عشر سنوات والحدث الإرهابي بدون إحصاء

رياض هاني بهار

كنت مهتماً بالبحث عن إحصاءات وطنية دقيقة للحوادث الارهابية التي وقعت خلال العشر سنوات الماضية ووجدتها متشظية بين الداخلية والدفاع والصحة والعمليات ولسنوات قريبة ولاتوجد مرجعية وطنية يمكن الاطمئنان الى بياناتها، لكونها غير واضحة ولامتجانسة عن الحوادث المسجلة في مجال الارهاب لذا فأن اية محاولة لدراسة الحدث الارهابي والجريمة الارهابية على المستوى الوطني يجد صعوبة لان البيانات الحكومية غير دقيقة واحياناً غير موجودة ولا تعكس الواقع الحقيقي لها لان الغاية من هذه البيانات ان تتيح للباحث ان يستفيد منها في المجالات التالية:

1- اكتشاف الانماط الحقيقة للإرهاب 2- تحليل اتجاهات الارهاب 3- كشف اسباب الارهاب 4ـ- مقارنة جرائم الارهاب

5- الكشف المبكر للعمليات 6ـ- رسم السياسات 7- بيان مدى نجاح سياسات مكافحة الارهاب.

في حين هناك تراث لظاهرة الإرهاب بالعراق تميل للطرح النظري الفلسفي والرؤية السياسية والذي وصل إلى حد التشبع والتكرار والملل وابتعاده عن الواقعية الإجرائية الحسابية الرياضية الإحصائية المتقدمة الاكثر فائدة، وإلا فإن فهم الظاهرة الإرهابية بالعراق سوف تبقى غامضة مادامت تحمل الرؤية السطحية للاحداث، واما إجرائياً وجوب اتخاذ قرارات ناجعة بالابتعاد عن العشوائية باجراءات الوقاية ومغادرة عمل الصدفة والتجريب والمحاولة والخطأ هذه الإجرائية إذا ما تم الاهتمام بوسائل اخرى اكثر فاعلية كما اوضحنا بالتحليل الاحصائي والبيانات الدقيقة فان اجراءات المنع والكشف تكلف موارد ضخمة بدون جدوى وبالتالي الفشل وكما نلاحظه على ارض الواقع، مما اضطرني للبحث عن الارقام الاحصائية في قواعد بيانات أخرى.

قواعد بيانات الارهاب الدولية المعروفة باسم (Global Terrorism Database (GTD

وهو مصدرمتاح للجميع بالاطلاع مع البيانات وتتضمن معلومات عن الحوادث الارهابية في العالم منذ عام 1970 لغاية عام 2012 وتشمل معلومات عن كل حادث ارهابي في جميع انحاء العالم من وقت الحادث , ومكان حدوثها، والاسلحة المستخدمة، وحقائق الضحايا والمصابين، وانواع الخسائر، وحقائق الحياة.. آلخ وتشمل المعلومات اكثر من (120) متغير وفيها اكثر من (4 مليون) مقالة اخبارية، وتحتوي على معلومات عن هجمات إرهابية أكثر (104,000) ويتضمن معلومات عن أكثر (47,000) من التفجيرات ويتضمن معلومات عن متغيرات على الأقل 45 لكل حالة، مع الحوادث الأخيرة بما في ذلك المعلومات المتعلقة بالمتغيرات أكثر من 120 وتشرف هيئة استشارية من (12) خبراء البحوث الإرهاب وتستعرض مصادر الأخبار 25,000 بين شبكات وقنوات اخبارية بالعالم كافة وجمعت بيانات الحوادث من عام 1998 إلى 2011.

واجازت لممثلي الحكومات والباحثين المهتمين تطلب إصدارات البيانات مباشرة من خلال نموذج الاتصال، واشارت الاحصاءات المسجلة منذ بداية غزو العراق زاد من عدد الحوادث الإرهابية العالمية أربعة أضعاف، فقط 31 من 158 دولة في المرتبة لم تشهد وقوع هجوم إرهابي منذ عام 2001.

وزادت الوفيات من الهجمات الإرهابية بنسبة 195 في المئة، من 460 في المئة الحوادث والإصابات بنسبة 224 في المئة؛ واكدت الاحصاءات بان ما يقرب من ثلاثة أرباع الوفيات من العراقيين نتيجة اعمال ارهابية او بسببها، كما حددت الحوادث الارهابية المهمة التي وقعت بالعراق من (عام 2003 لغاية 2011) بلغت (7992حادث ارهابي) وبالامكان الاطلاع على الرابط المرفق التالي:

http://www.start.umd.edu/gtd/search/Results.aspx?page=3&search=iraq&expanded=no&charttype=line&chart=overtime&ob=GTDID&od=desc#results-table

والتي حددت بتصنيف الحوادث الارهابية التي وقعت بالعراق كنوع الهدف وعدد الوفيات والاصابات والمدينة التي وقعت بها الحادث والتاريخ ومصدر هذه البيانات والتي تفتقر حكومتنا الى اية بيانات مشابهة لها ولم نتعرف بإحصاءاتنا الامنية اعداد الحوادث المكتشفة من هذه الارقام؟ ولم نمتلك احصاء دقيق لشهداء الحوادث الارهابية وعدد المعاقين من جراء هذه الحوادث وكما يمكنه بتحديد اربعة مخرجات من البيانات المتوفرة للتعرف على أنواع من الأسلحة، أنواع الأهداف، الفئات المستهدفة،المناطق التي هاجمت.

الم نخجل من الدول الاخرى تؤرشف حوادثنا ونحن نعيش اللامبالاة بصراعات تافهة وسلاطة اللسان وامن العضلات ومواكب لاتحصى من الخاوية عقولهم ورتب كوتره ومضت عشر سنوات ولم يفكروا بتحديد مرجعية احصائية للحوادث لان البناء الهرمي للمؤسسات مبني على المجهول وليس للمعلوم ولم نغادر الكذب المتوارث بالمؤسسات؟   

الخلاصة

اصبح هناك ضرورة باستحداث قاعدة بيانات وطنية كمامشار إليها انفا ترتبط بمركز النهرين للدراسات الاستراتيجية المرتبط بمجلس الامن الوطني وجذب باحثين ذوي مهارات عالية في التحليل الإحصائي وبخلفية لا بأس بها في مجالات العلوم الاجتماعية والنفسية والجنائية والامنية وأن تكون الأبحاث المنتجة بحوث فريق يشمل التخصصات ذات العلاقة على التحليل العميق للحدث الإرهابي من حيث متغيراته وعوامله وبناء أدوات القياس الضرورية لذلك وتصميم وبناء قاعدة بيانات عصبية ذات عمق زمني طويل والابتعاد عن العشوائية بمكافحة الجريمة الارهابية.

* عمان

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/آذار/2013 - 13/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م