شبكة النبأ: يستل ستيفان ميليوس سيفه
ويقترب باعتزاز متوسطا حشدا من الناس في ساحة ابنزل، ويستعد للتصويت في
الانتخابات في تقليد ديموقراطي شعبي هو الأقدم في سويسرا.
ويقول ميليوس "اعتقد انها الطريقة الفضلى للديموقراطية، انها حقا
تعبير مباشر"، بينما كان وجهاء المنطقة بملابسهم الثقيلة يتهادون ذهابا
وايابا على وقع موسيقى عسكرية.
في شهر نيسان/ابريل من كل عام، يقترع سكان ابنزل، شمال شرق سويسرا،
لاختيار السلطات المحلية والقضاة المحليين، برفع الايدي.
وترجع هذه الطريقة في سويسرا الى القرن الرابع عشر، عندما كان
الرجال المستعدون للقتال دفاعا عن مجتمعهم، هم الوحيدون الذين يحق لهم
التصويت.
وما زال سكان المنطقة يحيون هذا التقليد من خلال الحفاظ على وجود
السيوف اثناء العملية الانتخابية، وكأنها بطاقات انتخابية.
ويقول رودلف كيلير المسؤول الثاني في كانتون ابنزل "هنا المكان
الوحيد في العالم الذي يستخدم فيه السيف للتعريف عن الناخب"، ثم يستل
سيفه من غمده ليظهر اسمه المحفور عليه، قبل ان يتوجه للتصويت.
أما النساء، فهن لا يحملن السيوف، بل ينتخبن بناء على بطاقات
انتخابية، وقد بات الانتخاب متاحا للنساء في هذا الكانتون المحافظ
اعتبارا من العام 1991، اي بعد عشرين عاما على اقرار حق التصويت للمرأة
على المستوى الاتحادي في سويسرا. بحسب فرانس برس.
تعمل فريني انوين مرشدة سياحية، وهي أتت للمشاركة في الانتخابات.
وتقول ان بعض الرجال ما زالوا حتى اليوم يتحفظون على مشاركة النساء في
الاقتراع، لكنها تشير في المقابل الى ان بعض النساء كان لديهن تأثير
على مسار الانتخابات، حتى قبل ان يسمح للمرأة بالتصويت.
وتوضح قائلة ان "نساء كثيرات كن يحضرن هذه الانتخابات برفع الايدي
ليتأكدن من أن أزواجهن يصوتون كما يجب برأيهن".
وبحسب فريني انوين، فان الجيل الجديد من الرجال بات أكثر تقبلا
لمشاركة المرأة في التصويت، فيما لا يزال الامر محل تحفظ لدى عدد من
رجال الجيل الاكبر.
وتستمر عملية التصويت برفع الايدي هذه لمدة ثلاث ساعات، ويشارك فيها
اربعة الاف شخص.
وفي حال تبين من الايدي المرفوعة ان هناك تقاربا في النتائج بين
المرشحين، يطلب المشرفون على الاقتراع من كل فريق ان يغادر من مكان خاص،
وهكذا يمكن احصاء الاصوات بسهولة.
ويرى البعض ان هذه الطريقة في الانتخاب لا تتوافق تماما مع مقاصد
الديموقراطية، مثل هرمات بالمييري استاذ التاريخ في جامعة جنيف الذي
يرى ان "التصويت برفع الايدي يعني ان الناس سيعرفون لمن تصوت، ويمكنهم
بالتالي أن يؤثروا عليك او ان يشتروا صوتك، وهذا يتنافى تماما مع
المفهوم الحديث للاقتراع الذي يقضي بان يكون الناخب وحيدا مع ضميره
لحظة الادلاء بصوته".
في المقابل يرى كلود شابويس، الذي اتى للمشاركة في هذا التقليد
"الديموقراطي الحقيقي" ان "التصويت برفع الايدي يتطلب شجاعة". ويضيف
"ليس هناك اقتراع سري.. في فرنسا عندما فاز (مرشح اليمين) جان ماري
لوبان أمام (المرشح الاشتراكي) ليونيل جوسبان في الدورة الاولى من
الانتخابات الرئاسية (في العام 2002)، لم يجرؤ أحد على القول انه صوت
لجبهة اليمين، ما يدل على ان الناس يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخر. هنا
لا يحدث لدينا هذا الامر".
أسفرت هذه الانتخابات عن اختيار حاكم الكانتون ونائبه، ولم يتعد
الفارق بين الفائزين والخاسرين 33 صوتا. واقر الناخبون مشروعا لانشاء
خط سكك حديدية، وفي المقابل أسقط الناخبون مشروعا لتحديد الولايات
المتتالية باثنتي عشرة سنة.
ويقول ستيفان ميليوس "انه النظام الديموقراطي الانقى في العالم،
ربما ينطوي على بعض المشاكل، لكنه مناسب لنا"، ويغمد سيفه مغادرا مكان
الانتخاب في انتظار الانتخابات العام المقبل. |