في ظاهرة تنتشر دوليا... تردي التعليم يمهد لأجيال جاهلة

 

شبكة النبأ: الاهتمام بقطاع التعليم ضرورة مهمة لا يمكن الاستغناء عنها او اهمالها، لذا فقد اصبح في مقدمة الاولويات للكثير من دول العالم، وخصوصا الدول المتقدمة التي لاتزال تواصل دعمها للمؤسسة التعليمية والاعتماد على بعض الابحاث والدراسات الجديدة التي يقوم بها العلماء والباحثين سبيل تطوير هذا القطاع او لأجل اكتشافات بعض المشاكل التي يعاني منها الطلبة والعمل على معالجتها، وفي هذا الشأن فقد أكد باحثون أن أطفال الأسر الفقيرة يكونون أضعف مرتين في الرياضيات خلال مرحلة الدراسة الابتدائية، ولكن البحث كشف أيضا عن أنه عند تكثيف الدروس إلى هؤلاء التلاميذ فإنهم يحققون نتائج أفضل.

وفي تقرير تم إعداده حول 47 ألفا و237 طفلا يعانون من ضعف مستويات التحصيل في الحساب، ضمن المنهج الذي يحمل اسم "كل طفل في إنجلترا يستطيع العد"، تبين أن 73 في المئة من الأطفال ارتفعت مستوياتهم إلى المستوى المتوسط، حسب التحليل الخاص بالتقرير السنوي للمنهج.

وشملت خطة رفع مستوى الأطفال نصف ساعة يومية لمدة ثلاثة أشهر من الدروس الخاصة، وهو المنهج الذي بدأت وزارة التربية والتعليم في بريطانيا بشكل مباشر في إدارته وتمويله، بينما تديره اليوم جامعة إدج هيل التي طورت منهجين آخرين الأول يحمل اسم " Numbers Count أوعد الأرقام" والثاني "1stClass@Number أو المرتبة الأولى في الأرقام". وبدلا من أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتوفير هذا المنهج بشكل تلقائي، فإن المدرسين الكبار في المدارس هم الذين يقررون شراء هذه المناهج لمساعدة تلاميذهم بها.

وأعطى التحليل الذي تم إجراؤه عن كيفية حدوث تقدم في 1861مدرسة في إنجلترا للباحثين فكرة عن طبيعة الطلبة الذين يجدون مادة الرياضيات بالغة الصعوبة. وتبين أن المعدل يبلغ الضعف بالنسبة الطلبة الأكثر فقرا الذين يدرسون في المدارس المجانية من الذكور وأن احتياجاتهم التعليمية الخاصة تزيد عن نظرائهم مرتين ونصف. كما تبين أن الأطفال الذين تم تعليمهم في مجموعات ثنائية أو ثلاثية حققوا تقدما أكبر من الأطفال الذين تم تدريبهم بشكل مستقل.

ولا يشارك ثلاثة أرباع الطلبة فقط في تحقيق التطلعات الوطنية، ولكنهم أيضا يحققون في نهاية السنة الثانية تقدما ملموسا في الاختبارات التي أجريت لهم بعد ستة أشهر. وبشكل حاسم لم يكن أي شخص يتوقع أن هؤلاء التلاميذ يمكن أن يحققوا التطلعات الوطنية بالوصول إلى المستوى الثاني مع نهاية السنة الثانية، كما أن تسعة من عشرة طلاب وصلوا إلى مستوى أكثر إيجابية في التعامل مع الرياضيات وعد الأرقام عن المستوى الذي بدؤا به، خصوصا وأن 18 ألف طفل شاركوا في هذه البرامج. وتؤكد جامعة إدج هيل أن غالبية المدارس التي أنشئت بتمويل حكومي مباشر، تم اختيارها لتستمر في التعامل مع هذا المنهج، كما أن العديد من المدارس الأخرى ستنضم للمشروع.

في السياق ذاته كشفت دراسة جديدة أن الكثير من تلاميذ المدارس الإبتدائية البريطانية يلجؤون إلى التدخين وتناول مشروبات الطاقة، بسبب ضغوط الاختبارات اعتقاداً منهم أن ذلك يساعدهم على النجاح. وقالت الدراسة، التي أجرتها شركة أغذية الأطفال (كيلوغ) ونشرتها صحيفة صن، إن 43 في المئة من التلاميذ من الفئة العمرية 10 و11 عاماً الذين خضعوا للامتحانات في العام الماضي، لم يتمكنوا من الأكل مسبقاً بسبب شعور العصبية.

وأضافت أن 2.5 في المئة من التلاميذ البريطانيين اعتمدوا على مشروبات الطاقة قبل خوض الاختبارات.

ووجدت الدراسة أن واحداً من كل 200 تلميذ لم يتمكن من الأكل على الإطلاق قبل الامتحانات، ودخل إلى قاعة الامتحان بعد تدخين عدد من السجائر فقط. وقالت خبيرة علم النفس في شركة (كيلوغ)، إيما كيني، إن تلاميذ المدارس الإبتدائية البريطانية "لا يحصلون على الدعم العاطفي والعملي الحيوي الذي يحتاجون إليه خلال أوقات الامتحانات المجهدة".

على صعيد متصل اكتشف باحثون أميركيون أن تصرف الفتيات في الصف يقف وراء حصولهن على علامات أفضل من الطلاب الذكور. ونقل موقع ساينس ديلي عن أحد معدّي الدراسة كريستوفر كورنويل، وهو رئيس قسم الاقتصاد في جامعة جورجيا، قوله ان نظرة الأساتذة إلى التلاميذ تلعب دوراً كبيراً عند وضع العلامات. بحسب يونايتد برس.

وتبين في الدراسة التي شملت 5800 تلميذ من الحضانة حتى الصف الخامس، روقبت تصرفاتهم وأداؤهم في ثلاثة اختبارات هي القراءة والرياضيات والعلوم، أن الأساتذة يميزون في وقت مبكر بين الجنسين ويميلون الى تفضيل الفتيات اللواتي يحصلن على علامات أفضل. واعتبر معدو الدراسة أن الأمر يرتبط بالمهارات غير الإدراكية، أو مدى تواصل التلاميذ الذكور في الصف ومشاكلهم وفقدانهم السيطرة على أنفسهم وتصرفاتهم، مقارنة بالتلميذات.

من جانب اخر وجدت دراسة جديدة، أن الشعور بالقلق قبل الامتحانات قد يتسبب بارتفاع علامات التلميذ. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن باحثين في جامعة "ساوثامبتون"، وجدوا أن القلق يتسبب بتأثير سلبي على نتائج الامتحانات، فقط في حال كانت ذاكرة الشخص سيئة، لكن إن كان الشاب يتمتع بذاكرة جيدة، فإن الشعور بالقلق يجعله يجني علامات مرتفعة. وقيم الباحثون حالات 96 طفلاً في الفئة العمرية 12- 14 عاماً في ما يخص ذاكراتهم والقلق من الامتحانات.

وقال العلماء، "وجدنا أن زيادة القلق عند الأشخاص الذين لديهم قدرة منخفضة للذاكرة العاملة، ترتبط بتراجع في أداء الاختبار الإدراكي". لكن الذين لديهم قدرة مرتفعة للذاكرة العاملة، فإن النتائج عكسية، إذ إن زيادة القلق ترتبط بارتفاع في العلامات. وذكر العلماء أنه ينبغي أن تشجع نتائج دراستهم خبراء التعليم على توجيه المساعدة للأطفال القلقين الذين لديهم مهارات ضعيفة للذاكرة. وقال الباحث المسؤول عن الدراسة ماتيو أوينز، إن "البحث مثير لأنه يعزز معرفتنا متى يمكن بالتحديد للقلق أن يؤثر سلباً على الامتحانات"، مضيفاً أن النتائج تظهر "وجود أوقات يمكن فيها لبعض القلق في الواقع أن يدفعك إلى النجاح".

مشاكل تهدد التعليم

الى جانب ذلك تصدرت دول آسيا الغنية نسبيا ومنها كوريا الجنوبية وسنغافورة وهونج كونج ترتيب التحصيل العلمي للطلاب على المستوى الدولي وهي النتيجة التي قال الباحثون انها ترجع إلى التزام مجتمعي قوي بالتعليم الابتدائي.

وذكرت دراستان تدعمهما كلية بوسطن أن المغرب والعديد من دول الشرق الأوسط تذيلت التصنيف العالمي لأداء طلبة الصف الرابع في العلوم والرياضيات والقراءة وهو ما يعكس التحديات الناجمة عن الفقر والنظم التعليمية الجديدة نسبيا.

وخلصت الدراستان إلى أن التحصيل العلمي للطلاب على المستوى الدولي عموما قد تحسن في السنوات العشر الماضية وزاد عدد الدول التي تركز على التعليم. وتصدرت الدول الآسيوية الأداء في الرياضيات والعلوم وتقدمت في القراءة. وقالت اينا موليس الاستاذة بكلية بوسطن والتي شاركت في الدراستين "في البداية كنا نعمل على تقييم القراءة ولم يتصدروا بالضرورة الرسوم البيانية... بعد عشر سنوات تصدروها." وقالت موليس إن التحسن يعكس جهدا مركزا سواء من قبل الآباء لقراءة المزيد لأطفالهم في المنزل او الجهود الرسمية لجعل برامج القراءة المدرسية أكثر فعالية.

وقيمت دراسة الاتجاهات في الرياضيات والعلوم الدولية اداء 63 دولة في العلوم والرياضيات في حين قيمت دراسة التقدم في القراءة الدولية أداء 49 دولة في القراءة. وخلصت الدراستان إلى أن هونج كونج وروسيا وفنلندا سجلت أفضل أداء في القراءة في الصف الرابع. وفي مجال العلوم تفوقت كوريا الجنوبية وسنغافورة وفنلندا بينما تصدرت سنغافورة وكوريا الجنوبية وفنلندا الرياضيات.

وجاءت الولايات المتحدة في المركز السادس في القراءة في الصف الرابع والمركز الحادي عشر في العلوم والمركز السابع في الرياضيات. وجاء أسوأ أداء في القراءة في المغرب وسلطنة عمان وقطر. وكانت اليمن والمغرب والكويت الأسوأ في الرياضيات واحتل اليمن والمغرب وتونس المراكز الاخيرة في العلوم. وقال مايكل مارتن الاستاذ بكلية بوسطن إن كفاحهم يعكس صعوبة وضع نظم دراسية جديدة. وأضاف مارتن "التعليم مشروع متعدد الأجيال لذلك إذا رجعت إلى ما قبل 30 أو 40 عاما فستجد أن كثيرا من هذه البلدان لم يكن لديها نظام تعليم وكانت مجموعة صغيرة فقط من الناس تحصل على تعليم مناسب."

على صعيد متصل ذكرت دراسة اجرتها الأمم المتحدة ان نحو ثلث الأطفال في الكونجو الديمقراطية محرمون من التعليم بسبب الصراعات والفقر وضعف الحكم. وتتعافى الكونجو الديمقراطية من عقود من الديكتاتوية وحربين أدت لمقتل الملايين وتداعي البنية التحتية. وشرد عشرات الالاف من منازلهم في المناطق التي تدور فيها اشتبكات مثل اقليم نورث كيفو ويقيمون في مخيمات مؤقتة.

وبدأ صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في 2010 الدراسة التي كشفت ان أكثر من 7.3 مليون طفل بين 5 و17 عاما لا يتعلمون في المدارس . وكشفت الدراسة ان الفقر يلعب دورا رئيسيا وان نصف من يحرمون من التعليم ينتمون لاسر تعيش على أقل من 50 دولارا شهريا .وينزل الرقم إلى أقل من 2 في المئة بالنسبة لأسر يتجاوز دخلها 500 دولار شهريا.

وذكر التقرير أن عجز الحكومة عن توفير تمويل كاف لقطاع التعليم يعني ان تنفق الاسرة في المتوسط أكثر من عشر دخلها كي يلتحق الابناء بالمدارس في بلد يعيش معظم سكانه على أقل من دولار يوميا. وكشفت الدراسة وجود تمييز من حيث الجنس وتقل فرصة الفتاة في التعليم غالبا نتيحة الزواج والحمل في سنوات التعليم.

في السياق ذاته قالت الشرطة ان مسلحين يشتبه انهم اسلاميون اقتحموا مدرسة ابتدائية في مدينة كانو الرئيسية بشمال نيجيريا وفتحوا النار على المدرسين واصابوا أربعة منهم. وقالت شاهدة ان المهاجمين جعلوا المدرسين في مدرسة دان مالكي الابتدائية يرقدون على الارض قبل ان تدوي الطلقات. ولم يعلن أحد المسؤولية عن الهجوم لكن جماعة بوكو حرام الاسلامية المتشددة -التي يعني اسمها ان التعليم الغربي حرام- استهدفت المدارس من قبل.

وقتلت الجماعة عدة مئات في هجمات بالاسلحة والقنابل منذ ان بدأت تمردا ضد الحكومة في عام 2009 معترضة على آثار الثقافة الغربية. وتسعى الجماعة الى اقامة دولة اسلامية في جزء من أكبر دول افريقيا انتاجا للنفط. وقال المتحدث باسم الشرطة ماجاجي موسا ماجيا ان المسلحين هاجموا ناظر المدرسة وثلاثة مدرسين آخرين وتركوهم يعانون من اصابات بالغة. وأضاف ان بوكو حرام هي المشتبه به الرئيسي. ولم يصب أحد من التلاميذ بأذى.

وقالت شاهدة عيان من المدرسة "جعلوا المدرسين يرقدون على الارض ثم سمع دوي اطلاق نار وركض الجميع الى مكان آمن." وجاء اطلاق الرصاص بعد يوم من نشر حركة أنصار الاسلامية المنافسة لقطات فيديو قالت انها تبين جثامين سبعة عمال بناء أجانب قتلتهم بعد خطفهم من بلدة نائية في شمال البلاد. وأصدر متحدث منسوب لجماعة بوكو حرام بيانا ينفي فيه مزاعم قوات الامن النيجيرية انها قتلت 20 من متشددي بوكو حرام عندما صدت هجوما على ثكنات مونجونو في الشمال الشرقي. بحسب رويترز.

وسلم البيان لصحفيين محليين عن طريق نفس القناة كفيديو يبين زعيم الجماعة ابوبكر شيكو قبل اسبوع رفض فيه الدخول في محادثات فيما يشير الى انه من جماعته. وجاء في بيان مكتوب من المتحدث المزعوم الذي اطلق على نفسه أبو زنيرة "الحقيقة هي اننا من انتصر في مونجونو." وأضاف "قوة المهام المشتركة التابعة للامن نجحت في قتل اشخاص معظمهم مدنيون أبرياء وليس أعضاء تابعين لنا. فقدنا ثلاثة من الاعضاء لكننا نجحنا في تدمير ثكناتهم وأخذنا ذخيرتهم."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 26/آيار/2013 - 15/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م