموعة المسلحة بأنه كان احد المنفذين الرئيسيين للهجوم على قاعدة شابمان في خوست بافغانستان الذي اسفر عن مقتل سبعة عناصر من سي آي ايه، وكانت اكبر حصيلة لهجوم دام على اجهزة الاستخبارات الاميركة منذ حرب لبنان في 1983. وتقدم الولايات المتحدة مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل الحصول على معلومات تساعد على القاء القبض على والي الرحمن الذي كان المتحدث باسم حركة طالبان باكستان في بداياته. ومؤخرا اشارت شائعات الى خلاف بين هذا القائد وحكيم الله محسود المسؤول الاول في طالبان باكستان قبل ان يظهر الرجلان جنبا الى جنب في شريط فيديو.

وقد اعلن مسؤولون باكستانيون مرات عدة فيما مضى موت حكيم الله محسود لكنه ظهر حيا منذ ذلك الحين في اشرطة فيديو. وحول مصير والي الرحمن قال المتحدث باسم حركة طالبان الباكستاني احسان الله احسان "ليس لدينا معلومات في هذا الخصوص، وعندما نحصل (على معلومات) سنبلغكم بها". وقتل ستة اشخاص على الاقل في قصف الطائرة بدون طيار بينهم مساعد لوالي الرحمن كما قالت مصادر امنية وعسكرية باكستانية. وهذه الغارة هي الاولى منذ خطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اعلن فيه اطارا جديدا لاستخدام الطائرات بدون طيار خصوصا لجهة استهداف معاقل الجهاديين في اليمن والمناطق القبلية بشمال غرب باكستان.

ووقع اوباما مذكرة تتعلق بتحديد ضربات الطائرات بدون طيار في الخارج مؤكدا بشكل خاص انه يتوجب على واشنطن ان "تتاكد بشكل شبه تام" بانه لن يجرح او يقتل اي مدني في عمليات القصف وان تكون أهدافها تمثل "خطرا وشيكا" بالنسبة للولايات المتحدة. وقصف الطائرة بدون طيار هذا هو ايضا الاول منذ الانتخابات التشريعية في باكستان التي فازت بها رابطة مسلمي باكستان بزعامة نواز شريف الذي سيتسلم رئاسة الحكومة. بحسب فرانس برس.

وكان نواز شريف الذي سيتولى مهامه رسميا في مطلع حزيران/يونيو صرح مؤخرا انه يريد تعزيز العلاقات الصعبة لبلاده مع الولايات المتحدة، لكنه حذرها في الوقت نفسه لضرورة ان تاخذ في الاعتبار قلق باكستان ازاء هذه الغارات. وتحدث ايضا عن مفاوضات محتملة مع طالبان بدون ان يكون شديد الوضوح في هذا الخصوص. وتعتبر باكستان الغارات التي تقوم بها الطائرات الاميركية بدون طيار بانها استراتيجية "لها مفعول عكسي" وانتهاكا لسيادتها الوطنية بالرغم من الضوء الأخضر الرسمي او الضمني الذي أعطته إسلام اباد في الماضي لبعض عمليات القصف هذه في المناطق القبلية.

من جانب اخر تحطمت طائرة أميركية بدون طيار في الصومال، حسب ما أكد مسؤول أمريكي بعد ان اكد المتمردون الإسلاميون في حركة الشباب الإسلامية انهم عثروا على اجزاء من حطامها. وقال مسؤول في الدفاع الامريكي فضل عدم الكشف عن هويته استطيع ان اؤكد ان طائرة بدون طيار تحطمت في منطقة بعيدة على الساحل الصومالي جنوب مقديشو. واضاف ان تحقيقا قد فتح. ورفض مسؤولون امريكيون ان يفصحوا عن نوعية الطائرة وما اذا كانت تحمل أسلحة وظروف الحادث.

واكد متمردو حركة الشباب انهم عثروا على حطام طائرة قالوا انها طائرة استطلاع بدون طيار. وقالوا في تغريدة على تويتر ان هذه الطائرة قد ازيلت عن الخارطة. واتبعوا تغريدة اخرى بصورة عن حطام طائرة اميركية بدون طيار. وقال المتمردون ان الطائرة تحطمت بالقرب من قرية بولو مارير في منطقة لوير شابيل التي يسيطرون عليها والتي كانت مسرحا لعملية كومندوس فرنسية فاشلة في كانون الثاني/يناير الماضي لتحرير عملي فرنسي معتقل لدى المتمردين.

عون المسلمين

من جانب اخر ناشدت مجلة جهادية أسسها إسلاميون متشددون من أفغانستان وباكستان مسلمي العالم ابتكار تكنولوجيا تتصدى للطائرات بلا طيار للتشويش او السيطرة عليها قائلة ان هذا من أهم أولوياتها. وقالت مجموعة (سايت) التي تتابع الجماعات المتشددة إن العدد الأول من المجلة الجديدة (أذان) باللغة الانجليزية صدر فيوقت سابق . وشبهت المجموعة مجلة (أذان) بمجلة (إنسباير) التي أسسها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وفي إقرار فيما يبدو بفاعلية ضربات الطائرات الأمريكية بلا طيار قالت المجلة إنها تؤثر على الحرب في مناطق قبلية بوزيرستان في باكستان حيث يتمركز تنظيم القاعدة إلى جانب طالبان الباكستانية ومقاتلي طالبان الأفغانية.

وخصصت المجلة التي تقع في 80 صفحة جزءا من العدد للطائرات بلا طيار وقالت إنها تمثل تحديا للأمة الإسلامية. وقالت المجلة التي افتتحت عددها بمقتطفات من أقوال لزعيم طالبان الأفغانية الملا محمد عمر والزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن مع مقتل العديد من الشخصيات المسلمة المهمة.. فهذه من اهم القضايا التي يتعين على الأمة أن تتوحد بشأنها والتوصل إلى حل لها. وأضافت المجلة أي آراء وتصورات وأفكار وخطوات عملية لهزيمة تكنولوجيا الطائرات بلا طيار لابد من نقلها لنا في أسرع وقت ممكن لأنها ستساعد الأمة كثيرا في حربها مع العدو الصليبي الصهيوني.

ويقول مسؤولون غربيون إن ضربات الطائرات بلا طيار فعالة بصورة كبيرة في الحد من أنشطة تنظيم القاعدة وحلفائه في المنطقة القبلية في باكستان المتاخمة لأفغانستان. ويعترض منتقدون على السرية التي يحاط بها برنامج الطائرات بلا طيار ويشككون في شرعيته ويثيرون مخاوف بشأن سقوط قتلى من المدنيين. وتدين باكستان الضربات باستخدام هذه الطائرات. وكانت اسلام اباد أمرت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) في أواخر عام 2011 بترك قاعدة شمسي الجوية النائية في غرب باكستان والتي كانت تستخدمها للطائرات بلا طيار. ونفت باكستان مرارا التعاون مع الولايات المتحدة في تحديد الأهداف.

واتهمت مجلة أذان الجيش الباكستاني بمواصلة التعاون مع الولايات المتحدة بل ذهبت إلى القول بانه أقام عددا من القواعد السرية في باكستان عوضا عن قاعدة شمسي. وفي ظل العداء الشديد للطائرات بلا طيار في باكستان سيكون من الصعب جدا حدوث ذلك دون اكتشافه. وتغطي مجلة أذان مناطق كثيرة ينشط بها تنظيم القاعدة من سوريا إلى مالي وتعتبر أفغانستان قاعدة لانطلاق الجهاد العالمي. لكن تركيزها ينصب أساسا على باكستان.

وخصص قسم في المجلة لانتقاد ملالا يوسف زاي الفتاة التي استهدفتها طالبان الباكستانية حين دافعت عن حقها في التعليم وأطلقت عليها الرصاص لكنها نجت من الحادث العام الماضي. وينتقد قسم آخر في المجلة الجيش الباكستاني لأنه يدير ظهره للعدو الحقيقي وهو الهند ليخوض معارك في المناطق القبلية. كما تناشد المجلة الشبان الإحجام عن الانضمام له. وهناك اتهامات موجهة للجيش بمحاربة المتشددين الذين يشنون هجمات داخل باكستان والتهاون مع من يركزون على أفغانستان. لكن ان تقول إنها تناصب جهاز الدولة بأكمله من الجيش إلى الشرطة إلى أجهزة المخابرات العداء. بحسب رويترز.

وكان لشرور الديمقراطية المزعومة نصيب في المجلة في تكرار لتصريحات رددتها طالبان الباكستانية في الأسابيع القليلة الماضية. وشنت طالبان الباكستانية سلسلة من الهجمات التي استهدفت أساسا الأحزاب الليبرالية التي ليس لها مرجعية دينية قبل الانتخابات العامة التي تجرى في 11 مايو ايار.

دول أخرى

على صعيد متصل برر وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان شراء فرنسا طائرتين من دون طيار من الولايات المتحدة عبر التوضيح ان بلاده أخفقت في قطاع صناعة طائرات من دون طيار، واكد ان مباحثات تجري مع اسرائيل لشراء طائرات اخرى. وقال الوزير الفرنسي ان "هناك اليوم دولتين في العالم تصنعان طائرات من دون طيار، هما الولايات المتحدة واسرائيل، وبدانا اتصالات مع كل منهما للتمكن من شراء نماذج من هذه الطائرات على الفور".

وستشتري فرنسا خصوصا طائرتين من دون طيار للمراقبة من طراز "ريبر" من الولايات المتحدة قبل نهاية 2013 بهدف دعم عملياتها في مالي. وردا على سؤال حول عدد الطائرات من دون طيار التي تعتزم فرنسا شراءها، لم يشأ الوزير الاجابة. وقال "يلزمنا بعض منها، لكني لن ابوح هنا بالمحادثات التي اجريناها مع الطرفين. وفي الكتاب الابيض لوزارة الدفاع، ورد العدد 12"، واوضح ان الامر يتعلق بطائرات من دون طيار للاستطلاع وليس "طائرات من دون طيار مزودة بأسلحة".

واعرب وزير الدفاع الفرنسي عن أسفه لان "فرنسا أخفقت في قطاع صناعة طائرات من دون طيار. انها لا تنتج طائرات من دون طيار، وهو امر لا يصدق بالنسبة الى امة تتمتع بمهارة تكنولوجية عالية في مجال الطيران والالكترونيات مع وجود شركات كبرى في وضع يمكنها القيام بذلك"، مؤكدا انه اكتشف ذلك عندما تولى مهامه. واوضح لودريان "اشدد على انه يلزمنا حل دائم. اي الاستعداد على مستوى اوروبي لصنع طائرات من دون طيار من الجيل الجديد قادرة على الحلول مستقبلا محل الطائرات من دون طيار التي سنشتريها".

وخلص الى القول "يتعين بالتالي اليوم ان يتواصل الصناعيون الفرنسيون والاوروبيون، بناء على طلبنا، لصنع ما قد يكون في المستقبل الطائرة من دون طيار من الجيل الجديد التي لن تكون فرنسية فقط لان هناك طلبا مماثلا من الجانب الالماني ومن الجانب البريطاني. هذه طريقة جيدة لصنع اوروبا الدفاعية".

الى جانب ذلك تعتزم شركة سكك الحديد الألمانية دوتشي بان أن تستخدم طائرات صغيرة من دون طيار لمكافحة الهجمات الليلية لرسامي الغرافيتي التي تتعرض لها قطاراتها بشكل مستمر، حسب ما أعلنت الشركة. وقالت الشركة الألمانية إنها تنوي تجربة طائرات مروحية صغيرة يمكن أن تكون مزودة بآلات تصوير بهدف تعزيز مراقبة قطاراتها العاملة التي تتعرض على الدوام لهجمات رسامي الغرافيتي ليلاً، مؤكدةً بذلك أنباء تداولتها وسائل الإعلام الألمانية.

وقال متحدث باسم الشركة سنلجأ إلى هذه الطريقة فقط في الأماكن التي نواجه فيها المشكلات، أي التي يتركز فيها نشاط رسامي الغرافيتي. وتتيح هذه الطريقة أيضاً مساعدة عناصر الأمن في الشركة الذين يضطرون أحياناً إلى الركض مسافات طويلة لمراقبة مواقع عدة. وهذه الطائرات الصغيرة لا يزيد طولها عن متر واحد ويبلغ وزنها 1,2 كليوغرام، وتطير بسرعة 54 كيلومتراً في الساعة ويمكنها أن تلتقط صوراً ليلية. بحسب فرانس برس.

وقالت الشركة الألمانية إنها تريد حماية قطاراتها بهذه الطريقة مشددة على أنها ستستخدم مروحيات صغيرة جداً، وليس طائرات من دون طيار. وستطلق الشركة مرحلة تجريبية تقرر في آخرها جدوى هذه الطريقة. ورفضت الشركة تحديد عدد الطائرات المتوقع لهذا المشروع، غير أنها أوضحت أن كلفة الطائرة الواحدة 60 ألف يورو. وتسبب رسامي الغرافيتي العام الماضي بأضرار على القطارات بقيمة 7,6 ملايين يورو، وفقاً للشركة.

من جهة اخرى أعلنت شرطة دبي نجاحها في تصنيع طائرة صغيرة بدون طيار سوف تستخدمها لمراقبة جماهير كرة القدم والحد من شغب الملاعب. وقال اللواء محمد المنصوري مدير إدارة أمن الهيئات والمنشآت والطوارئ بشرطة دبي إن الطائرة الجديدة ابتكرتها الشرطة لتصوير الجماهير بصورة دقيقة ونقل الصور مباشرة لغرفة العمليات.

وشرح أنها قادرة على التحليق لأكثر من ساعة وإرسال صورة دقيقة للجمهور ، مشيرا إلى أنه سيتم استخدام الطائرة في الملاعب الإماراتية. ويأتي استخدام هذه الطائرة بعد واقعة إلقاء جسم معدني على الحكم الإماراتي الدولي محمد الجلاف من قبل أحد المشجعين ما أدى لإصابته بنزيف في الرأس. ونجح المشجع في الهرب من الملعب، وهي الواقعة التي أثارت ردود فعل غاضبة في الشارع الإماراتي. وبعد تحقيقات مكثفة استغرقت عدة أيام وشملت العشرات من المشجعين، توصلت شرطة دبي إلى المتهم وتبين أنه إماراتي /16 عاما/ وانتهت بتنازل الحكم عن حقه حفاظا على مستقبل المشجع.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 15/حزيران/2013 - 5/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م