الديناصورات... رحيل حير العلماء

 

شبكة النبأ: تتواصل الدراسات والابحاث الخاصة التي يقوم بها العلماء في سبيل الوصول الى نتائج مهمة تخص اسباب انقراض بعض المخلوقات، ومنها الديناصورات وهي وبحسب بعض المصادر مجموعة متنوعة من الحيوانات البائدة وجدت في جميع مناطق اليابسة. وقد ظهرت هذه المخلوقات خلال العصر الترياسي، أي قبل حوالي 230 مليون سنة من الآن. وكانت اليابسة مكونة من كتلة كبيرة تسمى البانجيا. وخلال 165 مليون سنة من ظهور الديناصورات انقسمت البانجيا إلى كتل وقارات حتى وصلت إلى وضعها الحالي.

وقد سيطرت الديناصورات على الأرض، وهيمنت على معظم المخلوقات التي كانت موجودة في تلك العصور السحيقة. وكانت تتخاطب صوتياً وحركياً، وخاصة أثناء القتال فيما بينها، أو مع غيرها من الكائنات الأخرى. ويرجع بعض العلماء سبب انقراضها إلى تعرض الأرض إلى زخم هائل من تساقط النيازك ، كما حدث في عام 1994م عندما تعرض كوكب المشتري الى تساقط كميات كبيرة من النيازك على سطحه، حيث أن حجم بعض هذه النيازك كان أكبر من حجم الأرض، أما بعض العلماء فيرجعون السبب إلى انفجارات بركانية هائلة أدت الى انتشار الغازات البركانية ، وأدى ذلك الى برودة المناخ ، وقلة التغذية ، و من الصعب توفر الغذاء الكافي لهذه المخلوقات الضخمة . وفيما يخص اخر الابحاث والدراسات والاستكشافات المتواصلة التي يجريها العلماء في مختلف دول العالم فقد عبر علماء أمريكيون عن اعتقادهم في أن تكون الصخرة الفضائية التي ضربت الأرض منذ 65 مليون عام، والتي يعرف عنها أنها السبب في انقراض الديناصورات، مذنباً.

ويرى باحثون من ولاية نيوهامشير أن فوهة "تشيكسولوب" الصدمية، الواقعة في دولة المكسيك والتي يبلغ قطرها 180 كيلومترا، نجمت عن اصطدام جرم أصغر حجماً مما كان يعتقد في السابق. ويردّ العديد من العلماء السبب في ذلك إلى كويكب كبير كان يتحرك بسرعة منخفضة نسبيا. وجاء هذا الكشف خلال المؤتمر الرابع والأربعين لعلوم القمر والكواكب.

إلا أن باحثين آخرين أبدوا تحفظات كبيرة حبال هذه النتائج. وقال جيسون مور، أحد باحثي كلية دارتموث بنيوهامشير "يهدف مشروعنا بشكل رئيسي إلى وضع تصور أفضل لذلك الجرم الذي تسبب في إحداث تلك الفوهة التي تقع في شبه جزيرة يوكاتان" بالمكسيك. وتسببت الصخرة الفضائية في تكوّن طبقة أرضية من الغبار التي تشكلت داخل عنصر الإريديوم الكيميائي، وذلك في بيئات أعلى تركيز بكثير مما يحدث في الطبيعة، حيث من يمكن التأكيد على أنها قادمة الفضاء الخارجي. وفي بداية عمله، رأى فريق الباحثين أن القيمة التي كانت تؤخذ باستمرار من عنصر الإريديوم لم تكن صحيحة. لذلك لجأوا إلى مقارنتها بعنصر آخر فوق طبيعي، وخلصوا نتيجة لذلك إلى أن الاصطدام أحدث موجة غبار أقل مما جرى تخمينه في الماضي.

وأظهرت النتائج الجديدة التي أعيد حسابها أن الجرم الذي ضرب الأرض كان أصغر حجماً. لذلك، عمل الفريق على المواءمة بين تلك القيمة والخصائص الفيزيائية المعروفة لتأثير الصخرة الفضائية تشيكسولوب. وحتى تتمكن تلك الصخرة الفضائية الصغيرة من إحداث فوهة بهذا الحجم، فمن المؤكد أنها كانت تسير بسرعة كبيرة نسبيا. حيث توصل فريق الباحثين إلى أن مثل هذا المذنب كان يضم خصائص تميزه عن غيره من المذنبات الأخرى لإحداث مثل ذلك التأثير.

وأضاف مور: "سنكون بحاجة إلى مذنب يبلغ قطره خمس كيلومترات لإحداث مثل ذلك التأثير، إلا أن مذنبا بذلك الحجم الذي توصلنا إليه لن يحدث فوهة يبلغ قطرها 200 كيلومتر." وتابع: "لذا، بحثنا عن جرم يمكن أن يكون له مثل تلك القوة لإحداث فوهة بهذا الحجم مع أنه يضم عنصر الصخور بكميات أقل، وذلك ما يوجهنا نحو المذنبات." ويتشكل هذا النوع من المذنبات من كرات غبار وصخور وثلج تتحرك في مسارات غريبة حول الشمس، وقد تستغرق مئات بل آلاف أو ملايين السنين لاستكمال دورة واحدة.

ويجري الربط بشكل عام بين الانقراض الذي شهده ما يقرب من 70 في المئة من الكائنات التي كانت تعيش على سطح الأرض باختلاف أنواعها منذ 65 مليون عام وبين تأثير اصطدام صخرة تشيكسولوب بالأرض. حيث كان تأثير ذلك الاصطدام سريعا، وتسبب في القضاء على أغلب الديناصورات، خاصة الأنواع التي لا يمكنها الطيران.

ومن المتوقع أن يكون الاصطدام قد تسبب في اندلاع حرائق ووقوع زلازل وفيضانات هائلة. اضافة الى انبعاثات للغبار والغاز ربما تسببت في انخفاض في درجات الحرارة لعدة أعوام على سطح الأرض. ووصف غاريث كولينز، الأستاذ في إمبريال كوليدج لندن، النتيجة بأنها "بحث مثير".إلا أنه قال "لا أعتقد أنه يمكننا تحديد حجم الجرم السماوي الذي أحدث مثل تلك التأثيرات من خلال الكيمياء الجيولوجية فحسب. فالكيمياء الجيولوجية تطلعنا بشكل دقيق على كتلة تلك المادة التي انتشرت على الأرض، وليس على كتلة الجرم السماوي نفسه." بحسب بي بي سي.

يذكر أنه في الخامس عشر من فبراير/شباط من هذه العام، مر نيزك 2012 دي اي 14، وهو نيزك يبلغ حجمه حجم حوض سباحة أولمبي، فوق كوكب الأرض على مسافة تقدر بسبعة وعشرين وسبعمئة كيلو متر فقط، ولم يجر التحقق منه إلا العام الماضي. وفي اليوم نفسه، سقط جرم فضائي يبلغ قطره 17 مترا فوق جبال أورال بروسيا وبلغ حجم الطاقة المنبعثة منه ما يقرب من 440 كيلو طنا من المتفجرات، لتتسبب موجة الاصطدام الناجمة عنه في تحطيم النوافذ وبعض المباني و إصابة ما يقرب من 1000 شخص.

اكتشافات جديدة

في السياق ذاته كشف باحث في جامعة شيكاجو النقاب عن ديناصور جديد في حجم قط منزلي عثر عليه في قطعة من الصخر من جنوب افريقيا. وقال بول سيرينو عالم الحفريات في جامعة شيكاجو الذي نشر النتائج في دورية زو كيز العلمية على شبكة الانترنت إنه في واقع الأمر اكتشف هذا الديناصور الذي يتغذى على الأعشاب عام 1983 .

وقال سيرينو الذي يشمل بحثه رسم خريطة لشجرة عائلة الديناصور انه توصل الى هذا النوع وهو طالب بالدراسات العليا أثناء قيامه بعمل أبحاث في معمل جامعة هارفارد وكان يعتزم الكتابة عنه على الفور. وقال "لقد دُهشت. أدركت انه نوع جديد من اللحظة التي وقعت عيني عليه." لكنه يقول انه انشغل بأشياء أخرى وكان في ذهنه مشروع بحث أكثر طموحا. وقال "كان هناك دائما احتمال أن يكتشفه شخص آخر ويكتب عنه" لكنه اضاف ان الأمور سارت إلى الأفضل وأنه أصبح أكثر علما مما كان آنذاك. بحسب رويترز.

وهذا النوع الغريب المظهر من الديناصورات والذي أطلق عليه سيرينو اسم بيجوماستاكس افريكانوس أو "الفك السميك من أفريقيا" كان يعيش في الفترة منذ 100 مليون الى 200 مليون سنة تقريبا. وقال "إنني أصفه بأنه طائر ومصاص دماء ونيص (حيوان شائك من القوارض)" ووزنه مثل وزن قط منزلي صغير ولا يزيد ارتفاعه عن الارض على 30 سنتيمترا. وقال سيرينو إن له فكا سميكا ومنقارا به سن بارزة تشبه الخنجر. وأضاف انه كان ينتمي لإحدى ثلاث مجموعات تشكل الأساس لشجرة الديناصور.

من جانب اخر أسهم أحفور ديناصور محفوظ جيداً، عثر عليه بألمانيا، في اكتشاف نوع من الريش كان يعلو أجسام كل الديناصورات، ما يشير إلى أنها لم تكن كما كان يعتقد سحالي تضخمت. ونقلت قناة ناشيونال جيوغرافيك الأميركية، عن الباحث الألماني أوليفير راهوت، قوله ذهلت عندما رأيت (الأحفور)، فبغض النظر عن احتفاظه بالريش، كان هذا أجمل أحافير الديناصورات التي عثرت عليها يوماً.

 وعثر على أحفور الديناصور، الذي يبلغ من العمر 150 مليون سنة بين صخور كلسية، وهو على الأرجح ديناصور صغير ينتمي إلى مجموعة من الديناصورات الضخمة، التي تمشي على قائمتين وتأكل اللحوم. يشار إلى أن العلماء سبق أن عثروا على ريش على أجسام أنواع ديناصورات كثيرة، والديناصور الجديد ينتمي إلى فرع جديد من شجرة عائلة الديناصورات، ما دفع راهوت إلى الاستنتاج بأن نوعاً من الريش كان عند كل الديناصورات. وقال راهوت يُرجح أن الريش كان على أجسام كل الديناصورات، ويجب أن نودع الصورة المألوفة للسحالي التي كبرت في الحجم. بحسب يونايتد برس.

في السياق ذاته أعلن علماء صينيون عن اكتشاف أحافير أكبر ديناصور من العصر الجوراسي في منطقة شينجيانغ بشمال غرب البلاد. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة شينخوا عن رئيس فريق البعثة التي قامت بهذا الاستكشاف ونائب المدير التنفيذي للجمعية الصينية لبحوث أحياء ما قبل التاريخ، سون، قوله إن بقايا الحفريات تظهر ان الديناصور الصربودي، وهو من أكلة الأعشاب، يزن نحو 30 طناً، فيما يبلغ طوله 35 متراً. وذكر سون أنه تم اكتشاف الأحافير في إحدى طبقات العصر الجوراسي الوسيط، الذي يرجع إلى نحو 165 مليون سنة مضت.

الى جانب ذلك اكتشف في ولاية نيو مكسيكو الأميركية، نوع جديد من الديناصورات عاش قبل حوالي 205 ملايين سنة. ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن المسؤولة عن قسم علم الطبيعيات القديمة في معهد التاريخ الطبيعي الأميركي،هانس ديتر سوز، قولها ان هذا الكائن بحجم الكلب ولديه تقاسيم متوحشة، ويعرف باسم علمي هو "Daemonosaurus Chauliodus" أو ما يمكن ترجمته بـ"سحلية شريرة ذات أسنان ناتئة".

وعثر العلماء على جمجمة الديناصور ورقبته في مكان يعرف باسم "مزرعة الشبح" بنيو مكسيكو، وهو يشكل رابطاً بين ما يعتبره العلماء "أول" و"آخر" الديناصورات. وقالت سوز ان النوع الجديد المكتشف يعود إلى حوالي 205 ملايين سنة ويعتقد انه كان يأكل الديناصورات الأخرى والحيوانات الصغيرة، ولكنه انقرض عندما أخذت القارات قبل 200 مليون سنة تنفصل عن بعضها وسجل نشاط بركاني شديد فأطلقت حمم بركانية "وتسببت بأمور رهيبة في الجو"، وبالرغم من ان كثيراً من الديناصورات نجت إلا ان هذا النوع لم ينج على ما يبدو. واعتبرت سوز "هذا الاكتشاف يظهر انه حتى في أميركا يمكن اكتشاف أنواع جديدة من الديناصورات". يذكر ان أول الديناصورات عاشت قبل 230 مليون سنة، وآخرها انقرض قبل 65 مليون سنة عندما ضرب نيزك كوكب الأرض.

على صعيد متصل اكتشف فريق من علماء الاحاثة نوعا جديدا من الديناصورات عمره 75 مليون سنة، أثناء أعمال تنقيب بدأت سنة 2002 في تلال بلدة فيلو بالقرب من أكس-ان-بروفانس (جنوب شرق فرنسا) بحسب ما أعلنت البلدية. وفي هذا الموقع الممتد على مساحة 300 متر مربع، أجرى الباحثون ثلاث عمليات في السنوات 2002 و2009 و2012 بسرية تامة بغية تفادي أعمال السرقة والنهب.

وقد أطلقوا على هذا الديناصور اسم "أتسينغانوصورس فيلوسيينسيس"، موضحين أنه ينتمي إلى عائلة التيتانوصور التي تم اكتشاف ثلاثة أنواع أخرى منها حتى اليوم في أوروبا. وقالت جيرالدين غارسيا التي أجرت الأبحاث بالتعاون مع المعهد الملكي للعلوم الطبيعية في بروكسل "لقد عثرنا على أكثر من 70% من هيكل الحيوان العظمي لكننا لم نعثر للأسف على الجمجمة". بحسب فرنس برس.

وبحسب المعطيات الأولية، فإن هذا الديناصور آكل الأعشاب وذا الأسنان الصغيرة أسطوانية الشكل بلغ طوله 12 مترا وكان نحيفا. وقد تم العثور على الكثير من الأحفوريات الأخرى في الموقع نفسه تعود كلها إلى أواخر العصر الطباشيري الحديث قبل 75 مليون سنة، مباشرة قبل انقراض الديناصورات. وسيتم تحليل عظام الديناصورات المكتشفة في بواتييه وبروكسل، ثم إرسالها إلى متحف فيلو.

من جهة اخرى اكتشف باحثون في شمال المكسيك ديناصوراً يتمـيز بأنـف عـملاق ومحدّب. وحلل الباحثون في جامعة «بياريش ستاتزاملوغ» لعلم الحفريات والجيولوجيا في ميونيخ الألمانية، أحافير الديناصور التي وجدت في ولاية كواهويلا. ويتميّز هذا النوع من الديناصورات الذي أطلق عليه اسم «لاتيرهيناس ويتستلاني» اللاتيني وهو يعني الأنف الواسع، بأنفه الضخم، وقد عاش قبل قرابة 73 مليون عام.

وقال العلماء إن أنفه الكبير ربما أعطاه قدرة كبيرة على اكتشاف الروائح. وأوضح الباحث المسؤول عن الدراسة ألبرت بريتو ماركيز، أن هذا الأنف ساعد على الأرجح الديناصور في إدراك الأشياء والتواصل. وأشار إلى أن هذه الديناصورات كانت تقتات بالأعشاب، ولها قرابة ألف سن لهذه الغاية.

نصف ديناصور

في السياق ذاته عثر علماء حفريات على كتلة حجرية في منطقة "هارتس" بألمانيا تحتوي عن أكثر من 28 عظمة متحجرة من عظام ديناصور، أطلقوا عليه اسم "يوروباصورص" تكريماً للوحدة الأوروبية. ويقول نيلز كونتشكه المدير العلمي بحديقة مونشهاجن للديناصورات "إنه أفضل اكتشافاتنا خلال الـ14 عاماً الماضية". ويضيف "هناك على الأرجح نصف ديناصور في الكتلة الحجرية".

وبفضل التكنولوجيا الحديثة، أصبح بمقدور العلماء حتى اكتشاف السبب المحتمل وراء نفوق ذلك الحيوان. وينتمي يوروباصورص إلى فصيلة الديناصورات العشبية طويلة العنق التي عاشت خلال العصر الجوراسي المتأخر على جزيرة تعرف اليوم بحوض ساكسونيا السفلى. وكان هذه الموقع الذي عثر فيه على عظام الديناصور قد اكتشف للمرة الأولى عام 1998، واشتهر منذ ذلك الحين نتيجة لكثرة عدد عظام الديناصورات التي لا يزال العلماء يكتشفونها هناك. وأطلق على هذا النوع من الديناصورات رسمياً اسم يوروباصوروص" في عام 2006.

وقد اكتشف نحو 1500 عظمة من عظام أكثر من عشرين ديناصوراً في الموقع منذ تم العثور على أحد أنياب ديناصور لأول مرة هناك منذ نحو 14 عاماً. ومع ذلك، يقول علماء الحفريات إن أحدث اكتشاف يتمتع بأهمية خاصة. ويوضح كونتشكه قائلاً "عظمة واحدة فقط كانت تبرز للخارج، لكن ساورنا اعتقاد على الفور أن الكتلة الحجرية ربما تحتوي على عظام ديناصورات".

ويضيف مدير المشروع أوليفر فينغس من متحف الدولة في هانوفر "كثافة هذه العظمة عالية بشكل استثنائي". ويمكن أن يساعدنا ترتيب العظام في تسليط الضوء على مدى عمق المياه في ذلك الوقت. ويسود الاعتقاد أنه قبل 154 مليون سنة عندما كانت المنطقة تتكون على الأرجح من سهول طينية، تعثر الديناصور في بعض الرواسب الجيرية الموحلة، ونفق بعد معاناة قصيرة وغرق تحت السطح.

وترك العلماء العظام في الصخرة التي يبلغ حجمها نحو واحد متر تقريباً كي يجروا عليها أبحاثهم. وبمساعدة تقنية المسح التصوير، تمكن الباحثون من عمل نموذج ثلاثي الأبعاد للديناصور المتحجر بداخل الصخرة. وستستخدم حديقة مونشهاجن للديناصورات النتائج لصنع المزيد من هياكل الديناصورات بحجمها الطبيعي وهو ما سيعد إضافة إلى النماذج الـ220 المعروضة حالياً على امتداد ممر طويل تحفه الأشجار.

ومن أهم معالم حديقة الديناصورات القاعة التي تحتوي على آثار أقدام متحجرة لأكثر من 250 ديناصوراً متنوعاً تركت آثار خطواتها في طين بحيرة استوائية ضحله منذ أكثر من 140 مليون سنة مضت. وسوف تستغرق عملية تقييم كل الحفريات بالموقع الذي يقع في شمال ألمانيا زمناً طويلاً، حيث تم فحص 15%فقط من هذه الحفريات حتى الآن. ويتلقى المشروع دعماً من مؤسسة "فولكس فاغن" ويشارك فيه علماء حفريات ومحنطين من جامعة بون ومتحف الدولة في هانوفر ومتحف التاريخ الطبيعي في برونسفيك والمتحف المفتوح في حديقة مونشهاجن للديناصورات.

بيض ديناصور

من جهة اخرى اكتشف باحثون إسبان مئات أحافير بيض الديناصور في إقليم كتالونيا شمال شرق البلاد، من بينها 4 أنواع يعثر عليها للمرة الأولى في تلك المنطقة. وقال الباحثون من معهد ميكيل كروسافونت الكتالوني لعلم الحفريات، إنهم عثروا على بيض، وأجزاء من قشر تعود إلى الديناصورات، وبخاصة إلى ديناصور صوروبودا، معششة في الطبقات الستراتيغرافية لموقع كول دي نارغو بمقاطعة لاردة بإقليم كتالونيا الإسباني. بحسب يونايتد برس.

ويعتبر جنس الصوروبودا من أغنى الأجناس بالفصائل، حيث وجدت منه نحو 150 فصيلة، وكان أكثر الأجناس انتشاراً على سطح الأرض، علماً أن هذه الديناصورات كانت تأكل الأعشاب والنباتات. وأضافوا أن منطقة كول دي نارغو تعتبر من بين أهم مناطق أعشاش الديناصورات في أوروبا، لافتين إلى أن دراستهم أظهرت أن تلك المنطقة عاش فيها ديناصورات عديدة من المرحلة الخامسة في العصر الطباشيري "أي منذ نحو 71 مليون عاماً"، حتى المرحلة السادسة منه "أي منذ 67 مليون عام". وأشاروا إلى أنه كان عثر قبل الآن على نوع واحد من بيض الديناصور، غير أنهم عثروا الآن على بيض يعود إلى 4 أجناس أخرى على الأقل.

سيد البحر آكل الديناصورات

على صعيد متصل قال خبراء الحفريات من جامعة بون الألمانية بأنهم حللوا أقدم وحش بحري "آكل للديناصورات"، وتظهر الدراسة بأن نظام البيئة كان يعمل قبل عشرات الملايين من السنين بنفس الطريقة الحالية. وقال العلماء إن عملية تحليل "وحش" بحري عمره 244 مليون سنة أكدت أن النظام البيئي في هذه الفترة كان يعمل بنفس شكل اليوم. وأوضح العلماء أن طول هذا الحيوان الذي يلقب بـ "سيد البحر آكل الديناصورات" يبلغ 8.6 أمتار وأنه كان يفترس الحيوانات الضخمة في البحر.

وقال المشرف على الدراسة البروفسور مارتن زاندر عالم الحفريات بجامعة بون "يظهر لنا هذا الوحش المفترس أن نظام البيئة كان يعمل قبل 244 مليون سنة بنفس الطريقة الحالية". وأوضح زاندر أن هذا الوحش ظهر بعد ثمانية مليون سنة فقط من الكارثة التي أصابت الأرض والتي مُحي فيها الجزء الأكبر في البر والبحر "ومن المفاجئ كيف تعافت الحياة من هذه الكارثة بهذه السرعة". ونشرت الدراسة التي أشرف عليها زاندر اليوم الثلاثاء في مجلة "بروسيدنغز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم.

الديناصورات والتجارة

على صعيد متصل اقر اميركي متهم باستيراد هياكل عظمية لديناصورات من بينها واحد لتيرانوصور منغولي بيع باكثر من مليون دولار في مزاد في نيويورك، بالتهم الموجهة اليه امام احدى محاكم نيويورك. ووافق اريك بوركوبي (38 عاما) بمصادرة هيكل التيرانوصور باتار الذي اعاد تشكيله فضلا عن هياكل عظمية اخرى ضبطها القضاء اخيرا وقد استوردت بطريقة غير شرعي من منغوليا على ما قال المدعي العام في مانهاتن بريت بارارا. وهو يواجه احتمال الحكم عليه بالسجن 17 عاما وبغرامة قد تصل الى 250 الف دولار.

وقد بيع التيرانوصور باتار البالغ ارتفاعه 2,43 متر وطوله 7,31 امتار في مزاد علني بسعر 1,05 مليون دولار في 20 ايار/مايو الماضي في نيويورك. لكن بعد تدخل سلطات منغوليا صودر الهيكل العظمي في حزيران/ينيو وهو موضع اجراءات قضائية منفصلة بغية استرداده. وبروكوبي متهم بانه هرب الى الولايات المتحدة بين عامي 2010 و2012 هيكل التيرانوصور هذا ومصدره صحراء غوبي فضلا عن هياكل عظمي اخرى لديناصورات. ومنذ العام 1924 تعتبر منغوليا كل الاحفوريات ملكا وطنيا وتمنع تصديرها. بحسب فرنس برس.

الى جانب ذلك كشف ثري استرالي من اقطاب الصناعة المنجمية ومعروف بغرابة اطواره وانكبابه حاليا على بناء سفينة شبيهة بتيتانيك، اخر صرعاته حديقة مخصصة للروبوتات العملاقة للديناصورات. وكليف بالمر الذي اعلن في نيويورك رغبته في بناء "تيتانيك 2"، اشار الى انه اوصى بتصنيع حوالى مئة من الروبوتات الضخمة المتحركة لديناصورات في الصين لعرضها في حديقة خاصة في استراليا. وقال بالمر "سيكون لدينا اكبر معرض للديناصورات في العالم مع 165 نموذجا".

وسبق لبالمر ان عرض روبوتين اثنين جيف وبونز في منتجعه الخاص "بالمر كولوم ريزورت" على الساحل شمال مدينة بريزبين واعلن حينها ان الجمهور "لم ير شيئا بعد". وسيكون بامكان الروبوتات التي يصل طول بعضها الى سبعة امتار وزنتها اكثر من 1,2 طن، تحريك ذيلها وعنقها والرف بعينيها.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/نيسان/2013 - 2/جمادى الآخرة/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م