بالنسبة للجمهور الفرنسي، ليس المغنّي الكوري الجنوبي "بسي" سوى
الجزء الظاهر من جبل الجليد. إذ مع قيمة توازي 3,8 مليار دولار من
المنتوجات الثقافية المصدّرة في العام 2011 [1]، أضحت كوريا الجنوبية
خلال خمسة عشرة سنة قوّة ثقافية منافسة لليابان. ولم يعد استهلاك مواد
ثقافتها الشعبيّة مقتصراً فقط على آسيا، بل تعدّاها إلى مناطق أخرى
وصولاً إلى أوروبا، حيث نشهد حماسة العديد من الشباب للمسلسلات
التلفزيونية - المسمّاة "بالدراما التلفزيونية" أو فقط "الدراما" [2] -
وبموسيقى البوب الكورية. وفي حين كانت قاعة "الزينيت" في باريس تستقبل
في حزيران/يونيو 2011، الفرق الخمسة الأكثر شهرة، جاء دور قاعة "قصر
الرياضة" في بيرسي في شباط/فبراير 2012، للتزيّن بألوان "الموجة
الكورية" ("هاليو Hallyu".
كان هذا التعبير قد انتشر من خلال وسائل الإعلام الصينيّة في بداية
الألفية الثالثة. ففي العام 1993، بُثّ أوّل مسلسلان كوريّان على
التلفزيون الصينيّ في ظروفٍ مؤاتية، مع انفراج العلاقات الدبلوماسية
بين البلدين قبل عام. لكن الاهتمام بالمسلسلات التلفزيونية الكورية
الجنوبيّة لم يظهر إلاّ بعد النجاح الذي حقّقه في العام 1997 مسلسل "ما
هو الحبّ What is Love All About ?" ( قناة MBC، 1991-1992)، العائليّ
الذي تألّف من خمس وخمسين حلقة، وكذلك مع مسلسل "نجوم في قلبي Stars in
my Heart" (قناة MBC، 1997) الذي تشكّل من عشرين حلقة، والموجّه لجمهور
أكثر شباباً. لم يُسجّل هذا الاهتمام في الصين القارية فقط، بل أيضاً
في هونغ كونغ وتايوان. وخلال الفترة نفسها بدأت تنتشر موسيقى البوب
الكوريّة "K-pop"على الموجات الإذاعيّة والتلفزيونية. وظهرت حينها فرق
من النجوم الشباب idols [3]، على غرار H.O.T.، إنّما أيضاً مغنّون
أمثال AHN Jaewook، الذي يؤدّي الشخصية الأساسيّة في مسلسل "نجوم في
قلبي". وتشهد الصناعتان الموسيقيّة والتلفزيونية تطوّراً مشتركاً في
كافّة تلك الأسواق الناشئة الجديدة.
تشهد هذه الموضة شيوعاً في كلّ منطقة جنوب شرق آسيا. ففي العام
1998، شكّلت المسلسلات الكورية الجنوبيّة 56 في المئة من استيراد
البرامج التلفزيونيّة في فيتنام [4]. وفي العام 2001 شهد مسلسل "خريف
في قلبي Autumn in my Heart"(قناة KBS، العام 2000) بطابعه الميلودرامي
رواجاً ضخماً، وهو يروي قصة الحبّ المستحيل بين شاب وشابة تمّت
تربيتهما خلال بضعة أعوام كأشقّاء، وذلك بسبب خطأ حصل في قسم الولادة
في المستشفى.
لكن "الموجة الكوريّة" اتّخذت منحى مختلفاً في العام 2003 عندما
بلغت اليابان مع انتشار مسلسل "سوناتا شتائيّة Winter Sonata" الذي
يروي هو أيضاً قصة حبٍّ مستحيل. بعد برمجته في البداية على قناة
فضائيّة تابعة لشبكة NHK، استقطب هذا المسلسل جمهوراً ضخماً فأعيد بثّه
ومن ثم برمجته على القناة الهرتزيّة للمجموعة في العام 2004. وقد ولّد
النجاح الذي حقّقه المسلسل والذي تُرجم بتحقيق الممثل الرئيسي لنجوميّة
كبيرة، أرباحاً مهمّة بفضل بيع المنتجات المشتقّة.
بعد نهاية الاحتلال الياباني (1910-1945)، رفضت كوريا الجنوبية
استيراد الثقافة الشعبيّة الصادرة عن القوّة الاستعمارية السابقة. وقد
ساهم هذا الحظر، من باب المفارقة، في اللجوء إلى النشر السرّي والتقليد،
وكذلك في التقريب بين مخيّلة البلدين، وخصوصاً تعزيز التأثير الياباني
على الإنتاج الكوري. ثمّ رُفِعَ هذا المنع في العام 1998. وتأكّد
التقارب الثقافي في العام 2002، مع التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة
القدم.
قبل وصول "مسلسلات الدراما"، سبق لموسيقى البوب الكوريّة الجنوبية
أن شقّت طريقاً لها على لائحة الأغاني الأكثر رواجاً بفضل المغنية
الشابة "بوا". ومن ثمّ توصّلت بعض الفرق على غرار فرقة "شينوا"، و"دونغ
بانغ شين كي"، إنّما أيضاً المغنيان "راين" (بي) و "سيفن 7even"، إلى
كسب قلوب الشباب والشابات اليابانيين. من جهتها، سجّلت السينما دخولاً
ملفتاً إلى البلد في العام 1999 مع فيلم Shiri، وهو الفيلم الكوري
الجنوبي الأول الذي استفاد من توزيعٍ على الصعيد الوطنيّ (1,2 مليون
بطاقة دخول)، ومن ثم فيلم "منطقة الأمن المشتركة J.S.A. (Joint
Security Area)" في العام 2001.
ومنذ العام 2003، أصبح الميزان التجاري للصناعة التلفزيونيّة
الكورية الجنوبية رابحاً. وأكثر من 90 في المئة من البرامج التلفزيونية
المصدّرة كانت حينها مسلسلات درامية. لكن في العام 2005، باتت قيمة
الصادرات تمثّل ثلاث أضعاف قيمة الواردات. أمّا الدول المستوردة
الأساسيّة فهي اليابان (60 في المئة)، وتايوان (11 في المئة) والصين
(10 في المئة).
بالتوازي مع ذلك، تجتذب السياحة إلى أماكن التصوير المعجبين
الآسيويين. بحيث لوحظ في العام 2003 ارتفاعاً بنسبة 50 في المئة لعدد
السيّاح التايوانيين، و40 في المئة لعدد السيّاح اليابانيين، بعد عرض
مسلسل "سوناتا شتائيّة".
هكذا ارتفع في الواقع شأن صورة البلد بأكمله. واستفادت الشركات
الكوريّة الجنوبية المتواجدة في الخارج من نجاح المسلسلات، إذ اختارت
شركة Samsung الممثّل AHN Jae-wook ليقدّم منتوجاتها في فيتنام.
وتحوّلت كوريا الجنوبية إلى "موضة"، وامتدّ هذا الافتتان ليطال نواحٍ
أخرى من الثقافة الشعبيّة: الطبخ، اللباس، والرفاهية... وقد استفاد
تعليم اللغة الكورية من ذلك. حتّى أن الحكومة شجّعت إنشاء مراكز ثقافية،
لدرجة أنّ الكثيرين باتوا يتحدّثون دون تردّد عن "قوة ناعمة".
ساهم العديد من العوامل في هذا النجاح: التطوّر الاقتصادي المذهل
لكوريا الجنوبية، كما لكثيرٍ من الدول الآسيوية؛ وفتح الأسواق الصينيّة،
وتحرير القطاع المرئي والمسموع في كوريا الجنوبيّة وفيتنام والصين؛
وإنشاء وتطوير العديد من القنوات الفضائيّة التي تُبثّ عبر الكابل؛
والسياسة التدخّلية لحكومة كوريا الجنوبية التي راهنت خلال فترة الأزمة
(1997-1998) على التقنيّات الإعلامية والصناعات الثقافية؛ والمبادرات
الفردية وممارسات ريادة الأعمال (الإغراق، والدبلجة و/أو الترجمة إلى
اللغة المحلية)، وأخيراً دور الشبكات الموازية [5]، خصوصاً في أوساط
المهاجرين الكوريين والآسيويين بصورة إجماليّة. وقد سمحت سيطرة الثقافة
اليابانية على السوق الآسيوية (في المقام الأول المسلسلات التلفزيونية)
بنشوء جمهورٍ قابلٍ للتأثر بالمسلسلات الدرامية الكوريّة، ورثت هي
نفسها الإنتاج الياباني.
ثمّ اتّسعت رقعة انتشار "الدراما" بدءاً من العامين 2002-2003،
فاكتسحت كلّ من الفيليبين، وماليزيا، وإندونيسيا ومونغوليا، وصولاً إلى
آسيا الوسطى (أوزباكستان، وقزخستان، وقرغيزستان). من ثمّ جاء دور دول
الشرق الأدنى وشمال إفريقيا: مصر (2004)، وتركيا (2005)، وإيران
(2007)، ثمّ العراق. وهنا تجدر الإشارة إلى أنّها المسلسلات التاريخيّة
بشكلٍ أساسي - "الأميرال الخالد يي سون سين Immortal Admiral Yi Sun
sin" (KBS، 2004)، و"إمبراطور البحرEmperor of the Sea" (KBS، 2004) -
التي يتمّ شراؤها من قبل دول الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، كما ستكون
الحال عليه كذلك في دول أوروبا الشرقيّة بعد بضع سنوات.
من بين هذه المسلسلات، هناك مسلسل "مجوهرات القصر Jewel in the
Palace" التاريخيّ (2003-2004) الذي يصوّر قصّة فتاة يتيمة دخلت إلى
بلاط مملكة جوزيون للتدرّب على الطبخ، وأصبحت طبيبة لدى الملك. فقد نجح
هذا المسلسل الدراميّ في خرق السوق الأوروبية للمرّة الأولى. وبعد
تركيا وهنغاريا في العام 2008، قامت رومانيا ببثّه في العام 2009 على
القناة الرسمية، تبعتها بلغاريا في العام 2011.
عشّاق فرنسيون على الانترنت
في أوروبا الغربيّة وأميركا الشمالية، شكّلت السينما الأداة
الأساسية التي ساهمت في انتشار الثقافة الكورية الجنوبيّة بدءاً من
نهاية التسعينات. وقد تذّوقت هذه البلدان إنتاجاتها الفنيّة والبحثيّة،
في حين كانت جاراتها الآسيويّة تكترث أكثر لأفلامها الجماهيريّة.
وفي فرنسا، لطالما سلك استهلاك "الدراما" الشبكات الموازية. وقد
تجلّى الاهتمام بها في البداية ضمن المجتمع الآسيويّ الأصل، ومن ثم
بدءاً من العامين 2006-2007، على الإنترنت الفرانكوفوني. هكذا اكتشف
الكثير من المعجبين الفرنسيين الدراما الكوريّة عبر الثقافة الشعبية
اليابانيّة [6]. وتمّ تخصيص عشرات المواقع لها. أربع مسلسلات فقط -
Damo، Boys Over Flowers، Dream High و The 1st Shop of Coffee Prince
- متوفّرة في المكتبات الإلكترونية الكبرى، لكنّه يتم تبادل العشرات
غيرها بين الهواة على شبكة الإنترنت. ووحده موقع Drama Passion (www.dramapassion.com)
يقدّم تحميلاً قانونياً.
الدراما هي المنتوج الثقافي الأمثل لمضاعفة الإيرادات، خاصّة وأنّ
الاعتياد عليها لفترة قصيرة نسبياً، خارج "المواسم"، كما في حال
المسلسلات الأميركية، يسمح بتجديد مستمرّ لمجموعات المعجبين، وكذلك
بتجدّد القطاعات الصناعية التي يمكن أن تشارك في الإنتاج. هكذا تضمّ
غالبية المسلسلات التي تُصدّر بين ستة عشر وأربع وعشرين حلقة فقط، ما
يوازي عرضاً مرّتين في الأسبوع على شهرين أو شهرين ونصف تقريباً.
بالتالي تسمّى "المسلسلات القصيرة min-series" مع أنّها ليست كذلك
فعلياً.
تشكّل المسلسلات القصيرة الكوريّة في الواقع نسخة حديثة ومرئيّة
مسموعة للروايات العاطفية: فالعقدة محبوكة حول قصة حبّ تدور أحداثها في
بيئة مدينيّة معاصرة جداً. لكنّها ليست كمسلسلات الـ soap opera
اللامتناهية. فالدراما الكوريّة التي يتم بثّها خلال أوقات المشاهدة
الكثيفة مصمّمة لتدوم عشرين حلقة فقط. بالرغم من أنّ بعض الحبكات
الموازية تسمح بالإضاءة على شخصيات ثانوية تكون في غالبية الأحيان
جذّابة للغاية، إلاّ أن عددها يبقى محدوداً.
وتتمّ برمجة إعادة بثّها خلال عطلة نهاية الأسبوع أو في اليوم الذي
يسبق عرض الحلقة الجديدة. ومن الشائع الاستهلاك السريع للمسلسلات التي
تحظى بأكبر نسبة مشاهدين، والتي يتمّ التعليق عليها بغزارة على المواقع
الإلكترونيّة الكبيرة وفي الصحف الشعبية. وحتّى المشاهدين الكثر الذين
استبدلوا شاشة التلفزيون بشاشات الحاسوب والهاتف المحمول (التلفزيون
المتنقّل الشخصي منتشر جداً في كوريا) أو الحاسوب اللوحي، يحاولون
متابعة التطوّر الذي يفرضه الموزّع.
هكذا لا يتحقّق شدّ المشاهد بفضل البث اليومي كما هي الحال عليه
بالنسبة للـsoap opera، إنّما بفضل التقارب بين عالمه وعالم الشخصيات.
فهؤلاء يعيشون في الحيّز الزمني والجغرافي المماثل لعالمه (أكثر من 80
في المئة من الشعب الكوريّ يعيش في المدينة)، الأمر الذي يسهّل استثمار
المنتجات. سواء تعلّق الأمر باختيار أماكن ملائمة لذوق العصر، أو
بالتجهيزات الإلكترونية (وفي مقدمتها الهواتف المحمولة)، أو السيارات
أو الأدوات المنزلية، والملابس، وأكسسوارات الموضة أو المفروشات،
يتحرّك الأبطال وسط عالمٍ من المنتوجات الاستهلاكيّة وتتحوّل المسلسلات
الدرامية إلى "مؤشرات للميول الشائعة" على غرار المسلسل الأميركي "الجنس
والمدينة Sex and the City".
بهذا المعنى، تشكّل الـ k-drama امتداداً لما أطلق عليه في آسيا
تسمية الـ trendy drama(دراما الموضة)، وهو نوعٌ ظهر في الثمانينات في
اليابان موجّه لطبقة من الشباب المستهلكين. حيث كانت تلك المسلسلات
تصوّر شخصيات تمارس مهن حديثة وجذّابة (مصمّم، ومغنّي، ومهندس...)
تؤمّن لهم قدرة شرائية مرتفعة والقدرة على إيجاد أوقات للتسلية.
إلاّ أنّ المسلسلات تخلو من الانقطاعات الإعلانيّة: فقط تسبق
الإعلانات أو تلي مقدّمة المسلسل، وتورد لائحة الأسماء التي تُعرض في
النهاية أسماء الشركات التي قدّمت منتوجات تمّ عرضها على الشاشة. ولا
يحقّ لأسماء الماركات المعروفة قانونيّاً أن ترد على الشاشة، لكن الطرق
التي يتمّ استخدامها لإخفائها أو تحويلها، في حال وُجدت، تبقى قليلة
الفعالية.
أمّا المسلسلات التاريخية الأقلّ تحفيزاً على الاستهلاك فهي تستميل
أيضاً جمهوراً وفيّاً. وقد أصبحت منذ نهاية التسعينات أقلّ تقشفاً
بكثير، بغية استمالة جمهورٍ شابٍّ ونسائيّ: مدّة أقصر، وتسجيل صوتيّ مع
موسيقى جميلة تكون أحياناً معاصرة، وحوارات أقلّ زخماً وليست بالية،
وبعدٌ رومانسيّ، وإدخال لمشاهد كوميدية... والأهمّ هو استبدال الأبطال
ببطلات مثاليّات بالقدر نفسه. وفي غالبية الأحيان، تُظهر تلك المسلسلات
التاريخية الجديدة علوماً تقليديّة (الطبّ، والطبخ، والرسم...)، في حال
لم تنبش شخصيات تاريخيّة منسية، لتقترب بذلك من الأفلام الوثائقيّة
الخياليّة.
هكذا سمحت إعادة النظر بالتقاليد الوطنية بأن تصبح المسلسلات
التاريخية سفيرة لنوعٍ من الثقافة الكورية، في حين ترسم المسلسلات
القصيرة المعاصرة صورة لبلدٍ ديناميكي وحديث. ومن الحزن العميق إلى
الجنون العذب لبعض المسلسلات الكوميديّة الرومانسية، يسمح تنوّع هذه
المسلسلات بخلق جماهيرٍ متنوعة.
* يحضر أطروحة الدكتوراه في الإعلام
والاتصالات في جامعة السوربون الجديدة
** مقال منشور في صحيفة لوموند ديبلوماتيك
العربية في عدد آيّار/مايو 2013
................................................................
[1] المصدر: الوزارة الكورية الجنوبية للثقافة،
الرياضة والسياحة.
[2] إن غالبية المسلسلات الدرامية المذكورة هنا
معروفة في الخارج تحت عنوانها الإنكليزي الذي شرّعته شبكات التوزيع.
وفي الواقع إن العناوين الإنكليزية أمر شائع في كوريا الجنوبية نفسها:
Love Story in ، Dream High...
[3] نجوم شباب مقولبين يستهلكوا بسرعة في عالم
المنوّعات اليابانية. راجع: Iwabuchi Koichi, « Au delà du cool
japonais, la globalisation culturelle... », Critique internationale,
n° 38, Paris, 2008/1, pp. 37-53.
[4] Shim Doobo, « The growth of Korean cultural
industries and the Korean wave », dans Huat Chua Beng et Iwabuchi
Koichi (sous la dir. de), East Asian Pop Culture, Analysing the
Korean Wave, Hongkong University Press, 2008, pp. 15-32.
[5] « Piratage en Corée du Sud : le virage
répressif d’une nouvelle puissance culturelle », dans Tristan
Mattelart (sous la dir. de), Piratages audiovisuels : les voies
souterraines de la mondialisation culturelle, INA / De Boeck
Editions, Paris, 2011, pp. 250-265.
[6] Hong-Mercier Seok-Kyeong, « Découvrir les
séries télé de l’Asie de l’Est en France : le drama et la
contre-culture féminine à l’ère numérique », Anthropologie et
société, vol. 36, n° 1-2, Université de Laval, Québec, 2012. |