المجوهرات... خالدة ومقلدة وقاتلة احيانا!

 

شبكة النبأ: المجوهرات هي عالم واسع من الخيال يتميز بالجمال والإبداع والثراء، وعرفت المجوهرات منذ عصور قديمة، وهناك قطع من المجوهرات تعود إلى حضارات اندثرت منذ آلاف السنين كمجوهرات حضارات ما بين النهرين وقطع المجوهرات التي تعود إلى العصور الفرعونية وغيرها كثير من الحضارات. ويمكن أن تصنع المجوهرات من أية مادة، ولكنها غالباً ما تصنع من الأحجار الكريمة، المعادن الثمينة أو أصداف البحر والعوامل المؤثرة في اختيار المواد تتنوع حسب الاختلافات الثقافية، ومدى توافر المواد. وقد تكون نوعية معينة من المجوهرات موضع تقدير بسبب خصائص موادها، تصاميمها، أو لرموز ذات معنى خاص.

وفيما يخص عالم المجوهرات فقد كشفت دراسة نشرت على مجلة التايم الأمريكية أن المجوهرات المقلدة التي تباع بأسعار رخيصة في العديد من المتاجر الكبيرة، تحتوي على مواد سامة قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان. وجاء في الدراسة التي وضعت نماذج مختلفة من المجوهرات الرخيصة، تحت الاختبارات الميكروسكوبية، أن ما نسبته 59 في المائة من هذه الحلي تحتوي على مواد سامة بدرجات متفاوتة تختلف بحسب المواد المستخدمة في التصنيع.

وأشارت الدراسة إلى أن المواد السامة المستخدمة في تصنيع هذه المجوهرات الرخيصة، تدخل الجسم البشري من خلال المسام الجلدية، حيث أن الحركة أثناء ارتدائها يؤدي إلى تفاعل هذه المواد السامة مع العرق وعليه تتمكن من الدخول إلى داخل المسام إلى الجسم. وأكدت الدراسة أن العديد من هذه المجوهرات تحتوى على كميات كبيرة من المواد السامة، والتي تؤدي إلى الإصابة بسرطانات الجلد و الكبد والرئتين بالإضافة إلى سرطان البروستات. بحسب CNN.

وحذرت الدراسة إلى أن العديد من هذه المجوهرات يمكن إيجاده في عدد من المحلات الكبرى التي تبيع الملابس والإكسسوارات، سواء للبالغين أو الأطفال، ومن كبرى هذه المحلات العالمية، والمارت، فور إيفر 21، أتش اند ام، كوهلز، والعديد من المتاجر الكبرى.

تلمع في باريس

الى جانب ذلك فماسة "بو سانسي" التي أهداها الملك هنري الرابع إلى زوجته ماري دي ميديسيس والتي زينت تاج هذه الأخيرة عند تتويجها ملكة لفرنسا سنة 1610 تلمع مجددا في باريس قبل أن تطرحها دار "سوذبيز" للبيع في مزاد في جنيف. وطوال عقود، تناقلت أربع عائلات ملكية (فرنسا وانكلترا وأورانج ناسو وبروسيا) هذه الماسة التاريخية التي تعرض للمرة الأولى للبيع في مزاد علني.

وعائلة بروسيا الملكية التي يتزعمها جورج فريدريك (36 عاما) سليل امبراطور ألمانيا الأخير هي التي تعرض الماسة للبيع. ويقدر سعر الماسة المشغولة على شكل إجاصة و"وردة مزدوجة" بين مليونين وأربعة ملايين دولار ويبلغ وزنها 34,98 قيراطا. ويعتبر ديفيد بينيت رئيس قسم المجوهرات الثمينة في دار "سوذبيز" في أوروبا والشرق الأوسط أن سعر الماسة التقديري "واقعي" نظرا إلى أهميتها التاريخية.

يذكر أن ماسة أخرى مشابهة لها وتدعى "سانسي" محفوظة في متحف اللوفر وهي تزن 55,23 قيراطا. ويمكن رؤية الماسة الشهيرة على رأس تاج ماري دي ميديسيس في لوحة لفرانس بوربوس لو جون تظهر فيها الملكة في زي التتويج (متحف اللوفر). وتعرض الماسة إلى جانب مجوهرات أرستقراطية أخرى في مقر دار "سوذبيز" في باريس بالقرب من قصر الاليزيه. وكانت ماري دي ميديسيس (1642-1573) زوجة هنري الرابع تملك مجموعة كبيرة من المجوهرات ودراية واسعة في الأحجار الكريمة.

ويقول بينيت إنها "تمنت الحصول على تلك الماسة" عندما علمت أن سيد سانسي، الدبلوماسي نيكولا دو هارلي باع ماسة "سانسي" إلى ملك انكلترا جاك ستيوارت الأول من أجل زوجته. وقد وافق هنري الرابع على شراء "بو سانسي" سنة 1604 في مقابل 25 ألف ريال فرنسي قديم. وأضيفت الماسة إلى التاج الذي اعتمرته ماري دو ميديسيس لتتويجها ملكة فرنسا في سان ديني في 13 أيار/مايو 1610.

وغداة حفل التتويج، اغتال رجل يدعى رافاياك الملك هنري الرابع فأصبحت ماري دو ميديسيس الوصية على العرش لان ابنها لويس الثالث عشر كان في التاسعة فقط. واختارت الملكة المنفى سنة 1630. وبغية تسديد ديونها، قررت بيع الماسة إلى أمير أورانج ناسو سنة 1641. ثم انتقلت الماسة إلى ماري ستيورات التي تلقتها كهدية زفاف. واشترى الماسة لاحقا فريدريك الأول ملك بروسيا الأول سنة 1702 الذي زين بها تاج بروسيا الجديد. بحسب فرانس برس.

لكن ماسة "بو سانسي" التاريخية ليست الماسة الأغلى ثمنا في العالم. فسنة 2010، باعت "سوذبيز" في جنيف ماسة زهرية وزنها 24,78 قيراطا مقابل سعر قياسي بلغ 46,15 مليون دولار. وبعدما عرضت "بو سانسي" في هونغ كونغ ونيويورك وروما، ستتابع جولتها إلى لندن وزيوريخ وجنيف. وخلال السنوات الاربعين الاخيرة، نادرا ما عرضت الماسة أمام العامة. وقد اكتشفها الباريسيون سنة 2001 في معرض في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي حيث كانت معروضة إلى جانب ماسة "سانسي".

من جهة اخرى بيعت ماسة زرقاء وزنها 5,30 قيراط ترصع خاتما في لندن بسعر 6,2 ملايين جنيه استرليني (حوالى 9,5 ملايين دولار) مسجلة رقما قياسيا جديدا بالقيراط الواحد، على ما ذكرت دار بونامز للمزادات. والخاتم الذي صممته دار بولغاري بلغ سعر القيراط الواحد منه 1,8 مليون دولار محطما بذلك الرقم القياسي السابق لماسة زرقاء والذي كان 1,68 مليون دولار للقيراط. وقد اشتراه مصمم المجوهرات اللندني غراف دايمندز.

ويعود الخاتم الى منتصف الستينات وكان سعره مقدرا بين مليون و1,5 مليون جنيه استرليني. وقالت بونامز ان هذا النوع من الماس الازرق المعروف ب "فانسي ديب بلو"، نادر جدا. واشهر هذه الماسات هي ماسة "هوب" التي اشتراها الملك لويس الرابع عشر وكانت من ضمن مجوهرات التاج الفرنسي. ويبلغ وزن هذا الحجر 45,52 قيراطا وهو من منجم هندي وقد سرق خلال الثورة في العام 1792. وبعد مغامرات كثيرة، باتت الماسة معروضة الان في متحف سميثسونيان في واشنطن.

مبيعات الماس

في السياق ذاته من المتوقع أن ترتفع المبيعات العالمية للماس بوتيرة سنوية تبلغ 6% بحلول العام 2020، وذلك بدفع من الطلبات المسجلة في الصين والهند اللتين من المرتقب أن يتخطى استهلاكهما للماس استهلاك الولايات المتحدة، على ما جاء في دراسة نشرتها شركة "باين أند كومبني". وجاء في هذه الدراسة المعنونة "التقرير الخاص بقطاع الماس العالمي في العام 2012" أن "استهلاك الصين والهند للماس سيشكل 36% من إجمالي الاستهلاك العالمي بحلول العام 2020".

وتشهد سوق الماس المرتبطة بسوق المجوهرات والسلع الفاخرة نموا سنويا بمعدل 6%، ومن المتوقع ان يستمر النمو على هذا المنوال حتى العام 2020، بحسب هذه الدراسة التي أجريت بالتعاون مع مركز أنتويرب العالمي للماس. ولا تزال السوق الأميركية تحتل مرتبة الصدارة، بالرغم من انخفاض ملحوظ في الطلب ناجم عن الأزمة. بحسب فرانس برس.

وأوضحت الدراسة ان "رقم أعمال السوق الأميركية في العام 2011 المقدر ب 27 مليار دولار يفوق بثلاث مرات ذلك المسجل في الصين التي تحتل المرتبة الثانية عالميا وذلك المسجل في الهند التي تحتل المرتبة الثالثة". وشهدت الصين "مبيعات سنوية ناهزت قيمتها في العام 2011 تسعة مليارات دولار"، وفق هذه الدراسة التي لفتت إلى أن "90% من الاسر ذات الدخل المرتفع (أكثر من 60 ألف دولار في السنة الواحدة) تمتلك قطعة واحدة أقله من الماس". وجاء في الدراسة أن العلامات الأجنبية، من قبيل "تيفاني" و"كارتييه" و"بولغاري" لا تزال الاكثر شهرة.

أقدم لؤلؤة طبيعية

على صعيد متصل اكتشف علماء آثار فرنسيون أقدم لؤلؤة طبيعية في تاريخ البشرية في موقع يعود إلى العصر الحجري الحديث في الإمارات العربية المتحدة، علما أنها ترجع إلى حوالى 7500 سنة. وأوضح المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية الذي أعلن في بيان عن هذا الاكتشاف أنه "حتى يومنا هذا، كان اخصائيو الأحجار الكريمة يعتقدون أن أقدم لؤلؤة طبيعية (تعود إلى 3 آلاف سنة قبل الميلاد) مصدرها موقع ياباني يعود إلى حقبة ما قبل التاريخ".

وأضاف أن "اللؤلؤة التي تم اكتشافها مؤخرا في إمارة أم القيوين الساحلية في الامارات العربية المتحدة" تعود، بحسب التأريخ بالكربون 14، إلى 5500 سنة قبل الميلاد موضحا "وهي بالتالي أقدم لؤلؤة طبيعية أثرية معروفة حاليا في شبه الجزيرة العربية وفي العالم بأسره". وتابع أن "هذا الاكتشاف واللآلئ الطبيعية الأخرى التي تم اكتشافها على طول الساحل الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية تدل على أن هذه المنطقة من العالم شهدت أقدم نشاط لصيد المحار" من أجل "قيمة (اللآلئ) الجمالية والطقوس" المرتبطة بها. بحسب فرانس برس.

وأوضح الباحثون أن "اللآلئ الطبيعية كانت لها مكانة مميزة في الطقوس الجنائزية. فقد كانت اللؤلؤة غير المثقوبة التي يتم العثور عليها توضع في قبر الميت في مقبرة أم القيوين. وفي مقابر أخرى، كانت اللآلئ توضع على وجه الميت، وخصوصا فوق شفته العليا". وجاء في البيان أيضا أن هذا الاكتشاف الذي "نشر في مجلة أرابيان أركيولوجي أند إبيغرافي يبين الأهمية التي كانت تكتسبها اللآلئ في المجتمعات القديمة في الخليج العربي وشمال المحيط الهندي، إلى حد أنها كانت تشكل عنصرا رئيسيا من عناصر الهوية الثقافية" في تلك المجتمعات.

بيضة من ذهب

من جانب اخر عثر على بيضة عيد الفصح مصنوعة من الذهب على طريقة فابرجيه تقدر قيمتها بين 800 الف ومليون يورو قرب الحدود الفرنسية السويسرية مع ثلاثة من مواطني بيلاروسيا بعد اربعة اعوام على سرقتها من جنيف على ما أعلنت الشرطة الفرنسية. وأوضحت شرطة آنماس (اوت سافوا الالب الفرنسية) ان هذه القطعة "مشغولة من اكثر من كيلوغرام من الذهب ومرصعة بمئات الاحجار الكريمة".

ويبلغ ارتفاع البيضة 25 سنتمترا وعرضها 19 سنتمترا وقد سرقت ليل 24 الى 25 آب/اغسطس 2009 خلال عملية سطو على شركة الاستيراد والتصدير الكويتية "هاوزن اس ايه" ومقرها في جنيف على ما افاد مصدر مطلع على التحقيق مؤكدا معلومات نشرتها الصحف السويسرية.

وعثر على البيضة خلال عملية تدقيق "روتينية" على محاور طرقات عدة في منطقة آنماس بعدما تنبه عناصر من وحدة مكافحة الجريمة الى "سيارة مشبوهة" على ما أفاد البيان. وأوضح المصدر المطلع على التحقيق "نصبنا فورا حاجزا كبيرا". وأوقفت الشرطة في السيارة رجلان يحملان الجنسية البيلاروسية وبحوزتهما هذه القطعة. وأوقف رجل ثالث يحمل الجنسية البيلاروسية أيضا بعيد ذلك وهو يقود سيارة اخرى.

وتراوح أعمار الرجال الثلاثة بين 24 و38 عاما واصل احدهم من أذربيجان وسبق ان كانوا موضع ملاحقات في فرنسا او سويسرا في اطار عمليات سرقة. وقد أدلى الموقوفون الذين وضعوا في الحبس على ذمة التحقيق في البداية بإفادات "غير معقولة" موضحين انهم عثروا على البيضة ارضا ومن ثم انهم اشتروها من سوق البرغوث على ما أوضح المصدر ذاته. بحسب فرانس برس.

وقد احيل الموقوفون الى النيابة العامة في ثونون لي بان وقد وجه إليهم قاضي التحقيق تهمة "حيازة مسروقات" و"حيازة أسلحة". وأودع المتهمون السجن. والبيضة التي عثر عليها ليست بيضة فابرجيه مع ان قيمتها كبيرة. وكان صانع المجوهرات بيتر كارل فابرجيه صمم حوالى 50 بيضة للعائلة القيصرية الروسية وهو تقليد انطلق العام 1885 مع القيصر الكسندر الثالث الذي قدم لزوجته ماريا فيدوروفنا بيضة مرصعة بالكثير من الأحجار الكريمة بمناسبة عيد الفصح وكان البيض في كل مرة يحوي هدية مفاجئة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3/حزيران/2013 - 23/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م