ما بين مارغريت تاتجر وميخائيل كورباجوف

علي الأسدي

" بمناسبة رحيل المرأة الفولاذية رئيسة وزراء بريطانيا السابقة السيدة مارغريت تاتجر"

 

قدم ميخائيل كورباجوف الرئيس الأسبق " لجمهوريات الاتحاد السوفييتي " السابق في سنوات وجوده على رأس السلطة السوفييتية الكثير من الانجازات للرأسمالية، لكنه لم يقدم شيئا للشعب السوفييتي، وأضر بقضية الاشتراكية ضررا فادحا لم يوازيه حتى العدوان النازي على دولة الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية.

لكن لكورباجوف انجازا وحيدا يذكر له وطنيا وعالميا، هو سعيه ونجاحه في عقد معاهدة وقف بناء نظام صواريخ حرب النجوم، ووقف سباق التسلح النووي، وهي انجازات كبرى لصالح السلام العالمي وأمن الشعوب كافة. فقد بذل جهودا بالغة الصعوبة مع رئيسة وزراء بريطانيا والرئيس الأمريكي رونالد ريغن المجنونين بكراهيتهما للشيوعية ولمعسكرها العالمي حينها والذي أطلق عليه " امبراطورية الشر ".

في مقال لميخائل كورباجوف بعنوان " مارغريت تاتجر التي أعرف " نشرته صحيفة الغارديان البريطانية في 8 ابريل\نيسان عام 2013 الذي خصصه لتذكر علاقاته برئيسة الوزراء البريطانية بمناسبة رحيلها. تحدث كورباجوف عن مقابلاته الكثيرة معها، وكيف تطورت العلاقة بينه وبينها اثناء بحثهما العلاقات بين الاتحاد السوفييتي وبريطانيا والغرب عموما.

كتب قائلا: في أحد اجتماعاتي برئيسة الوزراء وصلت المناقشات الى حالة من الاستعصاء والتوتر، فقلت لها: " لا املك تخويلا من المكتب السياسي للحزب لأطلب منك الانتماء للحزب الشيوعي السوفييتي، فانفجرت ضاحكة بعمق". قال لها: " نحن نحترم وجهات نظرك ونأمل أن تتعاملي مع وجهة نظرنا بالطريقة نفسها ". وكتب ايضا:

اخرجت من حقيبتي ورقة تحوي مخططا يضم ألف مربعا يغطي مساحة الورقة التي نشرتها على الطاولة امامنا، وقلت: اذا قررت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي توزيع سلاحهما النووي على الألف مربع، فان انفجار واحدا من تلك المربعات الألف سيكون كافيا لتدمير الحياة على الأرض، وتساءلت: لماذا نستمر في السباق، ما هذه المنافسة التي لا معنى لها...؟

وقلت لها مازحا: لماذا أنت مرتاحة على برميل من المسحوق النووي ؟

 ردت رئيسة الوزراء البريطانية قائلة: " لقد اجبرنا للرد على التسلح السوفييتي، البلد الذي لم يتوقف عن الثورة العالمية."

فرد كورباجوف قائلا: " الولايات المتحدة هي التي بدأت السباق أولا، وقد استخدمته ضد اليابان في وقت لم تكن له ضرورة عسكرية، بل لأغراض سياسية."

وقال معقبا: " هناك وثائق سبق نشرها كشفت النقاب عن خطة أمريكية للهجوم على الاتحاد السوفييتي وبالخصوص مركزه، فلو حصلت بالفعل لكانت دمرت بلادنا، وما زالت الولايات المتحدة تقود سباق التسلح."

ردت تاتجر قائلة: " اننا نعتقد أن السلاح النووي ضروري لردع الاتحاد السوفييتي".

توفيت السيدة تاتجر عن عمر ناهز 87 عاما في 8\4\2013.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/حزيران/2013 - 1/شعبان/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م