عاصمة الجريمة... مصطلح في سياق عالم يزداد عنفا

 

شبكة النبأ: مازالت الكثير من دول العالم تعاني من ارتفاع معدلات الجريمة، ويرى بعض المراقبين ان هناك الكثير من الأسباب التي أسهمت بتفشي هذه المشكلة في العديد من الدول منها تعاطي وإدمان المخدرات وتفكك الأسري وضعف الرقابة الحكومية وارتفاع معدلات البطالة وغيرها من الأمور الأخرى التي تدفع الشخص لارتكاب بعض الجرائم، وفي هذا الخصوص و للعام الثاني على التوالي، تتربع مدينة سان بيدرو سولا، شمال غربي هندوراس، وعن جدارة، على رأس قائمة "عاصمة الجريمة" حيث تحتل أعلى قائمة المدن الخمسين الأكثر عنفاً بالعالم. ووجد تقرير "مجلس المواطن للأمن العام والعدالة والسلام" لعام 2012، وهي هيئة مكسيكية تقوم بإحصاء جرائم القتل حول العالم، ولا يشمل تقريرها أي من دول الشرق الأوسط، إن "سان بيدرو سولا" تشهد 169 جريمة قتل عمد لكل 100 ألف من السكان، أي ما يعادل نحو ثلاثة أشخاص يومياً.

وبالطبع أثار "اللقب" استياء سكان "سان بيردو سولا" بدعوى أنه يضر بقطاع الأعمال فيها، وفي معرض تفنيدهم للإحصاءات التي وصمت مدينتهم كعاصمة لجرائم القتل، برروا بإن ضحايا جرائم القتل التي تقع بمناطق أخرى، تجلب إلى المدينة حيث توجد مشرحة هي واحدة من بين ثلاثة فقط بهندوراس. ويجوب عناصر معظم وحدات الجيش شوارع المدينة وهم ملثمون لإخفاء هوياتهم حرصاً على سلامتهم. بحسب CNN.

وجاءت "أكابولكو" المدينة المكسيكية التي تتميز بشواطئها الجميلة وشمس ساطعة، في المرتبة الثانية تلتها العاصمة الفنزويلية، كاراكاس، أما عاصمة الجريمة الأمريكية، نيو أوليانز، فقد حلت في المرتبة 17 باللائحة التي ضمت مدنا أمريكية أخرى كبالتيمور وأوكلاند وديترويت.

من جانب اخر قفز عدد جرائم القتل في كندا بنسبة 7 بالمئة في 2011 مسجلا أول زيادة في ثلاث سنوات بينما يتزايد القلق من جرائم العنف في انحاء البلاد في اعقاب تقارير عن حروب عصابات وجرائم قتل مروعة. وقالت هيئة الاحصاءات الكندية ان عدد جرائم القتل ارتفع بمقدار 44 ليصل إلى 598 جريمة مقارنة مع العام السابق او ما يعادل حوالي 1.73 جريمة قتل لكل 100 ألف شخص. ولا يزال هذا المعدل منخفضا جدا مقارنة بعدد جرائم القتل في الولايات المتحدة جارة كندا الجنوبية والتي شهدت 14612 جريمة قتل او حوالي 4.7 جريمة قتل لكل 100 الف شخص وفقا لما ذكره متحدث باسم مكتب التحقيقات الاتحادي الامريكي (إف.بي.آي).

 جرائم متنوعة

في السياق ذاته اعترفت امرأة اثناء محاكمتها بأنها قتلت زوجها السابق وعشيقها وقامت بتقطيع جثتيهما بمنشار كهربائي وتجميد الاجزاء ثم دفنها في قبو متجر للبوظة (الايس كريم) كانت تملكه في فيينا. وأبلغ ايستبلايز كارانزا (34 عاما) التي تحمل الجنسيتين المكسيكية والاسبانية وتطلق عليها وسائل الاعلام النمساوية لقب "سيدة البوظة" المحكمة ان كلا من الرجلين "أهانها" حيث صرخ زوجها السابق فيها وجعل منها اضحوكة بسبب لغتها الالمانية الركيكة بينما اتهمت عشيقها بخيانتها.

ووصفت ممثلة الادعاء بترا فرنش المتهمة بانها مجردة من المشاعر الانسانية وانها "قنبلة موقوتة". وأضافت قائلة "من الواضح ان المدعى عليها لها وجهان" محذرة من ان كارانزا يمكن ان تقتل مرة اخرى. وكانت ايطاليا قد سلمت كارانزا بعد شهرين من حملها من رجل اخر لتواجه تهما في النمسا.

الى جانب ذلك تحول عيد ميلاد إلى مأساة في سيت جنوبي فرنسا، بعد أن أقدم رجل انزعج من الضجيج الصادر من شقة جيرانه على إطلاق النار على ستة أشخاص وأصاب أربعة منهم بجروح. وفي التفاصيل أن الرجل البالغ من العمر 49 عاما اجتاح شقة جيرانه الذين يسكنون فوقه عند الساعة الثانية فجرا وفتح النار على الموجودين.

فأصيب ثلاثة رجال يبلغون من العمر 44 و32 و43 عاما بجروح بليغة وهم في حال حرجة. وأصيبت امرأة في الأربعين أيضا برصاصتين لكن حالتها مستقرة. وأشارت الشرطة إلى أن مطلق النار انتابته نوبة غضب نادرة فراح يطلق النار بلا وعي. وعثرت الشرطة على أحد المصابين داخل الشقة، أما الآخرون فقد أصيبوا في الرواق أو في الشارع بينما كانوا يحاولون الهرب من الرجل. وتمكن شخصان آخران من الهرب، لكن أحد الجرحى هو الذي اتصل بالإسعاف على الرغم من اصابته برصاصتين.

في السياق ذاته قال مسؤولون سويسريون إن مسلحا قتل ثلاث نساء وأصاب رجلين في قرية دايلون السويسرية بعدما بدأ إطلاق النار من شقته قبل ان يتابع هجومه في الشارع. وقالت الشرطة في مقاطعة فاليس إن المسلح البالغ من العمر 33 عاما والذي لم يتم الكشف عن اسمه هدد الشرطة عندما حاولت القبض عليه وأصيب بالرصاص في الصدر قبل اعتقاله ونقله إلى المستشفى. ولم يصب أحد من الشرطة.

ومن المرجح أن يثير الحادث الجدل مجددا في سويسرا بشأن قوانين حيازة الأسلحة النارية والتي تسمح للمواطنين الذكور بحيازة اسلحة بعد أداء خدمتهم العسكرية الالزامية. وقالت الشرطة إن المسلح مواطن محلي كان يتلقى علاجا نفسيا في 2005 وهو عاطل عن العمل ويعيش على الاعانات الاجتماعية. وأدين في السابق مرة واحدة وكانت بتهمة تعاطي الماريوانا. والقرية قريبة من بلدة سيون عاصمة اقليم فاليس المعروف بمنتجعاته العالمية للتزلج على الجليد.

على صعيد متصل اعترف لبناني في السويد، بقتل أحد مواطنيه آخر في العام 2000، بعد 12 عاماً من تبرئته في القضية، قائلاً للشرطة إنه أراد أن يريح ضميره. وذكرت وسائل إعلام سويدية، أن شربل أيوب (34 عاماً)، توجه إلى مركز للشرطة في سكوفدي وسط السويد، حيث اعترف بأنه قتل نبهان بيضون (51 عاماً)، وهو والد لأربعة أولاد عام 2000 على الرغم من أنه سبق وتمت تبرئته في القضية آنذاك. وقالت قناة "تي في 4" إن الرجل اعترف بسبب "العبئ الثقيل لقتل إنسان". بحسب يونايتد برس.

وكان أيوب اتهم بقتل بيضون ولكن المحكمة العليا عام 2003 برأته لأنه لم يتم العثور على جثة المغدور. وعلى الرغم من العثور لاحقاً على رفاته عام 2006 في قناة للصرف الصحي، إلا أن الأدلة لم تكن كافية لإعادة محاكمته وأسقطت القضية نهائياً عام 2010. وعبّر رزق الله نبهان بيضون لصحيفة "إكسبرسن" عن خيبة أمله بالنظام القضائي السويدي، قائلا "كان والدي في قناة الصرف الصحي والشرطة كانت هناك عدة مرات، بماذا كانوا يفكرون؟ بأنه كان ممداً في حقل؟". وكان نبهان بيضون اختفى في مايو 2000 وكان برفقة أيوب الذي كان في الثانية والعشرين من العمر آنذاك. وقال المدعون إن الاعتراف كاف لإعادة محاكمته في المحكمة العليا.

تتزوج قاتل أختها

من جانب اخر وافقت فتاة ارجنتينية عمرها 23 عاما على الافتران برجل أدين بقتل أختها التوأم قبل عامين لكنها تصر على أنه لم يقتل أختها التوأم عارضة الأزياء التي أقامت معه علاقة أيضا. وكان فيكتور سينغولاني قد أدين بقتل جوهانا كاساس، أخت أديث كاساس، التي ينوي الزواج منها الآن، وهو الآن يقضي حكما بالسجن 13 عاما في مدينة بيكو ترونكادو. ويخطط العروسان عقد قرانها في السجن في المحافظ الجنوبية، سناتا كروز، من أجل تجنب اهتمام وسائل الإعلام.

ونقلت وسائل الإعلام الأرجنتينية أن سينغولاني قال إن علاقته مع التوأم المتوفية، جوهانا، كانت عادية لكنه في الحقيقة "وقع في حب" أديث. ونقلت جريدة كلاين عنه قوله: "لدينا الكثير من المشتركات، وهي لا تعاني من الغيرة من أختها. نحن دائما نتحدث عن جوهانا وكيف كانت". وتصر أديث على أن سينغلاني أدين خطأ بقتل اختها قائلة إنه رجل "لا يمكن أن يؤذي فراشة". بحسب رويترز.

أما أم أديث فتقول إن من الواضح لديها أن ابنتها "مريضة نفسيا"، بينما قال والدها، فالنتين كاساس، إنه لا يريد أن يراى أديث مرة أخرى". ولا تزال الظروف التي أحاطت بوفاة جوهانا في يوليو/تموز من عام 2010 غامضة، إذ عثر على جثتها في حقل، وكان في رأسها طلقتان. وهناك رجل آخر ينتظر المحاكمة في قضية جوهانا، هو ماركو دياز، الذي كان صديقها وقت مقتلها.

جثث في حوض خاص

الى جانب ذلك يقوم الطبيب الشرعي المكسيكي أليخاندرو هيرنانديز بتغطيس الجثث المصفرة اللون في حوض شفاف، على أمل أن تساعد تقنيته القاضية بإعادة ترطيب الجثث على حل ألغاز الجرائم الكثيرة المرتكبة في مدينة ثيوداد خواريز. فقد شهدت المدينة المحاذية لولاية تكساس الأميركية موجة من أعمال العنف الناجمة عن الاتجار بالمخدرات وسلسلة من الجرائم التي راحت النساء ضحيتها ورميت فيها الجثث أينما كان فتيبست في المناخ الصحراوي، ما صعب عملية تحديد هوية الضحايا وأسباب وفاتهم.

وقد قام الطبيب الشرعي بوضع وصفة خاصة يبقيها قيد الكتمان تسمح بإعادة ترطيب الجثث وإظهار ملامح الوجه والجروح الناجمة عن الطلقات النارية أو الطعن بالسكاكين. وشرح الخبير المعتمد لدى مكتب النيابة العامة في ولاية شيهواهوا "من المألوف أن تتصلب وتتيبس الجثث نظرا للمناخ السائد في ثيوداد خواريز". وتابع قائلا "كنا دائما جد فخورين كل مرة توصلنا فيها إلى تحديد أسباب الوفاة في القضايا المئة وخمسين التي عملنا عليها". وقضايا كثيرة لا تزال بانتظار تحاليل الخبير.

وذاع صيت مدينة ثيوداد خواريز في التسعينيات اثر مقتل مئات النساء من دون أي سبب. وتلت جرائم قتل النساء تلك موجة من أعمال العنف بين كارتلات المخدرات أودت بحياة أكثر من 10500 شخص خلال السنوات الست الأخيرة. وفي بعض الاحيان يعثر على الجثث متصلبة بعد سنوات من طمرها، فيستحيل التعرف عليها في هذه الحال. وفي هذه المرحلة بالتحديد، يؤدي الخبير دوره.

ومنذ أكثر من عقد، تستخدم تقنية إعادة الترطيب على أصابع الأيادي للحصول على بصمات، لكن أليخاندرو هيرنانديز بدأ بتطبيق هذه التقنية على الاجساد برمتها منذ العام 2008، وهو يسعى اليوم إلى الحصول على براءة اختراع لوسيلته السرية. وأخبرت إليزابيث غاردنر الاستاذة المحاضرة في الطب الشرعي في جامعة ألاباما التي عاينت جثة عمل عليها الخبير أن "الطريقة أدت مفعولها وسمحت بتحديد هوية الجثة بالاستناد إلى معالم الوجه".

وتابعت "هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تسمح، في معلومي، بإعادة ترطيب الجثث... وهي جد مفيدة في المناطق القاحلة ... وهي تتطلب جهودا كثيفة ومعدات، لكنها مجدية عندما لا تنجح الوسائل الأخرى" في تحقيق الاهداف المرجوة. وفي مختبر تفوح منه رائحة الموت والمواد الكيميائية، توضع إحدى الجثث في حوض مغلق بإحكام وتغطس فيه لمدة تتراوح بين أربعة إلى سبعة أيام. وفي بعض الاحيان، يجري تغطيس أحد أشلاء الجثة لا غير.

وشرح أليخاندرو هيرنانديز "نحرك الجثة طوال الوقت حتى تتخذ جميع أعضائها هيئة طبيعية نسبيا". وتابع "ثم يمكننا رصد الشامات والندوب والرضوض وغيرها من المواصفات التي تسمح لنا بتحديد أسباب الوفاة". ويقوم الطبيب الشرعي بوضع الجثث في الثلاجات قبل أن يغطسها في حوضه الخاص. وهو قد لفت إلى أن هذه الطريقة تعتمد في مدينة ثيوداد خواريز فحسب، وهي غير مكلفة. بحسب فرانس برس.

وقد تراجعت حدة الحرب بين كارتلات المخدرات في سينالوا وثيوداد خواريز، ما أدى إلى انخفاض نسبة جرائم القتل في هذه المدينة التي كانت في ما مضى تعرف بعاصمة الجرائم في المكسيك. غير أن الجثث لا تزال تتكدس والنساء يختفين والاشلاء البشرية تظهر في هذه المدينة الصحراوية التي تضم 1,3 مليون نسمة.

علاج وزهور

في السياق ذاته قال علماء إن التصرفات الاجرامية من جانب مرضى فرط الحركة وتشتت الانتباه تتقلص بشدة اذا عولجوا بأدوية مثل الريتالين تساعدهم على التحكم في اندفاعاتهم. وخلصت دراسة شملت أكثر من 25 ألف شخص يعانون من هذا المرض إلى أن عدد الجرائم التي ارتكبت انخفض بمقدار الثلث او اكثر بين من يتلقون العلاج في اشارة إلى الربط بين المواظبة على العلاج وتراجع مخاطر حدوث جرائم.

وأظهرت دراسات دولية سابقة أن ثلثي مرتكبي الجرائم من الاحداث ونصف السجناء البالغين ثبت انهم كانوا يعانون من مرض فرط الحركة وتشتت الانتباه في الصغر وان الاعراض استمرت مع كثيرين في الكبر. ووجد باحثون بريطانيون وسويديون أجروا الدراسة الجديدة أن المرضى الذين يواظبون على العلاج انخفضت لديهم الانشطة الاجرامية بشكل كبير. وقال سينا فاضل الطبيب المتخصص في الطب الشرعي في جامعة اوكسفورد بلندن "الخلاصة هي ان العلاج ادى إلى انخفاض معدلات الجريمة بنسبة 32 في المئة بين الرجال وبنسبة 41 في المئة بين النساء."

على صعيد متصل بدأت الشرطة البريطانية، تقديم باقات زهور إلى ضحايا الجرائم غير القادرة على حلها، في إطار خطوة تهدف إلى تخفيف وطأة معاناتهم. وقالت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية إن امرأة بريطانية من ضحايا جرائم السرقة انتقدت هذه المبادرة، وفضلت بأن تركز الشرطة على الإمساك بالمجرمين وتقديمهم للعدالة.

ونسبت الصحيفة إلى سارة ميلر، البالغة من العمر 55 عاماً والتي تلقت باقة زهور وبطاقة اعتذار من الشرطة بعد سرقة لصوص حاسوبين محمولين وكاميرا من منزلها، قولها إنها "ضحكت واعتقدت أن الأمر دعابة، لكنها تفاجأت حين طرق شرطي باب منزلها وهو يحمل باقة من الزهور". وأضافت سارة أنها "كانت تفضل لو أن الشرطة أرسلت أحد رجالها لمواساتها والتخفيف عنها بعد تعرضها للسرقة بدلاً من الزهور". بحسب يونايتد برس.

وذكرت الصحيفة، أن شرطة العاصمة لندن، أرسلت 300 باقة من الزهور إلى ضحايا جرائم السرقة والسطو في منطقة بارنيت، وخاصة كبار السن الذين يعيشون بمفردههم، حصلت على معظمها كتبرعات من قبل بائعي الزهور بأمل أن تساهم المبادرة في تنشيط عملهم. وأشارت إلى أن قيادة شرطة لندن في منطقة بارنيت، الواقعة شمال العاصمة البريطانية، أرسلت مع باقة الزهور البالغة قيمتها 25 جنيهاً استرلينياً بطاقة إلى ضحايا جرائم السرقة كتبت فيها اعتذاراً عن عدم وجود أدلة كافية للمضي قدماً في مطاردة اللصوص، إلى جانب قسيمة مشتريات قيمتها 5 جينهات استرلينية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 30/آيار/2013 - 19/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م