انفلونزا الطيور... وباء يتنمر على اجراءات الوقاية

 

شبكة النبأ: عبر الكثير من العلماء عن مخاوفهم بخصوص فيروس هجين لإنفلونزا الطيور يمكن أن يتطور ليصيب الإنسان كما افادت بعض الابحاث العلمية، ويخشى العلماء من تفشي فيروس انفلونزا الطيور بسلالته الجديدة خصوصا مع ازدياد حالات الإصابة بهذا الفايروس في العديد من دول العالم وخصوصا في الصين، وفي هذا الشأن قال علماء إن بيانات عن التسلسل الجيني لسلالة قاتلة من فيروس انفلونزا الطيور لم تكن معروفة من قبل بين البشر تظهر انها اكتسبت بالفعل بعض التحور الذي يجعل من المحتمل ان تسبب عدوى بشرية. لكن لا يوجد دليل حتى الأن على ان انفلونزا (اتش.7.ان.9) تنتقل من شخص لأخر ولا تزال هناك فرصة لأن تتلاشى ولا تتحور إلى سلالة بشرية.

وقال اب اوستيرهوز احد ابرز خبراء الانفلونزا في العالم ويعمل بمركز ايراسموس الطبي في هولندا إن التسلسل الجيني يظهر بعض التحورات الجينية التي يجب ان تجعل السلطات في حالة تأهب وتستلزم مراقبة متزايدة على الحيوانات والبشر. وقال اوستيرهوز "تكيف الفيروس إلى حد معين بالفعل مع انواع الثدييات والبشر ومن وجهة النظر هذه فإنه مثير للقلق. يجب ان نراقبه بدقة جدا حقا".

وكانت لجنة الصحة والتخطيط الأسري في الصين قد اكدت اصابة عدد من الاشخاص بالانفلونزا الجديد وقالت منظمة الصحة العالمية إن حالات انفلونزا (اتش.7.ان.9) مثيرة للقلق لانها الأولى بين البشر. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة ومقرها جنيف "ذلك يجعلها حدثا فريدا تتعامل منظمة الصحة العالمية معه بجدية". وانتشرت سلالات من انفلونزا الطيور مثل (اتش.5.ان.1) لعدة سنوات ويمكنها الانتقال من الطيور إلى البشر لكنها لا تنتقل بين البشر. ويبدو ان من خصائص السلالة الجديدة عدم الانتقال بين البشر حتى الان.

اصابت وجهود

في السياق ذاته قالت وزارة الصحة في الصين إن بكين ستنقل سريعا إلى دول العالم تفاصيل سلالة جديدة من انفلونزا الطيور وذلك بعد شكاوى من انها كانت متباطئة جدا في الإبلاغ عن ظهور المرض وشكوك بشأن تكتم مماثل لما حدث مع الفيروس سارز. وتأكد إصابة تسعة اشخاص بالسلالة الجديدة للفيروس (اتش.7.ان.9) وجميعهم بشرق البلاد. وتوفي ثلاثة اشخاص جراء المرض.

وفي بيان قالت اللجنة الوطنية للصحة وتنظيم الاسرة في الصين إنها تجري تعبئة للموارد على مستوى البلاد لمكافحة المرض وإن عملها سيتسم بالإفصاح والشفافية. وقال البيان الذي نشر على الموقع الإلكتروني للجنة إنها ستتواصل بصورة منتظمة بشأن الفيروس والعمل الوقائي مع السلطات الزراعية وستبلغ منظمة الصحة العالمية والعالم بما يحدث. وكانت السلطات الصينية حاولت في بداية الامر عام 2003 التكتم على انتشار الفيروس سارز الذي ظهر في الصين وقتل عشر الذين اصيبوا به في العالم وعددهم ثمانية آلاف شخص.

الى جانب ذلك كثفت اليابان وهونج كونج جهودهما لمكافحة الفيروس وحظرت فيتنام واردات الدواجن من بر الصين. ولا تنتقل السلالة الجديدة (اتش7 ان9) فيما يبدو من إنسان لآخر لكن السلطات في هونج كونج رفعت حالة استنفار مبدئية وقالت إنها تتخذ احتياطاتها في المطار.

وفي اليابان وضعت المطارات ملصقات في نقاط الدخول لتحث الركاب القادمين من الصين على طلب الرعاية الطبية في حالة شكهم في الإصابة بانفلونزا الطيور.

وفي هونج كونج أعلنت السلطات حالة الاستنفار تحسبا لوجود وباء انفلونزا وهو ما يستدعي مراقبة مزارع الدواجن عن كثب مع حملات للتطعيم والتدريب على إعدام الحيوانات المصابة وتعليق واردات الطيور الحية من بر الصين. ويطلب من كل الركاب في الرحلات الجوية القادمة إلى هونج كونج والمغادرة لها إخطار أطقم العاملين على الطائرات أو في المطار في حالة شعورهم بالإعياء.

من جهة اخرى قالت فيتنام إنها حظرت واردات الدواجن من الصين متعللة بخطر الإصابة بفيروس (اتش7 ان9) وفي الوقت ذاته طلبت من الأطباء الإبلاغ عن أي حالات مشتبه بها ومن المواطنين الاهتمام بالنظافة وتجنب مخالطة الحيوانات أو الطيور أو الدواجن.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن تشبيه سارز بفيروس (اتش7 ان9) ظالم لأنه لم تظهر بعد مؤشرات على انتقال الفيروس من إنسان لآخر لكنها حذرت من أن مصداقية الحكومة باتت تحت المنظار. وقالت في مقال "إذا كان هناك ثمة درس للصين وحكومتها من سارز فهو أنه لا يمكن أن نكون مفرطين في الحذر عندما تتعلق المسألة بالأوبئة الفتاكة. لقد تعلمت الحكومة الكثير خلال السنوات العشر الماضية لكن ذلك ليس كافيا بالمرة."

السعودية تستعين بخبراء

في السياق ذاته افادت وزارة الصحة السعودية بأن نخبة من الخبراء الاستشاريين والمتخصصين من الجامعات، والمنظمات، والهيئات الدولية، ومن منظمة الصحة العالمية وصلوا إلى المملكة للتصدي لفيروس "كورونا" الذي أودى بحياة سبعة أشخاص، وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة، الدكتور خالد مرغلاني، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية، أن وفد منظمة الصحة العالمية وخبراء من الجامعات التقى مع وكيل الوزارة للصحة العامة الدكتور زياد مميش بحضور عدد من مسؤولي وكالة الصحة العامة والتوعية الصحية.

وأضاف "جرى خلال اللقاء الاطلاع على الاستراتيجيات والسياسات والإجراءات التي قامت بها الوزارة للتعامل مع فيروس كورونا واستعراض ما قامت به من جهود احترازية وأعمال تقصي وبائي للحد من انتشاره." وأعلنت السعودية ارتفاع حالات الوفيات بالفيروس، الذي لا يوجد له حتى اللحظة مضاد حيوي أو لقاح إلى سبعة، بعد رصد ثلاث إصابة جديدة بالمرض في محافظة الإحساء. ويشار إلى أن فيروس كورونا هو أحد الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي, حيث تمثل 15 في المائة من الفيروسات المسببة للأنفلونزا التي تصيب الإنسان, ولا توجد حتى الآن على مستوى العالم معلومات دقيقه عن مصدره أو طرق انتقاله, كما لا يوجد تطعيم وقائي أو مضاد حيوي لعلاجه.

من جهة اخرى كشف الناطق باسم منظمة الصحة العالمية جريجورى هارتل، أن تفشى فيروس (كورونا) من مرفق واحد داخل أحد المستشفيات فى السعودية، يؤكد أن المستشفى هو الناقل للفيروس، مشيرا إلى أن التحقيق يتركز على وحدة غسيل الكلى فى المستشفى. ويقوم وفد من مختصي منظمة الصحة العالمية بصحبة مسئولين من وزارة الصحة السعودية بزيارة أحد المستشفيات بمنطقة الإحساء شرقى السعودية، التى شهدت انتشار مرض فيروس "كورونا". وقال مسؤولون فى المنظمة إن "المرضى السعوديين أصيبوا كما يبدو بالفيروس من داخل المستشفى، وأن بعض المصابين هم من عائلة واحدة"، مضيفين أن "الفريق المشترك سيركز زيارته على مستشفى مدينة "الهفوف" فى محافظة الإحساء حيث يخضع المصابون للعلاج.

وقال الناطق باسم منظمة الصحة فى جنيف "إن التحقيق يتركز فى هذه اللحظة على نقطة واحدة وهى وحدة غسيل الكلى فى المستشفى"، فى إشارة إلى المعدات المستخدمة على مرضى الكلى والسكرى وأضاف "على الرغم من ذلك، فوجود عدوى لدى اثنين من أفراد أسرة واحدة لم يترددا على المستشفى يثير القلق بشأن احتمال انتقال المرض على نطاق أوسع بين صفوف المجتمع".

وقالت منظمة الصحة العالمية: إن "23 إصابة تم تسجيلها فى السعودية منذ سبتمبر الماضى، من ضمنها 13 منذ منتصف أبريل فى مستشفى بالأحساء، من بين هؤلاء، توفى 7 مرضى، ولا يزال 4 فى حالة حرجة تحت الرعاية المكثفة، بينما تحسنت حالة اثنين". يذكر أنه تم تسجيل آخر ظهور للمرض فى فرنسا بإصابة رجل فرنسى عمره 65 عاما كان قد عاد حديثا من دبى مع الفيروس الذى ظهر فى قطر أولا، ثم انتشر فى الإمارات، والأردن، وبريطانيا، وألمانيا، وبإصابة الفرنسى أصبح المجموع الكلي للمصابين بالفيروس 31 شخصا فى العالم، مات 18 منهم.

وفيروس كورونا يسمى أيضا بـ "الفيروس التاجى"، وهو من نفس عائلة فيروس "سارس" أو أعراض الالتهاب الرئوى الحاد، الذى اكتسح العالم من آسيا آواخر عام 2003، وتسبب فى وفاة 775 شخصا. وتم الكشف عن "الفيروس التاجى" لأول مرة فى 22 سبتمبر 2012 على مريض قطرى، تم إدخاله المستشفى فى بريطانيا.

في الوقت نفسه تتجه بعض شركات التأمين بالسعودية إلى إلغاء اتفاقياتها مع أحدى المستشفيات فى محافظة الأحساء التى تسببت في نقل عدوى فيروس كورونا، وتأتى هذه الخطة كأول ردة فعل من شركات التأمين بعد مخاوفها من تحملها أعباء مالية ضخمة بعد عزم أهالى الضحايا تقديم شكاوى قضائية ضد المستشفى فى المحاكم الشرعية.

وقال سعد خباز عضو اللجنة الوطنية السعودية للتأمين إن "شركات التأمين فى حالة شعورها بتقصير أى مستشفى سبق وأن وقعت معه اتفاقية لتقديم الرعاية الصحية لعملائها فإنه من حقها قانونا رفع خطاب إلى مجلس الضمان الصحى تبلغه برغبتها فى وقف التعامل مع المستشفى وتوضح أسباب التقصير"، مشيرا إلى أن بعضا من المستشفيات تم حظر التعامل معها بعد وقوعها فى أخطاء طبية جسيمة أودت بحياة بعض المرضى.

عقار جديد

على صعيد متصل كشف باحثون أمريكيون عقارا جديدا للأنفلونزا قادر على التغلب على السلالات المقاومة من الفيروس، حيث يقوم بوقف الإنزيم الرئيسي على السطح الخارجي لفيروس الإنفلونزا ويمنعه من الانتشار في الخلايا الأخرى. وأكدت مجلة العلوم "ساينس" التي نشرت نتائج الدراسة أن الاختبارات التي تم إجراؤها على الفئران بينت وجود سلالات جديدة من الفيروس تبدي مقاومة لنوعين من الأدوية المضادة للفيروسات الموجودة بالأسواق.

في حين أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن الإنفلونزا تصيب مابين ثلاث إلى خمس ملايين شخص سنويا. وبينت الدراسة أن السلالات المقاومة لنوعي الأدوية ريلينزا و تاميفلو أصبحت مشكلة متزايدة خاصة بالنسبة للذين يستخدمون هذه العقاقير بكثرة، كما أن تعريض الفيروس للعقاقير بكثرة، خاصة وأن هذه العقاقير متاحة في بعض الدول كعلاج واق للشخص قبل التعرض للإصابة، يمنح الفيروس الفرصة للعمل على تجاوز تأثيرات العقار.

وكان فريق بحثي مكون من باحثين من كندا وبريطانيا وأستراليا قد استطاع تكوين مركب يلتصق بالإنزيم الموجود على سطح فيروس الأنفلونزا الذي يطلق عليه نورامينيداز، وهو الإنزيم المسؤول عن الاتصال بين الفيروس والخلية البشرية مما يمكنه من التحرك لإصابة خلية جديدة. ولكن حسب مجلة "ساينس "فإن المركب الجديد الذي يطلق عليه (DFSAs) يوقف وظيفة الإنزيم و يمنع الفيروس من الانتشار، ويوقف قدرة الفيروس على تكوين مناعة ضد مضادات الفيروسات مما يمنحها الفرصة للعمل عليه.

وأظهرت الدراسات التي أجريت على الفئران قدرة المركب على التأثير في نوعي الأنفلونزا A و B ويقومون حاليا بإجراء الاختبارات على حيوانات أخرى. وقال رئيس فريق البحث ستيف ويذرز الأستاذ بجامعة بريتش كولومبيا "عقارنا يعمل بنفس الطريقة التي تعمل بها علاجات الأنفلونزا العادية بأن يوقف عمل الإنزيم على جسم الفيروس ويمنع الفيروس من العدوى، ولكن مايميز عقارنا أنه يجعل الأنزيم عديم الفائدة للفيروس." بحسب بي بي سي.

فيما قال الدكتور آندرو واتس من جامعة باث والمؤلف المشارك بالدراسة "عقارنا يعمل بشكل أفضل حتى على السلالات المقاومة للعقاقير من الفيروس." ولكنه أكد أن أمامه مابين ست إلى سبع سنوات من الاختبارات حتى يطرح في الأسواق. بينما أكد جون أوكسفورد خبير علم الفيروسات بكلية كوين ماري التابعة لجامعة لندن أن هذا العقار يعد خطوة تقدمية هامة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 15/آيار/2013 - 4/رجب/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م