رعاية الاطفال... نصائح تغيب عن ادراك المربين

 

شبكة النبأ: مرحلة الطفولة مرحلة مهمة في حياة الإنسان تحتاج الى اهتمام و رعاية خاصة من قبل الأهل والمجتمع في سبيل بناء وتطوير قدرات الطفل ليصبح فيما بعد إنسان قادر على الإبداع والنجاح، وقد أصبح الاهتمام بالطفل والطفولة من أهم الأمور في الكثير من دول العالم التي سعت الى وضع برامج صحية وتربوية خاصة مع اعتماد وتبني بعض نتائج الدراسات والأبحاث العلمية التي تعنى بصحة وسلامة الطفل والتي قد تغيب عن أذهان الأهل الأمر الذي قد يؤدي الى حدوث بعض المشاكل الصحية او النفسية ، وفي هذا الشأن يعتبر عمر الستة أشهر هو الوقت المثالي للبدء بتقديم الطعام الصلب للطفل، حيث يستطيع الطفل بهذا العمر الجلوس وبلع الطعام الصلب ونقله بواسطة اللسان من الشفة إلى البلعوم، ولا ننسى الشيء الأهم وهو نمو الجهاز الهضمي وتطوره وقدرته على هضم الطعام الصلب، إلا أن دراسة نشرت في مجلة الأطفال الطبية الأميركية وجدت أن أكثر من ثلث الأطفال تناولوا طعاماً صلباً بعمر مبكر، دون أن تدرك الأمهات أن تصرفا كهذا يمكن أن يسبب لهم مشاكل صحية فيما بعد.

وخلصت هذه الدراسة التي أجريت على 1334 أمٍ، أن 40% منهن قمن بتقديم الطعام الصلب إلى أطفالهن قبل عمر الأربعة أشهر. وكشفت الدراسة أيضاً أن الأمهات ذوات المستوى الاجتماعي والتعليمي المتدني أكثر ميلا لإعطاء أطفالهن الطعام الصلب بعمر مبكر. وارتبط إعطاء الطعام الصلب بعمر مبكر للأطفال مع ارتفاع خطر السمنة والسكري لديهم لاحقاً، كما يمكن لمثل هذا السلوك أن يزيد من نسبة حدوث الاكزيما والتحسس.

وتبين أن الأطفال الذين يتغذون على الحليب الاصطناعي قُدم لهم طعاماً صلباً بعمر مبكر بنسبة أكبر من الأطفال الذين يتغذون على الرضاعة الطبيعية. وكثرت الأسباب والدوافع وراء مثل هذا السلوك، لكن تبين أن أكثر الأسباب التي دفعت الأمهات لمثل هذا التصرف هو اعتقادهن بأن عمر الرضيع أصبح مناسبا للطعام الصلب، أما السبب الآخر فكان قناعتهن بأن الطفل لا يشبع من شرب الحليب. أما نصيحة الآخرين فقد كانت هي الدافع لنصف النساء لتقديم الطعام الصلب لأطفالهن. وفي النهاية لابد من التأكيد على أن الغذاء الأفضل للرضع حتى عمر الستة أشهر هو الرضاعة الطبيعية لأنها تزوده بالمواد المغذية اللازمة، بالإضافة لتقوية مناعته، وإمكانية حمايته من الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة.

حرمان الأطفال

الى جانب ذلك يوجّه الوالدان لأطفالهما الكثير من الأوامر المتعلقة بالطعام، مثل تناول كل الطعام الذي في الطبق أمامك أو أنت اليوم محروم من الحلويات أو لن نسمح لك باللعب قبل أن تأكل؛ ظناً منهم أنهم يحافظون بذلك على نظام غذائي سليم لأطفالهم. وأظهرت دراسة قام بها مجموعة من العلماء أن بعضاً من هذه الأوامر لا يعود بالنفع على الأطفال، وأن تدخل الأهل بهذه الطريقة يترك آثاراً عكسية في بعض الأحيان.

وتبين أن الأطفال الذين مُنعوا من تناول أنواع معينة من الطعام يعانون من الوزن الزائد، وعلى العكس من ذلك، تبين أن الأطفال الذين تم إجبارهم على الأكل أو تناول كل ما في طبقهم كانوا أقرب للوزن الطبيعي. وبيَّنت الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن ما بين 50 و60% من الأهل يطلبون من أبنائهم إكمال وجبتهم حتى آخر لقمة في الطبق، بينما يشجع 30 إلى 40% منهم أبناءهم على الاستمرار بالأكل حتى بعد إحساسهم بالشبع.

ومثل هذا السلوك الذي يتبعه الأهل لإجبار أبنائهم على تناول الطعام نراه يتكرر بنسبة أعلى لدى أهالي الأطفال الذين يتمتعون بوزن طبيعي أو يعانون من نقص في الوزن، إلا أن مثل هذا السلوك ليس حكراً على هذه الفئة من الأهالي، فهو يتكرر أيضاً لدى أهالي الأطفال الذين يعانون زيادة في الوزن وإن كان بنسبة أقل أي أن الأهل يتصرفون بهذه الطريقة بغض النظر عن وزن الطفل.

كما تبين أن الآباء أكثر إلحاحاً من الأمهات، ويمارسون ضغطاً أكبر على أبنائهم وبناتهم لتناول الطعام، ولُوحظ أيضاً أن نصيب الأطفال الذكور من هذه الضغوط أكثر من الإناث لحثهم على تناول المزيد من الطعام. ويترك إجبار الطفل على تناول الأكل آثاره السلبية على الاستجابة الطبيعية للشعور بالجوع لديه، ما يؤدي إلى اضطرابات في تقبله للطعام وبالتالي لزيادة غير صحية في الوزن.

ووجدت الدراسة أيضاً أن منع أنواع محددة من الأطعمة عن الأطفال كانت ممارسة شائعة لدى الكثير من الأهالي لكلا الجنسين، وكانت النتيجة أنّ منع الطفل عن تناول نوع معين من الطعام يجعله أكثر اهتماماً به، ويجعله يتناول منه كميات أكبر كلما سنحت له الفرصة لذلك، وبالتالي يفضل ترك الأطفال يتناولون ما يرغبون من طعام لكن باعتدال.

وأخيراً قدم الباحثون نصيحة للأهل تقضي بمراقبة أوزان أبنائهم، والحرص على اتباع عادات غذائية صحيحة بدلاً من صبّ جلّ اهتمامهم بإنهاء الوجبة أو عدم تناول الحلويات والمأكولات الأخرى. كما أكد الباحثون على ضرورة تناول الأطفال وجباتهم مع العائلة، لأن ذلك يسهم في ترسيخ عادة اختيار الطعام الصحي. ويفضل الباحثون تشجيع المراهقين على القيام باختيار الأسلوب المناسب للحفاظ على أوزانهم بأنفسهم، وأن يهتم الأهل بتغيير العادات الغذائية عند الطفل عبر تحسين علاقته بالطعام وتناول حمية متوازنة.

طعام الأطفال الجاهز

من جانب اخر بينت العديد من الدراسات أن الوجبات الجاهزة الخاصة بالأطفال تحتوي على كمية عالية من الملح، ما يعني أن الأطفال، حتى الذين لم يتخطوا السنة من العمر، قد يحصلوا على كمية ملح أعلى من تلك التي توصي بها منظمة الصحة العالمية. وتمت مناقشة هذا الموضوع في جلسات الرابطة الأميركية لأمراض القلب والوقاية منها والتغذية والنشاط الفيزيائي لعام 2013 في ارليو.

وكانت هذه النتائج ملفتة للانتباه ومدعاة لقلق الباحثين، حيث إنه على ضوء هذا الاستهلاك الزائد للملح، سيصبح الأطفال أكثر عرضة للإصابة بارتفاع الضغط الشرياني عند وصولهم إلى سن البلوغ. يذكر أن ارتفاع الضغط الشرياني عامل خطر كبير للأمراض القلبية، وهو المرض القاتل الأول للرجال والنساء في الولايات المتحدة.

إلا أن الدراسات أظهرت جانباً إيجابياً أيضاً وهو يتمثل في كمية الملح القليلة في أطعمة الأطفال بين عمر الأربعة والـ12 شهراً، لكن هذه الكمية تزداد وتصبح أعلى من الكمية المنصوح بها في طعام الأطفال الذين تخطوا السنة من العمر. وقام الباحثون بفحص أكثر من 1100 منتج من أطعمة الرضع والأطفال التي تباع في الأسواق، وتم اعتبار الوجبة عالية المحتوى من الملح إذا كانت تحتوي على أكثر من 210 مغ من الصوديوم، وذلك حسب توصيات معهد الطب والطعام.

ووصل محتوى الصوديوم في بعض الأطعمة إلى 630 مغ في الوجبة الواحدة، ووجبات الطعام العادي كانت تحتوي على كمية من الملح أكثر من رقائق الإفطار والوجبات الخفيفة المكونة من الفواكه. ووجدت دراسات أخرى عرضت في نفس المؤتمر أن المعدل الوسطي لكمية الملح التي يتناولها ثلاثة أرباع سكان الأرض هو 4000 مغ في اليوم، وهذه الكمية هي ضعف الكمية التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.

وكشف باحثون عملوا على دراسة أخرى أن حوالي 2.3 مليون شخص حول العالم ماتوا في عام 2010 وحده، بسبب مرض قلبي وعائي سببه زيادة تناول الملح. ويعتبر الكثيرون بأن التخفيف من كمية الملح المتناول يقع على عاتق الحكومات والشركات المصنعة للأطعمة، وينصح الأخصائيون بعدم وضع الملح على طعام الأطفال مطلقاً، وخاصة للرضع بعمر أقل من السنة، حيث أن أي طعام يحتوي على كمية من الملح تكفي لحاجاتهم اليومية منه.

أمور طبية

من جانب اخر وجدت دراسة جديدة أن المغص عند الأطفال قد يتسبب بالصداع النصفي لديهم لاحقاً. وذكر موقع هلث داي نيوز الأميركي أن الباحثين في مستشفى روبرت دبر في باريس، وجدوا أن احتمال الإصابة بالصداع النصفي (الشقيقة) يزيد 7 مرات عند الأطفال الذين يعانون من المغص. وقال الباحث، لويغي تيتومانليو، إنه: من المعروف أن الشقيقة يمكن أن تظهر أوجاعاً معوية عند الأطفال، وهو ما يعرف بالشقيقة البطنية. بحسب يونايتد برس.

وأضاف: إن نتائجنا أظهرت أن المغص يمكن أن يشير إلى نوع من الشقيقة، وقال إنه مع تقدم هؤلاء الأطفال بالسن فإنه ينبغي معرفة أنهم أكثر عرضة لوجع الرأس النصفي. وشملت الدراسة ما يزيد عن 200 طفل في عمر بين 6 و10 سنوات، تم تشخيص الإصابة بالشقيقة عندهم. وتبيّن أن قرابة 73 في المئة من الأطفال الذين أصيبوا بالشقيقة كانوا يعانون من المغص وهم أصغر سناً، مقابل فقط 26.5 في المئة ممن لم يعانوا من المغص.

الى جانب ذلك وجدت دراسة جديدة أن إخضاع الأطفال للتخدير الموضعي للأسنان قد يعيق نمو أضراس العقل لديهم. وذكر موقع "هلث دي نيوز" الأميركي أن باحثين في جامعة "تافتس" أجروا دراسة على 220 طفلا تلقوا علاجات لأسنانهم، وهم في عمر يتراوح بين العامين والستة أعوام، وخضعوا لصور لأسنانهم بالأشعة السينية أكثر من 3 مرات بعد أول علاج لهم.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين خضعوا للتخدير السني الموضعي في فكهم السفلي، كانوا أكثر عرضة 4 مرات لفقدان جذور أضراس العقل السفلية، مقارنة بمن لم يخضعوا لهذا التخدير. وقال الباحث المسؤول عن الدراسة أنتوني سيلفستري "إن فقدان أضراس العقل كان أكثر بشكل ملحوظ لدى المجموعة التي خضعت لتخدير موضعي للأسنان". وعادة، تبدأ جذور أضراس العقل بالنمو في الجزء الخلفي من الفم بين سن الثانية والسادسة، ويبزغ الضرس في نهاية المراهقة وبداية الرشد.

من جهة اخرى أكدت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين على أن أسلوب حياة الإنسان في مرحلة الطفولة يؤثر بشكل كبير على صحة الجهاز القلبي الوعائي لديه في الكبر. وتستند الرابطة الألمانية، في ذلك إلى الدكتور زاكري ستون من جامعة برمنغهام الذي حذّر من أن الإصابة بتصلب الشرايين تبدأ في مرحلة الطفولة، مشيرا إلى أنها أحد العوامل المؤدية إلى الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية والموت المفاجئ.

وأوصى الدكتور الأميركي الآباء بالحرص دائماً على "توفير أسلوب حياة صحي لطفلهم، كي يجنبوه الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بعد ذلك". ونصحهم بالتنبه إلى ثلاثة محاور أساسية عند تحديد أسلوب حياة طفلهم، هي: النظام الغذائي والأنشطة الحركية وتجنب التدخين السلبي.

وقال ستون إن النظام الغذائي السليم "يساعد في الحد من خطر إصابة الطفل بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما يسهم في الحيلولة دون الإصابة بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول التي تندرج ضمن عوامل الخطورة المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في الكبر". ونبه إلى أنه يُمكن اتباع نظام غذائي صحي من خلال الإقلال من استخدام الدهون المشبعة في الطعام والإكثار من تقديم الفواكه والخضروات للطفل.

وأوضح ستون أن الآباء يُمكنهم زيادة معدل ممارسة طفلهم للأنشطة الحركية بالحد من الأنشطة، التي تمارس أثناء الجلوس، كتحديد أوقات مشاهدة التلفاز وغيرها من الوسائل الترفيهية لمدة لا تزيد على ساعة إلى ساعتين على الأكثر يوميا. وأكد أن على الآباء "تحفيز طفلهم على ممارسة أي نشاط بدني باعتدال لمدة ساعة على الأقل يومياً، وذلك لتحفيز صحة الجهاز القلبي الوعائي لديه".

ومن ناحية أخرى نبه ستون إلى ضرورة أن ينشأ الأطفال في بيئة خالية من التدخين، إذ ثبت أن التدخين السلبي يؤثر على صحة الطفل بالسلب لأكثر من سبب، من بينها مثلاً أنه قد يُسهل إصابة الطفل بأمراض القلب والأوعية الدموية في الكبر.

حمل الطفل

من جانب اخر وجدت دراسة جديدة أن حمل الأمهات لأطفالهن المنزعجين يهدئهم ويريحهم ويبطئ دقات قلبهم المتسارعة. وذكر موقع (ماي هلث نيوز ديلي) الأميركي أن الباحثين في معهد (ريكن) للعلوم في سايتاما باليابان، وجدوا بأن الأطفال يهدؤون ويستريحون بشكل ملحوظ ويتوقفون عن البكاء عندما تحملهم أمهاتهم وتمشين بهم.

وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة كومي كورودا "إن الأطفال يهدؤون ويستريحون عندما تحملهم أمهاتهم". وذكر أن الاستجابة نفسها سجّلت أيضاً عند الفئران الصغار. وراقب الباحثون 12 طفلاً رضيعاً في سن الشهر إلى الستة أشهر، من أجل اكتشاف الطريقة الأكثر فعالية للأمهات لتهدئة الأطفال الباكين. بحسب يونايتد برس.

وتبيّن أن الأطفال الذين حملتهم الأمهات وهن يمشين كانوا الأسرع هدوءاً وراحة، مقارنة بالآخرين الذين حملتهم أمهاتهم وهن جالسات. وفوجئ العلماء أيضاً بسرعة انخفاض سرعة دقات القلب عند هؤلاء الأطفال وهدوئهم فوراً عندما تحملهم الأمهات وتمشين بهم.

حالة وعي

على صعيد متصل كشفت دراسة اوروبية نشرت نتائجها في الولايات المتحدة ان الاطفال الرضع لديهم حالة وعي للبيئة المحيطة بهم شبيهة بتلك الموجودة لدى البالغين، منذ سن الخمسة شهور. ولكشف هذه الحالة من الوعي قام الباحثون بمراقبة نشاط الخلايا العصبية ل80 طفلا رضيعا اعمارهم خمسة، وعشرة وخمسة عشر شهرا بمساعدة جهاز لتخطيط موجات الدماغ قام بقياس الوقت الذي تستغرقه الردود الكهربائية لادمغتهم عندما يتم عرض صور لوجوه امامهم لفترات زمنية متفاوتة. لدى البالغين، اظهرت دراسات اجريت اخيرا ان الدماغ يتفاعل على مرحلتين عند الادراك الحسي لحدث خارجي، بحسب معدي هذه الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلس ساينس الاميركية. وخلال اول 200 الى 300 ميلي ثانية، التفاعل كان غير واع بتاتا وترافق مع نشاط للخلايا الدماغية متزايد بشكل مستمر بحسب مدة عرض الاغراض المحسوسة.

وفي مرحلة ثانية متأخرة اكثر، بعد 300 ميلي ثانية، يبدأ الرد الواعي، بحسب بصمة الكترونية خاصة للدماغ. وحدها فترات العرض الطويلة للصور تسمح بالوصول الى هذا الحد من الرد الكهربائي الذي يعتبر علامة للوعي من الخلايا الدماغية. ولكل المجموعات العمرية للاطفال الرضع، لاحظ الباحثون الرد المتأخر نفسه كما لدى البالغين، ما يؤكد "البصمة العصبونية لحالة الوعي".

الى ذلك، لدى الاطفال، هذا الرد يأتي بتأخير اكبر بكثير، اذ لا يظهر الا بعد ثانية على الاقل لدى الاطفال الاصغر سنا. وبحسب هؤلاء الباحثين، تكشف هذه النتائج ان الاليات الدماغية لوعي الادراك الحسي موجودة منذ الصغر لدى الاطفال الرضع الا انها بطيئة نسبيا. وهذا التفاعل الواعي تتسارع وتيرته تدريجا بعدها خلال مراحل النمو. بحسب فرنس برس.

كما تقدم هذه الاعمال علامة محتملة لتقييم القدرة على الادراك الحسي لدى الاشخاص المرضى او الذين يفقدون القدرة على التواصل الشفهي جراء حادث. في النهاية، يمكن لنتائج هذه الدراسة ان تساعد الاطباء على فهم افضل لادراك الالم واثار التخدير لدى الاطفال، وهما مجالان لا يزالان حاليا يحتاجان لمزيد من الفهم وفق الباحثين.

التكنولوجيا والطفل

في السياق ذاته يتمتع الأطفال ممن هم دون سن الخامسة بموهبة فائقة في تعلم إجادة استخدام التكنولوجيا ولم يعد من المستغرب أن نجد الأطفال في هذه المرحلة العمرية يستخدمون تكنولوجيا الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية بكل ثقة، حيث لا يجدون صعوبة في استخدام شاشات اللمس أو الضغط على الأزرار التي تحويها تلك الأجهزة التكنولوجية الحديثة.

وبالرغم من أن الأبوين يستمتعان بلحظات الهدوء التي يعيشانها عندما يعطون طفلهم جهازا تكنولوجيا حديثا ليلعب به، فأن بعض القلق يعتريهما من الداخل من أن تُلحِق تلك الشاشات أضرارا بدماغ طفلهما الصغير . وبيد أنه على العكس من ذلك، يمكن لتلك الشاشات أن تكون مفيدة في عملية التعلم لدى الأطفال، وكلما كانت التجربة أكثر تفاعلية، كان أفضل.

حيث أظهر بحث أجرته جامعة ويسكنسن، وقُدم أخيرا في أحد اجتماعات جمعية أبحاث تنمية الطفل، أن الأطفال بين سن الثانية والثالثة أظهروا استجابة لشاشات الفيديو التي كانت تحفز الأطفال للمسها، أكثر من شاشات الفيديو التي لم تكن تحوِ أية أنشطة تفاعلية فيها . وترى الدراسة أنه كلما كانت الشاشة أكثر تفاعلية، كانت أقرب إلى الحقيقة وازداد إحساس الطفل ذي العامين بها.

وكانت هيذر كيركوريان، الأستاذ المساعد في مجال التنمية البشرية والدراسات العائلية، قد عملت على إتمام ذلك البحث، وأكدت أن شاشات اللمس من شأنها أن تكون مفيدة لتعليم الطفل. وتكررت تلك النتائج أيضا عندما أجرت كيركوريان اختبارات أخرى تتعلق بعملية تعلم الطفل للكلمات. وقالت: "أظهر الأطفال الذين تفاعلوا مع الشاشة تحسنا أسرع، إذ كانت أخطاؤهم أقل، وكان اكتسابهم لمهارة الكلام أسرع. إلا أننا لا نعمل على تحويلهم إلى عباقرة، كل ما في الأمر أننا نساعدهم لاستيعاب قدر أكبر من المعلومات."

لذا على الآباء والأمهات أن يأخذوا الأمور ببساطة، فأطفالهم يتعلمون بطريقة طبيعية ويتفاعلون بذلك مع العالم من حولهم. وعلى أية حال، فإن التكنولوجيا التي تأخذ شكل الهواتف والحواسيب اللوحية باقية. فبعض المدارس الابتدائية بل ومدارس الروضة تقدم في الفصول للطلبة الملتحقين بها أجهزة آيباد، وذلك لتسهل عليهم عملية التعليم. إذ أن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وإدراك طريقة عمل الأشياء هي جزء من المقرر الذي يدرسونه.

وقالت هيلين مويليت، رئيسة جمعية التعليم المبكر، وهي جمعية خيرية تهدف إلى تطوير ممارسات التعليم والجودة لمن هم دون سن الخامسة، إنها لا تتفق مع البعض ممن يرون ضرورة إبعاد الأطفال عن أجهزة المحمول والحواسيب اللوحية. وتابعت قائلة: "يمكن لتلك الأجهزة أن تكون أدوات مساعدة إذا ما جرى استخدامها في المكان المناسب لغرض التعليم، ولا ينبغي استخدامها في كل وقت أو أن تكون بديلا عن وسائل أخرى."

إلا أن قلقها الأكبر يتمثل في أن الآباء والأمهات لا يكونون دائما مثالا جيدا يحتذى به. وقال إنها ترى بعض الآباء والأمهات يكتبون الرسائل النصية أثناء المشي. كما أن انشغالهم باستخدام أجهزتهم تلك قد يتحول إلى حاجز للتواصل بينهم وبين أطفالهم. وكانت دراسة حديثة أجرتها كلية التربية بجامعة ستيرلينغ وجدت أن سلوكيات العائلة في استخدام التكنولوجيا بالمنزل عامل رئيسي في التأثير على علاقة الطفل بها.

وانتهت الدراسة إلى أن خبرات الأطفال من سن الثالثة وحتى الخامسة ترتبط بالسياق الاجتماعي الثقافي المميز لكل أسرة، كما ترتبط أيضا بما يحبه الطفل ويفضله. وقالت كريستين ستيفن، صاحبة الدراسة والباحثة في جامعة ستيرلينغ: "لم تكن التكنولوجيا يوما مسيطرة أو متحكمة في خبرات الطفل، بل إن رغباتهم والثقافات التي عاشوها داخل عائلاتهم هي التي شكلت طريقتهم في التفاعل مع الأشياء."

وترى ستيفن أن معظم الآباء يدركون مخاطر التلقي السلبي، ومن ثم فإنهم يضعون بعض القواعد التي تمكنهم من التأكد من أن أطفالهم ينخرطون في عدد كبير من الأنشطة داخل المنزل وخارجه. إلا أن هناك بعض الخبراء في هذا المجال لا يتفقون مع ذلك. ودائما ما كرر أريك سيغمان، أستاذ علم النفس، تأكيده أن الأطفال يشاهدون الآن الوسائط التي تستخدم فيها الشاشات أكثر من ذي قبل. وأكد أن تلك العادة يجب كبح جماحها؛ إذ أنها قد تؤدي إلى إدمان الطفل على مشاهدة الشاشة أو إصابته بالاكتئاب.

ويقدر سيغمان المدة التي يقضيها الطفل أمام شاشة التلفاز بعام كامل خلال السنوات السبع الأولى من حياته. وإذا ما كان ذلك حقيقيا، فلن يكون هناك جدل كبير حول خطورة ذلك الأمر. لذا، فإنه يجب الاستفادة من بقاء الطفل أمام تلك الشاشات استفادة قصوى، وذلك من خلال تحميل أفضل البرامج والتطبيقات التي من شأنها أن تساعد في استكمال عمليتهم التعليمية.

من جانبها، قالت جاكي مارش، أستاذة التربية بجامعة شيفيلد، أن ذلك المجال يحتاج لأن تجرى فيه أبحاث أكثر من ذلك. وأضافت "سنعمل على تحديد ما نشعر أنها معايير لتحديد التطبيقات الجيدة، حيث إن ثمة افتقار لأن يكون هناك مصدر مركزي للمعلمين. فالمشكلة لا تتمثل في إعطائهم جهاز الآيباد، بل تكمن في العثور على تطبيقات تتميز بجودة عالية." كما أكدت مارش على أن البرامج، التي تتميز بجودة عالية إضافة إلى بعض البرامج المعينة ، يمكن لها أن تساعد الأطفال في التغلب على صعوبات التعلم التي يواجهونها وتطور المهارات التي يفتقدونها.

وأضافت مارش أنه يمكن للبيئات المتصلة بشبكة الإنترنت أن تمنح الطفل مساحة حقيقية لزيادة ثقته بنفسه، وهو أمر قد لا يكون ممكن الحصول داخل البيت أو في المدرسة. بحسب بي بي سي.

لذا فهي تنصح الآباء بضرورة أن يخصصوا لأطفالهم ممن هم في سن السادسة فأقل ساعتين كل يوم يقضونها أمام الشاشة، حيث إنه لا يوجد دليل على أن الشاشات ضارة بالطفل كما يرى البعض. كما توصلت الدراسة أيضا إلى أن الأطفال يشعرون بالملل بسرعة وهم يشاهدون شكلا واحدا من أشكال وسائل الإعلام؛ لذا فهم يحبون أن يجمعوا ما بين مشاهدتهم للتلفاز والقيام ببعض الألعاب في آنٍ معا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/نيسان/2013 - 19/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م