فيلم تحريضي على مدارس غزة

توفيق أبو شومر

نشرت معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية طوال أكثر من أسبوع في نهاية الأسبوع الأخير من شهر إبريل 2013 فيلما تسجيليا بالصوت والصورة، سجلته إحدى العدسات في مدارس وكالة الأمم المتحدة في غزة، عنوان الفيلم هو حق العودة.

 يقف وراء العدسة ويحركها صوت شاب فلسطيني يُخفي وجهه لأنه كان يعرف الجهة التي موِّلته، فقد استُخدم الفيلم لإدانة الوكالة الدولية، ولتحريض الدول المانحة عليها، لأنها تدعم التحريض الفلسطيني في مدارسها، فتفتح مدارسها لغرض تقويض شرعية الدولة اليهودية، ولا تبذل جهدا لمنع الاحتفالات بحق العودة، ولا تعمل على محو ذاكرة الآباء والأبناء الفلسطينيين، ذاكرة بيوتهم وبيوت آبائهم وأجدادهم!!

إن هدف النقود إذن محو ذاكرة الآباء والأبناء، وجعلهم ينسون حقوقهم، بغض النظر عن مفاهيم الديمقراطية والحرية، وهي أشهر شعارات إسرائيل !!!

فطلاب غزة، وفق الفيلم المخصص، يبدؤون يومهم الدراسي بهتاف:

" المجد والخلود للشهداء الأبرار، والقدس لنا"

كما أن طلابُ غزة يرفعون صورة أحد المعلمين الإرهابيين، هو عوض القيق، الذي اغتالته طائرات سلاح الجو بلا محاكمة، بحجة أنه من صانعي قذائف القسام، وهو منتمٍ وفق الفيلم لحركة الجهاد الإسلامي!!

وكانت العدسة مجهولة الهوية تبحث بالفعل عن كلمات وتعبيرات معينة لإثبات نظرية التحريض على شرعية إسرائيل، في المدارس التي ترعاها وتنفق عليها الدول المانحة، ويبدو أن هذا الفيلم مقدمة لحملة تستهدف تجميد ميزانية الأمم المتحدة للتعليم، والتي تبلغ خمسمائة مليون دولار في العام!!

ويعرض الفيلم غير البريء لقطات من أقوال، أطفال لم ينضجوا حتى يميزوا بين اليهود كعرقٍ بشري، وبين ممارسات سياسة الاحتلال والقمع التي تمارسها إسرائيل، وهم يرددون تعبيراتٍ متطرفة:

 " اليهود أعداء الله، يجب قتلهم"!!

وهو يخلص في النهاية إلى أن مدارس الوكالة تُخلِّد ذكرى الإرهابيين، وتستضيفهم في مدارسها، وهي تُحيي ذكرى الشيخ أحمد ياسين المدرس السابق في مدارس الوكالة نفسها!!ّ

إذن فإن نقود الداعمين والممولين لمدارس الوكالة تُوَّظف للإرهاب!!

إن الفيلم الموزَّع على شبكات الاتصال الإلكترونية والسفارات الإسرائيلية في العالم، هو فيلم خطير يخدم الإعلام الإسرائيلي المدروس بدقة وباحتراف!

إنه الإعلام الذي يحمل النظرة الأحادية التي برعتْ إسرائيل في تسويقها للعالم، اعتمادا على ضعف ذاكرة الفلسطينيين والعرب وتقصيرهم في مجابهة هذا الإعلام.

لا أحد يجرؤ أن يناقش التحريض الإسرائيلي في المدارس اليهودية على الفلسطينيين والعرب، فما يجري في المدارس اليهودية ليس تحريضا وعنصرية فقط، بل هو مسخٌ للحقائق الصحيحة، وامتهان للتاريخ العالمي وتزييف له.

 فالطلاب اليهود يدرسون في مدارسهم، التي أقيمت على أنقاض بيوت أجداد الطلاب الفلسطينيين المشردين في غزة والضفة وكل دول العالم، يقرؤون النصوص العبرية التالية في المدارس وفي الروايات والكتب:

((هذه - أيها الطلاب اليهود- أرضُ أجدادكم، ظلت خالية من السكان ثلاثة آلاف سنة والآن جاء دوركم لبنائها))

((العرب لا يعرفون معنى الرحمة والشفقة، فهم لا يعرفون إلا الإجرام والقتل، فلون الدم هو اللون الذي يعشقه العرب!!))

((العرب بدائيون ضد الحضارة ، قامعون للنساء، ناكرون للجميل قذرون، فبيوتهم بلا مراحيض ، يقضون الحاجة في الساحات العامة، أقسمت امرأة بأنها ولدت ستة أطفال بدون أن يمس الماءُ جسدَها، والعربي يبصق في فنجان القهوة قبل أن يقدمه للآخر))

قال موشيه شاحط، مدير التعليم في النقب:

((حينما يعطش البدو يشربون الدم))

الاقتباسات السابقة أوردها الباحث الفلسطيني التربوي د.خالد أبو عصبة، في بحثه الموسع عن التحريض في المدارس الإسرائيلية، وهو باحث كبير في معهد فان لير بالقدس، ورئيس مركز مسار للأبحاث!!

إليكم تعليقا كتبه أحد المناصرين لإسرائيل باسم مستعار على مقال لي عن عنصرية الحارديم ضد كل من هو غير يهودي، عندما اقتبستُ قول الحاخام الأكبر لطائفة السفارديم عوفاديا يوسيف:

"خلق كل الأغيار على شاكلة البشر فقط ليخدموا اليهود"

يقول التعليق:

كل الأقوال والآراء اليهودية ، ليست إلا مثالا على الديمقراطية والتعددية في الآراء والأفكار ، لأن المجتمع اليهودي متعدد الثقافات والأعراق والاتجاهات الفكرية والفلسفية!!!!!

أما العرب فهم قبيلة واحدة من نسل رجل واحد، ليست لهم أفكار متعددة، وهم غير ناضجين للديمقراطية والحرية، لأنهم بصراحة ولدوا إرهابيين، وسيموتون إرهابيين أيضا!!!!

وأخيرا إليكم رابط الفيديو :

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=YGJajyjMCbs

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 6/آيار/2013 - 25/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م