ثورة الشعوب على الهيمنة السعودية القطرية

خضير العواد

لقد انطلت اللعبة على الشعوب العربية ودخلت في دوامتها وأصبحت أحد عناصرها، لأنها كانت تريد التخلص بأي ثمن من الأنظمة الفاسدة التي سقتها أسوء حالات الظلم وسرقت من عمرها عشرات السنين وهي تعاني وتكابد، فكانت تحلم باليوم الذي تتخلص به من هذه الأنظمة الدكتاتورية البوليسية المجرمة، لهذا السبب استجابت وبكل قوة للتحرك الذي خلقته المخابرات العالمية وضخمته بل قادته قطر من خلال قناة الجزيرة، وخلقت منه ربيعاً عربياً يقوده الشباب العربي المكافح.

 ولكن بعد أن ركدت أمواج الغضب العربي وهدأت الشوارع واستيقظ الشباب وجد نفسه خارج الأرقام الصعبة في السياسة العربية، فلم يصل هذا الشباب لمراكز القوى في أي بلد عربي بل أعطيت الكرة لأخوان المسلمين في جميع البلدان التي تحرك فيها الشباب كليبيا وتونس ومصر وأما اليمن فقد سرقت الثورة من شعبها وغيروا مسيرها من خلال إزاحة الرئيس صالح وتولي نائبه مقاليد الحكم وبقت السعودية مسيطرة سيطرة كاملة على القرار اليمني.

 وأما الثورة البحرينية فكانت ثورة حقيقية يرفضها الغرب وتقاومها جميع الأنظمة الخليجية لهذا نلاحظ هذا الشعب يناضل منذ سنتين ويقدم التضحيات تلو التضحيات وليس هناك من يقف معهم أو يساندهم بل على العكس جميع قوى المنطقة قد اتفقت على ضرب الثورة البحرينية وأرسلت إليها الجيوش بقيادة القوات السعودية.

 وأما سوريا فقد دمرت تحت غطاء الثورة والتحرر من سيطرة النظام العلوي، ويقود هذا التدمير الدويلة قطر والسعودية بالإضافة الى تركيا فقد جعل هذا المثلث الطائفي شعارات هذه الثورة بأغلب اللغات العالمية من خلال جلب المرتزقة من أغلب دول العالم كالشيشانيين والباكستانيين والأفغان والأذربيجانيين بالإضافة للأفارقة والعرب وغيرهم كثير، بل اصبحت هذه الثورة المزعومة تقاد من الدوحة وبطلها الحقيقي حمد بن جاسم الذي يصر على تغير النظام أكثر من المعارضة السورية بل في كثير من المواقف تقدم المعارضة السورية بعض التنازلات من أجل ايجاد الحلول لهذه القضية التي أصبحت مأساوية بحق ولكن الجانب القطري والسعودي يرفضون إلا بتغير النظام بالقوة.

 وقد اصبحت جميع الدول العربية التي نجحت بتغير النظام والتي لم تنجح بتغير أنظمتها ساحات للتظاهرات المعادية للحكومات الجديدة بل في بعض الأحيان تتخلل هذه التظاهرات أعمال عنف وتعدي على المال العام حتى أصبحت المؤسسات الحكومية عرضة للتعدي، بل في ليبيا اصبحت الحكومة لا تجد لها مكاناً أمناً لأجتماعاتها نتيجة المسلحين الذين يهددون الجميع بما فيهم أعضاء الحكومة ومكاتبهم، ويقود هذه التحركات الدويلة قطر من أجل إضعاف جميع الحكومات الجديدة لكي تصبح بالضعف الذي تستجيب للمخططات الغربية والإسرائيلية.

 لقد كانتا السعودية وقطر داعمتا لجميع الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة وكانتا ترقصان على جراحات الشعوب العربية وعذاباتهم واليوم ترقصان على نفس الجرح من خلال نشر الفوضى العارمة في البلدان العربية حتى يبكي المواطن العربي المظلوم على تلك العهود الجائرة التي كانت تقدم له بعض الأمان؟؟؟؟؟

ولكن المواطن اليوم يفتقد لكل شيء وهكذا تحاول هذه الدول إفشال جميع التحركات العربية من أجل غد أفضل حتى لا تصل الحرارة الثورية لأراضيهم (الدول الخليجية)، فالمتتبع للحياة السياسية العربية يجد هذه الأنظمة قطر والسعودية مصدر كل تخلف وظلم وأنظمة دكتاتورية وتخاذل عربي، لهذا لا يمكن أن تحصل الشعوب العربية على ربيع عربي حقيقي بوجود هذه الأنظمة السرطانية المملوءة لحد التخمة بالأموال التي توزعها من أجل إنجاح مخططاتها المرتبطة دوماً بالمخطط الغربي الإسرائيلي الذي يفتش دوماً على مصالحه، فالثورة الصحيحة يجب أن تبدء بهذا الجرثوم (قطر والسعودية) الذي يعشعش في الجسد العربي ورفض كل الطرق التي يتدخل بها بتقرير مصير الشعوب العربية.

 وإذا نجحت ثورة عزل آل ثاني وآل سعود عن التدخل بالمصير العربي عندها ستكون الثورات العربية حقيقية وتعبر عن طموح الشعب العربي المتعطش للحياة السعيدة ويمكن لهذه الثورات النجاح والإستمرارية، ولكن مع وجود التدخل الجرثومي لقطر والسعودية فسوف تستمر معاناة الشعوب العربية والى الأبد، فيجب على الشباب العربي أن يضع يداً بيد من أجل الثورة على الهيمنة السعودية القطرية من أجل خلق ربيع عربي حقيقي يوصل الشعوب العربية لكل أحلامها التي ترتجي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 28/نيسان/2013 - 17/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م