البدانة... من الهموم العالمية!

 

شبكة النبأ: لاتزال مشكلة البدانة من اهم المشاكل العالمية التي تشغل بال الكثير من المتخصصين خصوصا بعد ازدياد أعداد الأشخاص الذين يعانون منها، وتعرف البدانة بأنها زيادة نسبة الدهون في الجسم فوق الحد الطبيعي، وتؤدي إلى ارتفاع مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض. وفي هذا الشأن فقد كشفت دراسة جديدة أن ثلثي الأطفال الشديدي البدانة يهتدهم خطر الإصابة بأمراض قلبية مع بلوغهم سن الـ12.

وأظهرت الدراسة أن اثنين من كل ثلاثة أطفال شديدي السمنة لديهم بالفعل ما لا يقل عن علة صحية واحدة تزيد خطر إصابتهم بأمراض قلبية. ووفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة "سجلات الأمراض في الطفولة" فإن الأطفال في سن الـ12 كانوا يعانون من ضغط الدم المرتفع وزيادة الكوليسترول وسكر الدم. وقد أجريت الدراسة في هولندا حيث جمعت بيانات عن خمسمائة طفل بين عام 2005 و2007 وكان من بينهم 307 يعانون بدانة شديدة.

وأظهرت الأرقام إمكانية أن يعني ذلك أن آلاف الأطفال البريطانيين يتأثرون أيضا، بعد أن نبه الخبراء البريطانيون إلى أن أطفالا في سن السابعة كان قد تم تشخيصهم بداء السكري من النمط 2 المرتبط بالبدانة. وكان أكثر من نصف الأطفال الـ307 من الذكور الذين يميلون لأن يكونوا شديدي البدانة في نهاية الفئة العمرية الأصغر، وكان العكس في البنات.

وكان اثنان من كل ثلاثة أطفال لديهم ما لا يقل عن عنصر خطر واحد لمرض قلبي وعائي، وأكثر من نصفهم يعاني من ضغط الدم المرتفع، ونسبة مشابهة كانت لديها مستويات عالية من الكثافة المنخفضة للكوليسترول "السيئ"، وكان واحد من كل سبعة لديه سكر دم صيامي عال، ودون 1% فقط كانوا يعانون بالفعل من داء السكري من النمط 2. ويشار إلى أن بدانة طفل واحد فقط كانت منسوبة إلى عوامل طبية وليس عوامل أسلوب الحياة.

وقالت الدكتورة جوانا كيست فان هولث، من إدارة الصحة العامة والمهنية بالمركز الطبي الجامعي في أمستردام، إن "شيوع سكر الصيام العليل في هؤلاء الأطفال أمر مقلق نظرا للانتشار العالمي المتزايد للسكري من النمط 2 في الأطفال والمراهقين. كذلك فإن الانتشار الكبير لضغط الدم المرتفع والشحميات غير العادية قد يقود إلى مرض قلبي وعائي عند البلوغ". وتشير الأرقام الرسمية في إنجلترا إلى أنه في الأولاد من السنة الثانية إلى الـ15، فإن النسبة التي كانت بدينة زادت بين عام 1995 و2004 من 11.1% إلى 19.4%، لكنها انخفضت بين ذلك الحين وعام 2010 إلى 17.1%. وفي البنات من نفس المجموعة، فإن النسبة التي كانت بدينة زادت من 12.2% إلى 18.8% بين عامي 1995 و2005 ولكن منذ ذاك الحين انخفضت بثبات إلى 14.8% عام 2010.

من جانب اخر قالت مجموعة من الباحثين إن هاجس التصدي لمشكلات البدانة يؤدي الى إغفال مواجهة قضية نقص الوزن لدى اطفال المدارس. وتوصلت دراسة شملت 10 الاف طفل تتراوح اعمارهم من تسعة الى 16 عاما واجرتها جامعة (ايسيكس) وقدمت الى المجلس الاوروبي للبدانة، أن واحدا من كل 17 طفلا يعاني من النحافة الشديدة. وقال الباحث غافين ساندركوك إن نقص الوزن المفرط يلحق اضرارا بالصحة . وحذر ساندركوك من تركيز المجتمع على مشكلة البدانة وحدها.

وتناول فريق الباحثين المشرفين على الدراسة نحو 10 الاف طفل تتراوح اعمارهم من تسعة الى 16 عاما في شرق انجلترا. واستعانت الدراسة بمؤشرات الطول والوزن والعمر والنوع لتحديد عدد الذين يعانون من النحافة. وتوصلت الدراسة إلى أن الاطفال الذين يعانون من نقص الوزن الشديد جراء الاصابة بمرض مستبطن قد يحتاجون الى استشارة اختصاصي طبي.

وأظهرت الدراسة أن ما نسبته 6 في المئة من جميع الأطفال يعانون من نقص الوزن، لكن النسبة أعلى لدى الفتيات (6.4 في المئة) مقارنة بها لدى الصبية (5.5 في المئة). كما توجد اختلافات كبيرة بين الجماعات العرقية، حيث تبين الدراسة أن من لهم خلفية اسيوية يسجلون أعلى النسب من حيث نقصان الوزن وهي 8.7 في المئة. وقد يؤدي نقص الوزن إلى نقص الطاقة وضعف الجهاز المناعي وتأخر النمو.

وقال العلماء إن مشكلة نقص الوزن لدى الأطفال "ربما تسجل تفاقما أكثر مما نتوقع في بريطانيا". وأضافوا أن الخوف من البدانة إلى جانب ارتفاع أسعار الغذاء وسوء النظام الغذائي وضعف العضلات نتيجة قلة مستويات اللياقة البدنية ربما تلعب جميعا دورا في تفشي نقص الوزن.

وقال ساندركوك "الحقيقة هي أن بريطانيا مولعة بزيادة الوزن والبدانة، كما قبلت حاليا حقيقة أن زيادة الوزن قد تشكل خطرا أكبر على الصحة." وأضاف أن الاهتمام انصب بشكل "مطلق" على التصدي للبدانة في حين "تراجع" تحذير الاطفال الذين يعانون من نقص الوزن. وأظهر بحث نشر في وقت سابق أن الاطباء ربما يغفلون المشكلة، حيث أجرى أكاديميون مقابلات خاصة مع اطباء الأطفال في 177 مستشفى في انجلترا وويلز وتوصل البحث إلى عدم وجود تحذيرات للأطفال الذين يعانون من نقص الوزن.

وقالت هيلاري كاس، رئيسة الكلية الملكية لطب وصحة الاطفال "المشكلات المتعلقة بالنظام الغذائي لدى الاطفال ليست غير مألوفة، كما ثبت أن بدانة الأطفال متفشية بين السكان البريطانيين." بحسب بي بي سي.

وأضافت "بالطبع يتعين علينا أن نأخذ على محمل الجد حقيقة وجود بعض الأطفال ممن يعانون من سوء التغذية او يعانون من مشكلات في تناول الطعام." واستطاعت كلية رويال كوليدج وضع خرائط توضيحية لنمو الاطفال من عمر عامين الى 18 عاما، بغية مساعدة الاطباء في تحديد ما اذا كان الطفل يعاني من مشكلات.

خرف الشيخوخة

في السياق ذاته حذر باحثون من أن زيادة نسبة البدانة تهدد بارتفاع عدد الأشخاص المصابين بخرف الشيخوخة في المستقبل. وكانت دراسات سابقة أظهرت أن زيادة الوزن لدى الأشخاص في منتصف العمر يزيد من خطر الإصابة بالاضطراب العقلي. وخلال المؤتمر الأوروبي السنوي حول البدانة، كشفت بيانات أن التصدي للسمنة يقلل من الإصابة بخرف الشيخوخة.

وقالت مؤسسة الزهايمر البريطانية الخيرية إن ممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على وزن عاملان هامان لتقليل خطر الإصابة بهذا المرض. وكان من المعروف أن الزيادة في الوزن يضر بجسم الإنسان ولكن الدراسة الجديدة كشفت أن الضرر يطال العقل أيضا. ولا يعرف أحد حتى الآن أسباب الإصابة بمرض الزهايمر وخرف الشيخوخة ولكن زيادة الوزن يعد أحد العوامل التي تزيد خطر الإصابة بهما.

وأظهرت نتائج دراسة خضع لها 8500 توأم سويدي، بعد حساب مؤشر كتلة الجسم أو بي ام اي، أن الأشخاص الذين صنفوا ضمن مجموعة البدناء، مؤشر كتلة الجسم تخطى حاجز الثلاثين، تزيد لديهم نسبة خطر الإصابة بالخرف بنحو أربعة أضعاف عن الأشخاص العاديين. ويعرف أن مؤشر كتلة الجسم هو مقياس لمعرفة مقدار الزيادة أو النقصان في الوزن المثالي للجسم ويحتسب عن طريق قسمة الوزن بالكيلوغرامات على الطول بالمتر المربع.

وكشفت الدراسة عن أن الأشخاص الذين انحسر مؤشر كتلة الجسم لديهم بين 25 و30 تصل نسبة خطر إصابتهم بالخرف إلى 71 في المئة. يذكر أن 24 في المئة من الرجال في انجلترا مصابون بالسمنة بينما تبلغ النسبة بين النساء 26 في المئة. واستخدم باحثون من منتدى الصحة البريطاني نماذج على الكومبيوتر لمعرفة ما سيحدث إذا ظلت نسبة البدانة كما هي أو إذا زادت النسبة بين الرجال إلى 46 في المئة وبين النساء إلى 31 في المئة بحلول عام 2050. بحسب بي بي سي.

ووجد الباحثون أن خطر الإصابة بخرف الشيخوخة سيرتفع من 4894 حالة في كل مئة ألف شخص تخطى 65 عاما إلى 6662 حالة. وقال الباحثون إن وقف ارتفاع نسبة البدانة سيوفر نحو 940 مليون جنيه استرليني تنفقها الدولة في مجالات رعاية المصابين بالخرف.

5 أكواب من القهوة

الى جانب ذلك وجدت دراسة جديدة أن شرب 5 أكواب من القهوة في اليوم قد يتسبّب بالسمنة. وذكرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية أن الباحثين في جامعة "وسترن استراليا" وجدوا أنه بالرغم من أن شرب القهوة بشكل معتدل قد يؤدي إلى إنقاص الوزن ويخفض خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، إلا أن 5 أكواب من القهوة في اليوم من شأنها أن تتسبّب بالسمنة وبخطر الإصابة بالنوع المذكور من السكري.

ووجد العلماء أن الاستهلاك المفرط لنوع من مادة البوليفينول المضادة للأكسدة يدعى (CGA) قد يمنع خسارة الدهون ويؤدي إلى مقاومة للأنسولين. واختبر الباحثون آثار هذه المادة على الفئران السمينة التي أعطيت جرعات مختلفة من المركّب. وتبيّن أن الفئران التي أعطيت جرعات موازية لـ 5 أو 6 أكواب من القهوة في اليوم، ظهر لديها احتباس للدهون في الخلايا. وظهر لدى الفئران السمينة أيضاً حساسية تجاه الغلوكوز وهي حالة تسبق الإصابة بالسكري، وزيادة في مقاومة هرمون الأنسولين.

وقال الباحث المسؤول عن الدراسة كيفين كروفت "إن الدراسات أظهرت أن تناول القهوة يخفف من خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري" وشمل البحث أيضاً القهوة الخالية من الكافيين"، وهذا ما دفع بالعلماء إلى دراسة تأثير البوليفينول وخاصة منها (CGA) الموجود بكثرة في القهوة وكذلك موجود في الشاي وبعض الفواكه مثل الخوخ. وأشار إلى أن الدراسة أظهرت أن الكميات التي توازي 5 أو 6 أكواب من القهوة في اليوم تزيد خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري، وبالسمنة. لكن الباحث أشار إلى أن التأثيرات الصحية تعتمد على الجرعات، فتناول القهوة بشكل معتدل أي بين 3 إلى 4 أكواب في اليوم يخفض خطر الإصابة بالأمراض مثل أمراض القلب والشرايين والنوع المذكور من السكري.

حرقة المعدة

من جانب اخر كشفت دراسة أميركية حديثة أن تخفيض الوزن يقلل حرقة المعدة عند أصحاب الوزن الزائد والمصابين بالسمنة. وتؤكد هذه النتيجة أن خفض الوزن الزائد يحسن صحة الجسم على عدة صعد كالقلب والأوعية الدموية والغدد والقناة الهضمية والأمعاء". وتابع الباحثون في جامعة كنساس للطب تأثيرات خفض الوزن على مدار سنة كاملة عند المرضى الذين يعانون من حرقة مزمنة في المعدة، إذ قيموا حالة ما يزيد عن مائتي رجل وامرأة معدل أعمارهم 46 عاما، وكانوا في بداية الدراسة جميعا يعانون من السمنة أو الوزن الزائد.

وفي البداية كان 38% من العينة يعانون من حرقة المعدة المزمنة، وبعد ستة أشهر تراجع وزن المرضى من معدل 99.7 كيلوغراما إلى 83، وبقي 16% منهم فقط يعانون من حرقة المعدة. وخلال الأشهر الستة التالية استعاد 172 شخصا منهم أوزانهم الزائدة، وعادت نسبة الحرقة من جديد إلى 22% من مجمل عدد الذين خضعوا للدراسة. أما الأشخاص الذين لم يستعيدوا الوزن الذي فقدوه -ويبلغ عددهم 41- فقد تواصل تراجع حرقة المعدة لديهم، والأعراض بالتحسن. وأكدت الباحثة المسؤولة عن الدراسة بريتيكا سين أن خسارة الوزن ستؤدي إلى تحسن أعراض حرقة المعدة.

وجبة فطور صغيرة

في السياق ذاته وعلى عكس دراسات سابقة كانت تنصح بتناول وجبات فطور كبيرة بغية التقليل من كمية الطعام التي يتم تناولها في وقت لاحق من اليوم، أظهرت دراسة بريطانية أن تناول وجبة فطور صغيرة تساعد في خسارة الوزن. وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الدراسة وجدت أن الرجال والنساء الذين تناولوا وجبة فطور صغيرة لم يعوضوا عنها في وقت لاحق من اليوم، ما يعني أنهم خفضوا عدد السعرات الحرارية التي تناولوها، ما ساعدهم في خسارة الوزن.

وقدم الباحثون من مركز التغذية في مجلس البحوث الطبية في كامبريدج، 3 وجبات فطور إلى 33 امرأة ورجلاً يعانون وزناً زائداً، احتوت الوجبة الأولى على مقدار عادي من السعرات الحرارية التي تحتويها الوجبة عادة، وهي 700 سعرة حرارية، فيما احتوت الثانية على الطعام عينه لكن بحجم أصغر بـ20%، فيما احتوت الثالثة والأخيرة على نصف السعرات الحرارية التي احتوت عليها الأولى.

وقدّم الباحثون للمشاركين بالدراسة في وقت لاحق من اليوم بسكويتاً، ثم راقبوهم في الوقت الذي تناولوا فيه وجبة الغداء، كما راقبوا كمية ونوع الطعام الذي تناوله المشاركون في وقت لاحق من اليوم. فلاحظوا أن المشاركين تناولوا الكمية عينها من الطعام خلال الغداء، حتى بعد تناولهم فطوراً صغيراً، مشيرين إلى أن تناول فطور صغير ساعدهم بالتالي على تخفيض عدد السعرات الحرارية الذي يتناولونها بنحو 270 سعرة حرارية في اليوم، ما يوازي عدد السعرات الحرارية الموجودة في لوح من شوكولا "مارس".

وأعرب الباحثون عن اعتقادهم بأن سر نجاح هذه الطريقة هو اتباع الأشخاص تغييرات في وجباتهم، أصغر من أن تجعلهم يشعرون بالجوع، موضحين أنه من دون الشعور بالجوع، يلتزم الأشخاص بالمقادير عينها من الطعام التي يتناولونها في وقت لاحق من اليوم. وقالت الباحثة، سوزان جاب: "إن نتائج الدراسة تفترض أن القيام بتغييرات صغيرة في مقادير الطعام قد تكون إستراتيجية ناجعة للسيطرة على الوزن". وأضافت "لا تقللوا تقدير أثر التغييرات الصغيرة، وبخاصة تلك التي تجرى على أساس يومي". يشار إلى ان دراسات سابقة دعت إلى تناول فطور كبير بغية التقليل من كمية الطعام التي يتم تناولها في وقت لاحق من اليوم.

مكافحة البدانة

من جانب اخر أظهرت تجربة أن استخدام تطبيق بسيط لهاتف ذكي لتصوير وجبات الطعام التي يتناولها الفرد يشكل وسيلة مفيدة للمساعدة على تخفيض الوزن عند الأشخاص الذين يعانون وزناً زائداً. ويهدف التطبيق الذي صممه أطباء بريطانيون إلى الترويج لذاكرة الأكل حتى يتذكر الأفراد ماذا أكلوا ويشجعون على عدم تناول وجبات صغيرة غنية بالسعرات الحرارية.

ويتضمن التطبيق ثلاثة أجزاء. الجزء الأول يقوم على التقاط الفرد صور لما سيقدم على استهلاكه من أكل وشرب قبل الشروع بتناوله. وبعد الانتهاء من الأكل أو الشرب يلقي المستخدم نظرة إلى الصورة الملتقطة ويرد على أسئلة تتعلق بتجربة الاستهلاك هذه من قبيل هل أنهيت الوجبة بالكامل؟، وهل تشعر بالشبع. وقبل تناول المزيد من الوجبات بعد ذلك، يلقي المستخدمون نظرة إلى ملف الصور التي التقطوها خلال النهار ويحصلون على رسالة تشجعهم على أن يتذكروا ما تناوله حتى الآن. بحسب فرانس برس.

وقد تابع الباحثون 12 رجلاً وامراة يعانون من البدانة أو الوزن الزائد لمدة أربعة أسابيع في دراسة صغيرة. وقد لجأ المتطوعون إلى التطبيق ما لا يقل عن خمس مرات في اليوم بشكل وسطي. وخلال مدة الدراسة خسر المشاركون 1,5 كيلوغرام من وزنهم بشكل وسطي. وقال اريك روبنسون الباحث من جامعة ليفربول إن ما تحقق من خلال الدراسة قد يأتي بنتائج. بما أن التجربة كانت قصيرة ولم يتم خلالها توفير أي نصائح تغذية أو أي دعم آخر، نجد أن نتائجها واعدة. وقد عرضت نتائج الدراسة في المؤتمر الأوروبي حول البدانة في ليفربول بشمال غرب إنكلترا.

على صعيد متصل تمكن العلماء من تطوير لقاح للبدانة يستغل الجهاز المناعي للحفاظ على نحافة الجسم. فقد أثبتت ما يُطلق عليها "حقنة البدانة" نتائج أولية واعدة في الدراسات على حيوانات المختبر. ويعتقد العلماء أنه إذا اجتاز اللقاح المزيد من اختبارات السلامة فسيكون بالإمكان توفير سلاح جديد تماما لمكافحة البدانة. ويشار إلى أن الخيارات غير الغذائية الحالية للتحكم في الوزن هي الجراحة والعقاقير القوية التي يمكن أن يكون لها آثار جانبية خطيرة.

ويعمل اللقاح الجديد على تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الهرمون الذي يعزز عملية التمثيل الغذائي (الاستقلاب) البطيئة وزيادة الوزن. وفي الاختبارات حدث انخفاض بنسبة 10% في وزن الجسم للفئران البدينة التي غُذيت بوجبة عالية الدهون بعد أربعة أيام من تلقي الحقنة. وقد أُجريت دراسة على شكلين مختلفين اختلافا بسيطا من اللقاح. وأنتج كلاهما انخفاضا ممتدا نسبته 10% في وزن الجسم بعد إعطاء حقن معززة بعد ثلاثة أسابيع. ولم يظهر تأثير النحافة على مجموعة متطابقة من عشرة فئران لم تُعالج.

وقال الدكتور كيث هافر الذي قاد البحث من شركة براش بايوتك الأميركية في ساوث داكوتا إن هذه الدراسة تثبت إمكانية علاج البدانة بالتلقيح. ويعمل اللقاح الجديد على تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الهرمون الذي يعزز عملية التمثيل الغذائي (الاستقلاب) البطيئة وزيادة الوزن وأضاف أن الأمر رغم ذلك يحتاج لمزيد من الدراسات لاكتشاف التضمينات الطويلة الأجل لهذه اللقاحات وعلاج بدانة الإنسان بالتلقيح يمكن أن يزود الأطباء بعقار وخيار بعيد عن الجراحة ضد وباء الوزن الزائد.

ويشار إلى أن بحثا في هذا المجال نُشر العام الماضي في مجلة لانسيت الطبية أظهر أن نحو نصف الرجال البريطانيين يمكن أن يكونوا بدنا خلال عشرين سنة. ومن المتوقع أن ترتفع نسبة الرجال الذين يطابقون التعريف الطبي للبدانة من نحو 20% إلى بين 41% و48%. ويشير الباحثون إلى أن المزيد من النساء في بريطانيا يصرن بدنا. وبحلول عام 2030 من المتوقع أن تكون أربع نساء من كل عشر نساء على مستويات الوزن الزائد.

ومن الجدير بالذكر أن نحو ثلاثين ألف بريطاني يموتون قبل الأوان كل عام من أمراض متعلقة بالبدانة. وتقدر التكلفة التي تسببها البدانة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بما لا يقل عن 774 مليون دولار سنويا وأكثر من ثلاثة مليارات دولار للاقتصاد البريطاني. أما عن اللقاح الجديد فإنه يستخدم شكلا معدلا من "سوماتوستاين، جزئ بروتين ببتيدي (مركب من اثنين أو أكثر من الأحماض الأمينية) يعمل كهرمون.

ويقوم السوماتوستاتين في كل من الفئران والبشر بوقف هرمونات النمو التي تعزز التمثيل الغذائي وتسبب فقدان الوزن. واللقاح يظهر السوماتوستاتين حتى يراه الجهاز المناعي كتهديد محتمل فيحث الجسم على إنتاج الأجسام المضادة التي تجعل الببتيد محايدا. وفي الفئران قلل اللقاح وزن الجسم بدون التأثير في المستويات العادية لهرمونات النمو. ورغم أن الفئران تلقت كميات كبيرة من اللقاح فإن دراسة حديثة لم تُنشر على الخنازير أشارت إلى أنه كان فعالا بجرعات أقل بكثير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 9/حزيران/2013 - 29/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م