عالم الطب... تجارب واعدة طفرات علمية

 

شبكة النبأ: يشهد عالمنا تطورا سريعا ومذهلا في المجالات كافة، ومنها مجال الطب حيث نلاحظ مكتشافات طبية جديدة على مدار الساعة، وكأن المختصين في حالة سباق دائم من اجل الاكتشاف الطبي الاحدث سواءا في الاجهزة ام طرق العلاج، وحتى العمليات الجراحية التي بدأ الطب الحديث يجد لها حلولا كثيرة ومتنوعة، اغلبها يتم عبر اجهزة حديثة دقيقة النوع والاستعمال، ومعظمها لا يفرض على المريض احداث الجروح والفتح في جسده، وانما تتم عبر اشعة الليزر وما شابه من طرق طبية مستحدثة، تتعلق بالامراض المستعصية او السارية، كما أن الربح المادي بين الشركات التي تنتج العلاج فضلا عن الرغبة في تحقيق افضل الايرادات، يدفع بالشركات الطبية المنتجة وبالاطباء ايضا، الى التسابق في انتاج الافضل والاحداث والاكثر افضلية في النتائج العلاجية، لذلك تم ايجاد طرق علاجية كثيرة منها مثلا علاج الرئة باستخدام بصمة التنفس وهي طريقة حديثة جدا في علاج امراض الرئة، وقد اعطت نتائج سريعة وجيدة، وهكذا الامر في جميع انواع العلاجات والامراض، حيث يحقق قطاع الطب قفزات هائلة من حيث طبيعة العلاج وسرعته ودقته ايضا.

لذا تمثل صحة سكان العالم أجمع من ابرز الاهتمامات لكل دولة أو قارة على حدة، وذلك لأن المشكلات الصحية لسكان المعمورة ذات تأثير سياسي واقتصادي عالمي، إذ تعمل منظمات الصحة العالمية على تحسين وتحقيق العدالة الصحية في العالم.

صمة التنفس

فقد أكدت دراسة أجريت على تنفس الفئران أن رائحة النفس يمكنها أن تفرق بين نوع وآخر من أنواع البكتيريا التي تصيب الرئتين، وبالتالي فلا يلزم سوى عينة بسيطة من النفس لتشخيص نوع الإصابة، وتخفض هذه الدراسة المدة التي يستغرقها تشخيص البكتيريا التي تصيب الرئتين من خلال تحليل عينة النفس التي يتم الحصول عليها من أسابيع إلى دقائق، وذلك حسبما أكد باحثو جامعة فيرمونت في دراستهم التي نشرتها دورية أبحاث التنفس.

واستطاع الباحثون تحديد الإصابة بالربو والسرطان من خلال فحص عينات النفس، وأكد أحد الخبراء أن تحليل عينات التنفس هو مجال مهم وسريع النمو، بينما على الجانب المقابل ينظر الأطباء إلى تحليل عينات التنفس بأنها طريقة سريعة وغير دقيقة لتشخيص الأمراض.

وحسب رأيهم فإن الطريقة العادية لتشخيص الإصابات البكتيرية تعنى بجمع عينات في مزارع تنمية البكتيريا معمليا، ثم يتم التعامل مع كل نوع من البكتيريا بعد ذلك بشكل منفصل وتحديد مدى استجاباتها للمضادات الحيوية، مما يستغرق وقتا في العادة.

ولكن الباحثين من فيرمونت قامو من أجل هذه الدراسة بتحليل المركبات العضوية المتطايرة المأخوذة من الزفير والمنبعثة من أنواع مختلفة من البكتيريا وكذلك من سلالات مختلفة من البكتيريا ذاتها، واكتشفوا إصابة الفئران بنوعين من البكتيريا الشائعة التي تصيب الرئتين، وهما البكتيريا الزنجارية الزائفة والمكورات العنقودية الذهبية، وتم تشخيصها في عينات جمعت من نفس الفئران بعد 24 ساعة.

ولكن جاني هيل من كلية الطب بجامعة فيرمونت، التي شاركت في إعداد الدراسة أكدت أنهم لايزالون يواجهون بعض التحديات للسيطرة على تحاليل بصمة التنفس بشكل كامل، وقالت هيل :"نتعاون الآن مع زملائنا لأخذ عينات المرضى من أجل إظهار نقاط القوة، فضلا عن القيود الخاصة بتحليل التنفس بشكل عام."

في حين يرى ريتشارد هوبرت أستاذ علم الأوبئة التنفسية في مستشفى جامعة مدينة نوتنغهام، المتحدث باسم المؤسسة البريطانية للرئة أنه يتم استخدام فحص التنفس هذا لتحديد إصابة الأطفال بالربو، وقال هوبرت :"إن مجال تحاليل التنفس مجال سريع النمو ومؤهل للانتشار في صعد عدة، ويمكن أن يكون ذا فاعلية كبيرة عند تشخيص إصابات الأطفال بمرض التليف الكيسي على سبيل المثال كوسيلة لتحديد الطريقة المثلى لعلاجهم."

هل يمكن تشخيص الالتهاب الرئوي بدون أشعة سينية؟

فيما أظهرت دراسة أوروبية أن الأطباء ربما يفوتهم تشخيص بعض حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي إذا اعتمدوا فقط على التاريخ الطبي للمريض والأعراض دون إخضاعه للأشعة السينية، ووجد باحثون هولنديون نشروا النتائج التي توصلوا إليها في الدورية الأوروبية للجهاز التنفسي أن من بين 140 مريضا تم تشخيص حالاتهم على أنها التهاب رئوي من خلال الأشعة السينية كان يعتقد الأطباء في البداية أن 41 حالة فقط مصابة فعلا بهذا المرض الرئوي الشديد، وقال ريتشارد واتكينز الذي لم يشارك في الدراسة لكنه أجرى أبحاثا عن كيفية تشخيص الأطباء للالتهاب الرئوي "أعتقد أن هذه (الدراسة) من الحجج القوية التي تدعو إلى فحص الصدر بالأشعة."

وقد يصاب مرضى الالتهاب الرئوي بالسعال أو الحمى أو الغثيان أو القيء أو الرعشة أو آلام في الصدر. وفي ظل بعض الظروف يمكن أن تؤدي الإصابة إلى نقل المريض إلى وحدة الرعاية المركزة بل وربما تسبب الوفاة، وفي عام 2009 قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن 1.1 مليون أمريكي نقلوا للمستشفى لإصابتهم بالالتهاب الرئوي وتوفي نحو 50 ألف شخص بسببه. بحسب رويترز.

ويقول الباحثون بقيادة ساسكيا فإن فوت من المركز الطبي الجامعي في أوتريخت إن أغلب الأطباء يعتمدون على تشخصيهم الشخصي لتحديد من المصاب بالالتهاب الرئوي لأنه ليس ممكنا إخضاع الجميع للأشعة السينية للكشف عن أي مؤشر للإصابة.

لكن الباحثين كتبوا يقولون إنه ليس هناك الكثير من المعلومات المتاحة عن مدى الدقة التي يتسم بها تشخيص الأطباء، وفي الدراسة استعانت فإن فوت وزملاؤها بمعلومات خلال الفترة من أكتوبر تشرين الأول 2007 وحتى ابريل نيسان 2010 التي تخص 2810 مرضى في 12 دولة أوروبية، كان جميع المرضى يشكون من السعال لكن 72 فقط منهم تم تشخيص حالاتهم في البداية على انها التهاب رئوي. بعد ذلك خضع جميع المرضى للأشعة السينية لمعرفة مدى دقة تشخيص الأطباء، ومن بين 72 حالة شخصت حالتهم على انها اصابة بالتهاب رئوي أظهرت الأشعة السينية أن 31 منهم غير مصابين بالالتهاب الرئوي. وفي المجموعة المتبقية وجد الباحثون أن الأطباء فاتهم 99 حالة إصابة بالالتهاب الرئوي، وبصفة عامة تمكن الأطباء من تشخيص أقل من ثلث حالات الاصابة بالالتهاب الرئوي.

طفلة عبر التلقيح الاصطناعي

كما  شكلت ولادة طفل في الارجنتين اتى عن طريق التلقيح الاصطناعي من ام خضعت لعملية زرع قلب سابقة ووهي تثير الامل في تسجيل حالات مماثلة في العالم على ما قال رئيس قسم الولادات الخطرة في عيادة سيميك في بوينوس ايريس لوكالة فرانس برس.

وقال الطبيب غوستافو ليغيوثامون من مركز التعليم الطبي والابحاث العيادية (سيميك) "حالة هذه المرأة التي خضعت لعملية زرع قلب وتمكنت من الانجاب بفضل التلقيح الاصطناعي لا سابق لها في العالم".

وكانت خوليانا فينوندو (39 عاما) خضعت لعمية زرع قلب قبل 13 عاما وانجبت في 15 كانون الثاني/يناير طفلة اسمتها ايميليا، وقال الطبيب سيرخيو بابيير احد المسؤولين عن مركز دراسات الطب النسائي والانجاب الذي لم يشارك في العملية "انها سابقة ان تتمكن امرأة خضعت لعملية زرع قلب من انجاز تلقيح اصطناعي بنجاح"، فالادوية التي ينبغي على الاشخاص الذين يخضعون لعمليات زرع ان يتناولها لعدم نبذ العضو المزروع تمنع تطور خلايا جديدة ومن بينها تلك الضرورية لحمل المرأة. بحسب فرانس برس.

وخضعت فينوندو لفحوصات كثيرة للتحقق من عدم تعرضها لخطر نبذ القلب المزروع، وقال طبيب القلب الذي يتبع حالتها سسرخيو بيروني رئيس قسم زرع الرئة والقلب في عيادة ساناتوريو دي لا ترينينداد ميتري الخاصة لوكالة فرانس برس "لقد لعب الحظ دورا كبيرا ايضا. فقد حملت من المحاولة الاولى وبعد عمليات تدقيق صارمة كل 15 يوما ولدت ايميليا في 15 كانون الثان/يناير".

وقالت فينوندو المقيمة في بونوس ايريس "لم اشعر ابدا بالخوف فانا شخص متفائل عادة وقد اوليت ثقتي"، ويأمل الاخصائيون ان تفضي هذه الحالة الى ارتفاع جديد في وهب الاعضاء. وحصلت العام 2012 في الارجنتين 1458 عملية زرع اعضاء بفضل 630 واهبا اي 15,7 واهبا لكل مليون نسمة. لكن ثمة 7209 مرضى على لائحة الانتظار على ما تفيد ارقام المعهد الوطني لتنسيق عمليات الزرع.

زرع كبدين ساخنين

الى ذلك  كشف فريق من الجراحين البريطانيين أنه أجرى عمليتين لزرع كبد، بالاستناد إلى تقنية جديدة تقضي بإبقاء الاعضاء القابلة للزرع ساخنة بحيث تواصل القيام بمهامها عندما تصبح خارج الجسم.

واعتبر هذا الفريق العامل في مستشفى "كينغز كوليدج هوسبيتل" في لندن أنه من شأن هذه التقنية التي استخدمت في شباط/فبراير على مريضين اثنين أن تزيد بصورة ملحوظة عدد الأعضاء التي من الممكن زرعها، وتحفظ هذه الاعضاء حاليا في ثلاجات بانتظار إجراء الزرع بغية إبطاء عمليات الاستقلاب، لكنها غالبا ما تضرر من جراء هذا الوضع وتصبح غير صالحة للاستخدام. بحسب فرانس برس.

وفي المقابل، تبقي هذه التقنية الجديدة التي يطورها علماء من جامعة "أوكسفورد" منذ 20 عاما الأكباد "ساخنة" من خلال ضخ كريات دم حمراء فيها، وأكد وايل جاسم الطبيب الجراح في مستشفى "كينغز كوليدج هوسبيتل" الذي أجرى العمليتين أن هذه التقنية تعطي للأطباء المزيد من الوقت للتأكد من حالة الكبد، وتعظم بالتالي حظوظ نجاح عملية الزرع، وهو قال إن "هذه التقنية هي جد مهمة، إذ انها تسمح بزيادة عدد الأكباد التي من الممكن زرعها، ومن ثم إنقاذ المرضى"، وأفاد الفريق البريطاني بأن نحو 30 ألف مريض ينتظر إجراء عملية زرع كبد له في اوروبا والولايات المتحدة. وربع هؤلاء المرضى سيموتون على الأرجح قبل الخضوع للعملية.

زرع ذراعين للمشاركة في مسابقات رياضية

على صعيد مختلف يريد جندي اميركي بترت اعضاؤه الاربعة في انفجار في العراق العام 2009 واستفاد من عملية زرع نادرة لذراعيه في كانون الاول/ديسمبر الماضي، ان يعاود ممارسة الرياضة والمشاركة في سباق ماراثون على دراجة تعمل بالدفع اليدوي على ما قال للصحافيين، واوضح براندن ماروكو السرجنت المتقاعد في سلاح البر الاميركي "كنت امارس الرياضة وارغب فعلا بمعاودة ذلك وان اصبح عداء مجددا. احد اهدافي هو ان اشارك في سباق ماراتون على دراجة تعمل بالدفع اليدوي" مشددا على انه يعتبر نفسه "طبيعيا" ويكره ان ينظر اليه على انه "معوق".

وهو عازم على قيادة السيارة مجددا موضحا خلال مؤتمر صحافي في مستشفى جونز هوبكنز في بالتيمور (شرق) "اذا اعتبرت ان ثمة شيئا مهما بالنسبة لي فاني اجد طريقة للقيام به". وهو خضع في هذا المستشفى لعملية زرع ذراعين استمرت 13 ساعة، وهو الشخص السابع في الولايات المتحدة الذي خضع بنجاح لعملية كهذه. وجرت اول عملية زرع لذراعين في المانيا العام 2008. بحسب فرانس برس.

قال الجندي السابق "كنت اكره ان اكون من دون ذراعين لانه من دونهما يفقد المرء جزءا كبيرا" مشيرا الى "المرء يقوم بالكثير من الامور بيديه"، وبات بامكان ماروكو الان تحريك اصابعه لكنه يحتاج الى ست ساعات من العلاج الفيزيائي يوميا على مدى اشهر عدة ليتمكن من تشغيل يديه وذراعيه بشكل جيد على ما اوضح الطبيب جيمس هيغنز من مستشفى "ميدستار يونيون ميموريال هوسبيتال" في بالتيمور احد اعضاء الفريق الي اجرى عملية الزرع.

وقال الطبيب جايمي شورز مسؤول قسم عمليات زرع اليد في مستشفى جونز هوبكنز انه ينبغي الانتظار سنتين الى ثلاث سنوات لمعرفة الى اي حد سيتمكن من استعادة الحركة في العضوين المزروعين وهي المدة الضرورة لتتكون الاعصاب مجددا، وترافقت عملية الزرع هذه مع علاج مبتكر لمنع نبذ الجسم للعضوين الجديدين.

وهذا العلاج يقوم على زرع خلايا نقي العظم من الواهب المتوفي على ما اوضح الجراحون، وتسمح هذه التقنية بخفض اللجوء الى العقاقير التي تساعد على عدم نبذ العضو المزروع والتي قد تؤدي الى مضاعفات منها الالتهابات، وخلال عملية الزرع المزدوجة قام الجراحون بربط العظام والاوعية الدموية والعضلات والاوتار والاعصاب والجلد.

علم دراسة الغيبوبة

من جهة أخرى  تكشف أحدث تقنيات تصوير الدماغ بالأشعة التي أتاحت للأطباء أن ينظروا إلى داخل دماغ رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون كيف أن التقدم في علم الأعصاب يفرض إعادة التفكير فيما تعنيه الغيبوبة طويلة الأجل.

وقال أطباء الأعصاب الذين أجروا الفحوص انها تشير الى أن شارون الذي دخل في غيبوبة عقب اصابته بسكتة دماغية عام 2006 ربما تكون لديه درجة من الوعي وإنه قادر على سماع الأصوات أو تمييز الصور، وقال بول ماثيو أستاذ علم الأعصاب في إمبريال كولدج في لندن "إنه لأمر مشجع أن نرى تلك العلامات لأنها تشير إلى إمكانية وجود اتصال ذي مغزى"، وتابع قائلا إنه كان يفترض حتى وقت قريب أن كثيرا من المرضى المصابين بغيبوبة الذين شخصت حالتهم على أنها "حالة نباتية" ليس لديهم أي وعي ذي معنى لما يحيط بهم.

لكن التقدم في استخدام أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي -التي تقيس نشاط العقل باكتشاف التغيرات في تدفق الدم- وفي قراءة الإشارات التي تعطيها بدأ يغير ذلك الرأي، وقال مارتن مونتي وهو عالم متخصص في علم النفس الإدراكي في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس شارك في قيادة فريق أمريكي إسرائيلي قام بتصوير دماغ شارون بالأشعة إن استجابات شارون تعتبر واهية للغاية مقارنة بمرضى آخرين في "حالة نباتية" أجريت لهم فحوص مماثلة ووصفت في أوراق علمية. بحسب رويترز.

ولا يوجد احتمال يذكر لأي شفاء سريع لشارون وهو جنرال سابق ووزير دفاع متشدد وزعيم لحزب ليكود اليميني أصيب بسكتة دماغية بعد اسابيع من تركه ليكود ليؤسس حزبا وسطيا للسعي لإحلال السلام مع الفلسطينيين، ولكن بإجراء المزيد من الفحوص والأبحاث لرسم طريقة تتيح له الاشارة لما اذا كان يستطيع معالجة المعلومات الخارجية فمن المحتمل أن يتمكن يوما ما مثل آخرين من الرد على الأسئلة عن حالته العقلية أو ما إذا كان يشعر بالألم.

وقال مونتي لرويترز في مقابلة أثناء عودته للولايات المتحدة "إذا اتضح أن هذه الإشارات أقوى فلا شك في أننا قد نستخدم أشياء مثل أجهزة كمبيوتر يجري توصيلها بالدماغ (للتواصل)"، وحقق العلم الذي يقف وراء هذه الامكانيات تقدما كبيرا في السنوات القليلة الماضية مما يتيح لبعض المرضي الذين كان يعتقد في السابق أنهم غير واعين على الاطلاق أن يظهروا أنهم في الواقع واعون وقادرون على التواصل بمساعدة.

وكانت دراسة نشرها مونتي وزملاؤه عام 2010 في مطبوعة نيو انجلاند الطبية من أوائل الدراسات التي توضح ان صور أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي اتاحت للأطباء اكتشاف وعي مرضى في غيبوبة طويلة والتواصل معهم، وتعتمد الفحوص التي تجرى باستخدام هذه التقنية الجديدة على مهام تخيلية كأن يطلب من مريض تخيل انه يلعب التنس او المشي من غرفة لاخرى في منزله وترسم أجهزة الرنين المغناطيسي الوظيفي خرائط للنشاط المميز للدماغ عند أداء كل وظيفة.

وقال الباحثون إنه من بين 54 حالة شملتها الدراسة المنشورة في مطبوعة نيو انجلاند الطبية وشخصت جميعها على أنها نباتية أو في أدنى حالة للوعي كانت خمس حالات قادرة على "أن تعدل عن قصد نشاط الدماغ" وفي حالة واحدة استطاع المريض أن يجيب بنعم أو لا على أسئلة أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي، وقال مونتي إنه في حالة شارون (84 عاما) كانت الأدلة على انه قادر على أداء المهام التخيلية موجودة "لكن لم تكن قوية مثلما رأينا في مرضى آخرين"، ويقول العلماء إنه إذا اظهرت فحوص أخرى لشارون استجابة أقوى ستكون الخطوة التالية بحث أساليب لجعل التواصل أسهل.

عين الكترونية

وبعد الضوء الاخضر الاخير لتسويق اول "عين الكترونية" اميركية، اعلن منافس الماني تجارب واعدة على نظامها لعمليات زرع الكترونية تهدف الى اعادة النظر الى مكفوفين، الجهاز الذي يوضع على مستوى شبكية العين جربته شركة "ريتنا إمبلانت" وباحثون في مستشفى العين الجامعي في توبينغن (غرب المانيا) على تسعة مكفوفين يعانون من "التهاب الشبكية الصباغي".

وهي مجموعة من الامراض الوراثية تطال 1,5 مليون شخص في العالم وتؤدي الى فقدان تدريجي للبصر وتطال الخلايا المستقبلة للضوء على مستوى الشبكية الواقعة في خلف العين، وقال الشركة في بيان "من اصل تسعة مرضى تمكن ثلاثة من قراءة الاحرف بشكل عفوي. وفي اطار تجارب في المختبر وخارجه قال مرضى ايضا انه قادرون على التعرف على الاوجه والتمييز بين الاشياء مثل الهاتف او قراءة الواح على الابواب". بحسب رويترز.

عملية الزرع التي تحصل على الشبكية تتألف من شريحة صغيرة عرضها 3 ميلمترات تتفاعل مع الضوء وقادرة على ارسال اشارات تتطابق مع الصورة المشكلة في عمق العين في العصب البصري الواقع في الخلف، ويغذي النظام كابل دقيق مربوط بجهاز صغير يزرع وراء الاذن ويستخدم تكنولوجيا لا سلكية خارجية، وقد تم وقف التجربة لدى احد المرضى التسعة لان العصب البصري "اصيب" بطرف الجهاز المرزوع خلال العملية.

ولدى اخر ادى نزيف في المنطقة التي زرع فيها الجهاز الى ارتفاع في ضغط العين مما استدعى علاجا بالادوية. لكن التجربة تواصلت وادت الى "نتائج جيدة جدا"، واظهرت التجربة ان هذا الجهاز المزروع "يمكنه اعادة مستوى من البصر مفيدا للحياة اليومية لدى ما لا يقل عن ثلثي المرضى المكفوفين الذن اجريت التجربة عليهم"، واتى الاعلان بعدما وافقت الوكالة الاميركية للادوية اخيرا على تسويق اول عين الكترونية متوافرة "ارغوس 2" التي تكلف 73 الف يورو.

أول زراعة كبد خارج الجسد

الى ذلك نجح فريق بريطاني في القيام بعملية زرع كبد باستخدام تقنية رائدة في مجال الطب مكنتهم من الحفاظ على الكبد "حيا" ودافئا ويؤدي وظيفته خارج الجسد في آلة جرى تطويرها حديثا قبل أن تتم زراعته بنجاح في جسدي مريضين.

وقال الفريق الذي يعمل في مستشفى "كينجز كولدج" في لندن إن هذا الجهاز الذي اخترع في جامعة أكسفورد البريطانية قد يساهم في مضاعفة عدد الأكباد المتاحة للزرع في غضون سنوات قليلة، واضاف الفريق في مؤتمر صحفي أن تلك العملية أجريت حتى الآن على مريضين على قائمة الانتظار لزراعة الكبد في بريطانيا وكلاهما يتعافى بشكل جيد.

وقال قنسطنطين كوسيوس أستاذ هندسة الطب الحيوي بجامعة اوكسفورد وأحد المشاركين في اختراع الآلة "كان من المذهل أن نرى كبدا في البداية باردا ورمادي اللون وقد استعاد نضارته بمجرد توصيله بالجهاز ويعمل كما يعمل في الجسد"، واضاف "الأكثر إثارة للذهول هو رؤية نفس الكبد مزروعا في جسد مريض يسير على قدميه حاليا."

وحاليا تحفظ الكبد المقرر زراعتها "في الثلج" في عملية تهدف لتبريدها لإبطاء عملية الأيض ولا تبقيها في حالة عمل كما لو كانت داخل الجسم إلا أن هذه العملية قد تفسد العضو البشري.

لكن الجهاز الجديد يمكنه أن يبقي الكبد يعمل بصورة طبيعة كما لو كان داخل الجسد لمدة 24 ساعة او أكثر، و قال بيتر فريند مدير مركز أوكسفورد لزراعة الأعضاء إن الجهاز الجديد قد يؤدي أيضا إلى إمكانية حفظ الكبد الذي قد يتم التخلي عنه باعتباره غير ملائم للزرع ويتيج الاستفادة به وهو ما قد يضاعف عدد الأعضاء المتوفرة للزرع، يذكر أن نحو 30 ألف شخص على قائمة الانتظار لاجراء عملية زراعة الكبد في أوروبا و الولايات المتحدة الامريكية فقط، وبحسب الفريق البريطاني فإنه من المتوقع أن يقضي ربع هذا العدد قبل اجراء العملية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 4/نيسان/2013 - 23/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م