إسرائيل وإيران... ازدواجية مواقف لا تخلو من استفزازات متبادلة

 

شبكة النبأ: يتسم الصراع الإيراني الإسرائيلي بالمواقف الملتبسة الجدلية والأجندة الازدواجية بشأن الملف النووي الإيراني، والتصعيد المفرط بأن الحرب بينهما حتمية، وذلك من خلال الأعمال الاستفزازية المتواصلة وحرب التصريحات والجاسوسية وإثارة الحساسيات الدينية والتمايزات الثقافية والاقتصادية، لكن على الرغم من ذلك يرى الكثير من المحللين ان دوامة الحرب الوهمية، التي تغذيها تصريحات القادة للبلدان المتخاصمة، تبقى مجرد ذرائع أكثر وقعا من الأفعال، مغزاها تغيير بوصلة السياسة الدولية، لتحقيق نوايا تفضح تناقض الغايات، ومن أجل سبق الأحداث وكسب حرب الغنائم المعنوية، مما يعني ان هذه المواقف الملتبسة والمتناقضة، الى جانب التصريحات العملاقة من لدن الخصمين دليل يوضح مدى الضعف الداخلي للغريمين.

فمنذ فترة طويلة تشدد إسرائيل على الحاجة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران بهدف تدمير منشآتها النووية، وتعتزم بان الجيش الاسرائيلي قادر على التحرك بمفرده ضد البرنامج النووي الايراني، في المقابل استعادت إيران خطابها المتوعد بإزالة إسرائيل من خريطة الشرق الأوسط، وتعتزم بان الجيش الايراني قادر بمفرده على تدمير اسرائيل.

لكن هناك شكوكا متزايدة داخل الدوائر الدبلوماسية بشأن إمكانية الإقدام على مثل هذا الحرب،

ويشكك الدبلوماسيون في ان الجيش الاسرائيلي يستطيع الآن إلحاق ضرر كبير بالمنشآت النووية الإيرانية شديدة التحصين.

كما يشكك بعض المحللين فيما إذا كانت إيران ستهاجم إسرائيل حقا إذا كان لديها قنبلة نووية أو حتى تحاول انتاج قنبلة أكثر من كونها مجرد محاولة لامتلاك قدرة نووية لتحقيق الردع كقوة اقليمية. ويقول المحللون انه في حال هاجمت إيران اسرائيل بسلاح نووي فإن ذلك قد يؤذن بتدمير الجمهورية الاسلامية في هجمات مضادة من جانب عدو يمتلك ترسانة نووية أكبر بكثير.

بينما يرى معظم الخبراء في هذا الشأن انه من المستبعد، في الوقت الراهن على الأقل، أن يقوم الجيش الا سرائلي بعملية عسكرية واسعة النطاق، بهدف تفكيك البرنامج النووي الإيراني، إلا أنه أحد الخيارات المطروحة، وفي تطور جديد فبعد خلاف طويل بين التقديرات الامريكية والاسرائيلية لطول الفترة التي تحتاجها إيران للوصول الى صنع سلاح نووي يتفق الجانبان الان إلى حد بعيد على مدة تقرب من العام،  مما يطرح عدة تكهنات حول التداعيات المحتملة من اي إجراء أمريكي تجاه إيران، وعليه فان كل هذه المعطيات آنفة الذكر يبقى الحرب المؤجل سباق الانفاس الطويلة مجهولة الميعاد.

إسرائيل تخاطر بفقدان مصداقيتها

في سياق متصل تخاطر إسرائيل بفقدان مصداقيتها بشأن ما قالت انه "خط أحمر" للبرنامج النووي الإيراني وتهديدها بعمل عسكري فضلا عن تقلص هامش المناورة فيما يتعلق بإقدامها على تحرك من جانب واحد، وبعد سنوات من التحذيرات الضمنية من أن إسرائيل قد توجه ضربة للجمهورية الإسلامية رسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال كلمة القاها في الأمم المتحدة في سبتمبر أيلول خطا قال إنه يتعين على البرنامج النووي الإيراني ألا يتجاوزه.

وقال نتنياهو انه يتعين على إيران الا تكدس من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء انشطارية تبلغ 20 في المئة ما يكفي لصنع قنبلة إذا تم تخصيبه لدرجة أعلى. ومن أجل التأكيد على ما يقصده داخليا وضع خطا أحمر على صورة لقنبلة رسمت على ورق مقوى تناقلتها كل الصحف على صفحاتها الأولى في أنحاء العالم.

لكن رئيسا سابقا للمخابرات الإسرائيلية يحظى بالتوقير قال إن إيران تمكنت بمهارة من الالتفاف على هذا التحدي. وتقول شخصيات أخرى رفيعة المستوى إن فرصة إقدام إسرائيل على ضرب إيرن بمفردها قد ضاعت مما جعلها تعتمد على صانعي القرار في الولايات المتحدة.

وقال جيؤرا ايلاند المستشار السابق للأمن القومي الإسرائيلي "إذا كان الأمر يتعلق بفرصة جيدة للهجوم فإنها كانت قبل ستة أشهر .. وليس بالضرورة اليوم". وتابع إيلاند ان الضغط من واشنطن أجبر إسرائيل على التخلي عن خطة توجيه ضربة عسكرية.

ويجادل مسؤولون حاليون بأن تحذيرات نتنياهو المتكررة من الآثار الخطيرة للبرنامج النووي الإيراني دفعت القضية الى قمة جدول الأعمال على الساحة العالمية وساعدت في فرض بعض من اشد العقوبات الاقتصادية صرامة على إيران.

لكن بعض المسؤولين شككوا أيضا في الحكمة من إقدام نتنياهو على وضع خط أحمر ويجادلون بأن سياسة حافة الهاوية هذه قد تحدث غموضا مربكا مثلما اكتشفت الولايات المتحدة بموقفها الملتبس من استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا.

وقال عاموس يادلين وهو رئيس سابق للمخابرات العسكرية ويدير الآن مركزا بحثيا في تل ابيب الأسبوع الماضي ان إسرائيل وضعت نفسها أيضا في موقف معقد مشيرا الى ان إيران وسعت نطاق نشاطها النووي ليتجاوز الحد الذي وضعته اسرائيل دون أن يؤدي ذلك الى دق أجراس الخطر.

وقال يادلين أمام مؤتمر بمعهد دراسات الأمن القومي الذي يرأسه "اليوم يمكن القول ان الايرانيين اجتازوا الخط الأحمر الذي رسمه نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة"، وأحجم مكتب نتنياهو عن الرد على تعليقات يادلين وأشار الى ان رئيس الوزراء قال في تصريحات علنية في الآونة الأخيرة ان إيران "تواصل الاقتراب من الخط الأحمر"، وفي اتساق مع موقف نتنياهو أصدر مسؤولون عسكريون إسرائيليون تحذيرات واضحة هذا الشهر بأن إسرائيل ما زالت مستعدة للتحرك بمفردها ضد إيران مما يقرع طبول الحرب مجددا بعد أشهر من الهدوء النسبي، وقال رئيس الأركان الاسرائيلي بيني جانتس للإذاعة الاسرائيلية في 16 ابريل نيسان "سنقوم بما يلزم عند الضرورة."

وقال دبلوماسي غربي رفيع في تل ابيب طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع "طالما لم يحدث شيء العام الماضي فإنني أجد صعوبة في تصور إمكانية أن يحدث هذا العام"، ولم يقدم الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس شيئا يذكر لدعم الثقة في التحرك الأحادي من جانب بلاده عندما أوضح هذا الشهر انه يعتقد أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيكون الشخص الذي يمكن أن يشن حربا على إيران إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية في حل الأزمة النووية.

وقال بيريس للتلفزيون الاسرائيلي "هو يعرف أن أحدا آخر لن يفعلها". وقدمت الولايات المتحدة لنتنياهو مجموعة متنوعة من العتاد العسكري الأسبوع الماضي بما في ذلك طائرات لإعادة التزود بالوقود في الجو يمكن استخدامها لمساعدة المقاتلات الاسرائيلية في الوصول الى الأهداف الإيرانية والعودة.

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي السابق ايهود باراك قال في نوفمبر تشرين الثاني 2011 انه في غضون تسعة اشهر سيكون من المستحيل على الأرجح منع إيران من بلوغ هدفها لأنها تزيد عدد أجهزة الطرد المركزي وشبكة مواقعها النووية لتخلق ما وصفه "بمنطقة محصنة". وقد مر سبعة عشر شهرا حتى الآن، ووعدت واشنطن اسرائيل بأنها لن تدع إيران تطور قنبلة نووية. لكن الإسرائيليين يشعرون بالقلق لأنهم حددوا توقيتا مختلفا تماما لما يعتقدون انها مرحلة تستوجب التدخل .. ومن هنا جاءت اهمية الخط الأحمر.

ولا يميز الاسرائيليون بين أن تطور إيران القدرة على انتاج قنبلة نووية وامتلاك سلاح نووي بالفعل. وقال يادلين في المؤتمر بمعهد دراسات الأمن القومي انه بمجرد أن تستطيع طهران وضع عبوة بدائية على قارب وترسله الى ميناء اسرائيلي فإنها تكون فعليا دولة مسلحة نوويا.

وقال رئيس الأركان الاسرائيلي نفسه العام الماضي ان القيادة الإيرانية "حكيمة للغاية" ومن غير المرجح أن تسعى لانتاج قنبلة نووية. بحسب رويترز.

وينصب اهتمام الولايات المتحدة على منع إيران من الوصول الى حافة امتلاك قنبلة نووية وهو فارق دقيق للغاية عن موقف إسرائيل يوفر فرصة اكبر لمواصلة الجهود الدبلوماسية، وفي ظل غضبه من رفض واشنطن تحديد مهلة واضحة بادر نتنياهو الى وضع خط من جانبه حدده بما بين 240 و 250 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 20 في المئة. وما زال الإيرانيون تحت هذا الخط بتحويل 110 كيلوجرامات من غاز سادس فلوريد اليورانيوم الى صورة صلبة يقولون انها تستخدم كوقود لمفاعل بحثي.

وقال يادلين انه بدلا من تحويل كل هذا المخزون الى وقود صلب للمفاعل فإن إيران احتفظت بثمانين كيلوجراما منه في صورة مسحوق مؤقتا. واضاف ان هذه الكمية يمكن أن يعاد تحويلها الى سادس فلوريد اليورانيوم في غضون اسبوع مما يزيد المخزون الى أكثر من 250 كيلوجراما.

وفي ظل إمكانية تعرض الخط الأحمر للخطر والتشكك في إمكانية القيام بعمل عسكري من جانب واحد قال مسؤول أمني ان اسرائيل قد تتحول الى أعمال التخريب السرية مع التركيز مجددا على أولئك الذين يعملون تحديدا في مجال تخصيب اليورانيوم الى 20 في المئة.

وقتل خمسة علماء إيرانيين واساتذة جامعات او تعرضوا للهجوم منذ عام 2010 في حوادث يعتقد انها استهدقت البرنامج النووي الإيراني . وما زالت اسرائيل تلتزم الصمت بشأن الهجمات وعمليات تخريب أخرى معلنة في مواقع إيرانية.

البرنامج النووي لم يبلغ الخط الاحمر

كما اعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان البرنامج النووي الايراني على وشك بلوغ "الخط الاحمر" ولكنه لم يبلغ نقطة الخطر هذه بعد، ونقلت الاذاعة العامة عن نتانياهو قوله امام مسؤولين في ائتلافه الحزبي "الليكود-اسرائيل بيتنا" ان ايران "لم تتخط بعد الخط الاحمر الذي حددته في الامم المتحدة ولكنها تقترب منه بانتظام ونحن لا يمكننا ان نسمح لها باجتيازه".

وكان نتانياهو شرح باسهاب في خطاب امام الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر 2012 خطورة البرنامج النووي الايراني على الدولة الاسرائيلية وحدد يومها ما وصفه ب"الخط الاحمر" وهو المرحلة التي ستكون ايران بعدها قادرة على انتاج قنبلة نووية.

ومنذ مدة ونتانياهو يطالب برسم "خطوط حمراء واضحة" للبرنامج النووي الايراني لتوجيه ضربة عسكرية وقائية الى طهران اذا ما هي تخطت ايا من هذه الخطوط.

وكان وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل اكد خلال زيارة الى اسرائيل ان صفقة الاسلحة الضخمة التي ستبرمها الولايات المتحدة مع اسرائيل توجه "رسالة واضحة جدا" الى ايران لثنيها عن حيازة سلاح نووي. وردا على سؤال عما اذا كانت هذه الصفقة البالغة قيمتها مليارات الدولارات ترمي الى اشعار طهران بان الخيار العسكري لا يزال قائما، قال هيغل "بالتأكيد انها رسالة اخرى واضحة جدا لايران". بحسب فرانس برس.

ويرى الرئيس الاميركي باراك أوباما انه يجب اعطاء الدبلوماسية والعقوبات المفروضة على ايران مزيدا من الوقت، في حين ضاعفت اسرائيل، الدولة النووية الوحيدة في المنطقة، تهديداتها بعملية عسكرية استباقية، وشدد هيغل على انه ليس هناك خلاف اساسي بين الولايات المتحدة واسرائيل بشان التهديد النووي الايراني، لكنه اقر بوجود خلافات بشان المهل.

إسرائيل تلمح إلى الصبر على إيران

على الصعيد نفسه لمحت إسرائيل إلى إنها ستتحلى بالصبر قبل القيام بأي عمل عسكري يستهدف البرنامج النووي الإيراني قائلة خلال زيارة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل إن الوقت ما زال متاحا لاتباع خيارات أخرى.

ومع اقتراب انتخابات الرئاسة الإيرانية في يونيو حزيران توقفت التصريحات المتشددة الصادرة من إسرائيل التي تلمح منذ فترة طويلة إلى احتمال استهداف برنامج ايران النووي بغارات جوية، وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون في مؤتمر صحفي مع هاجل "نحن نعتقد أن الخيار العسكري الذي نوقش باستفاضة يجب أن يكون الخيار الأخير"، وأضاف "وهناك أدوات أخرى ينبغي استخدامها واستنفاد امكانياتها" معددا من بين هذه الأدوات العمل الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية و"الدعم المعنوي" للمعارضة في إيران.

وتنفي إيران أنها تسعى لصنع سلاح نووي وتقول إنها لا تخصب اليورانيوم إلا لتوليد الطاقة بينما تدعو إلى محو اسرائيل من الخريطة. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط المسلحة نوويا.

وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما اختلف مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في السابق حول مدى الحاجة للتفكير في توجيه ضربة عسكرية لايران. واقترحت واشنطن إتاحة مزيد من الوقت لتضافر العمل الدبلوماسي والضغط بالعقوبات للوصول إلى حل سلمي، لكن مع تولي أوباما الرئاسة فترة ثانية ونتنياهو رئاسة الحكومة فترة ثالثة بدأ الجانبان يتحدثان بلغة واحدة.

وترصد الولايات المتحدة مزيدا من المساعدات العسكرية لاسرائيل بعد انتهاء العمل بالمخصصات الحالية التي تبلغ نحو ثلاثة مليارات دولار في السنة في عام 2017. وكشف هاجل عن اعتزام الولايات المتحدة بيع اسرائيل صواريخ وأجهزة رادار محمولة جوا وطائرات لنقل القوات وللتزويد بالوقود. بحسب رويترز.

وقال هاجل "تؤكد هذه القرارات أن التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل على الصعيد العسكري أقوى من أي وقت مضى وأنه ليس للتعاون الدفاعي إلا أن يزداد عمقا في المستقبل"، وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش قد أحجمت في عام 2008 عن تزويد إسرائيل بطائرات للتزويد بالوقود في الجو وصواريخ يمكن أن تستخدم في شن هجوم على إيران.

وقبل أن يتولى هاجل وزارة الدفاع أثار الاستياء بين الأمريكيين المؤيدين لاسرائيل بتصريحات شكك فيها في إمكانية القيام بمثل هذا العمل العسكري وجدواه، لكن هاجل التزم في إسرائيل وهي ثاني دولة بعد أفغانستان يزورها بصفته وزيرا للدفاع بسياسة أوباما وقال "كل الخيارات العسكرية وكل الخيارات على الاطلاق يجب ان تظل على الطاولة في التعامل مع إيران، "أنا أؤيد موقف الرئيس من إيران. وهو بسيط للغاية وقلته هنا... موقفنا هو أن ايران لن يسمح لها بتطوير سلاح نووي - منع ايران من صنع سلاح نووي. انتهى."

وذكرت وسائل إعلام إيرانية يوم الاثنين أن إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ستعقدان جولة جديدة من المحادثات في فيينا يوم 21 مايو ايار. وتريد الوكالة التابعة للامم المتحدة أن يستأنف مفتشوها تحقيقهم المتوقف منذ وقت طويل في أبحاث يشتبه بأن إيران أجرتها في صنع القنابل الذرية، وقال هاجل أيضا إن الضغوط غير العسكرية على إيران لم تستنفد بعد. وقال "العقوبات على إيران هي مجموعة فعالة وعميقة وواسعة من العقوبات الدولية التي لم تفرض من قبل على أي دولة.. وستستمر هذه العقوبات في الزيادة.

الجيش الاسرائيلي قادر على التحرك بمفرده ضد البرنامج النووي الايراني

من جانبه اكد رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال بني غانتز ان الجيش الاسرائيلي يملك القدرات على التحرك بمفرده ضد البرنامج النووي الايراني المثير للجدل، وردا على سؤال عن قدرات الجيش الاسرائيلي على "مهاجمة ايران لوحده"، قال غانتز للاذاعة العامة بمناسبة الذكرى 65 لقيام دولة اسرائيل بحسب التقويم العبري "نعم، بالتأكيد"، واضاف "لدينا خططنا وتوقعاتنا وتقييماتنا (...) وسنقرر عندما يحين الوقت".

وكرر غانتز تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي اكد في وقت سابق من هذا الشهر ان اسرائيل لا يمكنها ان تترك مصيرها بين ايدي دول اخرى "حتى افضل اصدقائنا" في مواجهة الخطر النووي الايراني، وفي مقابلة اخرى مع الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت احرونوت، قال غانتز ان امكانية توجيه ضربة عسكرية اسرائيلية ضد ايران ليست وشيكة، مؤكدا انه يعطي الاولوية للعقوبات المفروضة على طهران. بحسب فرانس برس.

واعتبر غانتز ان "لدى ايران الوسائل للوصول الى قدرة نووية قبل نهاية العام ولكن هذا لا يعني بانها ستقوم بذلك"، واضاف "يجب زيادة الضغط على ايران - العزلة والعقوبات واستمرار الضغط بالاضافة الى القدرات العملية التي لن نحددها"، وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد الشهر الماضي ان ايران تحتاج الى "عام ونيف" للحصول على السلاح النووي مشيرا الى انه لا يريد "بالتاكيد انتظار اللحظة الاخيرة".

الجيش الايراني قادر بمفرده على تدمير اسرائيل

في المقابل اكد القائد الاعلى للجيش الايراني الجنرال آية الله صالحي ان الجيش النظامي الايراني "قادر بمفرده" على تدمير اسرائيل وذلك ردا على تصريحات ضابط اسرائيل بشان قدرة الدولة العبرية على التحرك بمفردها ضد البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.

ونقلت وكالة مهر عن الجنرال صالحي قوله خلال العرض السنوي للقوات المسلحة النظامية "لمواجهة ذلك النظام لسنا بحاجة الى استعمال كل قدراتنا المسلحة وجيش الجمهورية الاسلامية قادر على تدمير اسرائيل بمفرده"، وفضلا عن الجيش النظامي (المقدر عديده ب600 الف رجل) انشأت ايران بعد الثورة الاسلامية في 1979 قوات نخبة اطلقت عليها اسم حرس الثورة وتشرف خصوصا على البرنامج البالستي، ويرى الخبراء ان هذه القوة التي تضم 120 الف رجل اقوى وافضل تجهيزا من الجيش. بحسب فرانس برس.

من جهة اخرى كشف الجيش الايراني خلال استعراض نموذجين من ثلاث نماذج طائرات بدون طيار قال انها جديدتان، واوضح الجنرال امير فرزد اسماعيلي مسؤول العمليات المضادة للطيران ان طائرة "سرير" مقاتلة "خفية بعيدة المدى قادرة على حمل كاميرات وصواريخ جو-جو" مؤكدا ان ايران "انتجت واستعملت عشرات منها"، واضاف الجنرال اسماعيلي ان طائرتي حازم3 ومهاجر-بي "تكتيكيتان ومقاتلتان" ولهما ايضا قدرة على "الاستكشاف"، واعلنت ايران في كانون الاول/ديسمبر 2011 ضبط طائرة مراقبة اميركية حديثة جدا من طراز ار.كيو170 سوتينل بدون طيار وعمدت على "تقليدها".

العقوبات غير كافية لمنع ايران من السلاح النووي

الى ذلك حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من ان "العقوبات القاسية" المفروضة على ايران قد لا تكون كافية لمنعها من حيازة السلاح الذري، وقال نتانياهو امام دبلوماسيين خلال حفل استقبال في مقر رئاسة الوزراء في القدس بمناسبة الذكرى 65 لقيام دولة اسرائيل "علينا ان نمنع ايران من حيازة اسلحة نووية"، واضاف "لقد رأينا تبعات حصول دولة مارقة على السلاح الذري"، في اشارة الى كوريا الشمالية، مشددا على ان "العقوبات القاسية والمفاوضات، لا تكفي دوما" لمنع الجمهورية الاسلامية من الحصول على القنبلة الذرية.

في الوقت نفسه اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان بلاده لا يمكن في اي حال "ان تترك مصيرها بين ايدي دول اخرى" حتى "افضل اصدقائنا" في مواجهة الخطر النووي الايراني، وذلك لدى افتتاحه الاحتفال السنوي بذكرى المحرقة. بحسب فرانس برس.

وقال نتانياهو عشية ذكرى المحرقة خلال الحرب العالمية الثانية "نقدر جهود المجتمع الدولي لوقف البرنامج النووي لايران، ولكننا لن نترك مصيرنا في اي مرحلة بين ايدي دول اخرى، حتى لو كانت افضل اصدقائنا"، وخلال زيارته للمنطقة الشهر الفائت، وعد الرئيس الاميركي باراك اوباما اسرائيل بان يقوم بما ينبغي لمنع ايران من حيازة السلاح النووي.

واضاف نتانياهو "ما تغير منذ المحرقة هو عزمنا وقدرتنا على الدفاع عن انفسنا بقوانا الذاتية"، وكرر ان ايران "تعلن على الملأ نيتها تدمير دولة اسرائيل، وهذا البلد يتحرك بكل السبل لبلوغ هذا الهدف"، وتابع نتانياهو في الاحتفال الذي يقام كل عام في نصب ياد فاشيم بالقدس "يؤكد القادة الايرانيون ان اسرائيل +ورم سرطاني ينبغي استئصاله+ من الشرق الاوسط. ان هذا الكره القاتل للشعب اليهودي لم يزل من العالم، لقد بدل وجهه، لقد تحول الى كره قاتل لدولة اسرائيل".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 4/آيار/2013 - 23/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م