شبكة النبأ: ليس هناك جديد في النتائج
التي اعلنتها مفوضية الانتخابات بشأن الحكومات المحلية الجديدة
للمحافظات، فالكل على سبيل المثال كان يتوقع الصدارة لدولة القانون،
وكان التوقع قائما ايضا بفوز قائمة الاحرار والمواطن بعدد من المقاعد،
بمعنى اوضح، لم يتحقق تغيير كبير في تشكيلة الحكومات المحلية الحالية
عن السابقة، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن، هل ستستمر وتيرة عمل
الحكومات الجديدة مثل سابقاتها، وهل ستشكل امتدادا ( نمطياً ) لتلك
الحكومات التي ظلت تراوح بين الفشل والنجاح، بل وبعضها كان اقرب الى
الفشل؟.
لقد بات واضحا للجميع أن المواطن العراقي وصل الى درجة من
اللامبالاة خطيرة، ازاء الحكومات المحلية وضعفها في تقديم مشاريع
واعمال وخدمات واضحة، تقلل من الاضرار الكبيرة التي يتعرض لها الشعب،
بسبب فشل تلك الحكومات في القيام بواجباتها بطريقة افضل، واكثر دقة
ونجاحا، لذا فإن المفاجأة التي ينتظرها المواطن من حكومته، هي اختلافها
عن الحكومات السابقة من حيث القدرة على ادارة المشاريع المختلفة، في
الاقتصاد والصحة والتعليم والزراعة وسواها.
نعم إن الحكومات المحلية الجديدة مطالبة بقوة، بتحقيق المفاجآت
المتواصلة التي تؤكد اختلافها عن الحكومات السابقة، على الرغم من كونها
تنتمي الى الكتل والاحزاب نفسها في الغالب، لأن الامر يتعلق بالاشخاص
الفائزين بمقاعد مجالس المحافظات، ومدى قدرتهم على الابداع والنجاح
الاداري والسياسي وسواهما.
إن عضو مجلس المحافظة القديم الذي سبق له المشاركة في الحكومة
المحلية، وصعد مرة اخرى في دورة الانتخابات التي جرت مؤخرا، يقع عليه
عبء مضاعف، ومسؤولية اكبر لأن امانة الاصوات التي رشحته تبقى في ذمته،
فضلا عن اهمية الوفاء لها من خلال نجاح المنتخَب في أعماله ونشاطاته
الادارية المختلفة، وهناك سبب جوهري ينبغي أن يتنبّه له القادة الجدد،
يتمثل بأهمية تحقيق النجاح من اجل البناء الافضل للمستقبل السياسي،
وهذا ما تحقق على سبيل المثال في التصويت لمحافظ مدينة أو محافظة
العمارة السابق، حيث اكتسح جميع المرشحين بآلاف الاصوات وحقق فوزا
كبيرا يستحقه فعلا، لسبب واضح انه كان قياديا مخلصا وذكيا وعمليا في
الوقت نفسه فضلا عن سمو نفسه ونزاهته، فقدم خدمات مهمة لمحافظته في
مجالات البناء ونشر الحدائق وتجميلها، وفي البناء المتنوع وانجاز
المشاريع في التعليم وسواه، وهذا ما دفع الناخبين الى التصويت له في
صناديق الاقتراع، لانه اثبت جدارته القيادية في الدورة السابقة، لذلك
بهذا الحرص والنزاهة والذكاء القيادي، يستطيع السياسي الفائز ان يؤمّن
مستقبله ويزيده نجاحا وتطورا.
أما الأعضاء الجدد الذين فازوا في هذه الدورة الانتخابية، فينبغي
عليهم أن يحققوا المفاجأة المرجوة منهم، لأن الرتابة القيادية التي
اعتاد عليها المواطن في الحكومات السابقة، جعلته ينأى بنفسه عن السياسة
وشؤون القيادة والحكومة، بسبب تلكؤ بعض القياديين في تقديم الخدمات
الاساسية للناس، ولهذا يجب على الفائزين الجدد ان يكسروا هذا التوقع
لمعظم الناس بفشل الحكومات الجديدة، بمعنى اوضح، على الاعضاء الجدد ان
يثبتوا جدارتهم القيادية من خلال الاصرار على النجاح في القيادة، وهو
امر ليس مستحيلا، فضلا عن كونه يخفف من نقمة الناس وسخطهم، نتيجة
الاخطاء التي ارتكبتها الحكومات السابقة في المحافظات.
لذلك يمكن الاستفادة من تجارب الحكومات السابقة، لاسيما ان هناك
عددا من الفائزين مرة اخرى، أي انهم كانوا ضمن التشكيلات القيادية
السابقة ويعرفون تماما نقاط الضعف والقوة، لذا عليهم معالجة الاخطاء
السابقة وتحقيق النجاح في العمل القيادي، لكسر التوقع المسبق بالفشل،
من خلال تقديم المفاجآت السارة التي تتعلق بالانجاز الافضل، في قطاعات
الانتاج والمشاريع المختلفة، ويحتاج الامر بطبيعة الحال الى التعاون
بين اعضاء المجلس الواحد، والحكومة المشكّلة، لدراسة اسباب الفشل
وامكانيات النجاح في خدمة الشعب. |