التطرف الديني... ظاهرة تشيع بين اتباع الديانات

 

شبكة النبأ: تعد ظاهرة العنف احدى اهم واخطر المشاكل المنتشرة في العديد من دول العالم والعنف كما تشير بعض المصادر هو سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فرداً أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال وإخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا وسياسياً مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى.

وللعنف اشكال وانواع متعدده منها العنف الديني او ما يسمى عند البعض التطرف الديني الذي يمارس من قبل اتباع بعض الأديان والمعتقدات والمذاهب المختلفة سواء كانت سماوية اوغير سماوية والتي يعتمدها الإنسان كمصدر من مصادر التشريع، التطرف الديني يستعمل في أغلب الأحيان لوصم المنهجيات العنيفة المستعملة في محاولة تغير سياسية أو اجتماعية. وقد يعني التعبير استعمال وسائل غير مقبولة من المجتمع مثل التخريب أو العنف بدافع التعصب والسيطرة وهو ما ينافي مبادئ حقوق الانسان والحريات، وفي هذا الشأن فقد حذر مقرر مجلس حقوق الانسان الخاص والمعني بحرية الدين والمعتقد هاينر بيليفيلت امام مجلس حقوق الانسان من زيادة وجسامة الانتهاكات التي تتعرض لها الاقليات الدينية في العالم داعيا الى ضرورة اتخاذ إجراءات موحدة للحد منها. وقال بيليفيلت ان على المجتمع الدولي اتخاذ اجراءات أكثر وضوحا تستند إلى مبادئ العالمية والحرية والمساواة التي تشكل أساس النهج القائم على حقوق الإنسان.

وأوضح ان الانتهاكات التي تعاني منها الاقليات الدينية غالبا ما تحدث في مناخ يفتقر لتطبيق القانون وتحدث بدوافع سياسية أو دينية أو إيديولوجية أو شخصية مختلفة. واضاف ان دراسة حالات انتهاكات حقوق الإنسان التي تتعرض لها الأقليات الدينية توضح ان اسبابها متعددة وتختلف من بلد الى آخر مؤكدا انها تتلخص في وجود بيروقراطية غير متناسبة في التعامل مع الاقليات الدينية والحرمان من الاطار القانوني الملائم لبناء الهياكل الأساسية الدينية والحفاظ عليها.

وأكد وجود حالات من التمييز المنهجي والإقصاء الجزئي من قطاعات هامة في المجتمعات التي تعاني فيها الاقليات الدينية من التمييز الى جانب القواعد التمييزية في قوانين الأسرة والتلقين العقائدي الذي يتعرض له أطفال الأقليات في المدارس الحكومية. ولفت الى ان التمييز يؤدي الى معاناة الاقليات الدينية من تبعات أعمال التخريب والتدنيس وحظر أو تعطيل الاحتفالات الدينية والتهديدات والتدخل في شؤون الاقليات الدينية ومصادرة ممتلكاتها والعقوبات الجنائية والحرمان من حق اللجوء وما يمكن أن يؤدي إليه من حالات الترحيل والتعرض لخطر الاضطهاد الفعلي.

وقدم المقرر الاممي توصيات الى أربع جهات اساسية اولها السياسات العامة الرامية إلى النهوض بحقوق الأقليات الدينية والثانية الى مشرعي الاحكام القانونية والثالثة الى الإدارات التنفيذية والرابعة الى التعليم والاعلام. ففي مجال السياسات العامة شدد على ضرورة الا تصب سياسات الدول في صالح تمكين البعض من ممارسة اضطهاد الأقليات على أساس الدين أو المعتقد واستغلالها سياسيا. وأوصى السلطات بالتعامل مع المسائل ذات الحساسية التاريخية بحذر وعدم توظيف هذا الملف ضد مصالح الأقليات ووضع أنشطة تتضامن مع الأقليات الدينية بشكل ممنهج لتجنب أي سوء فهم.

وأكد على ضرورة سن تشريعات لحماية الأقليات الدينية في إطار فهم واضح لمعايير حرية الدين التي تعد حقا من حقوق الإنسان يغطي الجوانب الفردية والجماعية وجوانب الهياكل الأساسية فضلا عن الأبعاد الخاصة والعامة للدين. وأوصى بيليفيلت قطاعات الإدارة التنفيذية بضرورة وضع برامج اتصال تيسر عقد لقاءات منتظمة بين ممثلي الحكومات من مجالات مثل الإدارة والشرطة والنظام الصحي مع ممثلي الأقليات الدينية للمساعدة في بناء الثقة على المدى الطويل والتخفيف من المخاوف ومشاعر الاستياء في حالات الأزمات.

في الوقت ذاته طالب وسائل الإعلام الحكومية بفتح الباب أمام الأشخاص المنتمين إلى الأقليات الدينية للعمل فيها مع وضع برامج وأنشطة توعوية تركز على الأقليات الدينية. ودعا وسائط الإعلام العامة والخاصة الى احترام الاقليات الدينية وتوفير معلومات تتسم بالإنصاف والدقة حول أفرادها بغية التخلص من القوالب النمطية والأحكام المسبقة. وحث على ضرورة وضع الدول سياسة لاتخاذ إجراءات رمزية عامة يجري من خلالها بعث رسالة واضحة مفادها أن الأقليات الدينية أو العقائدية تشكل جزءا من المجتمع من خلال مشاركة الممثلين السياسيين في احتفالات الاقليات الدينية.

13 قتيل في رانغون

في السياق ذاته قتل 13 شخصا بينهم اطفال في حريق اندلع في مدرسة للمسلمين في رانغون، مما اثار غضب واستنكار سكان الحي بعد اعمال العنف الطائفية الاخيرة وذلك على الرغم من تطمينات الشرطة بان الامر ناجم عن حادث. وعلى الفور دعت الحكومة السكان الى عدم تصديق "الشائعات" التي تنتشر على الانترنت خصوصا وان التوتر الشديد بين المسلمين والبوذيين والذي اوقع 43 قتيلا في اذار/مارس كان يسير نحو التهدئة.

واندلع الحريق في المبنى الواقع بوسط المدينة والذي يضم مسجدا ومدرسة وحيث كان سبعون شخصا من بينهم عدد كبير من الاطفال يمضون الليل. وعلى الفور، نسبت عدة مصادر من الشرطة الحادث الى عطل كهربائي شائع في بورما. واوردت الشرطة على صفحتها الرسمية على فيسبوك "افاد تحقيق شرطة الحي ان الحريق ناجم عن التيار العالي في المسجد".

ورغم ذلك ارسلت السلطات عشرات رجال الشرطة والعسكريين الى محيط المسجد الازرق الذي اسودت نوافذ الطابق الاول فيه بسبب الدخان للحؤول دون حصول مواجهات خصوصا بعد تجمع العشرات من الفضوليين في المكان. وعلى خلفية التوترات الطائفية التي شهدتها البلاد، ارتفعت شكوك في اوساط المسلمين المتخوفين من امتداد اعمال العنف الى العاصمة البورمية السابقة. والتقى ممثلون عن المنظمات المسلمة الاساسية مع السلطات المحلية للمطالبة بفتح تحقيق "لتحديد ما اذا كان الامر يتعلق بحادث او بحريق متعمد"، حسبما اوضح يي نونغ ثين امين سر احدى هذه المنظمات . واضاف "البلاد كلها تخشى على رانغون الان وتتساءل ما اذا الامر يتعلق بجريمة".

في المقابل، بدا الحشد المؤلف من مئات الاشخاص الذين تجمعوا في احد مقابر المسلمين بشمال المدينة لتشييع الضحايا على قناعة ولو دون دليل بان الامر لا يمكن ان يكون مجرد حادث. وقال خين مونغ هلا احد مدرسي الضحايا ال13 من الفتيان والذين تراوحت اعمارهم بين 12 و15 عاما والذي ايقظه الحريق "اعتقد ان احدا اضرم النار عمدا". واشار عدد من الشهود الى انبعاث رائحة بنزين.

وصرح شاين وين زعيم مجموعة للشبيبة المسلمة ان "بعض التلاميذ والاساتذة الذين تمكنوا من الهرب قالوا انهم لاحظوا سائلا في الطابق الارضي وان رائحته شبيهة بالبنزين"، في اشارة الى فرضية ان الحريق ناجم عن عمل اجرامي. ودعت الحكومة البورمية على الفور الى عدم تصديق "الشائعات".

وكتب يي هتوت المتحدث باسم الرئيس ثين سين على صفحته في فيسبوك "ادعكوم الى عدم تصديق المعلومات الواردة على الانترنت والتي ترمي الى اثارة نزاع ديني". وفي 20 آذار/مارس اندلعت اعمال عنف طائفية في مدينة ميكتيلا في وسط البلاد بعد شجار بين تاجر مسلم وزبائن بوذيين، وامتدت شرارتها الى مناطق شاسعة في وسط البلاد مما اسفر عن سقوط 43 قتيلا واحراق العديد من المساجد ونزوح حوالى 12 الف شخص. ولم يعد الهدوء الى ميكتيلا الا بعد تدخل الجيش وفرض حالة الطوارئ في المدينة. بحسب فرانس برس.

وتواصل بورما الاصلاحات منذ تنحي النظام العسكري قبل عامين الا ان اعمال العنف في ميكتيلا سلطت الضوء على التوتر المقلق بين البوذيين والمسلمين. ففي العام 2012، اوقعت مواجهات بين بوذيين من اقلية الراخين ومسلمين من اقلية الروهينجيا اكثر من 180 قتيلا و125 الف نازح في غرب البلاد.

اعمال عنف في نيجيريا

على صعيد متصل اسفرت هجمات نفذها رعاة من اتنية فولاني على ثلاث بلدات في وسط نيجيريا عن مقتل 19 شخصا ونزوح 4500، على ما اعلن مسؤول محلي. وصرح كوماي بادو العضو في الادارة المحلية "بحسب الحصيلة التي وضعناها قتل 19 شخصا من بينهم نساء واطفال بيد رجال مسلحين نعتقد انهم مربو ماشية من اتنية فولاني هاجموا ثلاث بلدات موضحا ان الهجمات تمت في منطقة كاورا في ولاية كادونا.

واضاف ان حوالى 4500 شخص نزحوا واقيم مخيمان لايوائهم. ويعتقد ان الهجمات تمت انتقاما لخلاف بين اتنية فولاني المسلمة واتنية اتاكار المسيحية. واتنية فولاني في المنطقة تتالف بشكل رئيسي من الرعاة رحل فيما اتاكار من المزارعين. وغالبا ما تقع خلافات بين الجماعتين. وتقع ولاية كادونا الجنوبية التي شهدت الهجوم في منطقة الحزام الاوسط التي تقسم نيجيريا الى جنوب غالبيته مسيحي وشمال غالبيته مسلم.

على صعيد متصل قال وزير العدل السعودي محمد العيسى خلال لقائه برلمانيين اوروبيين في بروكسل إن بلاده التي تتبع المنهج الوهابي السلفي لن تسمح باقامة دور عبادة لغير المسلمين على اراضيها. ونقلت وسائل الاعلام المحلية عن الوزير السعودي قوله ان “محضن مقدسات المسلمين لا يسمح باقامة دور عبادة اخرى كغيره من رموز العبادة”.

وجاءت تصريحات العيسى ردا على استفسارات البرلمانيين الاوروبيين حول السماح باقامة دور عبادة للديان الاخرى. وكان يتحدث أمام اعضاء لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الاوروبي حيث استعرض اسس المبادئ القضائية في المملكة. وتتعرض السعودية غالبا لانتقادات منظمات الدفاع عن حقوق الانسان بسبب منعها غير المسلمين من حرية ممارسة العبادة مستندة الى تقليد اسلامي يقضي بمنع وجود ديانتين في جزيرة العرب. بحسب فرنس برس.

وتسمح الدول الخليجية الاخرى لوافدين من ديانات غير الاسلام، لاسيما للمسيحيين، بممارسة شعائرهم داخل دور العبادة الخاصة بهم. ويعيش في دول مجلس التعاون الخليجي ملايين الوافدين من غير المسلمين.

عنف طائفي

من جهة اخرى اندلعت صدامات امام كاتدرائية الاقباط الارثوذكس في القاهرة عقب مشاركة الالاف منهم في تشييع اربعة من قتلاهم سقطوا في اعمال عنف طائفي. وبدأت الصدامات اثناء خروج المشيعين من الكاتدرائية اذ فوجئوا بمجهولين يلقون الحجارة عليهم فيما كان المشيعون يهتفون "يسقط يسقط حكم المرشد" في اشارة الى مرشد جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس محمد مرسي، بسحب ما ذكرت قناة اون تي في لايف المصرية.

ونقلت القناة عن شهود عيان ان عددا من المشيعين الاقباط اصيبوا بعد ان تعرضوا لهجوم من مجهولين بطلقات خرطوش (من بنادق صيد) وهجوم بقنابل يديوية الصنع لدى خروجهم من الكاتدرائية. من جهتها اكدت وزارة الداخلية في بيان انه "أثناء تشييع الجنازة وسيرها بشارع رمسيس (الذي تطل عليه الكاتدرائية) قام بعض المشيعين بإتلاف عدد من السيارات مما أدى إلى حدوث مشاحنات ومشاجرات مع أهالى المنطقة". وشارك الاف الاقباط في مراسم التشييع.

وهتف المشيعون داخل الكاتدرائية "ارحل .. ارحل" في اشارة الى الرئيس كما رددوا "يسقط يسقط حكم المرشد". وقتل مسلم كذلك في اعمال العنف التي اندلعت في بلدة الخصوص وهي منطقة فقيرة في محافظة القليوبية بعد ان اعترض رجل مسلم على اطفال كانوا يرسمون صليبا معقوفا قرب مسجد.

وسب الرجل بعد ذلك المسيحيين والصليب وتشاجر مع شاب مسيحي كان بمر بالصدفة قبل ان يتحول الامر الى مواجهات بالاسلحة الالية بين المسلمين والمسيحيين، بحسب اجهزة الامن. وقال القس سريال يونان من كنيسة الخصوص في تصريح بثته وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان "جزءا" من كنيسة انجيلية احترق. كما احرق مسلمون منزل اسرة مسيحية ونهبوا صيدلية يمتلكها اقباط، وفقا لمصادر الشرطة.

جاء ذلك فيما تظاهر مئات من المواطنين وطلاب الأزهر بمحيط مشيخة الأزهر تأييداً لشيخ الجامع الدكتور أحمد الطيب. واحتشد بضع مئات من المواطنين ومنتمين لقوى معارضة وطلاب في جامعة الأزهر حول مقر المشيخة بحي "الدرَّاسة" بالقاهرة القديمة، تأييداً لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ضد ما اعتبروه "محاولات جماعة الإخوان المسلمين النيل منه، والإطاحة به والعمل على أخونة الأزهر". بحسب فرنس برس.

كما احتفل المتظاهرون ببيان أصدره مجلس القضاء الأعلى بوقت سابق "بدعوة النائب العام الحالي المستشار طلعت عبد الله إلى ترك منصبه وإبداء رغبته بالعودة إلى منصة القضاء". وردَّدوا هتافات "لا سلفية ولا اخوانية .. الأزهر رمز الوسطية"، و"يا إمام يا إمام احنا معاك للأمام"، و"الله أكبر .. ظهر الحق ظهر الحق". وكان محيط مشيخة الأزهر ومناطق بالقاهرة وبمدن مصرية عدة شهدت تظاهرات مؤيدة لشيخ الأزهر ضد هجوم تعرَّض له على خلفية إصابة أكثر من 500 من طلاب جامعة الأزهر بحالات تسمم غذائي يوم الاثنين الفائت.

تهديدات على الجدران

من جانب اخر خط مستوطنون متطرفون تهديدات بالعبرية على جدران مسجدين في قرية تقوع جنوب الضفة الغربية ما اعلنت مصادر فلسطيينية واسرائيلية. وقال عادل الشاعر وهو عضو في مجلس بلدي قرية تقوع الفلسطينية "قام المستوطنون بكتابة تهديدات بالعبرية على جدران مسجدين وقاموا بثقب اطارات سيارة". ويبدو ان الامر مرتبط بحادث وقع في 14 من اذار/مارس الماضي عندما اصيبت طفلة اسرائيلية بالحجارة.

وكتب المهاجمون بالعبرية على احد المواقع "دفع الثمن لرمي الحجارة" و"انتقاما لاديل بيتون" في اشارة الى الطفلة المصابة كما وقاموا برسم نجمة داود مرتين على باب المسجد. واكدت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري الامر ولكنها اشارت الى انه تم ثقب اطارات سيارتين. وقالت سمري ان قوات الشرطة والجيش الاسرائيلي التي دخلت القرية لمعاينة المكان تعرضت للرشق بالحجارة من قبل السكان ما ادى الى وقوع اضرار مادية.

وينتهج المستوطنون المتطرفون سياسة انتقامية منظمة تعرف باسم "دفع الثمن" وتقوم على مهاجمة اهداف فلسطينية وكذلك مهاجمة جنود في كل مرة تتخذ السلطات الاسرائيلية اجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان. وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية واحراق سيارات واماكن عبادة مسيحية واسلامية واشجار زيتون ونادرا ما يتم توقيف الجناة. واعلن جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (الشين بيت) في وقت سابق بانه اعتقل خمسة شبان فلسطينيين متورطين بالهجوم بالحجارة على سيارة مستوطنة اسرائيلية مما ادى الى اصابتها هي وبناتها بجروح.

في السياق ذاته ذكرت مصادر متطابقة انه عثر على رأس خنزير وشعارات تتسم بطابع عنصري في ورشة لبناء مسجد في منطقة كولومييه بالقرب من باريس. وقال عبد الله زكري رئيس المرصد الفرنسي المناهض لمعاداة الاسلام الذي ابلغه احد سكان البلدة بالامر "عثر على رأس خنزير وشعارات نازية تم بخها داخل الورشة". وعبر زكري عن "استيائه واشمئزازه من اشخاص يواصلون انتهاك حرمة الاماكن المقدسة". بحسب فرنس برس.

من جهته، قال رئيس بلدية المدينة فرانك ريستر "ادين بحزم هذه الاعمال غير المقبولة". واوضح ريستر ان المسجد "يجري تشييده" ويفترض ان ينجز "خلال اشهر". وقال المرصد نفسه ان مئتي عمل معاد للمسلمين سجلت في 2012 في فرنسا، بزيادة نسبتها 28 بالمئة عن 2011. ورأى زكري ان "المشكلة هي نفسها في كل مرة وهي ان الاسلام يزعجهم". واضاف "طالما لم تصدر عقوبات قاسية على هؤلاء الاشخاص، فان الامر سيستمر".

عقوبات قضائية

الى جانب ذلك حكم على اميركي في اوهايو بالسجن 20 عاما لمحاولته احراق مسجد في الولاية الواقعة في شمال الولايات المتحدة، كما اعلنت السلطات. وقال المدعي العام في مقاطعة شمال اوهايو ستيفن ديتيلباك في بيان ان راندولف لين (52 عاما) تمت ملاحقته قضائيا بتهمة ارتكاب جريمة كراهية وقد اعترف بذنبه، مضيفا ان "مرتكبي جرائم الكراهية من امثاله يريدون ان يدمروا ما هو ابعد من المباني، انهم يستهدفون نمط حياتنا".

واوضح البيان ان "هذه العقوبة، السجن لمدة 20 عاما، والدعم الذي قدمته هذه المجموعة لجيراننا المسلمين يظهران ان حرياتنا اقوى من حقد هذا الرجل". واقر المتهم بانه غادر منزله في ولاية انديانا المجاورة وقاد سيارته الى توليدو بهدف تدمير مسجد محلي. واضاف بيان المدعي العام ان المدان ولتنفيذ مخططه وضع في سيارته "العديد من الاسلحة النارية وثلاث صفائح بنزين حمراء" وحاول مرارا الدخول الى المسجد، الى ان نجح في ذلك. وفور دخوله المسجد عمد الى اطلاق النار من مسدسه ثم سكب البنزين على سجادة المسجد واضرم فيها النيران. وبموجب الاتفاق الذي ابرمه مع النيابة العامة فان المدان وافق على دفع قيمة الاضرار التي تسبب بها والتي قد تبلغ مليون يورو.

من جهة اخرى حكمت محكمة في اسطنبول على المؤلف الموسيقي وعازف البيانو التركي الشهير فاضل ساي، بالسجن عشرة اشهر مع وقف التنفيذ اثر ادانته بنشر تصريحات اعتبرت مسيئة للاسلام على شبكات التواصل الاجتماعي. وادين فاضل ساي الذي لم يحضر الجلسة "باهانة القيم الدينية لجزء من السكان" بعدما نشر على حسابه على "تويتر" خطباً استفزازية عن المسلمين والاسلام.

في السياق ذاته اعتقلت الشرطة البنغالية ثلاثة مدونين ملحدين بتهمة الاساءة الى الاسلام والنبي محمد، وسط مطالبة اصوليين اسلاميين بشن حملة على الانترنت. وقال نائب رئيس الشرطة في دكا ملا نصر الاسلام "لقد اساؤوا الى مشاعر الناس الدينية بالكتابة ضد مختلف الاديان والانبياء والمؤسسين ومن بينهم النبي محمد". واضاف ان المتهمين الثلاثة يواجهون حكما بالسجن قد يصل الى 10 سنوات في حال ادانتهم بموجب قوانين الانترنت في البلاد والتي تحظر "الاساءة" الى الاديان. ونفى ان يكون اعتقالهم مرتبطا بتهديدات اسلاميين. ويدور نقاش بين الملحدين والاصوليين في عالم المدونات ومواقع التواصل الاجتماعي في بنغدلادش منذ سنوات، الا انه اتخذ منحى خطيرا عندما قتل احد المدونين الملحدين.

وجاءت الاعتقالات فيما تشهد البلاد سلسلة من الاحتجاجات حول محاكمة عدد من الشخصيات الاسلامية بتهمة ارتكاب جرائم حرب اثناء حرب الاستقلال في 1971. وشارك في احتجاجات دعا اليها العديد من المدونين العلمانيين مئات الاف المتظاهرين طالبوا باعدام قادة حزب الجماعة الاسلامية، اكبر حزب اسلامي في البلاد واكبر حزب معارض. بحسب فرانس برس.

ونظم الاسلاميون بدورهم تظاهرات تطالب بوقف المحاكمات، كما بداوا باستهداف المدونين. وحجبت الحكومة عشرات المواقع الالكترونية والمدونات لوقف العنف. كما شكلت لجنة ضمت عددا من كبار مسؤولي الاستخبارات لرصد الاساءة الى الاديان في المواقع الاجتماعية. وامرت هيئة رقابة الاتصالات في البلاد موقعين بازالة مئات المداخلات من سبعة مدونين قالت ان كتاباتهم تسيء الى المسلمين.

كنيسة ملحدة تسعى للانتشار

الى جانب ذلك ومع اناشيدها الفرحة و"مؤمنيها" الساعين الى عيش حياة افضل، تشبه "كنيسة ذي صنداي اسمبلي" في لندن اي كنيسة اخرى، مع فارق كبير هو عدم وجود اي ذكر لاسم الله. وهذه "الكنيسة الملحدة" البريطانية موجودة منذ اشهر فقط، الا ان عدد اتباعها يزداد لدرجة لم تعد تتسع لهم المقاعد الموجودة خلال "قداساتها". كما ابدى اكثر من مئتي ملحد في العالم اهتمامهم بهذه المبادرة.

وتم تأسيس "ذي صنداي اسمبلي" (تجمع الاحد) من جانب ممثلين هما بيبا ايفانز وساندرسون جونز اللذان تحسسا شهية داخل المجتمع لتجمعات ملحدين تستعير بعض مظاهر الممارسات الدينية. وفي كنيسة قديمة متداعية في شمال لندن، تجمع هذه التجمعات بين الموسيقى والخطب ووقفات التأمل ذات الطابع الاخلاقي، مع درجة كبيرة من الفكاهة.

واوضح ساندرسون جونز الرجل الملتحي البالغ 32 عاما وصاحب الضحكة المدوية ان "ثمة الكثير من الامور في الممارسة الدينية لا تمت الى الله بصلة: ان الامر يتعلق باللقاء مع الناس، التفكير في طرق لتحسين الحياة". وتختصر مبادئ "تجمع الاحد" بعناوين ثلاثة: "مساعدة دائمة، حياة افضل واندهاش اكبر". ويبدو ان هذا المفهوم الجديد بدا يجذب اعدادا متزايدة من الناس، اذ ان حوالى 400 شخص شاركوا في اخر "قداسين" لهذه الحركة وملأوا الكنيسة بالكامل، حتى ان حوالى ستين "مؤمنا" منعوا من الدخول بسبب كثرة الرواد.

واكدت انيتا عالمة النفس الثلاثينية المشاركة في "قداس" "ايماني ومعتقداتي هي في الانسانية والعمل. تجمع الاحد، هذا امر يحاكيني". ويقوم "المؤمنون" المدعوون الى التأمل في موضوع التطوع، باداء اغنيتي "هيلب" لفرقة البيتلز و"هولدينغ اوت فور ايه هيرو" لبوني تايلر. ثم يستمع هؤلاء الى "عظة" يلقيها مؤسس جمعية متخصصة في مسائل التربية. وفي مداخلة القتها بعنوان "بيبا تبذل ما في وسعها"، تثير مؤسسة هذه الحركة اعجاب الحاضرين من خلال سردها روايات مضحكة من خبرتها في موضوع التطوع. وتنتهي "القداسات" وسط هتافات الحاضرين وصرخات "من يريد كوبا من الشاي؟"

وكما الحال في كثير من الدول الغربية، يسجل الايمان المسيحي تراجعا في بريطانيا. فعلى الرغم من ان اكثرية البريطانيين يقولون انهم مسيحيون، فإن نسبة هؤلاء تراجعت من 72 % في العام 2001 الى 59 % في 2011 بحسب اخر احصاء اجري في كانون الاول/ديسمبر الماضي. كذلك ارتفعت نسبة البريطانيين غير المنتمين الى اي ديانة في الفترة عينها من 15 % الى 25 %.

الا ان نجاح "تجمع الاحد" يدل بحسب المؤسسين الى ان الكثير من سكان المدن الملحدين يشعرون بحاجة الى الانتماء لجماعة. وتوضح بيبا ايفانز ان "بامكانكم قضاء يوم كامل في لندن من دون التحدث الى اي كان"، مشيرة الى ان "الناس لديهم حقا رغبة في ان يكون لهم مكان التقاء، لا يكون فيه مشروب ولا رسم دخول".

ويبدو ان هذه الفكرة تثير اهتمام اشخاص في اماكن اخرى في بريطانيا والخارج، حيث يسعى اشخاص ملحدون "لاستيراد" هذا المشروع الجديد. ويشرح ساندرسون جونز ان الطلبات لفتح فروع لهذه "الكنيسة" في العالم تأتي من اماكن بعيدة مثل "كولومبيا، بالي، المكسيك، هيوستن، سيليكون فالي، فيلادلفيا اوهايو، كالغاري، لاهاي، فيينا الامر مثير حقا لدرجة انني اشعر بالدوار عندما افكر بذلك".

ويقر الثنائي المؤسس لهذه "الكنيسة" بان احتفالات حركتهما تستعير الكثير من ممارساتها الى المسيحية. الى ذلك تحظى الحركة بدعم اعضاء في الاكليروس. الا ان بيبا ايفانز قالت ممازحة ان هؤلاء الكهنة "قالوا لنا انهم سيعيدون النظر في ما يجب فعله في حال اخذت (الحركة) في الاتساع"، بحسب ايفانز. وتضيف ايفانز "في الواقع من هم الاكثر عدائية تجاهنا هم بلا شك بعض الملحدين الذين يعتبرون اننا نضر بالالحاد، باننا لا نملك طريقة سليمة في عدم الايمان بالله. انه امر مضحك جدا".

وحظيت الحركة بموافقة من القس المحلي ديف تومليسن الاتي من كنيسة مجاورة لمراقبة "منافسيه" الجدد. وقال تومليسن "شعرت بان ثمة ما يكفي ممن اسميه الله هنا كما في كنيستي صباح اليوم"، مضيفا "كل ما قيل هنا له مكانه بالكامل في كنيستي. آمل ان يتقدم ذلك".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/نيسان/2013 - 16/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م