الصين... بين طموح الاصلاحات وعقبة الحرس القديم

 

شبكة النبأ: تسعى إدارة الحكم الجديدة للتنين الصيني الى خلق إستراتجية تجديد على مختلف الأصعدة، وذلك من خلال أتنتهج أيدلوجية سياسية متجددة تمهد الطريق لإعادة توازن القوى مع الغرب وخاصة أمريكا من خلال التطور السياسي والاقتصادي والعسكري المتصاعد في الاونة الاخيرة، وكذلك باعتمادها اتجاهات عديدة في سياستها الخارجية من خلال اعتماد مبدأ المصلحة السياسية بغطاء براغماتي، التي تجسدت بعدة خطوات قام بها طاقم الحكم الجديد، والممتثلة بزيارة الرئيس الصيني الجديد شي جين الى روسيا مؤخرا.

حيث يرى أغلب المحللين بأن هذه الزيارة هي اشارة إلى الولايات المتحدة وأوروبا بأن أول جولة خارجية لرئيس الصيني الجديد منذ توليه منصبه، تظهر قوة تحالف بكين المتنامي مع موسكو الذي يكتسب أهمية بالغة لدى الإدارة الصينية الجديدة.

كما شكلت تعهدات قادة الصين الجدد بمعالجة المشكلات التي تراكمت خلال عهد سلفه مثل عدم المساواة والفساد المستشري وهي مشاكل أدت إلى قيام أحداث عنف في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والعمل على تحقيق نهضة عظيمة للامة الصينية.

صورة من صور التغيرات الداخلية نحو نهوض اقتصادي واجتماعي في المستقبل القريب، لكن على الرغم من احتلال الصين المركز الثاني بين أكبر اقتصاديات العالم بعد ان سجلت نموا قويا على مدار ثلاثة عقود تظل دولة متوسطة الدخل، تعاني من عدم المساواة وتعتمد على الاستثمارات التي تدعمها الدولة، مما يضع عقبات كبيرة امام السلطات الجديدة.

ويبقى النقاش حول مستقبل الصين يواجه خطر أن يصبح ذا طابع استقطابي عديم الهدف. ويجادل أحد المعسكرات بأن الصين هي القوة العظمى العالمية الناشئة. ويصر المعسكر الآخر على أن الصين غير مستقرة في جوهرها، وأنها عرضة لأزمة اقتصادية وسياسية. والحقيقة أن الجانبين على صواب. ستكون الصين قوة عظمى غريبة.

الصين وروسيا

في سياق متصل تريد روسيا أكبر منتج للطاقة في العالم والصين أكبر مستهلك لها على وجه الخصوص تعزيز نفوذهما كقوة مالية وسياسية موازية لواشنطن التي تثير استراتيجيتها الاقليمية الجديدة "محور آسيا" قلق بكين.

وعبر بوتين عن رغبة روسيا في تعزيز التعاون الاقتصادي مع الصين وهي رغبة ستتزايد إذا ما حلت الصين محل الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم خلال عشر سنوات هي فترة حكم شي.

ففي أول ظهور لسيدة الصين الأولى الجديدة بنغ لي يوان على الساحة الدولية أثارت الاعجاب بابتسامتها وملابسها الانيقة وكانت محور تعليقات الصينيين على شبكة الانترنت.

وحين هبطت من الطائرة التي اقلتها إلى موسكو في مستهل أول رحلة خارجية للرئيس شي جين بينغ منذ توليه منصبه لفتت بنغ الانظار بمظهرها الرائع ومحبتها الواضحة لزوجها، ويتوقع ان تشارك في مناسبات هامة خاصة بها خلال جولة زوجها في كل من روسيا وتنزانيا وجنوب افريقيا وجمهورية الكونجو والتي تستمر اسبوعا في اطار محاولة الحكومة تحسين صورة الصين في الخارج.

وعلى عكس الساسة في الغرب عملت الصين على الا تظهر الجانب الانساني لقادتها لدرجة ان كثيرين يعتبرون تواريخ ميلادهم الرسمية واسماء الابناء من اسرار الدولة، ويختلف الامر بالنسبة لشي وبنغ فقصة حبهما كانت مادة لعشرات من التقارير والصور التي تنشرها وسائل الاعلام الرسمية.

نهضة عظيمة

من جهته وعد الرئيس الصيني شي جينبينغ في اول خطاب له امام البرلمان بصفته رئيسا للبلاد، بالعمل على تحقيق "نهضة عظيمة للامة الصينية"، مشددا على ضرورة تطوير قدرة الجيش على "الانتصار في معارك".

والقى شي (59 عاما) خطابه في ختام الدورة السنوي للبرلمان الذي انهى انتقالا للسلطة متوقعا منذ سنوات. واصبح فريق اصغر سنا يحكم هذا البلد الذي يضم اكبر عدد من السكان في العالم للسنوات العشر المقبلة، وقال اعلى مسؤول في ثاني قوة عالمية امام اعضاء الجميعة الوطنية الشعبية "سنواصل العمل من اجل قضية الاشتراكية بالوان الصين ولتحقيق حلم نهضة عظيمة للامة الصينية".

واضاف شي الذي يشغل في الوقت نفسه منصب زعيم الحزب الشيوعي الصيني ان "كل جنود وضباط الجيش الشعبي والشرطة العسكرية الصينية يجب عليهم، بتوجيه من الحزب، ان يكونوا قادرين على الانتصار في معارك، وان يكون هدفهم جيشا قويا ومنضبطا"، وشدد على انه "من اجل تحقيق الحلم الصيني يجب نشر الروح الصينية اي الروح الوطنية المرتكزة الى الوطنية والاصلاح والابتكار".

الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي

فيما قال رئيس وزراء الصين الجديد لي كه تشيانغ إن الأولوية القصوى لحكومته هي ضمان تحقيق نمو اقتصادي متعهدا بمكافحة الفساد والتعامل مع مصالحه المتجذرة فيما دعا إلى انهاء الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن هجمات الكترونية.

وشمل أول مؤتمر صحفي للي في ختام الاجتماع السنوي للبرلمان الصيني الذي اقر تعيينه موضوعات ركزت عليها الحكومة في تصريحاتها في الاونة الاخيرة لاسيما ضرورة الإصلاح لتحقيق استقرار اقتصادي على المدى الطويل.

غير انه ذكر انه سيجري استكمال الاصلاحات المزمعة لنظام معسكرات العمل القسري محل الجدل بحلول نهاية العام، وتعهد رئيس الوزراء باصلاح أسواق المال والعملة ومكافحة الفساد المستشري قائلا ان المسؤولين الحكوميين الذي اختاروا الحياة العامة يجب ان يتخلوا عن احلام الثراء.

وقال لي ان جهود الاصلاح واسعة النطاق في الصين قد تقود لتحسين القيود البيئية والحد من التلوث في الجو وتحسين معايير سلامة الماء والغذاء، وأكد لي التزامه باصلاح نظام توزيع الدخل وتحسين الرعاية الصحية وسبل الوصول للاعانات الاجتماعية والسماح بصرفها في اي مكان في البلاد بغض النطر عن مكان الاقامة الرسمي لمستحقيها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28/آذار/2013 - 16/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م