|
لم تكن جريمة الاعتداء على مرقد الصحابي المخلص الذائب في حب أمير
المؤمنين (ع) الفقيه المفوّه حجر بن عدي –رضوان الله عليه- ونبش قبره
حدثاً غريباً في سلسلة الجرائم التي تلحق بأئمة أهل البيت (ع) ومحبيهم،
والتاريخ يحدثنا عن ذلك منذ عهد الأئمة إلى يوم غد وما بعده.
الجديد في هذه الجريمة إن المعتدين نسفوا نظرية عدالة الصحابة
ووضعوا تصنيفاً طبقياً جديداً للصحابة بتقسيمهم إلى طبقتين: طبقة لا
تُمس بالنقد أو النقاش وأخرى يُعتدى عليها في لحودها وتنبش قبورها
وتُخرب لكونها من المحيطين بأهل بيت العصمة (ع).
خلال هذه الحادثة المؤلمة انكشف النقاب عن وجوه عديدة كانت مقنّعة
بقناع ديني لسنوات طويلة اتضح مدى عداءها ونصبها لأهل بيت محمد (ص).
فالمتابعات لكل لبيب أوضحت الفرحة العارمة لهدم بناء من أبنية الشرك
التي يقصدها الشيعة والوعيد بالاعتداء على قبر لؤلؤة العصمة السيدة
زينب بنت علي بن أبي طالب وحفيدته السيدة رقية بنت الحسين بن علي بن
أبي طالب بل التهديد بالاعتداء على قبره نفسه (ع) ونبشهم جميعاً!
كل ذلك الوعيد لا يخيف، فالله -عز وعلا شأنه- هو المتكفل بحفظ
أولياءه ولنا التفاؤل بقول مولاتنا زينب (ع) الذي أثبت فعله على كرور
السنين: فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا.. ولكن ومع ذلك لا يعني
خنوعنا والاستهانة بالأمور بل المتحتم علينا الضغط إعلامياً على الجهات
العالمية والمسئولة في بلدانها لتكثيف حماية المقدسات والأماكن الأثرية
والدينية.
ربما لم ننصف نحن حجر بن عدي في التعريف به، بل وحتى الاجتهاد
والاعتناء لزيارته فترات زيارة العقيلة زينب (ع) في سوريا، وبجولة بحث
سريعة في مواقع الميديا المرئية والمسموعة وجدت الشح في المحاضرات
والبحوث التي تتناول هذه الشخصية الجليلة ولعل ما حدث رسالة سماوية
لتعريف العالم بمكانة حجر بن عدي وموقفه من المعتدين على خليفة رسول
الله الإمام علي بن أبي طالب (ع) وإنصافه في أحاديث المبلغين والكتاب
ليعرف العالم لماذا قتل حجر وكيف قُتل.
فكثير من القضايا والشخصيات لم تكن تعرف ويتفاعل معها الناس إلا
بعدما يتدخل الحمقى في التعدي عليها، والتجارب في هذا المجال كثيرة لا
مجال لذكرها.
حفظ الله أعلام الدين من أيدي العابثين وجعلها مناراً وهيبة يعز بها
الإسلام وأهله..
|
