ربيع العرب... من الثورة الى التعري والنكاح!

 

شبكة النبأ: يوما بعد آخر تفرز لنا احداث الربيع العربي ظواهر غريبة عن المجتمعات العربية الاسلامية، التي التزمت بضوابط دينية عرفية اخلاقية، تحاول ان تحد من ظواهر الشذوذ وتمنعها من التسلل الى هذا المجتمع المحافظ، على الرغم من انفتاح الكل على الكل، والعيش البشري الراهن في غرفة واحدة مفتوحة الابواب والنوافذ وربما حتى الجدران.

لم يخطر في بال الحالمين بالثورة واطاحة الحكومات الفردية التي قهرت شعوبها على مدى عقود وربما قرون، أن الثورة ينتج ظواهر مثل (نكاح الجهاد) التي تشكل صفعة قوية بوجه الثوار والمخططين والمنفذين للاحتجاجات التي ازالت دكتاتوريات ربضت على قلوب الشعوب المحرومة ردحا من الزمن، وأذاقتها الويل والمر معا، فقد افرزت هذه الثورات نكاح الجهاد وتم الترويج لهذه الظاهرة في تونس بقوة ووضوح، وتم التغرير بعدد كبير من الفتيات والنساء لكي يلتحقن بالمقاومين ضد الحكومة السورية والنوم باحضان المقاتلين كنوع من التشجيع على الجهاد ومواصلة القتال؟

وقد اشارت تقارير اعلامية مستقلة الى منظمة غير حكومية اسستها عائلات شبان تونسيين سافروا الى سوريا لقتال القوات النظامية هناك، طالبت السلطات التونسية ب"وقف نزيف" هجرة التونسيين الى سوريا تحت مسمى "الجهاد" ضد نظام بشار الاسد والكشف عن "العصابات" التي "تغرر" بأبنائهم. وقال المحامي باديس الكوباكجي رئيس "جمعية اغاثة التونسيين بالخارج" لوكالة فرانس برس ان "الآلاف" من التونسيين "المغرر بهم" يقاتلون اليوم الى جانب المعارضة في سوريا، داعيا السلطات الى "وقف نزيف هجرة التونسيين الى سوريا تحت مسمى الجهاد" و"الكشف عن العصابات المتسترة بالدين التي تغرر بشباب تونس". واوضح ان هذه الجمعيات "تتلقى تمويلات ضخمة من دول في منطقة البترودولار (الخليج العربي) للقيام بالانتدابات في كامل تونس" وانها "تغير مقراتها باستمرار حتى لا ينكشف امرها". وقال "نهيب بالسلطات التونسية ان تتحمل مسؤوليتها التاريخية إزاء عملية التلاعب بعقول شباب تونس ". واضاف ان التونسيين يدخلون سوريا عبر تركيا التي يسافرون اليها في رحلات جوية تنطلق من تونس او ليبيا.

والمشكلة الازلية تتمثل في كون الفقراء هم كبش الفداء دائما، حيث تتعرض الاحياء الفقيرة دائما الى موجات من التضليل والتجهيل عبر حملات منتظمة تحاول ان تغسل ادمغتهم، وتجعلهم على قناعة (بجهاد النكاح)،  فقد اصبح الجهاد عقيدة في كثير من الاحياء الشعبية الفقيرة في تونس جراء تأثير خطب دعاة وأئمة مساجد متطرفين يتم استقدام بعضهم من الخليج، ومئات الالاف من الكتب الدينية الوهابية القادمة مجانا من الخليج.

وقد تم التغرير بالشباب للذهاب الى القتال والجهاد، فيما تم اقناع الفتيات للجهاد بطريقة اخرى، وهكذا يلتقي الشاب الحالم والفاقد لظروف العيش السليم في بلده، بفتاة تحاول ان تحقق احلامها عن طريق جهاد النكاح!!، وقد اعترف بهذه الظاهرة مسؤول ديني تونسي حينما اعلن مفتي الديار التونسية بأن فتيات تونسيات سافرن الى سوريا للمشاركة في "جهاد النكاح" مع اسلاميين يقاتلون قوات الرئيس بشار الأسد في أول اعتراف لمسؤول رسمي بهذه الظاهرة. وهذا اول تأكيد من مسؤول تونسي بارتباط فتيات تونسيات باسلاميين في سوريا فيما يعرف "بجهاد النكاح" ويقصد به اقامات علاقات بين فتيات وبين مقاتلين اسلاميين في سوريا دون اي عقد قانوني وفي اطار ما يعرف بالزواج العرفي. وقد دعا هذا المفتي الشبان التونسيين الى عدم الذهاب الى سوريا للجهاد قائلا هناك استغلال للظروف الصعبة للشبان لتجنيدهم والزج بهم في قتال ضد مسلمين اخرين.

وتأكيدا لهذه الظاهرة التي تعد من أسوأ ما انتجته ثورات الربيع العربي فقد أجرت قناة "تونسنا" الخاصة حوارا مع فتاة في العشرينيات من العمر تدعى عائشة، زعمت خلاله أنّ هناك سيدة تبلغ من العمر 38 عاما تقوم بتجنيد طالبات تونسيات من داخل أوساط الجامعة. وأضافت الفتاة أنّ السيدة نجحت في "جمع" عدة فتيات "منقبات" من ضمنهن فتاة لا تتجاوز 10 سنوات من العمر. وقالت إنّ السيدة كانت تحاول إقناع الطالبات بالانقطاع عن الدراسة، وأن "الاستشهاد في سوريا من أجل إعلاء راية الإسلام" أفضل من حياتهن الحالية.

بالمقابل هناك ظاهرة معاكسة وتعد من الظواهر الغريبة التي افرزتها ثورات الربيع العربي، وهي ظاهرة الاحتجاج بالتعري، حيث تقوم الفتياة بعرض صورهن عاريات في مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، كما فعلت الشابة التونسية امينة تايلور، متخذة مما تفعله اعضاء منظمة فيمين النسائية الاوكرانية نموذجا لها! حيث يحتج اعضاء هذه المنظمة النسائية بالتعري واظهار الصدور للمطالبة بحماية حقوق النساء، وقد ذكرت مصادر اعلامين أن فتاة تونسية عادت تنشط ضمن مجموعة فيمن للمحتجات بالصدور العارية لنشر صورها على الانترنت وهي عارية الصدر متحدية قطاعا واسعا من التونسيين المحافظين. ونشرت منظمة فيمن -التي تتخذ من التعري وسيلة احتجاج على أوضاع المرأة ويقع مقرها في أوكرانيا- على صفحتها الرسمية على الفيس بوك صورة جديدة للتونسية أمينة تايلر وهي عارية الصدر. وهذه ثاني مرة خلال شهرين تنشر هذه الفتاة صورا لها من هذه النوعية للدفاع عما تعتبره حريتها الشخصية. وتظهر الفتاة في الصورة وقد كتبت على جسدها "لا مزيد من الدروس. وهكذا يكون الجهاد بالنكاح والتعري الفاضح من الظواهر الغريبة التي اعقبت الربيع العربي مباشرة، تعبيرا عن حالة واضحة من فقدان التوازن واللا استقرار في معظم المجتمعات العربية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 6/حزيران/2013 - 26/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م