هي الحروف.. شعلة... وضاءة... بساحة المولد العلوي... وشذرات
الكلم.... يانعات... نجوما... أكاليل أنوارها... علت الخافقين... ينبري
اليراع المأسور بحب آل بيت المصطفى.. مجليا الحادثات... صوراً... لوصي
رسول الأكوان.. يحار طريقاً مابين العقول... والقلوب... قبل أن تلتهب
مشاعر الولاء الأحمدي... في سفر رباني... حارت فيه محطات الخلود...
لتكحل عيون الدهر بشوارد الألفاظ... في بحره الزاخر بأبجديات
اللغات.... كوثرية سطوري هذه.... ترنو لدانيات القطوف..
معي يا قارئي العزيز... نغترف من منهل الوفاء... ونبع الولاية...
اعني يا قارئي المحب حين يجود إلهامي على صفحات المجد... سلسبيلا يروي
عطش الموالين... وعينا تتفجر يواقيت.. وجواهر.... ولادة الوصي في قلب
ألكعبه... رمضان سطوري فرض علي صياما واجباً.... قبل أن ابلغ عاشوراء
الحروف.... فحتى في ميلادك سيدي.. تفجرت مني دموع الولاء الهاشمي....
وتتجاذبني الخواطر في الكتابة عن الإمام علي (ع).. بين ثنايا نفائس
البلاغات.. ودرر الصياغات التي غمرتها أنوار سيقان العرش الإلهي وحين
يجافيني طرفي.. محارباً كلاكل الكرى.. لكثرة الوجل من اقتحام هذا البحر
العجاج.. المتلاطم الأمواج... علي.. علي... وما أدراك ما علي؟؟؟؟
لئن يقطع قلمي.. فيافي السطور.. قاصداً محراب علي... سارعت في الخطو
الحروف... لا خفةً منها... لكنها اهتزت في المشي على جنبات الدرب..
فأطاعت مشيئة المداد... وأخافها غضب اليراع... وان كنت أبحر في ميلاد
أبي الحسن... بهذه السطور... وتلك الكلمات... وهاتيك الحروف التي
تزلزلت الكور.. من أصلابها.. تزف ولادة من خلق ميمون النقيبة.. بلحظة
بات فيها... هولُ... ارهب بهاليل العرب والعجم... وأذهل يعاسيبهم....
في زمن اشتملت فيه على اليأس القلوب.... واوطنت المكاره... وأرست في
أماكنها الخطوب... وتدافعت الحادثات... لهذا الليث المرجب... المبجل
بالابطحين.... سموح الأنامل بذي الفقار... عليٌ.... عليٌ... وليد
الكعبة اطل على الدنيا حين بلغت النائبات المدى... وأذابت المهج...
لتشرق شموس أهل المباهلة... والكساء... والبيت العتيق... والأستار...
والحرمات... ها هو كوكب التقوى.. يبزغ.. بين إطلالات السبع الطباق...
كوكب خصه الباري بفضل لن يرى مثله بين جحاجيح الورى... ما سر هذا
الوليد؟؟؟ما شأنه.. ؟؟؟
علم... سري.... مؤتمن... طهر..... ذاك الذي استقر ذكره في جبهة
اللوح المحفوظ.... انه عليٌ... ذاك الذي أيقظت نجواه أجفان الدجى... في
جملة الأكوان التي أضحى... مبتدؤها محمد(ص).... وخبرها عليٌ(ع)......
المولود الأغر حل بالوجود كحلول النور في البصر... والبصيرة....
ها هو لسان العدالة... وعدل القرآن... وسحر البيان..... وطود
الحكم... قد فاق أصحاب الرقيم... معجزة... انه ابن أبي طالب... الذي
اعتمر في اللوح.... وحج في العرش.... وخط في عين الظفر... وجه السهى...
ومن باطن بيت الله الحرام بزغ نور.... ضم مجرات الشموس.... ومفازات
الدهور....
انه وجود حار فيه الثقلان.... فأضحى.. سر غيب الأنام.... طوبى
لفاطمة بنت أسد... اطل الوليد على الورى... بمنبت.. في كنف آل أبي
طالب... ينبض باسم الإله خافقه.... قبل أن يباهل فيه... طه الأمين...
عند نصارى نجران.. فضج سنى القدس في عارضه... وبهاء الإمامة في
محياه.... فزخر هذا النبع.. عطاء... وجودا... استرفده القاصي..
والداني... طوفان.. لا مرسى له... يغرق نوح في بحر امامته... إيليا..
هذا الذي ضج أهل السفينة باسمه... حينها.. (قلنا يا ارض ابلعي ماءك ويا
سماء اقلعي)..... فسجد الوجود على أعتاب الطوفان... ووقف الخلود
مهابة... لهول الحدث... فجر حملته العهود... والمفازات.. في مدارات
العالم العلوي... لينشق جدار الكعبة... بحضور.. مريم... واسيه...
والحور.... اي سر أنت يا بن أبي طالب يا صهر الخاتم الأمين؟؟؟؟....
يا وجدان العالم.. وسماء الأحكام... وكواكب الكرم.... والعزة....
أيها الإمام.. يا كيان المجد... ونور المعالي... وركن الإسلام
الأصيل.... ها هو روح القدس يهلل لمولدك... يا سيدي... انفرجت أسارير
الوجود لنبراس العقيدة... وبدر العصمة.... فغدوت سيدي.. محوراً
للأفلاك.... بفضل عزمك الذي واكب كل رواية.... وحديث... فذهل أرباب
النهى... وحار أهل الدراية... والمعارف... بكنه جواهر كنوز أصول
الإمامة واسرارها.... ها أنت يا أبا الحسنين.... يا زوج البتول...
مرسومة ولايتك على لوح القدرة الملكوتي... فسموت كوكبا على كل
الكواكب... عنواناً مكللاً... بإكليل قدسي.... فزلزلت يوم ميلادك....
زلزالها... وأخرجت منها أثقالها.... وانفجر بركان الكون.. شرارات...
ويروق.... أضاءت خيمة الأسرار... فناغت خلايا الوجد..... وانطوت سطور
مقالي... تتهادى في روضة الولاء العلوي.... |