مصادر الطاقة في العالم... تمهد لمتغيرات جيوسياسية

 

شبكة النبأ: تعتبر الطاقة عنصر اساسي لا يمكن الاستغناء عنه في الحياة الحديثة، لكونها أحد المقومات الرئيسية للمجتمعات المتحضرة. وتحتاج إليها كافة قطاعات المجتمع بالإضافة إلى الحاجة الماسة إليها في تسيير الحياة اليومية, وتعتمـد المجتمعات المتقدمة على مصادر الطاقة المختلفة في كافة مرافق الحياة. وتوفير مصادر الطاقة اصبح اليوم من اهم الاولويات لجميع الدول دون استثناء خصوصا وان تلك المصادر التي تعتمدها اليوم ليست دائمة الى الابد كما يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان الطاقة الموجودة في باطن الأرض محدودة، ومن غير الممكن بقاؤها لفترة طويلة جداً. ولكن تقدير فترة بقائها ليس سهل أيضاً.

فاحتياطي العالم من النفط ارتفع من 540 بليون برميل عام 1969 ميلادية إلى أكثر من 1000 بليون برميل في الوقت الحاضر. وهذا الارتفاع في الاحتياطي لا يعني أنه غير محدود.

فلقد تم مسح مكامن الأرض بصورة مفصلة من قِبل شركات النفط واكتشفت الحقول السهلة والحقول ذات تكلفة الإنتاج القليلة. وهنالك حقول صعبة تحتاج إلى حفر عميق أو ذات طبيعة استخراج صعبة جداً وتحتاج إلى مواد وجهود كبيرة، وقسم منها يحتاج إلى طاقة وأحياناً تكون الطاقة اللازمة للاستخراج مساوية أو أكثر من الطاقة المستخرجة. وفي هذه الحالات سيكون استخراج الطاقة بدون فائــدة.

ويختلف الأمر بالنسبة إلى الغاز الطبيعي. فإن الاحتياطي الأكبر يقع في دول الاتحاد السوفيتي السابق إذ تحتوي هذه المنطقة على أكثر من 40% من احتياطي العالم، وتحتوي دول الأوبك على حوالي 40% أيضاً من الغاز. أما الباقي فإنه يتوزع على أنحاء مختلفة من العالم. وإن نسبة الاحتياطي إلى المنتج في الوقت الراهن بالنسبة إلى الغاز الطبيعي هي حوالي 65 عاماً.

أما بالنسبة إلى الفحم الحجري فإن الاحتياطي العالمي كبير وموزع على مناطق واسعة ومختلفة. ويبلغ مقدار الاحتياطي إلى المنتج بالنسبة إلى الفحم أكثر من 200 عام، ولكن كما نعلم فإن للفحم مساوئ كثيرة، حتى وإن قورنت بالنفط والغاز. وأهم هذه المساوئ هو انبعاث ثاني أكسيد الكربون وأكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين. وبالرغم من إمكانية تحويل الفحم إلى سائل لغرض تقليل مشاكله البيئية فإن سعر كلفة التحويل سيمثل عقبة لكونه عالياً.

مرحلة ما بعد النفط

في السياق ذاته دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى التحرك فورا لتحضير مرحلة ما بعد النفط، وذلك في افتتاح القمة العالمية لطاقة المستقبل في ابوظبي. وقال هولاند في كلمة امام القمة "نحن نتشارك الهواجس نفسها لكن يجب ان نتشارك ايضا الطموحات نفسها. ان الوقت لم يعد وقت التباعد والكلام، بل وقت العمل". واضاف "يجب بالتالي ان نتجمع ونجمع قوانا ومواردنا" داعيا الى "مزيد من الاستثمارات في الطاقات المتجددة... لتحضير مرحلة ما بعد البترول".

وبحسب هولاند، فان فرنسا "ستجعل من الانتقال في مجال الطاقة قضية كبرى على المستوى الوطني والاوروبي والعالمي وهي تعلم ان لديها شركاء سيكونون على الموعد في مؤتمر المناخ عام 2015"، مذكرا بان بلاده مرشحة لاستضافة هذا المؤتمر. واضاف "علينا ان نحدد اهدافا واقعية وانما طموحة، وعلينا ايضا ان نحرص على توافر جميع انواع الطاقة وجميع انواع الموارد الاولية"، داعيا الى "التضامن" بين الدول.

واتت كلمة هولاند امام مندوبين عن 150 دولة تشارك في قمة ابوظبي التي تأتي في اعقاب الجمعية العمومية للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "ايرينا" في العاصمة الاماراتية. وقد اطلقت الوكالة خارطة طريق لمضاعفة حصة الطاقات المتجددة بحلول العام 2030. واشار منظمو قمة طاقة المستقبل الى انه تم انفاق حوالى 257 مليار دولار على مشاريع للطاقة المتجددة في العالم عام 2011.

واعتبر هولاند انه يجب استثمار 300 مليار دولار في هذا النوع من الطاقة هذه السنة بالرغم من اجواء الازمة المستمرة في العالم. وكان هولاند زار قبل الكلمة التي القاها اجنحة الشركات الفرنسية المشاركة في القمة، ثم التقى عددا من كبار مسؤولي شركات الطاقة وادارة الموارد المائية.

من جهتها، اعتبرت الرئيسة الارجنتينية كريستينا كيرشنر التي تشارك في القمة ان المساهمة الاكبر في الاستثمارات في الطاقات النظيفة يجب ان تأتي من الدول المتقدمة التي هي الملوثة الاكبر. واشارت الى ان اميركا اللاتينية ودول الكاريبي لا تساهم الا بخمسة بالمئة فقط من الانبعاثات الكاربونية في العالم. وقالت في هذا السياق ان "المسؤولية تقع على الجميع، ولكن ليس بالتساوي اذ على الدول المتقدمة ان تساهم اكثر".

اما ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد ال نهيان فاشار الى ان الامارة تؤمن منصة لمواجهة تحديات انتاج الطاقات الجديدة. بدورها، دعت الملكة رانيا زوجة العاهل الاردني عبدالله الثاني الى حلول مستدامة لانتاج الطاقات المتجددة، مذكرة بان "1,4 مليار نسمة، اي خمس البشرية، غير متصلين بالشبكات الكهربائية".

الى جانب ذلك استحدث باحثون فرنسيون مواد جديدة مؤلفة من الكوبلت من شأنها ان تحل محل مادة البلاتين النادرة والمرتفعة الكلفة، في إطار عملية انتاح الهيدروجين من الماء، على ما أفادت مفوضية الطاقة الذرية ومصادر الطاقة البديلة في بيان. ويقوم التحليل الكهربائي للمياه على تقسيم هذه الأخيرة إلى أكسيجين وهيدروجين بواسطة التيار الكهربائي.

ويشكل انتاج الهيدروجين من خلال التحليل الكهربائي للمياه حلا واعدا يسمح في المستقبل بتخزين الطاقة الاولية الناجمة عن مصادر متجددة غير متوافرة بانتظام، من قبيل الشمس والهواء. غير أن هذا التحليل يتطلب استخدام مواد محفزة ثمينة السعر، مثل البلاتين. ويحاول الباحثون منذ عدة سنوات استحداث مواد محفزة جديدة أرخص ثمنا واكثر توافرا. بحسب فرانس برس.

وقد نجحت فرق من الباحثين من مفوضية الطاقة الذرية ومصادر الطاقة البديلة والمركز الوطني للأبحاث العلمية وجامعة جوزيف فورييه في غرونوبل في استحداث مادة محفزة جديدة من الكوبلت "تبين أن نشاطها مستقر جدا على المدى الطويل"، بحسب ما جاء في بيان المفوضية. وبموازاة ذلك، طور الباحثون مادة أخرى من الكوبلت أيضا متوافرة على شكلين تحفز إما انتاج الهيدروجين او انتاج الأكسيجين. وغالبية الهيدروجين الذي ينتج اليوم يستخدم لأغراض صناعية، وهو ناجم عن عملية تحلل المحروقات التي تصدر نسبا كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.

أسواق الطاقة العالمية

على صعيد متصل يرى دانيال يرغين الذي يعتبر خبيرًا ومرجعًا في الطاقة الأميركية، أن إمدادات النفط والغاز والطاقة المتجددة في الولايات المتحدة وكندا والبرازيل قد بدأت تغير الموازين في أسواق الطاقة العالمية. فقد صرح يرغين، خلال منتدى عُقد في وزارة الخارجية في نيسان/أبريل، أنه "باتت هناك اليوم ثقة أكبر مما كانت عليه قبل خمس سنوات" في وجود كميات كافية من الطاقة لتلبية الطلب العالمي". ومضى يقول إنه في كل مرة يزداد فيها الطلب، تتوفر أيضًا تكنولوجيات جديدة لإيجاد واستخراج إمدادات جديدة. ففي الولايات المتحدة، ارتفع إنتاج النفط بنسبة 40 بالمئة منذ عام 2008.

ومن جهته، اعتبر كارلوس باسكوال مساعد وزير الخارجية لشؤون موارد الطاقة، بأن "ذلك يمنحنا فرصة لتغيير الطريقة التي يفكر فيها العالم حول الطاقة وطرق استخدامها. لقد توفرت الفرصة لصنّاع السياسة "لانجاز الأشياء السليمة اقتصاديًا والحاسمة من الناحية الجغرافية والسياسية، وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بخلق أنواع البيئات العالمية التنافسية التي تقلص من تأثير النفوذ الذي كان يمارسه مصدرو الطاقة على المستهلكين في الماضي." وجاء في كلمة باسكوال خلال المنتدى، أنه "يمكننا تحقيق ذلك بطريقة مفيدة لكوكب الأرض كذلك."

وقد كان دفع البلاد نحو الاستقلال في مجال الطاقة يشكل محورًا رئيسيًا لجهود الحكومة الأميركية. ولاحظ يرغين أن الطفرة في استهلاك الطاقة قد تحولت نحو الاقتصادات السريعة النمو. وأشار في ذلك السياق إلى الصين، إذ قال إنه في العام 2000، كانت تباع 17 مليون سيارة جديدة في الولايات المتحدة، في حين كانت تباع مليونا سيارة فقط في الصين. وبعد انقضاء عقد على ذلك، باتت تباع 17 مليون سيارة في الصين وأقل من 12 مليون سيارة في الولايات المتحدة. وتابع يرغين شارحًا أن "هذا النمط من النمو والمداخيل المرتفعة التي تترافق معه سوف يقود الاقتصاد العالمي للطاقة."

ويستطيع المواطنون في كاليفورنيا الحصول على حسومات على أسعار عازلات الشمس للمحافظة على البرودة وفي الوقت نفسه التوفير في تكاليف الكهرباء. ولفت خبير الطاقة إلى أن الخريطة الجديدة للطاقة تطرح عدة تحديات جديدة. فعلى سبيل المثال، ونظرًا للتهديدات الأخيرة، بات ينبغي على الصناعة التفكير في توفير قدر أكبر من الأمن المادي إلى محطات توليد الطاقة أكثر مما كان عليها أن توفره في الماضي لحماية العمال والمنشآت.

وثمة تحد آخر يتمثل بالتصدي لتهديدات "المخاطر التي يتعرض لها الفضاء الإلكتروني"، أو الهجمات على أنظمة تكنولوجيا المعلومات لدى الشركات، والممكن لها أن تؤثر على إنتاجها. وهناك تحدٍ ثالث يتمثل في الاستعداد لمواجهة "حوادث الطاقة المتزامنة"، حيث تتوقف إمدادات الكهرباء والبنزين معًا. فقد حصلت حوادث الطاقة المتزامنة في الولايات المتحدة خلال وبعد إعصار كاترينا، الذي ضرب المناطق الواقعة على امتداد خليج المكسيك في عام 2005، وكذلك مؤخرًا في عام 2012 عندما دمر الإعصار ساندي مجمعات على امتداد الساحل الأوسط للمحيط الأطلسي.

وأعرب يرغين عن رأيه بأن شركات إنتاج الطاقة التي عليها التصدي لتلك التحديات، باتت تتطلع إلى تكنولوجيات جديدة. كما "أصبح هناك تركيز على الابتكار أكبر من أي وقت مضى." وأضاف أنه في حين كانت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح "أهم ابتكارين في القرن الماضي"، فإن الابتكار الأهم الآن أصبح استخراج الغاز الطبيعي المحتجز في ترسبات كثيفة من طبقات الصخر الطيني.

ولفت خبير الطاقة أيضًا إلى أن "الغاز المستخرج من طبقات الصخر الطيني كان يشكل 2 بالمئة من إنتاجنا للغاز قبل عقد من الزمن. ولكنه بات يشكل اليوم نسبة 37 بالمئة". وفيما يتعلق بالمستقبل، أكد يرغين أن العالم سوف يستمر في مشاهدة نموَ في قطاع الطاقات المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح. لكنه سيشاهد أيضًا نموًا مهمًا في الطاقات التقليدية المتمثلة في النفط والغاز.

واختتم خبير الطاقة كلمته قائلاً: "سوف تتحقق التغييرات الكبيرة عندما نشهد أن التشديد على الابتكار المطبق عبر الطيف الكامل للطاقة قد بدأ يؤتي بثماره. ولكن ذلك الأمر سيستغرق بعض الوقت." ودانيال يرغين هو رئيس مجموعة أبحاث الطاقة في جامعة كامبريدج، وكاتب حائز على جائزة بيوليتزر المرموقة، وحائز على جائزة الولايات المتحدة للطاقة، تقديرًا لإنجازاته في حقل الطاقة والتفاهم الدو

الى جانب ذلك قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الطفرة المفاجئة في انتاج بلاده من النفط والغاز الطبيعي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تحول في العلاقة مع الشرق الأوسط إذ ستصبح الولايات المتحدة مصدرا صافيا للطاقة. والولايات المتحدة في سبيلها لتخطي المملكة العربية السعودية كأكبر منتج للنفط في العالم بحلول 2017. وقالت الحكومة الأمريكية إنه بحلول 2016 قد تصبح البلاد مصدرا صافيا للغاز الطبيعي وإن إدارة أوباما تبحث السماح بالتصدير لمزيد من الدول.

وقال أوباما في مقابلة مع مجلة تايم "الولايات المتحدة في طريقها لأن تكون مصدرا صافيا للطاقة بفضل التقنيات الجديدة وجهودنا فيما يتعلق بالغاز الطبيعي والنفط" مشيرا إلى أن واردات النفط الأجنبي تراجعت وهو اتجاه توقع أوباما أن يستمر. وأضاف أوباما للتايم التي اختارته شخصية عام 2012 "وهذا على ما أعتقد يتيح لنا حرية حركة أكبر للتحدث مع الشرق الأوسط الذي نريد أن نراه والعالم الذي نود أن نراه."

وكانت زيادة الانتاج الأمريكي من الطاقة قضية رئيسية في حملة انتخابات الرئاسة لعام 2012 التي فاز بها أوباما في نوفمبر تشرين الثاني وأكد هو ومنافسه الجمهوري ميت رومني على الحاجة إلى زيادة الانتاج وتقليل الاعتماد على استيراد الخام من بلدان الشرق الأوسط المضطربة والتي تعادي واشنطن في بعض الحالات. بحسب رويترز.

وكان رد فعل إدارة أوباما حذرا على موجة انتفاضات الربيع العربي التي أطاحت بحكام استمروا طويلا في مناصبهم وأدت إلى صعود حركات إسلامية للسلطة في دول مثل مصر وتونس. ومن بين القرارات الأكثر إثارة للجدل في قطاع الطاقة والتي يتعين على أوباما اتخاذها في بداية ولايته الثانية مسألة السماح بتصدير الغاز الطبيعي لبلدان لا ترتبط معها واشنطن باتفاقيات للتجارة الحرة. وتدرس وزارة الطاقة تأثير توسيع الصادرات على أسعار الطاقة المحلية.

استكشافات واتفاقات

من جانب اخر اكتشفت شركة النفط المكسيكية الحكومية "بيمكس" حقلا نفطيا جديدا في اعماق مياه خليج المكسيك تقدر احتياطاته ب125 مليار برميل، كما اعلن الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون. ويقع الحقل الذي اطلق عليه "سوبريموس 1"، على عمق حوالى 2900 متر ويؤكد قدرة حوض "سنتورون برديدو" (الحزام المفقود) المقدر ب13 مليار برميل. واعلن الرئيس المكسيكي اكتشاف اول حقل في هذه المنطقة، وهو بئر "تريون 1" مع احتياطات مقدرة بما بين 250 و400 مليون برميل.

وقال كالديرون "اننا نعثر على اهم حقل نفطي اكتشفته بيمكس منذ سنوات عدة، وربما عقود". ويقع هذا الحقل الثاني قبالة شواطئ ولاية تاموليباس في شمال شرق المكسيك، الحدودية مع تكساس (الولايات المتحدة). والتنقيب في هذه المنطقة الواقعة على بعد 180 كلم من ساحل المكسيك و39 كلم جنوب الحدود البحرية مع الولايات المتحدة، بدا في نسان/ابريل مع استخدام منصات من الجيل الاخير.

وبحسب الرئيس المكسيكي، فان هذه الاكتشافات ستسمح للمكسيك بزيادة انتاجها السنوي من النفط بواقع الثلث. وقد تراجع هذا الانتاج في السنوات الاخيرة من 3,2 ملايين برميل في اليوم في 2006 الى 2,55 مليون برميل في 2011. ونسب تدهور الانتاج الى تراجعه في بئر كانتاريل الواقعة جنوب خليج مكسيكو. وشركة بيمكس الوطنية التي تشكل المصدر الرئيسي للعائدات المكسيكية مع حوالى 45 مليار دولار في السنة، قد تفتح العام المقبل رأسمالها امام القطاع الخاص للمرة الاولى منذ تأميم النفط المكسيكي في 1938.

في السياق ذاته وقع الاردن مذكرة تفاهم مع شركة كندية لاستخراج النفط من الصخر الزيتي الموجود بكميات كبيرة في وسط وجنوب المملكة، بحسب ما افاد مصدر رسمي اردني. ووقع الاتفاق عن الحكومة الاردنية مدير عام سلطة المصادر الطبيعية موسى الزيود وعن شركة "وايتهورن ريسورسز" الكندية رئيسها ومديرها التنفيذي ديفيد ستريت.

وبموجب الاتفاق ستبدأ الشركة بتنفيذ برنامجها الاستكشافي فورا في منطقة وادي ابو الحمام جنوب المملكة على ان تغطي مساحة 283 كيلومترا مربعا. ويتوقع ان تنهي عملها في غضون 12 شهرا. ويهدف الاتفاق الى الوصول الى طاقة انتاجية تقدر بنحو 50 الف برميل نفط يوميا.

ونقلت وكالة الانباء الاردنية عن الزيود قوله ان الهدف من استغلال الصخر الزيتي هو "التخفيف من المبالغ الضخمة التي تتكبدها خزينة الدول نتيجة لاستيراد 98 بالمئة من احتياجات الاردن من الطاقة". وسبق للاردن ان وقع اتفاقات مماثلة مع شركات دولية. بحسب فرانس برس.

ويقدر احتياطي الاردن من الصخر الزيتي بحوالى اربعين مليار طن تتوزع على 26 منطقة في المملكة يمكنها ان تسد حاجة المملكة من الطاقة لمئات السنين. ويسعى الاردن الذي يستورد 98 بالمئة من احتياجاته من الطاقة، لايجاد بدائل لإمدادات الغاز المصري المتدنية والمتقطعة والمتذبذبة والتي تغطي في العادة 80 بالمئة من انتاج الطاقة في المملكة. ومنذ 2011، تعرض خط الانابيب الذي ينقل الغاز من مصر لكل من اسرائيل والاردن ل15 هجوما. ويستهلك الاردن ما معدله 100 الف برميل يوميا من النفط الخام، ارتفعت الى نحو 170 الف برميل مع انقطاع امدادات الغاز المصري.

من جانب اخر ذكرت وكالة انترفاكس في ختام لقاء رئيس مجموعة النفط الروسية "روسنفت" مع مستثمرين في لندن ان المجموعة النفطية الروسية الاولى تنوي استثمار 18 مليار دولار في السنوات الثلاث المقبلة لتحديث البنى التحتية للتكرير. وكشفت المجموعة الروسية الحكومية عن وجود خطة لتحديث المصافي تعود للفترة السوفياتية بقيمة 25 مليار دولار، كما اوضحت انترفاكس نقلا عن العرض الذي قدمه رئيس المجموعة ايغور سيشين لمستثمرين في لندن.

وبحسب سيشين، فان سبعة مليارات دولار قد انفقت حتى الان في اطار هذا البرنامج وسيتم استثمار ال18 مليونا المتبقية في عملية التحديث هذه قبل العام 2016. وستسمح هذه الخطة بزيادة حصة المشتقات النفطية الخفيفة فتزيدها من 56 بالمئة الى 78 بالمئة من اجمالي الانتاج، وفق العرض الذي قدمه رئيس "روسنفت".

وطرحت "روسنفت" ايضا عروضا لشراء تراخيص في 14 مشروعا بحريا جديدا اضافة الى التراخيص ال29 التي تملكها. وفي العام 2012، استثمرت المجموعة 500 مليون دولار في مشاريع بحرية جديدة، كما قال سيشين. وبحسب انترفاكس، فان رئيس "روسنفت" زار لندن للقاء المساهمين في المجموعة النفطية البريطانية العملاقة بريتش بتروليوم "بي بي" التي فاوض معها لشراء حصتها في الشركة المختلطة "تي ان كي-بي بي".

وتجري "روسنفت" حاليا مفاوضات مع "بي بي" حول شراء حصتها في "تي ان كي-بي بي" الشركة المختلطة التي تملكها "بي بي" والكونسورسيوم الروسي "الفا اكسس-رينوفا" واحد ابرز المساهمين في المجموعة البريطانية التي تصبح ادارتها اكثر صعوبة بسبب العلاقات الصعبة بين مساهميها.

والكونسورسيوم "الفا اكسس-رينوفا" الذي يملكه اربعة من كبار الاثرياء الروس، اعلن من جهته السعي وراء قرض بقيمة 20 مليار دولار (قرابة 15,5 مليار يورو) ليتمكن من شراء هذه الحصة في "تي ان كي-بي بي" بنفسه. واوضح الكونسورسيوم انه كلف المجموعة المصرفية "ادموند دو روتشيلد" ومقرها في سويسرا، مساعدته في ايجاد الوسائل الضرورية لجمع هذا المبلغ.

السعودية تبحث عن بدائل

على صعيد متصل تسعى السعودية وراء منظومة من الطاقة البديلة والمتجددة، وضمنها المفاعلات النووية، بغية توفير احتياجاتها المتفاقمة في الكهرباء والمياه نظرا للاستهلاك المتزايد للنفط في انتاج هذين القطاعين. وقال خالد السليمان نائب الرئيس في مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة ان "التحدي الذي نواجهه اليوم ولا شك مستقبلا يكمن في تامين حاجات المملكة في قطاعي الكهرباء والمياه وتوفيرها بشكل مستدام".

واضاف السليمان على ان "الاستدامة تتطلب ان يكون كلا القطاعين مجديين اقتصاديا دون الحاجة لدعم مالي مستمر من الدولة". وتستهلك السعودية محليا اربعة ملايين برميل من النفط يوميا من حوالى عشرة ملايين برميل تنتجها، اكثر من نصف هذه الكمية يستخدم في محطات لإنتاج الطاقة. وراى السليمان ان المملكة تسعى الى مجاراة "التغيرات في فضاء الطاقة العالمي، واحداث نقلة نوعية في نمو الاقتصاد المحلي تشابه، بل وتفوق، ما حدث عندما قررت تاسيس قطاع البتروكيماويات في سبيعنيات القرن الماضي".

واشار الى ان "خيار تامين نصف احتياجات المملكة من الكهرباء خلال العشرين عاما يوفر نصف كميات الوقود الهيدروكربوني الذي تحتاجه شبكة الكهرباء وتحلية المياه". وتتجه المملكة بشكل متزايد حاليا نحو تطوير مصادر للطاقة لا تعتمد على النفط مثل الطاقة الشمسية والهوائية والنووية، كما تطلق مشاريع لتكرير المياه.

واطلقت مشروع مدينة الملك عبدالله للطاقة النووية والمتجددة من اجل اجراء ابحاث حول الطاقات البديلة. واوضح السليمان ان "اسهام الطاقة المتجددة في هذا الخيار يصل الى حوالي ثلاثين في المئة في حين تساهم الطاقة الذرية بنسبة عشرين في المئة". وقال ان هذا يتطلب "خلال العشرين عاما المقبلة 41 الف ميغاوات من الطاقة الشمسية، و18 الف ميغاوات من الطاقة الذرية، وتسعة الاف ميغاوات من الرياح، وثلاثة الاف ميغاوات من النفايات، والف ميغاوات من الطاقة الجيوحرارية".

وتابع "ستشكل السعة النووية المستهدفة اكثر من 58 في المئة من اجمالي السعة المركبة في المنطقة، شاملة في ذلك مفاعلات الطاقة التي ستكون عاملة بحلول 2032 في تركيا والامارات والاردن وايران". ولفت السليمان الى ان "محطات الطاقة الجديدة المستخدمة لتوليد الكهرباء وتحلية المياه لا تتاثر بتقلبات الاسعار العالمية او المحلية لان الغالبية العظمى من تكلفتها يتم دفعها عند انشائها وتشغيلها".

وتنتج الكهرباء في منشآت تعمل بشكل حصري تقريبا بالنفط الذي تحصل عليه بأسعار تكاد تساوي اقل من خمسة في المئة من سعرها في الاسواق العالمية، كما ان استهلاك الطاقة يزداد بمعدل 12% سنويا. وقال "تمت دراسة الجدوى الاقتصادية لتصدير الكهرباء المنتجة من المصادر المتجددة خاصة الشمسية الى الاتحاد الاوروبي، مرورا بتركيا فشرق اوروبا، واما بشمال افريقيا فجنوب اوروبا، لتعظيم العائد من الاستثمار في منظومة الطاقة الجديدة، من خلال تصدير الفائض في فصل الشتاء الى الاتحاد الاوروبي".

من جهته، اوضح عبدالله الحصين وزير المياه والكهرباء ان "القدرة المركبة في السعودية بلغت اكثر من 54 الف ميغاوات". وكشف ان "خطة التوسع تشير الى ان اجمالي احمال الذروة سيبلغ 90 الف ميغاوات بحلول 2022 والحاجة قائمة لتنفيذ مشاريع كهرباء خلال الاعوام العشرة القادمة تتجاوز تكاليفها 133 مليار دولار، يتوقع ان يسهم القطاع الخاص بثلثها تقريبا". وختم الحصين ان "التوقعات للسنوات العشر القادمة للمتطلبات المالية للتوسع في قطاعي المياه والكهرباء تبلغ 214 مليار دولار".

لكن المياه التي تنتج من خلال عملية تحلية مياه البحر المكلفة جدا بالطاقة، تباع للمستهلكين بسعر يساوي 1% من كلفة الانتاج. اما المياه الجوفية فيتم استخراجها من اراضي المملكة الصحراوية بمعدل يزيد اربعة اضعاف عن المعدل الطبيعي لاعادة امتلاء الخزانات الجوفية. وبالتالي فان المملكة تعتمد بشكل متزايد على المياه التي يتم انتاجها في معامل التحلية. بحسب فرانس برس.

ويعرب خبراء عن خشيتهم ازاء استمرار معدلات استهلاك المياه على حالها لان ذلك سيزيد نسبة استخدام الانتاج النفطي لهذا الغرض داخل البلاد في المستقبل. ويدفع المستهلكون 2,7 سنتا من الدولار للمتر المكعب الواحد، اي بما يعادل 1% من كلفة الانتاج، بينما يبلغ سعره في العالم حوالى دولارين، وفق الخبراء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 27/آيار/2013 - 16/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م