سوريا وتشرذم المعارضة... انقسامات تفضح الغايات

 

شبكة النبأ: بعد عامين على تفجر الأزمة السورية، لايزال ميزان القوة بالبلاد متقلب ليصب في مصلحة الجماعات المسلحة في سوريا تارة وفي مصلحة القوات الحكومية تارة اخرى.

غير ان المستجدات الأخيرة الممتثلة باستقالة رئيس المعارضة احمد الخطيب وانتخاب غسان هيتو رئيسا لحكومة المعارضة المزعومة، أوضحت أن الجماعات المسلحة وما يسمى بالمعارضة السورية أكثر انقساما وتشرذما وتوافق في الرؤى مما تبدو عليه او تظهره وسائل الإعلام غير المنصفة للقضية الشعب السوري.

فعلى الرغم من كل الجهود التي تبذلها الدول الخليجية والغربية في توحيد ما يسمى بالمعارضة السورية باتجاه وموقف واحد، يرى الكثير من المراقبين ان هناك انقسامات وتقاطعات حدة بين مكونات المعارضة، وبين الدول الداعمة لمشروع إسقاط النظام السوري  كقطر وتركيا من جهة وامريكا والغرب من جهة أخرى.

إذ تعكس هذه الانقسامات والتقاطعات بين داعمي المعارضة واستقالة الخطيب لتتزامن مع رفض ما يعرف بالجيش السوري الحر الاعتراف بانتخاب الائتلاف غسان هيتو رئيسا لحكومة موقتة، مدى التنافس والغايات والأجندة التي تهدف اليها الدول الداعمة والمحرضة للمعارضة، وابرزها قطر التي تعتمد على الاخوان المسلمين وخاصة من المتطرفين، وتركيا والولايات المتحدة الراغبتين في حل يضع حدا للنزاع المستمر منذ عامين.

في حين يخشى الكثير من الدبلوماسيين والمحللين من أنه كلما طال أمد حرب سوريا زاد خطر تشرذم الدولة الإقليمية في قلب صراعات الشرق الأوسط وسقوطها في فوضى مسلحة مما يعرض جيرانها للخطر. سيما وأن الحسابات الإقليمية والدولية التي لا تزال تتحرك بصورة واضحة في الساحة السياسية وتترك تأثيراتها عليها بوضوح كبير، تدفع الأزمة خطوات باتجاه التدويل وذلك من خلال مواصلة الدعم اللوجستي والعسكري للجماعات المسلحة في سوريا من معظم الدول الإقليمية، فضلا عن استخدام سلوك الاستثناء الذي يقود إلى الاستثناء بشأن التسليح والاحتلال والانتهاكات الحقوقية. ولكن كما يبدو ان الحرب القائمة لن تكون كما تتمنها الإطراف المتنازعة.

المعارضة السورية في مأزق

في سياق متصل نشرت صحيفة الغارديان مقالاً لمراسلها مارتن شلوف من بيروت بعنوان "المعارضة السورية في مأزق بعد استقالة قائدها". وقال شلوف إن المعارضة السورية خسرت قائدها وأبرز شخصياتها معاذ الخطيب، الذي استقال من منصبه، بسبب قلة الدعم الدولي.

وقال شلوف"إن استقالة الخطيب تأتي بعد اسبوع واحد على تعيين رئيس وزراء الحكومة الانتقالية غسان هيتو"، موضحاً أن "الأخير عمل على إقصائه جانباً فور تعيينه"، ورأى كاتب المقال أن الخطيب كان أول شخصية سورية من المعارضة أرادت فتح باب الحوار من أجل إنهاء الصراع الدائر في البلاد. بحسب البي بي سي.

وذكر شلوف ان "وزير الخارجية الامريكية علق على خبر استقالة الخطيب بالقول ان" المعارضة السورية ليست شخص واحد، وأن الخطيب لوح مراراً بالاستقالة وهذا ليس بالأمر المفاجئ بتاتاً".

كما اعتبر رئيس هيئة التنسيق الوطنية في المهجر، هيثم منُاع، استقالة رئيس "الاتئلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد معاذ الخطيب ليست مفاجئة، وجاءت بعد أن أيقن بأن الائتلاف هو عبارة عن تركيبة حزبوية مغلقة.

وقال منّاع ليونايتد برس انترناشونال إن الخطيب "لم يعد بامكانه الاستمرار لوجود فئة في الائتلاف تملك أغلبية ثابتة وتحول دون أي تصور اصلاحي، وهي تكتل الأخوان المسلمين".

وأكد منّاع بأن استقالة الخطيب ستؤدي إلى اضعاف الموقف التركي القطري لانعدام ثقة أطراف اقليمية ودولية كثيرة بجدوى الاستمرار في دعم الائتلاف.

وفي شأن سياسي متصل، قال المنسق السياسي والاعلامي لما يعرف بالجيش السوري الحر لؤي المقداد لفرانس برس "نحن في الجيش السوري الحر لا نعترف بغسان هيتو كرئيس حكومة لان الائتلاف المعارض لم يتوصل الى توافق" حول انتخابه.

ليبراليون يقاطعون المعارضة

على الصعيد نفسه علق تسعة من أعضاء الائتلاف الوطني السوري المعارض عضويتهم في الائتلاف بعد يوم من اختيار شخصية مدعومة من الاسلاميين لمنصب رئيس الوزراء المؤقت.

وشكل الائتلاف بدعم من الدول الغربية ودول الخليج في قطر العام الماضي لجمع السياسيين المناوئين للرئيس السوري بشار الاسد وبناء كيان حكومي بديل للأسد وحكمه. لكن الانقسامات ضربت أوصال الكيان الوليد بعد فترة وجيزة من الوئام.

واتهم الاعضاء الليبراليون الاقل عددا جماعة الاخوان المسلمين ذات النفوذ الكبير وحلفاءها الذين يضمون مجموعة صغيرة من المسيحيين بالسيطرة على الائتلاف.

وبعد اجتماع في اسطنبول اختار الائتلاف غسان هيتو الذي تلقى تعليمه في الغرب ويعيش في المنفى رئيسا مؤقتا للحكومة. ولا يحظى هيتو بشهرة كبيرة في سوريا.

وحظي هيتو بتأييد الاخوان المسلمين والامين العام للائتلاف مصطفى الصباغ الذي تربطه علاقات قوية بدول الخليج العربية وفقا لما قالته مصادر في الاجتماع.

وفي ظل سيطرة الإسلاميين على الإئتلاف قال دبلوماسيون ومصادر في المعارضة إن الغرب ابدى فتورا بشأن امكانية قيام الائتلاف بتشكيل "حكومة" وبدلا من ذلك جاء الدعم الخارجي الرئيس للفكرة من قطر. بحسب رويترز.

وقال وليد البني المعارض البارز وعضو ما يعرف بمجموعة التسعة في تصريح ان جماعة الاخوان المسلمين وبدعم من قطر فرضت مرشحا لرئاسة الوزراء. وقال ان مجموعته ستنسحب اذا لم يعد الائتلاف النظر في هذا الترشيح، ويستمر النزاع في سوريا بين المتمردين المسلحين والنظام السوري منذ نحو العامين وحتى الان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 28/آذار/2013 - 16/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م