|
شبكة النبأ: بالتزامن مع سباق
الفورمولا-1 في البحرين، انطلق سباق من نوع آخر تمثل بالاحتجاجات
الشعبية المستمرة التي الهبت الثورة المتجددة، ضد الانتهاكات الإجرامية
المتواصلة من لدن السلطة الحاكمة بحق أبناء الشعب البحريني، حيث
استخدمت هذه السلطة سباق الفورمولا-1 لاخفاء مشاكلها الداخلية وإبعاد
أنظار العالم عن تألق ثورة البحرين بصمود الشعب، على الرغم من قمع
السلطة التي تمارس حملتها الإجرامية ضد المتظاهرين العزل من خلال
استخدام أساليب القمع والعنف في سبيل إبعادهم عن مطالبهم المشروعة.
وسط تنديد خجول من قبل بعض الاوساط ومنظمات حقوق الانسان, فعلى
الرغم من تعرض أبناء الانتفاضة البحرينية للعديد من الانتهاكات
الحقوقية الصارخة، من خلال الإجراءات والحملات التعسفية والإجرامية
التي تمارس يوميا بحق الشعب، كالمحاكمات السياسية لشخصيات المعارضة
والمداهمات الليلية للبيوت والتعذيب والاستهداف بشكل مباشر ومتعمد
بالسلاح وبكل وسائل العنف الاخرى، فضلا عن التعتيم الإعلامي المستمر،
مازلت الثورة التي اغفلها العالم متقدة بصمودها الرصين بوجه السلطة
القامعة.
في الوقت الذي تقف فيه المنظمات الحقوقية والبلدان العربية
والعالمية، مكتوفة الأيدي ومغمضة العينين أمام العنف والاضطهاد غير
المبرر ضد ابناء البحرين، في حين تقدم الحكومة وحلفاؤها من الغرب
تعهدات لا تغني ولا تنفع الشعب البحريني، كونها وعود كاذبة جوفاء، تخفي
حقيقة معرفة الوجه الاخر لحقوق الانسان وانتفاضة البحرين.
ومع ذلك فان ثورة البحرينيين مازالت مستمرة وتستلهم ثورات الربيع
العربي الاخرى، وهذا الامر يشكل خطراً على الاسرة الحاكمة التي تتعامل
مع المطالبين بقمع متواصل، لكنها تقف اليوم على محك التغيير، وامام
مخاض ثوري مستمر وانتفاضة تتجلى وتتألق يوما بعد يوم.
ثورة متجددة
في سياق متصل تظاهر مجددا الالاف من انصار المعارضة الشيعية في
البحرين ضمن التحركات الشعبية التي دعت اليها المعارضة تزامنا مع
استضافة سباق الفورمولا ، وقد وتظاهر الالاف في قرية الدير الشيعية
المحاذية لمطار البحرين الدولي في منطقة المحرق ذات الغالبية السنية،
تحت شعار المطالبة بـ"التحول الديمقراطي في البلاد".
وافاد شهود بان المتظاهرين رددوا شعارات "بالروح بالدم نفديك يا
بحرين"، "طال الزمان أو قصر الشعب سوف ينتصر"، "لا تراجع لا تراجع"، "تسقط
الحكومة"، "تنحى يا خليفة" في اشارة الى عم الملك رئيس الوزراء الامير
خليفة بن سلمان آل خليفة. بحسب فرانس برس.
وشددت المعارضة الشيعية في بيان على ان "التصعيد الأمني وخيارات
العنف التي يمعن النظام في استخدامها ضد جماهير شعب البحرين المطالبين
بالتحول للديمقراطية هي خيارات ستفشل".
وقال مسؤول دائرة الحريات وحقوق الانسان في جمعية الوفاق"أكبر فصيل
شيعي معارض في البحرين) هادي الموسوي في مؤتمر صحافي الاح ان السلطات
الامنية اعتقلت منذ مطلع نيسان/ابريل 98 مواطنا، فيما اسفرت المواجهات
مع الشرطة عن اصابة 31 شخصا بجروح بينهم خمس نساء.
مناهضة سباق فورمولا-1
على الصعيد نفسه يسعى المعارضون لاجراء سباق فورمولا-1 في البحرين
الى توسيع حركة احتجاجاتهم لتطال المنامة عبر دعوة انصارهم الى السير
باتجاه دوار اللؤلؤة رمز الانتفاضة الشيعية التي تم قمعها منذ عامين،
واستمرت الاحتجاحات التي يشوبها العنف في القرى الشيعية المحيطة
بالمنامة، واصيب شخصان بجروح اثر القاء قنابل مولوتوف على الشرطة.
وحاول متظاهرون الاقتراب من دوار اللؤلؤة حيث اقام متظاهرون مخيما
لمدة شهر بين شباط/فبراير واذار/مارس 2011 قبل ان تفرقهم الشرطة بالقوة،
وقال صحافيون كانوا في طريقهم الى حلبة السباق في الصخير جنوب المنامة،
ان الشرطة تطوق الدوار الذي ازيل نصبه وسدت المنافذ اليه بموانع
كونكريتية، وانتشرت قوات الشرطة بكثافة حول الدوار والكريق المؤدية الى
حلبة الصخير مزودين مصفحات صغيرة الحجم. بحسب فرانس برس.
وقد نزل مئات الشبان الى شوارع هذه القرى مرددين "سباقكم جريمة"
و"لا لصيغة الدم"، بحسب ما افاد شهود عيان. وفرقت الشرطة المتظاهرين
بالعصي والقنابل المسيلة للدموع.
من جهة اخرى، اعلنت السلطات انها قررت طرد صحافيين من محطة
التلفزيون البريطانية "آي تي في" لانهم لم يلتزموا ب"قوانين وانظمة
المملكة" في تغطية الاضطرابات التي تجري بعيدا عن حلبة الصخير بجنوب
المنامة، وقالت متحدثة باسم المحطة ان اعضاء الفريق الخمسة الذين حصلوا
على التأشيرات اللازمة للعمل على الارض كانوا بصدد التصوير عندما
اعتقلتهم الشرطة واستجوبتهم قبل ان تطلق سراحهم، وتم استدعاء المراسلين
مرة جديدة الى مركز الشرطة قبل اصدار الامر لهم بمغادرة البلاد تحت
طائلة سجنهم.
وحملت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان جديد على المسؤولين عن تنظيم
سباقات الفورمولا لعدم اخذهم بعين الاعتبار ما قالت انه "انتهاكات
لحقوق الانسان" في البحرين.
وقال المنظمة ان "هيئات السباقات الدولية المسؤولة عن تنظيم سباق
فورمولا 1 البحرين، لم تتخذ اي خطوات للتصدي لانتهاكات حقوق الانسان
التي تبدو على صلة مباشرة بالسباق" وذكرت خصوصا ان "قوات الامن
البحرينية قتلت متظاهرا أثناء سباق الجائزة الكبرى 2012 وصعدت من
تدابيرها القمعية في الفترة السابقة على سباق 2013".
انتهاكات النظام مستمرة بوتيرة متصاعدة
من جهتها اتهمت المعارضة البحرينية القوات الحكومة بالاستمرار في
ارتكاب "انتهاكات بحق المواطنين.. وبوتيرة متصاعدة"، ونقل موقع جمعية "الوفاق"
البحرينية الشيعية المعارضة عن مسؤول دائرة الحريات وحقوق الإنسان
بالجمعية هادي الموسوي القول "لا فرق بين فترة السلامة الوطنية (الطوارئ)
وما بعدها.. الانتهاكات جزء لا يتجزأ من حالة الخيار الأمني، الذي يكلف
الوطن غالياً معنوياً وماديا"، وأشار الموسوي إلى أن السلطات اعتقلت
منذ مطلع الشهر الحالي فقط 98 مواطنا بينهم سبعة أطفال. بحسب وكالة
الأنباء الألمانية.
تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع فعاليات أعلنت الجمعيات السياسية
المعارضة تنظيمها على مدار الأسبوع الجاري للمطالبة بالتحول الديمقراطي
وإسقاط الحكومة. وتحدث الموسوي عن حدوث أكثر من 70 مداهمة خلال الشهر
الحالي.
وأشار إلى تصاعد حالة العنف والتعذيب وظاهرة الاعتداء بالضرب من قبل
الأجهزة الأمنية، متسائلا "إذا كان الشخص مخطئاً فلماذا الضرب"، وقال "الأجهزة
الأمنية وظيفتها استتباب الأمن ولكنها تكشف هنا عن عمل عصاباتي ويؤشر
ذلك لغياب الدولة ومفهومها".
انتهاكات وحشية واعتقالات مكثفة
في الوقت نفسه إستخدمت الشرطة البحرينية قنابل الغاز لتفريق طلاب
محتشدين داخل مدرستهم في العاصمة المنامة، وهاجمت الشرطة مدرسة
الجابرية بعد أن إحتشد طلبتها منادين بإطلاق سراح زميل لهم إعتقل،
واعتقلت الشرطة البحرينية نحو 100 شخص خلال إحتجاجات تنظمها المعارضة
الشيعية في البلاد قبيل الجولة القادمة من سباقات فورمولا واحد. بحسب
البي بي سي.
فيما ذكر تقرير "انسايد وورلد فوتبول" اشار الى ان مسؤولين من مكتب
الشيخ سلمان بن ابراهيم حددوا عبر اشرطة فيديو هويات لاعبين ورسميين
شاركوا في الاحتجاجات وسلموها للسلطات البحرينية في 2011، وكان النجمان
علاء وشقيقه محمد حبيل من بين الموقوفين، والاخير حكم عليه بالسجن
لسنتين.
وذكر المركز البحريني لحقوق الانسان نقلا عن اقرباء، ان اللاعبين
تعرضا للتعذيب في السجن، بحسب ما اضاف التقرير. واوقف اكثر من 30 لاعبا
واداريا مع انديتهم خلال الاحتجاجات.
مقر دائم لقوات درع الجزيرة
من جهة أخرى قالت مصادر خليجية متطابقة لـ"الحياة" إن دول مجلس
التعاون الخليجي اتفقت على تدشين مقر دائم لقوات درع الجزيرة في
البحرين بعد الانتهاء من إنشائه أخيراً. وأكدت المصادر أن القوة
الخليجية تسلمت خلال الأيام الماضية مبنى ليكون مقراً للقوات، ويُنتظر
الافتتاح الرسمي خلال الفترة المقبلة، الذي سيحضره مسؤولون من دول
الخليج، وتملك قوات درع الجزيرة اسلحة متطورة وعدداً متنوعاً من
الطائرات والدبابات ذات القدرة الدفاعية العالية.
اهانة الذات الملكية
على صعيد ذو صلة أيدت الحكومة البحرينية مشروع قانون لتشديد عقوبة
ما وصفه بإهانة الذات الملكية أو الرموز الوطنية بالسجن لمدة تصل إلى
خمس سنوات إضافة إلى الغرامة، وأفادت وسائل اعلام رسمية بأن ذلك يأتي
في ضوء مقترح تقدم به مجلس النواب بهدف "تشديد العقوبة على من يرتكب أي
فعل يعد إهانة للذات الملكية أو علم المملكة بالسجن مدة لا تزيد على
خمس سنوات والغرامة التي لا تزيد على 10 آلاف دينار (ما يعادل نحو 26
ألف دولار أمريكي)".
يأتي ذلك بعد موافقة الحكومة الكويتية على مشروع قانون جديد للإعلام
يعاقب ما وصُف بالتجاوزات المسيئة للدين والتطاول على أمير البلاد،
بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات والغرامة بما يزيد على المليون دولار.
بحسب البي بي سي. |
