إسلاميو نيجيريا... نوبات صراع تشرعن للإرهاب

 

شبكة النبأ: تشهد نيجيريا تصاعد أعمال عنف خطيرة ومضطردة خلال الاونة الأخيرة،  بسبب تردي الوضع الأمني وتجددت الصدامات المسلحة مع جماعة بوكو حرام الإسلامية المتطرفة، حيث أدت هذه الصدمات وبمقتل عشرات الضحايا ولجوء اكثر من 1500 شخص من سكان شمال نيجيريا الى جنوب شرق النيجر هربا من المواجهات المسلحة التي دارت بين الجيش ومتمردين اسلاميين مؤخرا الى اتساع نطاق العنف بشكل خطير جدا، حيث يشن الجيش هجوما واسع النطاق ضد جماعة بوكو حرام الاسلامية في ولايات بورنو ويوبي واداماوا، بعدما سقطت بعض المناطق بايدي المتمردين، ما يشكل منعطفا في الحرب على هذه الجماعة المتطرفة.

خصوصا وان هذه العملية العسكرية هي الاكبر ضد بوكو حرام منذ العام 2009 حين اجتاح الجنود مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو والمعقل الرئيسي لبوكو حرام. وقتلوا يومها اكثر من 800 شخص واجبروا الحركة المتطرفة على وقف انشطتها لعام كامل.

إذ يرى بعض المحللين ان الحركة المتطرفة اقامت علاقات وثيقة مع جماعات متطرفة اجنبية على غرار تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، مما يجعلها مسجل خطرا على مستوى العمليات الإرهابية يهدد امن اكبر بلد افريقي السكان وانتاج النفط في القارة.

بينما رأى المحللون آخرون ان هذا الهجوم سيؤدي الى اضعاف فرصة السلام الضعيفة اصلا لايجاد حل سياسي للصراع ولكن وجود احتمال صياغة شروط عفو عن اعضاء بوكو حرام قد تقلص من تفاقم الأزمة الأمنية النيجرية.

في حين يرى الكثير من المراقبين ان هذه الاحداث تعيد الاذهان الى ما حدث في مالي عام 2012 حين سيطر اسلاميون متحالفون مع القاعدة على منطقة الساحل وهي منطقة صحراوية في شمال البلاد قبل ان يسيطروا على عدد من المدن والبلدات. ثم شنت عليهم فرنسا حملة عسكرية وطردتهم في وقت سابق من العام الجاري، مما يرجح استخدام السلطات الحكومية النيجرية إستراتجية الحرب على الإرهاب.    

في الوقت نفسه اعربت منظمات حكومية وغير حكومية عن قلقها حول مصير المدنيين، اذ لطالما وجهت اتهامات الى الجيش النيجيري بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان خلال قمع اسلاميين في الماضي، وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش فان هجمات بوكو حرام وقمع التمرد من قبل قوات الامن ادت الى مقتل 3600 شخص منذ 2009.

وعليه تشير المعطيات آنفة الذكر الى ان استمرار الفوضى الامنية وتفشي الانتهاكات الحقوقية والإنسانية في نيجريا بسبب اعمال العنف المتصاعدة ستجعل هذه البلاد تحت ديمومة الخطر.

الجيش النيجيري يعلن تدمير بوكو حرام

في سياق متصل أعلن الجيش النيجيري أنه دمر عددا من المعسكرات جيدة التجهيز كانت مأوى لمسلحي جماعة بوكو حرام المتشددة في شمال شرقي نيجيريا، وكشف الجنرال كريس اولوكولادي عن طبيعة هذه المعسكرات التي كانت تستخدم للإعداد لشن هجمات على المدن المجاورة، ولم تتمكن بي بي سي من التأكد من مصدر مستقل من تصريحات الجيش النيجيري الذي يشن أكبر عملية عسكرية ضد معاقل بوكو حرام شارك فيها نحو ألفي جندين وأطلع أوكولادي الصحفيين في مؤتمر صحفي عقد الجمعة على صور قال إنها لمرافق صحية وعنابر للنوم أقامها مسلحو بوكو حرام.

كما أظهرت الصور مستودعا للوقود وما يبدو أنه جهاز لتصنيع القنابل وذلك بحسب مراسل بي بي سي مارك دويل، وأوضح الجنرال اولوكولادي أن " هذه المعسكرات كانت تستخدم من قبل مسلحي بوكو حرام للإعداد لعملياتهم ونقطة إنطلاق لهجماتهم المسلحة ضد المجتمعات القريبة ثم العودة للاختباء داخل تلك المعسكرات". بحسب البي بي سي.

وأعلن الجيش النيجيري إطلاق سراح ثلاث نساء وستة أطفال كانوا قد اختطفوا على أيدي مسلحي بوكو حرام، وقال الجنرال اولوكولادي إن بوكو حرام اختطفت النساء والأطفال في السابع من مايو / ايار الجاري في هجوم على مدينة بارما شمال شرقي نيجيريا، وأكد الجنرال أنه " نتيجة لجهود الجيش في غابة سامبيسا تم إطلاق سراح المختطفين الذين احتجزوا كرهائن داخل أحد المعسكرات".

وكانت وسائل الإعلام تناقلت مقطعا مصورا لمن يعتقد أنه زعيم بوكو حرام ويدعى ابو بكر شيكاو يقول فيه إنه يحتجز نساء وأطفالا ردا على اعتقال نساء وأطفال بوكو حرام لدى الجيش، وأمر الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان بالإفراج عن جميع المحتجزات على خلفية "النشاطات الإرهابية"، حسب وزارة الدفاع، وأضافت الوزارة أن القرار يهدف إلى تهيئة الأرضية لتعزيز جهود السلام في نيجيريا.

من جانبه قال الجيش النيجيري إنه اعتقل 120 شخصا يشتبه أنهم من متشددي جماعة بوكو حرام في ولاية بورنو، في حملة تهدف إلى الحد من التمرد في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، وذكر الجيش في بيان أنه تم اعتقال المتشددين أثناء مراسم جنائزية أقيمت في مايدوجوري عاصمة بورنو لتشييع جثمان أحد قادتهم كان قد “لقي حتفه في مواجهة مع القوات الخاصة في اليوم السابق"، ويجري الجيش تحقيقا مع المشتبه بهم، ومنع المتمردين من الفرار إلى تشاد والنيجر المجاروتين، وقال الجيش إنه قام بتأمين خمس مناطق في الولايات المتضررة “بعد تدمير جميع معسكرات الإرهابيين". بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وطالب محافظ الولاية عبد الله بيجو السكان بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لإخراج أعضاء بوكو حرام من مخابئهم، وقصفت الطائرات المقاتلة معسكرات التدريب والتجنيد التابعة للمتمردين قرب الحدود مع النيجر وتشاد والكاميرون.

فيما نصب عناصر جماعة مجهولة في وسط نيجيريا كمينا للشرطة التي جاءت لاعتقالهم فقتلوا 23 شرطيا قبل احراق جثثهم في وسط نيجيريا، على ما افاد مسؤول في الشرطة لوكالة فرانس برس، وصرح المسؤول في شرطة ولاية نصراوة ابايومي اكيريمالي ان "مجموعة من ستين شرطيا تعرضت (...) لهجوم من عناصر في جماعة اومباتسي نصبوا لهم كمينا" واضاف ان "مسلحي اومباتسي فتحوا النار على شرطيينا فقتلوا 23 منهم واحرقوا" جثثهم.

وتقع ولاية نصراوة على الحدود بين الشمال الذي يشكل المسلمون غالبية سكانه والجنوب المسيحي، وتقيم واحدة من المجموعات الاتنية التي تشكل اغلبية في هذه الولاية، تسمى الايغون وتضم مسلمين ومسيحيين، علاقات مع الحركات الوثنية، وتقدم طائفة اومباتسي التي يعني اسمها "حان الوقت" بلغة الايغون على انها حركة مهمتها تطهير المجتمع من الرذيلة وتكافح خصوصا المشروبات الكحولية والزنى.

وقال المسؤول في الشرطة لوكالة فرانس برس ان قوات الامن حاولت اوقيف بعض قادة هذه الطائفة بعدما ابلغت بحالات عن اجبار اشخاص على تغيير ديانتهم في قرية ايلاكيو القريبة من عاصمة الولاية لافيا، واضاف "قررنا ارسال رجالنا الى هذه المنطقة لتوقيف اعضاء اومباتسي بمن في ذلك +راهبهم+"، وتابع ان بعض اعضاء هذه المجموعة وصلوا الى حد "دخول المساجد والكنائس لتبشير المؤمنين بديانتهم عبر اجبار المترددين على اداء قسم ولاء لهم".

نيجيريا تعرض عفوا عن المتمردين الذين يستسلمون

في حين عرضت نيجيريا عفوا عن المتشددين الاسلاميين الذين يستسلمون وقالت ان 17 شخصا قتلوا في خامس يوم من عملية عسكرية تهدف الى سحق تمرد جماعة بوكو حرام في شمال شرق البلاد، وفي اكبر هجوم لها منذ بدء هذا التمرد عام 2009 تحاول القوات النيجيرية طرد المتشددين المدربين بشكل جيد من الاراضي التي يسيطرون عليها في المنطقة النائية شبه الصحراوية الواقعة حول بحيرة تشاد على الحدود مع الكاميرون وتشاد والنيجر.

وتتعقب القوات جماعة بوكو حرام في مدن تقع في شمال شرق البلاد مثل مايدوجوري بولاية بورنو حيث توجد خلايا هذه الجماعة. وانتشرت قوات الجيش بشكل مكثف في مايدوجوري، حيث اقيمت نقاط تفتيش اعاقت حركة المرور الضعيفة اصلا، وقال المتحدث باسم مقر قيادة الدفاع النيجيرية البريجادير جنرال كريس أولوكوليد ان العملية استمرت مع خروج دوريات لتأمين البلدات والقرى وان القوات الخاصة قتلت 14 متمردا في معارك خلفت ثلاثة قتلى وسبعة جرحى في صفوف الجنود النيجيريين، وكان الرئيس جودلاك جوناثان قد اعلن حالة الطواريء في ولايات بورنو ويوبي وأداماوا.

واستهدفت هذه العملية المناطق التي توجد بها قواعد ومخازن اسلحة لبوكو حرام التي تقاتل من اجل انشاء دولة اسلامية منفصلة في نيجيريا التي يوجد بها خليط من الاديان، واستخدمت القوات النيجيرية طائرات حربية وطائرات هليكوبتر لقصف معسكرات المتشددين في شمال شرق البلاد.

وقال اباتي بالتليفون ان" الرئيس حث اعضاء بوكو حرام على تسليم اسلحتهم وقبول خيار العفو الذي مازال مطروحا في الوقت الذي تعمل فيه اللجنة على خيار الحوار من اجل التوصل لحل سلمي"، وساعد عفو عن المتشددين في منطقة دلتا النيجر المنتجة للنفط في عام 2009 في انهاء صراع هناك ادى الى خفض انتاج النفط بواقع النصف تقريبا في احدى المراحل. ولكن زعيم بوكو حرام ابوبكر شيكو رفض عرض العفو الشهر الماضي.

احتجاز الأطفال وإطلاق سراح النساء

من جانب آخر اعترفت نيجيريا باحتجاز اطفال على علاقة بالتمرد الاسلامي الذي تحاربه في شمال شرق البلاد، لكنها قالت انها تعتزم الافراج عنهم في اطار بادرة تهدئة اعلنت في وقت سابق ، ووعدت الحكومة بالافراج عن بعض المشتبه بهم على علاقة بانشطة "ارهابية" وبينهم جميع النساء غير انها لم تشر الى الاطفال، وقال دوين اوكوبي مستشار الرئيس غودلاك جوناثان في البيان الحكومي الذي نشر "سيتم تنفيذ امر الافراج عن المعتقلين على مراحل"، موضحا ان "المرحلة الاولى سيتم فيها التركيز على النساء والاطفال المعتقلين بسبب تورطهم المفترض او/و علاقاتهم بالتمرد في بعض مناطق البلاد"، ورفض اوكوبي الرد على اسئلة فرانس برس بهذا الشان عند الاتصال به، وطالبت جماعة بوكو حرام الاسلامية المتشددة مرارا بالافراج عن النساء والاطفال.

واكد قائد الجماعة المفترض ابو بكر شيكاو في شريط فيديو حديث ان مجموعته تحتجز رهائن من النساء والاطفال كرد فعل انتقامي على احتجاز الجيش النيجيري لنساء واطفال عناصر بوكو حرام. وهدد "طالما اننا لم نر نساءنا واطفالنا لن نطلق ابدا هؤلاء النساء والاطفال"، وياتي هذا الوعد بالافراج عن النساء والاطفال من قبل السلطات في الوقت الذي يقوم فيه الجيش بحملة واسعة ضد المتمردين الاسلاميين في شمال شرق البلاد في مسعى لانهاء اعمال العنف التي تهز هذه المنطقة منذ 2009.

واعلنت حال الطوارئ في ثلاث ولايات في شمال شرق البلاد وقطعت خطوط الهاتف مذذاك في المنطقة برمتها تقريبا، واتهمت السلطات النيجيرية مرارا بارتكاب انتهاكات خطرة لحقوق الانسان في قمعها للتمرد الاسلامي مثل عمليات التوقيف العشوائية والاعتقال اللاقانونية والاعدامات بدون محاكمات.

وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش فان هجمات بوكو حرام وقمع السلطات لها خلفت 3600 قتيل منذ 2009، ونشرت منظمة العفو الدولية التي تتخذ مقرا في لندن بيانا طالبت فيه السلطات النيجيرية عدم استغلال حال الطوارئ لارتكاب انتهاكات اضافية، واوضح البيان "في الاسابيع الاخيرة افاد سكان ولاية بورنو في شمال نيجيريا منظمة العفو الدولية عن ازدياد التوقيفات الكثيفة في مايدوغوري كبرى مدن الولاية". وتعتبر مايدوغوري معقلا تاريخيا لبوكو حرام، واكد الناشط الحقوقي شيهو ساني المقيم في كادونا (شمال) ان الافراج عن المعتقلين لا يرجح ان يحسن الوضع، واوضح ان عددا من المعتقلين موجودون في السجن منذ سنوات وقد يستبدل هؤلاء بمعتقلين جدد.

على الصعيد نفسه قالت نيجيريا انها ستفرج عن العديد من المشتبه بهم المعتقلين بتهم القيام ب"نشاطات ارهابية" من بينهم جميع النساء المعتقلات في اطار ما وصفته بمبادرة سلمية تجاه الاسلاميين الذين تقاتلهم في شمال البلاد، وجاء في بيان لوزارة الدفاع انه "استنادا الى توجيهات الرئيس .. ستفرج وزارة الدفاع عن عدد من الاشخاص الذين يحتجزون بتهم متعلقة بنشاطات ارهابية"، مضيفا ان ذلك سيشمل "جميع النساء المعتقلات".

وطالبت حركة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة سابقا بالافراج عن المعتقلات رغم ان بيان وزارة الدفاع لم يتطرق الى ذلك الطلب، وجاء في البيان ان هذه الخطوة "تاتي لتضاف الى موقف الحكومة الفدرالية المستجيب لطلبات اللجنة الرئاسية حول الحوار والمصالحة"، وقال ان "هذا الاجراء الذي ينسجم مع مساعي الرئاسة لتعزيز جهود السلام في البلاد سينتج منه تحرير المشتبه بهم ومن بينهم جميع النساء المحتجزات"، وعلى صعيد متصل قررت سلطات الكاميرون صد النيجريين الذي تركوا بلادهم للاقامة في الكاميرون خوفا من هجوم الجيش النيجيري على متمردي بوكو حرام، حسب ما اعلنت مصادر متطابقة،  وقال رجل امن كاميروني فضل عدم الكشف عن هويته في منطقة فوتوكول بشمال الكاميرون "القرار الذي اتخذته الحكومة هو صد النيجيريين. تلقينا تعليمات بهذا الخصوص ولكن من الصعب تطبيقه بشكل كلي لاسباب انسانية"، والى هذه المنطقة بالذات وصل العديد من النيجيريين هربا من الهجوم الذي شنه الجيش النيجيري لمطاردة عناصر بوكو حرام الاسلامية.

تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين

من جهة أخرى اعلن مسؤول قبلي في كولوفاتا في شمال الكاميرون ان هذه المنطقة الحدودية مع نيجيريا شهدت "تدفق اعداد كبيرة" من اللاجئين من نيجيريا منذ بدأ الجيش في هذا البلد هجومه على متمردي حركة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة، وقال "سلطان" اقليم كولوفاتا سيني بكار الامين ان الهجوم العسكري الذي يشنه الجيش في شمال نيجيريا منذ نحو عشرة ايام ادى الى "تدفق اعداد كبيرة من الناس" الى بعض قرى الاقليم، واضاف ان "غالبية هؤلاء هم كاميرونيون يقيمون منذ سنوات عديدة في نيجيريا"، واوضح انه على سبيل المثال فقد وصلت "الى بلدة غانسي شاحنة على متنها مئة شخص. وعندما جرى التحقق من اوراقهم الثبوتية تبين ان 80 منهم على الاقل هم كاميرونيون" والبقية نيجيريون.

واضاف انه "من الصعب" تحديد عدد الاشخاص الذين فروا من نيجيريا في الايام الاخيرة، مشيرا الى ان بعض العائدين يفضلون الذهاب فورا الى عائلاتهم، وبحسب مسؤولة الصحة في الاقليم ايلين اينتيرز "قلقها الشديد" من هذا النزوح لا سيما وان اللاجئين يرفضون اخضاع اطفالهم لحملة التلقيح ضد شلل الاطفال التي بدأت الجمعة في الاقليم، مؤكدة انه في ولاية بورنو النيجيرية المجاورة تم تسجيل ثماني اصابات بهذا الوباء، وان "حملات التلقيح في نيجيريا ليست على المستوى المطلوب"، واضافت انه تم رصد اصابة بالحصبة لدى طفل من بين الاتين من ولاية كانو في شمال نيجيريا، مشيرة الى ان السلطات تخشى ايضا من تفشي الكوليرا في صفوف اللاجئين بالنظر الى عدم توفر متطلبات النظافة. بحسب فرانس برس.

الى ذلك افادت الامم المتحدة والسلطات النيجرية ان اكثر من 1500 شخص من سكان شمال نيجيريا لجأوا الى جنوب شرق النيجر هربا من المواجهات المسلحة التي دارت بين الجيش ومتمردين اسلاميين في منتصف نيسان/ابريل الفائت، وقال مكتب الشؤون الانسانية في الامم المتحدة في بيان انه "اثر المواجهات الدموية التي دارت في 19 نيسان/ابريل بين الجيش والاسلاميين في منطقة باغا النيجيرية، فر 1570 شخصا من نيجيريا الى النيجر".

من جهته اوضح مصدر في بلدية ديفا التي لجأ اليها الفارون لوكالة فرانس برس ان الموجة الاخيرة من اللاجئين وصلت في 8 ايار/مايو الجاري، مؤكدا ان معظم هؤلاء اللاجئين وصلوا "معدمين ومنهكين وظمآنين وجائعين".

وبحسب اللجنة الدولية للصليب الاحمر فان هؤلاء اللاجئين بحاجة الى "مساعدة فورية" لتزويدهم بالطعام والمأوى لا سيما وان المنطقة دخلت فصل الامطار، وباغا التي فر منها اللاجئون هي بلدة نائية تقع في ولاية بورنو التي تعتبر من معاقل جماعة بوكو حرام المسؤولة عن هجمات دامية في شمال ووسط البلاد منذ 2009، وعادة ما تقلل قوات الامن النيجيرية من عدد ضحايا المواجهات بين الجيش وجماعة بوكو حرام في وسط وشمال نيجيريا التي خلفت منذ 2009 اضافة الى قمع الجيش، ما لا يقل عن ثلاثة الاف قتيل، وتقع باغا على مسافة 150 كلم من مدينة مايديغوري، معقل بوكو حرام، لكن يبدو ان العديد من المقاتلين انتشروا خلال السنوات الاخيرة في كامل ولاية بورنو بسبب انتشار قوات الامن في المدينة.

الولايات المتحدة

على صعيد ذو صلة دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري مجددا السلطات النيجيرية الى عدم ارتكاب القوات النظامية اي "فظائع" ضد المدنيين في العملية التي يشنها الجيش ضد متمردي بوكو حرام، واكد كيري خلال لقاء مع الصحافيين على هامش قمة الاتحاد الافريقي في اديس ابابا ان "بوكو حرام هي منظمة ارهابية قتلت بدون دافع وقلبت الحياة السياسية في نيجيريا باساليب اصولية غير مقبولة".

وتابع كيري "نحن ندعم بشكل كامل حق الحكومة النيجيرية في الدفاع عن نفسها ومقاتلة الارهابيين. مع ذلك، لقد طرحت مسألة حقوق الانسان مع الحكومة". وشدد كيري على ان "الفظائع التي ارتكبها البعض لا يجب ان تبرر فظائع يرتكبها البعض الاخر"، واعلن كيري في مؤتمر صحافي مع نظيره الاثيوبي تيدروس ادانوم غيبرييسوس "نحن نحاول جميعا احترام افضل مبادئ" السلوك، في المقابل اكد كيري ان على السلطات النيجيرية عدم السعي "للثأر" مشددا على ان الوسيلة الفضلى هي "حسن الادارة" و"التوصل الى نبذ المنظمات الارهابية وبناء دولة قانون يحترمها الاخرون".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 30/آيار/2013 - 19/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م