الاثار... بين السرقة والتزوير والاندثار

 

شبكة النبأ: منذ عقود طويلة دخلت القطع والتحف والمنحوتات واللوحات والكنوز الآثارية في حالة صراع مستمر مع العصابات المتخصصة بسرقة الآثار، والتي غالبا ما يسيل لعابها كي تستحوذ على هذا النوع من الكنوز، كونه يدرّ أرباحا مالية هائلة على هذه العصابات وزعمائها وأفرادها، وعلى الرغم من شبكة الحماية الدولية المتطورة التي تحاول بكل ما تستطيع حماية الإرث العالمي من الاندثار والتشويه والتزوير ايضا، إلا أن السرقات غاليا ما تطور تحف آثارية ثمينة جدا، حيث تنجح العصابات والافراد المتخصصون بسرقتها بين حين وآخر في الحصول على كنوز ولوحات وتحف آثارية بالغة الثمن، وقد جاءت أحداث الربيع العربي وغياب الشبكات الامنية وتراجع الامن في تلك الدول كعامل مساعد لانتشار عصابات سرقة الاثار كما هو الحال في مصر والعراق وسوريا، حيث تم سرقة آلاف القطع الاثرية وتهريبها الى الاسواق العالمية حيث بيعت بأثمان كبيرة، كذلك هناك عمليات تخريب منظمة طالت كثيرا من المتاحف والاماكن الاثرية في العالم عموما، الامر الذي يتطل اتخاذ خطوات دولية لحماية الارث الاثاري العالمي من التشويه والتزوير والاندثار.

سرقة متحف للحضارة الاتروسكية يعد.. «الأهم» في العالم

فقد تعرض المتحف الوطني للحضارة الاتروسكية في روما لعملية سرقة استخدم فيها اللصوص قنابل دخانية، وقاموا بسرقة بعض الحلي قبل أن يلوذوا بالفرار، وفق ما أفادت مصادر الدرك الإيطالي (كارابينييري).

وقام اللصوص وعددهم اثنان أو ثلاثة على ما يبدو، بكسر أحد أبواب متحف «فيلا جوليا»، أحد أهم متاحف روما الواقع قرب حدائق فيلا بورغيزي في حي باريولي السكني. وعمد هؤلاء إلى رش غازات دخانية ما أدى إلى تشتيت انتباه الحراس الذين لم يستطيعوا كشف ما يحدث داخل قاعات المتحف عبر كاميرات المراقبة. بحسب فرانس برس.

وسارع الحراس إلى التجول في مختلف أرجاء المتحف كما اتصلوا برقم الطوارئ (112)، في حين أنهى اللصوص مهمتهم بسرعة وفروا من المكان من دون أن يلاحظهم أحد، وبعد كسرهم الواجهات الزجاجية باستخدام قضيب حديدي أو فأس، سرق اللصوص جواهر تعود إلى القرن التاسع عشر من مجموعة كاستيلاني، إحدى أهم المجموعات في المتحف. وكانت هذه الجواهر أعطيت إلى الدولة الإيطالية في العام 1919 وتضم أكثر من ألف قطعة وبقايا قطع قديمة ومعاصرة، وتعتبر المجموعات الموجودة في متحف فيلا جوليا من الأهم في العالم للحضارة الاتروسكية اللامعة في التاريخ القديم.

العثور على بيضة من ذهب سرقت قبل 4 أعوام

كما عثر على بيضة عيد الفصح مصنوعة من الذهب على طريقة فابرجيه تقدر قيمتها بين 800 ألف ومليون يورو قرب الحدود الفرنسية-السويسرية مع ثلاثة من مواطني بيلاروسيا بعد أربعة أعوام على سرقتها من جنيف على ما أعلنت الشرطة الفرنسية، وأوضحت شرطة آنماس (اوت سافوا الالب الفرنسية) في بيان لها أن هذه القطعة: «مشغولة من أكثر من كيلوغرام من الذهب ومرصعة بمئات الأحجار الكريمة»، ويبلغ ارتفاع البيضة 25 سنتمتراً وعرضها 19 سنتمتراً وقد سرقت ليل 24 إلى 25 آب/اغسطس 2009 خلال عملية سطو على شركة الاستيراد والتصدير الكويتية «هاوزن اس ايه» ومقرها في جنيف على ما أفاد مصدر مطلع على التحقيق مؤكداً معلومات نشرتها الصحف السويسرية.

وعثر على البيضة خلال عملية تدقيق «روتينية» على محاور طرقات عدة في منطقة آنماس بعدما تنبه عناصر من وحدة مكافحة الجريمة إلى «سيارة مشبوهة» على ما أفاد البيان، وأوقفت الشرطة رجلان في سيارة يحملان الجنسية البيلاروسية وبحوزتهما هذه القطعة. وأوقف رجل ثالث يحمل الجنسية البيلاروسية أيضاً بعد ذلك وهو يقود سيارة أخرى، وتراوح أعمار الرجال الثلاثة بين 24 و38 عاماً وأصل احدهم من اذربيجان وسبق أن كانوا موضع ملاحقات في فرنسا و سويسرا في إطار عمليات سرقة. بحسب فرانس برس.

وأحيل الموقوفون إلى النيابة العامة في ثونون لي بان وقد وجه إليهم قاضي التحقيق تهمة «حيازة مسروقات في بيان لها و«حيازة أسلحة في بيان لها. وأودع المتهمون السجن، والبيضة التي عثر عليها الخميس ليست بيضة فابرجيه مع أن قيمتها كبيرة، وكان صانع المجوهرات بيتر-كارل فابرجيه صمم حوالى 50 بيضة للعائلة القيصرية الروسية وهو تقليد انطلق العام 1885 مع القيصر الكسندر الثالث الذي قدم لزوجته ماريا فيدوروفنا بيضة مرصعة بالكثير من الأحجار الكريمة بمناسبة عيد الفصح وكان البيض في كل مرة يحوي هدية مفاجئة.

سرقة لوحتين برونزيتين من جسر اثري في باريس

في سياق متصل جسر الكسندر الثالث في باريس بعضا من بريقه بعدما سرق لصوص لوحتين برونزيتين في أحدث سرقة يتعرض لها احد المعالم الاثرية في العاصمة الفرنسية، وقال مسؤولون إن اللصوص سرقوا هذا الشهر اللوحتين اللتين تحملان اسم الجسر، ورغم ان سعر البرونز المستخدم في صناعة اللوحتين المسروقتين يقدر بحوالى عشرة يوروات (13.06 دولار) للكيلوغرام فقد امتنعت بلدية باريس عن التعقيب على قيمتهما.

وقالت متحدثة باسم البلدية "لا نعرف هل كانت السرقة من اجل المعدن المستخدم فيهما أو لمصلحة هواة جمع التحف"، واضافت أن لوحتين مماثلتين للوحتين المسروقتين ستوضعان مكانهما قريبا جدا. بحسب رويترز.

ومنذ حدوث الازمة الاقتصادية العالمية تكافح الشرطة الفرنسية في التصدي لسرقات المعادن حيث تعطلت رحلات قطارات لمدة تصل إجمالا إلى 5800 ساعة في عام 2010 بسبب سرقة نحاس من الخطوط الحديد، وقال مسؤول في الشرطة إن سرقة المعادن بشكل عام في باريس تراجعت بحوالى 25 بالمئة بين عامي 2011 و2012.

معبد يهودي قديم في سوريا يتعرض للنهب والقصف

من جهة أخرى قالت الحكومة السورية وناشطون بالمعارضة إن أعمال السرقة والقصف ألحقت أضرارا بمعبد يهودي عمره 2000 عام في دمشق يعد واحدا من أقدم المعابد في العالم.

وأصبحت الاثار التاريخية السورية من ضحايا الحرب الأهلية التي حصدت أرواح أكثر من 70 ألف شخص. وتحولت أجزاء من سوق حلب التي تعود إلى العصور الوسطى إلى أنقاض وأصبح كثير من الأسواق القديمة والمساجد والكنائس التاريخية في انحاء البلاد مهددا بالدمار، وقال مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف السورية إن الاضرار طفيفة حتى الآن في معبد جوبر الذي شيد تكريما للنبي إلياس.

وقال عبد الكريم لرويترز عبر الهاتف إن مسؤولي الطائفة اليهودية المحليين يقولون إن حرمة المكان قد انتهكت وحدثت أعمال نهب لكنه أضاف أنه لا يستطيع تأكيد طبيعة أعمال السرقة دون إجراء تحقيق، وقال إن مسؤولي الطائفة حاولوا قبل نحو أربعة شهور الذهاب إلى هناك وتم منعهم من الدخول بسبب وجود مقاتلين. بحسب رويترز.

وتابع أن السلطات تعتقد أن اللصوص سرقوا في الأغلب ثريات ذهبية وأيقونات عمرها من 70 إلى 100 عام، لكن عبد الكريم قال إنه يشكك في سرقة آلاف المخطوطات التي لا تقدر بثمن من المعبد حيث أن معظمها بما فيها كتب التوراة المحفوظة في خزانات من الفضة نقلت بالفعل إلى المعبد الواقع في مدينة دمشق القديمة وهو أحد المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).

الثورة المصرية تجلب العصر الذهبي للصوص الآثار

لم تتمخض الثورة المصرية عن إنقلابات سياسية فحسب، بل أفضت الى إحياء أعمال الحفائر غير الشرعية للباحثين عن الكنوز الاثرية والذهب، ويتناقل سكان منطقة الجيزة القريبة من الأهرام قصصا عن ظهور حفر كبيرة في المنطقة القريبة من الهضبة الأثرية بعد الثورة.

وكشف تفقدنا السريع للمنطقة عن أدلة تشير الى ما يتناقلونه، إذ عثرنا على مقربة من المسار الصحراوي المواجه للاهرام على حفرة كبيرة حفرت بشكل عمودي، ويصل قطر الحفرة الى نحو متر ونصف، ولم يكن باستطاعتنا رؤية قاعها. أسقطت حجرا داخلها وانتظرت حتى أسمع صوت ارتطامه بالأرض كي اتكمن من تقدير العمق، وعلى مقربة منها وجدت نفقا آخرا لكنه كان يبدأ بانحدار غير شديد على نحو مكننا من النزول الى داخله. بحسب البي بي سي.

وكنا نلاحظ كلما أوغلنا في الدخول آثارا لأدوات استخدمت لشق الصخور، قبل أن نصل إلى النقطة التي تحول فيها النفق إلى حفرة عميقة في باطن الأرض، قال الدكتور أسامة الشيمي عالم الآثار المسؤول عن الموقع :"من الواضح أن الناس يحفرون من أجل الوصول إلى كنوز أثرية، فهم يحلمون بأنهم عندما يحفرون هنا سيعثرون على الذهب وسيحققون الثراء السريع"، لكن الدكتور الشيمي يؤكد أنه من الخطورة بمكان التعامل مع أناس مثل هؤلاء لأنهم غالبا مايكونون مسلحين.

ضبط مقتنيات أثرية ترجع للقرن التاسع

في سياق متصل قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر إن وحدة المضبوطات الأثرية بها ضبطت في مطار القاهرة ضمن طرد وارد من العاصمة البريطانية لندن مقتنيات ذات قيمة فنية وتاريخية ترجع للقرن التاسع عشر وتضم آنية من الخزف والمعدن والزجاج والكريستال، وقال حسن رسمى رئيس الإدارة المركزية للوحدات الأثرية بالمنافذ المصرية في بيان إن لجنة أثرية أثبتت أن المضبوطات -التي ينطبق عليها قانون حماية الآثار الصادر في مصر عام 1983- تم التحفظ عليها لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالها مع التوصية بإيداعها أحد المتاحف التاريخية المصرية التي تضم مقتنيات تواكب الفترة التاريخية التي ترجع إليها القطع المضبوطة، وأضاف أن المضبوطات تضم شمعدانا من الكريستال يرتكز على قاعدة ويظهر أعلاه طبق دائري مزخرف من الداخل بزخارف نباتية إضافة إلى مزهريتين من الخزف الصيني على هيئة ثمرة الكمثرى مصور عليهما امرأة أوروبية داخل إطار بيضاوي مذهب ومحاط بزخارف نباتية، وتابع أن من المضبوطات ثمانية أطباق مستديرة مختلفة الأحجام وترتكز على قاعدة ذات رقبة ويظهر عليها حرف باللغة اللاتينية يعلوه التاج الملكي الذي يعلوه قرص الشمس المشع إضافة إلي طبق كبير الحجم من الخزف الأحمر يضم أجزاء مجمعة ويظهر في وسطه صورة للملك لويس السادس عشر تحيط به صور لسيدات أوروبيات بملابس ملونة ومدون على ظهره أسماء باللغة الفرنسية واسم الملك. بحسب رويترز.

وقال أحمد الراوي مدير وحدة المنافذ الأثرية بمطار القاهرة في البيان إن الطرد يضم أيضا طبقا من الخزف الصيني عليه أشكال لباقات من الزهور ذات ألوان مختلفة وفي وسطه رسم لرجل وامرأة داخل حديقة إضافة إلى طبقين من الخزف الصيني على أحدهما زخارف من أوراق العنب الثلاثية كما يصور التاج الملكي وعلى جانبيه فرعان نباتيان على جانبهما رسم لطفلين مجنحين، ولم يشر البيان إلى الجهة التي خرجت منها هذه المقتنيات وما إذا كانت تخص شخصا أو جهة رسمية في مصر أو غيرها، وتنتشر وحدات المضبوطات الأثرية في المنافذ المصرية لمنع تهريب أي قطع أثرية مصرية أو أجنبية داخل مصر أو الخروج منها تنفيذا لاتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عام 1970 والتي وقعت عليها مصر.

وتكرر في الآونة الأخيرة ضبط قطع مصرية وأجنبية في مطار القاهرة.. ففي نهاية مارس آذار الماضي تم إحباط محاولة تهريب قطع أثرية من حضارتي الاكوادور وبيرو داخل طرد قادم من الولايات المتحدة الأمريكية باسم مواطن مصري قبل تهريبها إلى داخل البلاد، وفي الشهر نفسه أحبطت سلطات مطار القاهرة محاولة تهريب مجموعة نادرة من المقتنيات الشخصية للزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر داخل طردين متجهين "إلى دولة الإمارات العربية" ويضمان نياشين وآلة التصوير الخاصة به وبعض خطبه وخطابات إليه.

ضبط قطع أثرية من حضارتي الإكوادور وبيرو

الى ذلك قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر في بيان إن سلطات مطار القاهرة أحبطت محاولة تهريب قطع أثرية من حضارتي الاكوادور وبيرو داخل طرد قادم من الولايات المتحدة الأمريكية باسم مواطن مصري قبل تهريبها إلى داخل البلاد حيث كانت متجهة إلى مدينة الإسكندرية الساحلية، وأضاف البيان أن وحدة المضبوطات الأثرية التابعة لوزارة شؤون الآثار فحصت الطرد واكتشفت أنه يضم ثلاثة رؤوس تماثيل قديمة من فنون الإكوادور التي ترجع إلى 800 عام قبل الميلاد وتحمل بقايا ألوان وعليها أرقام تسجيل بالمداد الأسود. كما يضم الطرد تمثالين من حضارة بيرو يرجعان لعام 250 قبل الميلاد لرجل وامرأة وعليهما بقايا ألوان ويحملان أرقام تسجيل بالمداد الأسود. بحسب رويترز.

ورجح حسن رسمى رئيس الإدارة المركزية للوحدات الأثرية بالمنافذ المصرية في البيان "أن تكون تلك الآثار مهربة لإحدى الدول الأخرى واتخذت الأراضي المصرية كدولة عبور"، وأضاف أنه فور ضبط الطرد تمت مخاطبة سفارتي الإكوادور وبيرو للتعرف على القطع الأثرية ومصدرها وقامت لجنة من سفارتي البلدين بفحص القطع وتصويرها لمراجعتها بالسجلات الأثرية في كلتا الدولتين.

وتنتشر وحدات المضبوطات الأثرية في جميع المنافذ المصرية لمنع تهريب أي قطع أثرية مصرية أو أجنبية داخل مصر أو الخروج منها تنفيذا لاتفاقية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عام 1970 والتي وقعت عليها مصر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 21/نيسان/2013 - 10/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م