الأزمة السورية هل هي ثورة أم مؤامرة تخريبية

خضير العواد

تنتفض الشعوب على حكوماتها من أجل حياة أفضل بكل المقاييس من معنى كالديمقراطية والحريات الشخصية وحقوق الإنسان وغيرها من المتطلبات التي تفتش عنها الشعوب من أجل مستقبل أفضل لأجيالها، وفي جميع أنحاء العالم يحرس الثوار أثناء ثوراتهم على أرواح شعوبهم ويحاولوا على المحافظة عليها بأي ثمن كان لأنهم ثاروا من أجل سلامة هذه الشعوب وتحقيق أمانيها.

 ولكن الذي يحدث في سوريا قد أختلف عن جميع الثورات والتحركات في العالم بل أصبح مناقضاً له، لأن المعارضة السورية بكل فصائلها إن كانت إسلامية أو غير إسلامية قد أرتكبت المجازر بحق شعبها بل تعدت كل الحدود ولم يبقى هناك خط أحمر أو مقدس بعيد عن الإستهداف، فهذه الجوامع التي تعتبر أقدس وأمن أماكن لدى المسلمون أصبحت أخطر الأماكن في سوريا وما تفجير مسجد الإيمان وقتل الشيخ البوطي والمصلين معه إلا أبسط مثال لهذا التعدي الصارخ الذي أنتهجته المعارضة السورية.

 الجامعات ومؤسسات البحث العلمي التي تخص الشعب وممتلكاته ومستقبله ولا تعني حكومة بعينها بل هي نتاج الشعوب نلاحظها من أهم الأهداف المستهدفة من قبل المعارضة السورية التي كثفت قصفها على هذه المؤسسات الحيوية التي يتواجد فيها الشباب المسالم الذي يجد من أجل حياة أفضل وما جامعة حلب وكلية الهندسة في دمشق إلا أصغر مثال على هذه الإنتهاكات التي تقوم بها هذه المعارضة بحق الشعب السوري البريء.

 الأسواق والشوارع التي يستخدمها المواطنون العزل الذين يبحثون عن لقمة عيشهم رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها خلال هذه الإزمة، أصبحت هذه الأماكن الحيوية أخطر الأماكن المستهدفة لكثرت السيارات المفخخة والعبوات الناسفة بالإضافة الى القناصين الذين ينتشرون في أماكن كثيرة تتخلل المدن أو في أريافها يستهدفون المواطنين المسالمين، وعندما تسأل قيادات المعارضة السورية حول هذه الإنتهاكات الخطيرة في حقوق الإنسان يجيبك بأنهم يريدون أن يدخلوا الشعب في الإزمة حتى يبادروا بالثورة على النظام، أي ثورة هذه التي تقوم بقتل شعبها من أجل دفعهم للمشاركة بهذه الثورة بل تعدت على كل مقدس عندهم من أجل إشراكهم في تخريب البلاد ؟؟؟؟؟

 لا أعلم على ماذا ثارَ هؤلاء ؟؟؟؟ كما يدّعون إن النظام مجرم وظالم ودكتاتوري، فهل دفعكم للشعب للاشتراك بالثورة بهذه الطريقة ألا يكون إجراماً وظلماً، وإجباركم للشعب بالإشتراك بهذه الأحداث المريرة ألا يكون دكتاتورياً ليس فيه احترام للرأي الأخر، فإذا كنتم مجرد مجاميع تنظيمية تفعلون هذا الإجرام والدمار والتعدي على حقوق الإنسان بهذا الشكل السافر الذي هز مشاعر الإنسانية في كل مكان، فماذا سيكون الأمر عندما تسيطرون على الحكم وتصبح كل أدوات القمع تحت أوامركم وسلطاتكم فهل سيكون هناك أمل في بناء نظام ديمقراطي كما تدّعون وأنتم قتلتم ما قتلتم من شعبكم وأصبحت أياديكم تقطر بدماء الأبرياء من الشعب السوري، لهذا يجب أن يقاومكم جميع الشرفاء في العالم وخصوصاً الشعب السوري لكي لا تصلوا الى مقاليد الحكم في سوريا لأن طريق وصولكم قد تعبد بالدماء والخيانة فماذا سيكون نهاية طريقكم أليس الدماء والخيانة.

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/نيسان/2013 - 22/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م