التأثير الطبي والنفسي على مرضى المصابين بداء القطط

حسنين صادق صالح عبكه

داء القطط/ هو طفيلي يسمى التوكسوبلازما من الأمراض الطفيلية التي لديها حياة معقدة، حيث أن التكاثر يحدث في القطط، ولذلك سمي بمرض القطط، وحيث أن بعض الناس تهوى تربية القطط، فلا عجب إذا انتقلت العدوى بهذا المرض من القطط إلى الإنسان. وهو وحيد الخلية يسبب أعراض شديدة وضرر للمواليد عند انتقال عدوى لهم من الأم عن طريق المشيمة، كما يسبب ضرر شديد لمرضى نقص المناعة.

يسببه طفيل يكون بداخل الخلية، ويكون القط هو العائل الأساسي لهذا الطفيل، بينما تكون الحيوانات ذات الدم الحار هي العائل الوسيط وأيضا الإنسان، وحوالي ثلث سكان العالم أصيبوا بعدوى هذا الطفيل، وهو لا يسبب أعراض شديدة أو مرض شديد عند إصابة البالغين الذين يتمتعون بمناعة سليمة ويتحول الطفيل عندهم بعد العدوى الحادة إلى طور متكيس يكون موجود بأنسجة الجسم بصورة صامتة دون أن يسبب أي أعراض أو علامات،

داء القطط هو مرض يصيب المرأة عن طريق طفيلي يدعى (توكسوبلازما جوندي)، واغلب الإصابات التي تحصل عند الجنس البشري تكون نتيجة عدوى من القطط التي تتغذى على القوارض والطيور، حيث إن القطط التي تربى في البيوت قليلا ما تنقل هذا المرض.

طريقة الإصابة بهذا المرض إما بتلوث الخضراوات والفواكه ببراز القطط المشبعة ببيض الطفيلي أو بتناول لحم الخراف والأبقار غير المطبوخة بالشكل السليم حيث إن هذه الخراف والأبقار تكون حاملة لهذا الطفيلي في لحومها.

ويمكن انتقال المرض كذلك بالبيض بعد تلوثه بالطفيلي، كما يمكن انتقال المرض بعد ملامسة يديك لفمك أو انفك أو عينيك بعد تقطيع لحوم نية أو غسل فواكه أو خضراوات، كذلك يمكن انتقال داء القطط بعد شرب حليب ملوث غير مبستر بالطفيلي أو عن طريق شرب ماء ملوث بهذا الطفيلي.

ما يقارب من 30-40% من النساء اللواتي هن في سن الحمل والإنجاب مصابات بهذا المرض وعندهن مضادات في داخل أجسامهن لهذا الطفيلي، أي إنهن محصنات ضد الإصابة مرة ثانية بهذا المرض ولكن لا توجد حصانة 100% حيث إن قسماً من النساء قد يكنّ مصابات بهذا المرض في السابق ويصبن به مرة ثانية أثناء فترة الحمل ولكن الغالبية العظمى 60-70% غير مصابات وغير محصنات ضد الإصابة بهذا المرض لذلك فهن معرضات للإصابة به.

وعندما يصيب داء القطط الإنسان البالغ تكون أعراضه مشابهة لأعراض الأنفلونزا وقد لا تحتاج إلى علاج، وقد لا يعرف الشخص انه قد أصيب بمرض داء القطط، ولكن مرض داء القطط عندما يصيب الجنين داخل رحم أمه فإنه يسبب تشوهات خلقية. كما أن الأم المرضع إن أصيبت بهذا المرض خلال فترة الرضاعة يمكن أن تنقل العدوى إلى طفلها عن طريق الحليب. ولذلك فإن الوقاية من هذا المرض هو أفضل من علاجه.

داء القطط هو مرض يصيب جميع الحيوانات والإنسان، لكنه لا يتسبب بمرض خطير عند الإنسان الصحي البالغ، غير انه إن أصاب الجنين في رحم أمه فإنه يؤدي إلى تشوهات خلقية تصيب العين والدماغ خاصة إن أصاب داء القطط الأم الحامل في بداية حملها أو خلال بضعة أشهر قبل الحمل فانه قليلا ما تكون له القدرة على الانتقال عن طريق المشيمة

ودورة التكاثر في القطط تستغرق من 3-5 أيام، وفي أحيان كثيرة تعتبر الإصابة بهذا المرض في الإنسان غير محسوسة، ونسبة حدوث المرض تصل إلى 13% في العالم.

طرق الانتقال :-

- عن طريق الفم

 في العادة تنتقل العدوى عن طريق الفم، وتكون بسبب بلع البويضات المعدية أو الطور الناضج من غذاء ملوث ببراز القط، أو تناول لحوم غير مطبوخة جيدا بها الطور الحي والمتكيس، وخلال العدوى الحادة للقطط فإن القطة الواحدة قد تخرج مع البراز عدد كبير من الطفيليات يصل إلى حوالي 100 مليون لكل يوم، وهذا الطور الناضج المعدي والذي يحتوى على الخلايا الناشئة من الانقسام يكون ثابت، ومعدي جدا ومن الممكن أن يعيش لسنوات في التربة، والأشخاص الذين يتعرضون لوباء متفشي لعدوى منقولة بهذا الطور الناضج تنتج أجسامهم أجسام مضادة معينة لهذا الطور المعدي.

والأطفال والبالغين من الممكن أن يكتسبوا العدوى من الحويصلات أو الأكياس التي تحوى البريديزويت والموجودة بالأنسجة، وبمجرد ابتلاع حويصلة أو كيس واحد، فإن ذلك يكون كافي لحدوث العدوى، ويكون عدم طبخ اللحوم جيدا، أو تجميدها بدرجة غير كافية، سبب لحدوث العدوى في الدول المتقدمة، ففي الولايات المتحدة 10-20% من منتجات الخراف و25–35% من منتجات الخنزير، يوجد دليل على احتوائها على أكياس أو حويصلات بها البريديزويت، ويكون حدوث ذلك في لحم البقر أقل بكثير حيث يكون بنسبة 1%، ويكون ابتلاع الأكياس المحتوية على البريديزويت لمنتجات هذه اللحوم المختلفة كافي لحدوث العدوى الحادة.

-  الانتقال عن طريق الدم والأعضاء:

ويحدث ذلك أثناء نقل الدم، وزرع الأعضاء، فقد تم عمل مزرعة للدم المحفوظ بثلاجات ومواد مضادة للتجلط، ووجد به الطفيل حيا، والذي يكون مصدر للعدوى من جراء نقل الدم، كما وجد أن أشخاص لم يكن لديهم عدوى بداء القطط قبل زراعة أعضاء مثل الكلى والقلب، حدثت لهم عدوي بعد زراعة هذه الأعضاء.

-  الانتقال عن طريق المشيمة :

حوالي ثلث السيدات اللاتي اكتسبن عدوى بداء القطط أثناء الحمل ينقلن العدوى للجنين، والبقية يلدن أطفال طبيعيين لم تحدث لهم عدوى، ومن العوامل الهامة التي تؤثر في حدوث العدوى للجنين من عدم حدوثها، هي عمر الحمل وقت حدوث العدوى، وتوجد بيانات قليلة تدعم العلاقة بين وجود عيوب خلقية بالجنين وحدوث عدوى للأم أثناء الحمل، أما بالنسبة للأمهات الحوامل اللاتي تعرضن لعدوى قبل الحمل، واللاتي تكشف تحاليل لأمصالهن عن وجود أجسام مضادة للمرض، فتكون عندهم في العادة حماية ضد حدوث عدوى جديدة أثناء الحمل، ويلدن أطفال طبيعيين لا تحدث لهم عدوى أثناء الحمل، وهناك عوامل تحدد مدى خطر تعرض الجنين للعدوى وهي:

- لا يوجد خطر حدوث عدوى للجنين عند تعرض الأم لعدوى قبل الحمل بستة أشهر أو أكثر.

- عند حدوث عدوى للأم خلال 6 شهور السابقة للحمل فإن فرصة تعرض الجنين للعدوى عبر المشيمة تكون أكبر كلما كانت الفترة بين إصابة الأم بالعدوى وحدوث الحمل أقصر.

- وإذا حدثت عدوى للأم خلال الثلاث شهور الأولى للحمل فإن فرصة انتقال العدوى للجنين عبر المشيمة تكون قليلة (حوالي 15%) ولكن تكون شدة المرض أكبر عند الطفل حديث الولادة.

- عند حدوث عدوى للأم خلال الثلاث أشهر الأخيرة من الحمل فإن فرصة انتقال العدوى للجنين تكون أكبر (حوالي 65%) ولكن الطفل الأول لا تظهر عليه أعراض فى العادة عند الولادة.

- أما حديثي الولادة الطبيعيين عند الولادة وتحدث لهم عدوى بعدها، فيكونون أكثر تعرض لحدوث صعوبات التعلم والعواقب العصبية المزمنة عن المواليد الذين لا يتعرضون للعدوى

ومن الجدير بالذكر هو أن نسبة قليلة (حوالي 20%) من السيدات اللاتي تحدث لهن العدوى بداء القطط تظهر عليهن علامات المرض، وفي العادة فإن أول تقدير يتعلق بالمرض يكون أثناء الفحص الروتيني لعينة من الدم أثناء متابعة الحمل، والتي تبين وجود الأجسام المضادة الخاصة بالمرض.

 الأعراض

أعراض الإصابة بهذا المرض تكون مشابهة لمرض الأنفلونزا على هيئة ارتفاع في درجة الحرارة مع صداع

1. الغدد الليمفاوية: خلال المرحلة الحادة للعدوى تتضخم الغدد الليمفاوية.....

2. العين: كنتيجة للالتهاب الحادث قد يحدث بالعين تلف بؤري متعدد بشبكية العين، كما قد يحدث التهاب قزحي ومياه بيضاء ومياه زرقاء.

3.. الجهاز العصبي المركزي: عند شمول الجهاز العصبي يمكن حدوث كلا من الالتهاب السحائي، والتهاب المخ البؤري والمنتشر.

4.. الرئة والقلب: بين مرضى الإيدز الذين يموتون بمرض داء القطط 47–70% منهم يشمل المرض القلب والرئتين.

5. عند مرضى الإيدز قد يشمل المرض العضلات والبنكرياس والمعدة والكلى.

وعند الأشخاص الذين يتمتعون بمناعة سليمة فإن الإصابة الحادة بداء القطط تكون دون أعراض عند 80–90% من البالغين والأطفال الذين تحدث لهم عدوى، وعدم ظهور أعراض وعلامات للمرض يجعل التشخيص صعب عند الأمهات الحوامل الذين يصابون بالعدوى أثناء الحمل، وعلى نقيض ذلك فإن المدى الواسع للمرض عند الأطفال حديثي الولادة المصابين بالعدوى أثناء فترة الحمل يشمل حدوث أعراض عصبية شديدة مثل زيادة الماء حول المخ، وصغر حجم المخ، والتأخر العقلي، وعندما تكون العدوى شديدة قبل الولادة فإنه من الممكن أن يحدث فشل متعدد للأعضاء وموت للجنين داخل البطن يترتب على ذلك، وفي الأطفال والبالغين من الممكن أن تستمر العدوى المزمنة طوال فترة حياتهم مع عواقب بسيطة عند ذوى المناعة السليمة

من 20–40% من المرضى الذين يحدث عندهم اعتلال بالغدد الليمفاوية، يكون لديهم صداع، وضيق، وشعور بالتعب، وارتفاع بالحرارة    (والتي تكون في العادة أقل من 40 درجة مئوية)

- نسبة قليلة من الذين يشكون أعراض يشعرون بألم العضلات، وألم بالزور، وألم بالبطن، وطفح بقعي حلمي بالجلد، والتهاب بالغشاء السحائي والمخ، وخلط عقلي.

- نادرا ما يحدث مضاعفات تصاحب العدوى عند الذين لديهم مناعة عادية والتي قد تشمل الالتهاب الرئوي، والتهاب عضلة القلب، واعتلال بالمخ، والتهاب غشاء التامور، والتهاب متعدد بالعضلات.

- الأعراض التي تصاحب العدوى الحادة تنتهي في العادة خلال عدة أسابيع بالرغم من أن اعتلال الغدد الليمفاوية يستمر لبعض شهور.

- في أحد أوبئة داء القطط شخصت ثلاث حالات تشخيص صحيح من بين 25 حالة أخذوا مشورة الأطباء.

- عند وضع داء القطط في الاعتبار ضمن التشخيص التفريقي فإن التحاليل الروتينية وتحاليل الأمصال يجب أن تسبق فحص عينة من الغدد الليمفاوية.

- تكون نتائج الفحص الروتيني لا تذكر عدا ارتفاع بسيط بالخلايا الليمفاوية وزيادة بسرعة الترسيب وزيادة بالإنزيم الكبدي المسم  أمينوترانسفيريز ami-otra-sferases.

- في حالات اعتلال المخ، أو التهاب المخ والأغشية السحائية فإن فحص السائل المخي الشوكي يبين زيادة ضغط السائل، وزيادة كرات الدم وحيدة الخلية وزيادة طفيفة في تركيز البروتين، وزيادة بالبروتينات المناعية gamma globuli-، وقد يفيد تحليل البي سي آر PCR للسائل النخاعي الشوكي.

 

تشخيص داء القطط

يتم التشخيص من خلال التاريخ المرضى الذي يفيد إمكانية التعرض للعدوى والأعراض والعلامات ونتائج الفحوص المصلية، وفحوص الأنسجة، كما يساعد التشخيص العلاجي أيضا وذلك عند ملاحظة استجابة المريض وتحسنه بالعلاج مما يؤكد سلامة التشخيص.

فحوصات داء القطط

- عزل الطفيل من سوائل الجسم والذي يدل على وجود عدوى حادة وعمل مزرعة.

- الفحص المصلى serologic testi-g والذي يبين وجود أجسام مضادة من النوع IgG  وIgM  كما أن وجود النوع (A)    يكون دليل على وجود عدوى حادة.

- عمل فحص PCR  والذي هو نوعي وحساس  highly a-d se-sitive specific  في المساعدة على التشخيص.

- عزل الطفيل من الأنسجة يدل على وجود حويصلات ويجب عدم اعتباره بالخطأ دليل على وجود عدوى حادة ولكن هو دليل على وجود عدوى مزمنة وكامنة.

- فحص نسيجي للغدد الليمفاوية أو عينة من نسيج المخ.

- الفحص الجزيئي والتحليل الجزيئي molecular a-alysis والذي من الممكن أن يبين وجود الطفيل المسبب.

- الأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي على الرأس.

- ويستخدم حديثا في بعض المراكز الطبية الرسم السطحي بإشعاع فوتون واحد si-gle-photo- emissio- CT - SPECT كوسيلة محددة لتقرير الإصابة بداء القطط عند توقع وجود إصابة بالمخ وقد يستعمل على نطاق واسع فيما بعد.

الوقاية

- عدم تناول لحوم غير مطبوخة جيدا، وخاصة لحوم الأغنام، والبقر، والخنازير.

- يجب غسيل الأيدي جيدا بالماء والصابون، بعد الإمساك بلحوم، أو بعد أي عمل بالحديقة.

- يجب ارتداء قفاز باليد عند العمل بالحديقة.

- يجب تغطية أواني الطعام وعدم تركها مكشوفة منعا لتعرضها للأتربة.

- يجب غسيل كل الخضروات والفواكه جيدا.

- يجب تشجيع الأشخاص على إبقاء القطط في الداخل - في حالة امتلاك أو تربية قطط - وعدم اقتناء قطط ضالة.

- يجب إطعام القطط - في حالة امتلاكها أو تربيتها - الأطعمة المعلبة أو المجففة، أو المطبوخة جيدا، وعدم إطعامها اللحوم النيئة، أو غير المطبوخة جيدا.

- عمل اختبار للكشف عن الأجسام المضادة لداء القطط عند الحوامل مرات متعددة أثناء الحمل، وخاصة اللاتي يكن معرضات لخطر الإصابة بالعدوى.

العلاج

العلاج الدوائي

1.  بيريميثامين Pyrimethami-e لمدة شهر

2.  سلفاديازينSulfadiazi-e  أو كلينداميسين Cli-damyci-

3.  الاسبيراميسين Spiramyci-  من الممكن أن يقلل من عدد المواليد المتأثرين بداء القطط تأثرا شديدا.

لا يوجد للآن عقار يقتل الطور المتكيس والمزمن والذي يكون كامن بالأنسجة.لا يوجد تطعيم يمنع أو يقلل من داء القطط الخلقي.

- العلاج النفسي

وهو من العلاجات الهامة والتي لا يمكن الاستغناء عنه في مثل هذه الأمراض لكون مرض داء القطط من الإمراض التي تقضي على حياة الجنين في بطن أمه وفي النهاية يؤدي إلى الإجهاض نتيجة الإصابة بالطفيلي فتدخل الأم في انتكاسة نفسية وهبوط في المزاج وعدم الشهية والشرود الذهني واضطرابات في النوم كالأرق والسهر نتيجة التفكير بالطفل الذي مات والذي يعتبر كالأمل لدى العائلة في الاستمرارية الوجود في الحياة.... لابد على الأهل والأقرباء أن يخففوا من هذه الصدمة المؤلمة حقيقة بتكثيف زياراتهم لزيادة الدعم المعنوي للام في تخطي هذه المرحلة وطي صفحة جديدة وكذل القيام بزيارات ترفيهية ودينية للترويح عن النفس والابتعاد عن تأنيب الضمير المتكرر والذي يحدث في مثل هذه الانتكاسات وقد جاء في احد الأدعية كما ذكر فيه ((لعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمه بعاقبة الأمور)) ربما يكون الطفل من العاقين لأبويه أو مصابة بعلّة أو عاهة جسدية...الخ.. وأن الله خالق كل شيء وجعل لكل شيء سببا"  على أي حال فالخاتمة الحسنة أو العاقبة الحسنة أهم شيء في الحياة الدنيا لأن المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا" وخير أملا"

http://a--abaa.org/-ews/maqalat/writeres/hasa-ai-sadiq.htm

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/نيسان/2013 - 12/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م