الفراعنة.. اكتشافات جديدة تحفز لعودة السياحة

 

شبكة النبأ: تعد حضارة الفرعونية من أبرز حضارات دول العالم، من حيث تعدد الأماكن الأثرية السياحية، التي دفعت الباحثين وخبراء الآثار الى البحث عن أسرارها. لمعرفة الثقافات المصرية وتاريخها الموغل قبل آلاف السنين، فالعديد من الأمور المبهمة التي تركتها حضارة الفراعنة كانت ولا تزل دافعا للبحث والاستقصاء.

حيث قامت تلك الاكتشافات بتغير الحياة البشرية بصورة تروي حقبة الإنسان بين الماضي والمستقبل، فالتحولات التي طرأت على حياتنا، وعلى مزايانا ومواصفاتنا نحن كأفراد وكمجتمعات، جعلتنا نبدو وكأننا نوع آخر، لدرجة أدت إلى تغيير الإنسان نفسه، وذلك من حقيقة البحث والاكتشاف الفاتح للخوض في مجال احتل قسماً كبيراً من تاريخ الإنسان... فالأساطير القديمة والأديان تتحدث في جزء كبير منها عن نبوءات غيرت مسار التاريخ في الماضي، وأخرى ينتظرها البعض لتغير مسار حياتنا الحاضرة والمستقبلية كحضارة وادي النيل.

وقد تمثلت اكتشافات جديدة لهذه الحضارة بآثار معركة تحرير مصر من الغزاة الهكسوس قبل نحو 3600 عام، 14 تمثالا لإلهة الانتقام في مصر الفرعونية "سخمت" بالأقصر، كما تم الحصول على كشف أثري يعزز الاعتقاد بـ"لعنة" حكام مصر.

غير أن وزارة الآثار تعاني حاليا من تداعيات الاضطرابات التي أضرت كثيرا بالاقتصاد وقلصت من نشاط قطاع السياحة الذي يمول الوزارة، وتوقفت أعمال التنقيب التي تقودها الوزارة بسبب نقص التمويل. وتسببت الاضطرابات أيضا في توقف الكثير من عمليات التنقيب الممولة باستثمارات أجنبية بسبب خوف علماء الآثار، في حين بدأت مجموعات السياح بالتوافد على المواقع الأثرية السياحية في مصر في الاونة الاخيرة، ويبقى عامل الأمن وسوء الادراة يشكلان أهم العوائق.

أمل العودة

في سياق متصل يرى وزير الدولة لشئون الآثار في مصر محمد إبراهيم بارقة أمل لمستقبل بلاده في ماضيها الفرعوني، وشبه الوزير الاضطرابات الحالية التي تعاني منها البلاد بعد حقبة الاستبداد بفترات التدهور التي عانى منها بلد النيل بين سقوط وقيام الممالك الفرعونية الثلاث، وقال إبراهيم "مررنا بفترات مثل هذه حتى في العصور القديمة... وفي كل مرة تمر فيها مصر بهذه الفترة لا تلبث أن تتعافى بسرعة وقوة كبيرتين."

غير أن إبراهيم (59 عاما) خبير المصريات يشعر بالتفاؤل حيث بدأ علماء الآثار الأجانب في العودة مجددا. وبينما كان من الممكن أن تستمر فترات التدهور بين الممالك الفرعونية 200 عام يتوقع الوزير أن تتعافى مصر بوتيرة أسرع بكثير هذه المرة، وقال إبراهيم في مقابلة مع أجريت في مكتبه "ستصبح مصر شيئا جديدا."

ويتولى إبراهيم منصبه منذ أواخر عام 2011 خلفا لزاهي حواس الذي ظل مسؤولا عن الآثار على مدى نحو عشر سنوات -من خلال رئاسة المجلس الأعلى للآثار ثم تولي الوزارة - حتى غادره بعد عدة أشهر من الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، حصل إبراهيم على درجة الدكتوراه في علم المصريات من فرنسا وعمل مديرا لآثار منطقة سقارة جنوب القاهرة التي تشتهر بالهرم المدرج الذي بني قبل أهرامات الجيزة الثلاثة.

وتعد مهمة إدارة الآثار المصرية القديمة في الوقت الراهن أكثر تعقيدا منها في عهد مبارك. فصعود الإسلاميين الذين تعرضوا للقمع في عهد الرئيس المخلوع صاحبته دعوات من جماعة متشددة - وإن كانت صغيرة - بتدمير الآثار الفرعونية بدعوى أنها منافية للإسلام، وقال إبراهيم إن وسائل الإعلام المصرية أعطت القضية أكبر من حجمها.

ورغم ذلك طلب إبراهيم من السلطات الدينية بما فيها مؤسسة الأزهر بإعلان رأيها في هذه القضية، وأضاف "قالوا جميعا إن لدينا أكثر من فتوى تقول إن الآثار الفرعونية ليست منافية للإسلام أو إن الإسلام لا يحرم الآثار الفرعونية"، ويسعى إبراهيم أيضا إلى استعادة الآثار التي سرقت في ذروة الانتفاضة في عام 2011. وتكبد المتحف المصري بميدان التحرير أكبر الخسائر حيث اختفت فيه 40 قطعة أثرية. بحسب رويترز.

وقال الوزير "عثرنا على نحو 15 قطعة ولا تزال هناك 29 قطعة أخرى مفقودة." وتفاخر الوزير بأن المتحف الذي يضم كنوز الملك توت عنخ آمون ظل مفتوحا رغم موجات الاضطراب التي اندلعت منذ الانتفاضة "لإرسال رسالة إيجابية"، وأشار إبراهيم خلال زيارته للمتحف المصري صباح الجمعة لتفقد الحالة الأمنية هناك إلى أن حركة العمل بالمتحف تسير بشكل طبيعي دون أن تؤثر الأحداث السياسية على استقبال الزوار مؤكدا أن المتحف وجميع المواقع الأثرية مزودة بالحراسات الأمنية الكافية التي تضمن حمايتها، وفي إطار جهود لاستقطاب السائحين من جديد أعاد إبراهيم فتح مقابر ومعابد أثرية مغلقة منذ أعوام للترميم.

ومن بين هذه المواقع مقابر السرابيوم التي تدفن فيها مومياوات الثيران المقدسة التي تعرف باسم آبيس. وكانت مقابر السرابيوم مغلقة منذ أواخر تسعينات القرن الماضي، وقال الوزير إنه من المقرر استكمال المتحف المصري الكبير قرب أهرامات الجيزة بحلول أغسطس آب 2015.

وفي مبادرة أخرى لزيادة أعداد الزائرين قال إبراهيم إن وزارة الطيران ستبدأ قريبا في تسيير رحلات من منتجعات البحر الأحمر إلى الأقصر وأسوان. وأضاف "ربما يشجعهم هذا أيضا على السفر... لمدة يوم واحد على الأقل"، واختتم تصريحاته بالقول "إن مصر لا تزال آمنة وترحب بكل من يريد القدوم إليها... إذا أردتم مساعدتنا فكل ما نحتاجه منكم هو العودة."

معركة تحرير مصر

فقد قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر إن بعثة أثرية مصرية اكتشفت في شمال شبه جزيرة سيناء آثار معركة تحرير مصر من الغزاة الهكسوس قبل نحو 3600 عام وتضم مباني ضخمة محصنة وهياكل آدمية مطعونة بحراب المعركة إضافة قطع من بركان سان توريني الذي تعتبره أول أمواج مد عاتية (تسونامي) في العالم القديم قبل 3500 عام وأدى إلى غرق جزء من سواحل مصر.

وتوحدت مصر جغرافيا وإداريا تحت حكم مركزي نحو عام 3100 قبل الميلاد على يد الملك مينا مؤسس الأسرة الفرعونية الأولى. وفي عصر بطليموس الثاني الذي حكم مصر تقريبا بين عامي 284 و246 قبل الميلاد قسم الكاهن مانيتون أشهر المؤرخين المصريين تاريخ البلاد إلى 30 أسرة حاكمة منذ توحيد مصر حتى الأسرة الثلاثين التي أنهى حكمها الإسكندر حين غزا مصر عام 332 قبل الميلاد.

وتعرض التاريخ المصري لفترات ضعف منها ما يسميه المؤرخون عصر الانتقال الثاني (1786-1567 قبل الميلاد) وهي فترة الغزاة الهكسوس الذين طردوا من البلاد بعد معارك قادها أحمس الأول مؤسس الدولة الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة التي بدأ بها ما يطلق عليه أثريون ومؤرخون عصر الدولة الحديثة أو عصر الإمبراطورية المصرية (1567-1085 قبل الميلاد)، وقال محمد عبد المقصود رئيس بعثة الحفائر في شمال سيناء في بيان اليوم السبت إن المباني المكتشفة تتكون من طابقين وعدة صالات وحجرات مبنية من الطوب اللبن وتقع في منطقة تل حبوة على بعد ثلاثة كيلومترات شرقي قناة السويس في منطقة القنطرة شرق شمالي مدينة الإسماعيلية.

وأضاف أنه عثر على هياكل حيوانية وأخرى آدمية مطعونة برؤوس سهام وحراب تدل على عنف المعارك "بالموقع بين الجيش المصري بقيادة الملك أحمس الأول والغزاة الهكسوس حتى تم طردهم" إضافة إلى مخازن الجيش المصري وصوامع للغلال بعضها دائري يبلغ قطره أربعة أمتار وبعضها مستطيل أبعاده 30 مترا في أربعة أمتار وترجع لعهد الملك تحتمس الثالث والملك رمسيس الثاني، وتابع أن هذه الصوامع تسع كمية من الغلال تزيد على 280 طنا وتشير "إلى ضخامة أعداد الجيش المصري في عصر الدولة الحديثة" وأنه نظرا لأهمية الاكتشاف في تاريخ مصر العسكري فسوف يتم تنفيذ مشروع للحفاظ على هذه المباني التي تعد جزءا من "أقدم منظومة دفاعية في العالم القديم" وإعداد الموقع كمتحف مفتوح للتاريخ العسكري على مساحة ألف فدان. بحسب رويترز.

وقال إن البعثة اكتشفت أيضا بقايا حريق ضخم لمنشآت أحرقت أثناء المعركة وهذا "يؤكد ما جاء في بردية رايند بالمتحف البريطاني بأن ملك مصر أحمس الأول قام بالهجوم على قلعة ثارو بتل حبوة ودخل المدينة وحاصر بعد ذلك عاصمة الهكسوس أفاريس بمحافظة الشرقية بتل الضبعة" على بعد 50 كيلومترا من تل حبوة، وتمثل قلعة ثارو منظومة دفاعية كاملة للجيش المصري بشمال شبه جزيرة سيناء في عصر الدولة الحديثة وأنشئت لحماية المدخل الشرقي لمصر وكانت القلعة مقرا ملكيا ومركز قيادة الجيش المصري وبها خنادق حول القلاع وموانع مائية ومنحدرات حول الأسوار لمنع تسلقها وتبلغ مساحة أكبر القلاع المكتشفة 600 متر في 300 متر، وقال عبد المقصود إن البعثة اكتشفت أيضا بقايا مخلفات بركانية لقطع من بركان سان توريني بالبحر المتوسط والذي أحدث "أول تسونامي في العالم القديم" منذ نحو 3500 عام وتسبب في غرق جزء كبير من سواحل سيناء والدلتا والمدن الأثرية الواقعة في مال البلاد.

إلهة الحرب والانتقام

في حين قالت وزارة الدولة لشؤون الآثار بمصر إن البعثة الألمانية العاملة في الأقصر بجنوب مصر اكتشفت داخل المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث والد اخناتون 14 تمثالا من الجرانيت الأسود تجسد إلهة الحرب والانتقام في مصر القديمة "سخمت" وهي جالسة على العرش.

وقال منصور بريك المشرف على منطقة آثار الأقصر في بيان إن التماثيل المكتشفة جميعها تجسد "سخمت" جالسة على العرش في جسد آدمي ورأس أنثى الأسد ويبلغ ارتفاع التمثال الواحد منها مترين، واضاف أن التماثيل في حالة جيدة من الحفظ "وتؤكد أن المعبد الجنائزي للملك أمنحتب الثالث كان زاخرا بكم هائل من تماثيل الآلهة... الأمر الذي يدلل على حالة الاستقرار والازدهار الفني التي سادت في عصر هذا الملك". بحسب رويترز.

وأمنحتب الثالث الذي حكم مصر بين عامي 1417 و1379 تقريبا قبل الميلاد من أبرز ملوك الأسرة الثامنة عشرة ويقع معبده بالبر الغربي للأقصر الواقعة على بعد نحو 690 كيلومترا جنوبي القاهرة ويتميز بوفرة تماثيله مع مختلف الآلهة المصرية القديمة واكتشف عدد منها في السنوات القليلة الماضية، وقال البيان إن الكشف عن هذا العدد من تماثيل سخمت دليل على حرص الملك على إقامة تماثيل تجسدها "بغرض الحماية باعتبارها إلهة الحرب والدمار".

معبد الكرنك

كما اعلنت وزارة الدولة لشؤون الاثار ان المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك في الاقصر نجح في ترميم مقصورة الملكة حتشبسوت المعروفة باسم الاثر المقدس واعادة تركيبها بالمتحف المفتوح بمجمع معابد الكرنك، وقال وزير الدولة لشؤون الاثار محمد ابراهيم ان "المقصورة سيتم افتتاحها امام الحركة السياحية نهاية الشهر الجاري بعد الانتهاء من اعادة تركيب المقصورة وترميم حجارتها".

وكان فريق مصري عثر على حجارة المقصورة بفناء خبيئة معبد الكرنك التي كشف فيها عن عدد كبير من التماثيل الخاصة بكبار رجال الدولة والملوك والالهة عام 1945، وظلت احجار المقصورة حبيسة بمخازن الكرنك طوال هذه الفترة. بحسب فرانس برس.

وبدأ المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك قبل عامين في اعادة تجميع وتركيب وترميم حجارة المقصورة، والمقصورة مشيدة من الحجر الجيري بارتفاع يبلغ خمسة امتار و39 سنتمترا، وتتميز بجمال النقوش والمناظر والتي تعكس صورة واضحة عن الفن في عصر الأسرة 18 من الدولة الحديثة.

ومن بين النقوش التي تحملها جدران المقصورة مناظر تجسد الملكة حتشبسوت وزوجها الملك تحتمس الثاني الى جانب ذكر اسم الملك تحتمس الثالث الذي اعتلى العرش بعد الملكة حتشبسوت، وهذه المقصورة تعتبر الثانية لحتشبسوت في معابد الكرنك الى جانب المقصورة الحمراء التي اعيد تركيبها وترميم حجارتها قبل بضع سنوات وكانت من المقاصير التي تجذب اهتمام زوار معابد الكرنك.

فك لغز مؤامرة تعود الى ثلاثة الاف سنة

الفرعون رمسيس الثالث قتل ذبحا عند مستوى العنق وقد احتاج حل لغز هذه الجريمة التي تعود الى ثلاثة الاف سنة فحوصات كثيرة بالاشعة السينية وتحليل الحمض الريبي النووي (دي ان ايه) ما سمح بالقاء الضوء على هذه "المؤامرة النسائية" التي تشكل احدى اكثر مراحل مصر القديمة قتامة، هذه المؤامرة التي خطط لها افراد من حريم الفرعون، تشهد عليها وثائق عائدة الى تلك الفترة ولا سيما "ورقة البردى القضائية" المحفوظة في تورينو (ايطاليا) التي تروي محاولة انقلاب قامت بها الملكة تي احدى زوجات رمسيس الثالث.

وكانت تي ترغب بان يعتلي ابنها بنتاوور العرش، لكن الوريث الشرعي لرمسيس الثالث كان نجله من زوجته الاولى ايزيس، وارادت الملكة تي خصوصا ان تستغل معارضة الشعب المتزايدة للفرعون الذي كان يعيش في البذخ في حين كان العمال لا يتقاضون اجورهم والمجاعة على الابواب. وقد ادى هذا الاستياء الى اول اضراب معروف في تاريخ البشرية.

ورغم عزلتها في الحريم نجحت تي في اقامة اتصالات بالخارج للتخطيط لهذه المؤامرة التي شملت عسكريين وكاهنا، ومع ان التفاصيل غير معروفة الا ان الهدف كان بسيطا: القضاء على رمسيس الثالث على الارجح خلال ليلة من الملذات يمضيها في الحريم.

وتفيد الوثائق الرسمية من مصر القديمة ان المحاولة افشلت في العام 1156 قبل الميلاد وقد ادين في اطارها نحو ثلاثين شخصا، الا ان النصوص بقيت مبهمة حول مصير رمسيس الثالث الذي كان يومها في الخامسة والستين تقريبا.

فالمومياء الخاصة به لم يعثر عليها لفترة طويلة الى ان اكتشفت نهاية القرن التاسع عشر في مخبأ. ولم تظهر صور بالاشعة التقطت لها في الستينات وجود اي اصابات عليها، لكن هل قام حراس تي وبنتاوور باغتيال الفرعون ام انهم تركوه جريحا وتوفي متأثرا بجروحه بعد اسبوع او اسبوعين على ذلك؟.

وقد درس خبير المومياوات الالماني البرت زينك الذي اشتهر بفضل اكتشافه اسرار اوتزي "رجل الجليد" الذي اكتشف العام 1991 في جبال الالب عند الحدود الايطالية النمسوية، مومياء رمسيس الثالث، وبمساعدة خبراء اخرين من بينهم المصري زاهي حواس اخضعت المومياء لتقينة التصوير الطبي بالابعاد لثلاثة المتطورة جدا المعروفة بالتصوير الطبقي بمساعدة حاسوب.

وللمرة الاولى اظهر التشريح الرقمي جرحا خطيرا عند مستوى العنق مباشرة فوق الحنجرة، واوضحت الدراسة التي تنشرها مجلة "بريتيش ميديكال جورنال" الثلاثاء ان "الجرح عرضه حوالى 70 مليمترا ويصل الى العظم (..) وقد ادى الى قطع الرغامى كليا"، واعتبر العلماء ان "حجم الجرح وعمقه يشيران الى انه تسبب بوفاة رمسيس الثالث فورا".

والملفت ايضا ان تقنية التصوير هذه اظهرت جسما غريبا وضع في الجرح وهي تعويذة حجرية تعرف باسم "عين حورس" التي كان المصريون يعتبرون انها تتمتع بمزايا شفائية، وقال البرت زينك في بيان ان "العنق المذبوح والتعويذة يثبتان بوضوح ان الفرعون اغتيل"، واهتم ايضا الخبراء بمومياء غريبة عثر عليها في المخبأ نفسه الذي عثر فيه على مومياء رمسيس الثالث، والمومياء عائدة لرجل يراوح عمره بين 18 و20 عاما ولم يكن ملفوفا بشرائط بل بجلود ماعز وهي مادة "تعتبر طقسيا دنسة". وقد يكون هذا العقاب فرض على بنتاوور الابن المتمرد الذي أرغم على الانتحار لمنعه من الحصول على الحياة بعد الموت وهي الاهانة العظمى في مصر القديمة، واظهر تحليل الدي ان ايه الذي اجراه الخبراء ان هذه المومياء عائدة لنجل رمسيس الثالث. لكن للتأكد من انه بنتاوور فعلا يجب الحصول على دي ان ايه والدته الملكة تي التي لم يعثر على المومياء الخاصة بها حتى الان.

لعنة حكام مصر

بينما عزز كشف أثري حديث الاعتقاد الذي يروج له البعض بأن هناك "لعنة" من نوع ما لاحقت العديد ممن جلسوا على مقعد الحكم في مصر، بدءاً من الفراعنة وحتى التاريخ الحديث، حيث انتهت حياة غالبيتهم بطرق مأساوية.

يشير الكشف الجديد، الذي جاء نتيجة عامين من الدراسة، إلى أن الملك الفرعوني رمسيس الثالث قُتل نتيجة مؤامرة استهدفت القضاء على حياته، حيث تم اكتشاف "قطع ذبحي" في رقبته، مما يؤكد أن القاتل فاجأه من الخلف، وقام بذبحه بسكين حاد النصل، ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن علماء أشعة تأكيدهم أن هذا الجرح الذبحي، الذي يصل عمقه إلى عظام الرقبة، كان موجوداً قبل إجراء عملية التحنيط لجثة الملك رمسيس الثالث، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي.

كما أكد الفحص الدقيق بالأشعة المقطعية، الذي أجراه الفريق المصري لدراسة المومياوات الملكية، والذي نشرت نتائجه في "المجلة الطبية" ببريطانيا مؤخراً، وجود تميمة "عين حورس" وأربعة تمائم أخرى يمثلون أبناء حورس الأربعة.

وفسر عالم الآثار والوزير المصري السابق، زاهي حواس، الترتيبات الخاصة التي اتخذت عند تحنيط مومياء الملك رمسيس الثالث، ووضع التمائم وأماكنها، وهى الخاصة بالحماية والحفظ وتأمين حياة الملك في العالم الآخر، بأن "المحنطين كانوا يتعاملون مع مومياء ملك قتل غدراً."

وأضاف حواس أن "هذا الكشف يغير في تاريخ هذه الفترة، وخاصةً لأن هناك بردية شهيرة باسم (مؤامرة الحريم) تشير إلى قيام الملكة (تيا) الزوجة الثانوية للملك رمسيس الثالث، بتزعم مؤامرة ضد الملك، لتنصيب ابنها (بنتاؤر) ملكاً على مصر، بدلاً من الملك رمسيس الرابع، الذي كان هو الأمير الوراثي لأبيه."

وقد اشترك في هذه المؤامرة، بحسب البردية، عدد من حريم القصر والموظفين ورجال الجيش.. وتم اكتشاف المؤامرة ومحاكمة المتآمرين، حيث حكم على أحدهم بالقتل، بينما ترك 10 أشخاص لقتل أنفسهم، ومنهم الأمير بنتاؤر الذي قام بشنق نفسه، كما أن هناك أيضاً 21 شخصاً تم شنقهم. بحسب السي ان ان.

يُذكر أن الملك رمسيس الثالث ليس الوحيد من حكام مصر الذي لقي تلك النهاية المأساوية، حيث يحفل التاريخ المصري بالكثير من الأمثلة، بدءاً من فرعون الذي مات غرقاً، وكليوباترا التي انتحرت بالسم، وشجرة الدر التي قُتلت ضرباً بالنعال، وجمال عبد الناصر الذي قُتل مسموماً، وأنور السادات الذي قُتل نتيجة إطلاق النار عليه خلال عرض عسكري، وأخيراً حسني مبارك، الذي يواجه حكماً بالسجن مدى الحياة.

مقبرة التاريخ الفرعوني

من جهة أخرى اعلنت وزارة شؤون الاثار المصرية ان بعثة بلجيكية عثرت خلال عملها في منطقة دير البرشا في محافظة المنيا داخل مقبرة عحا نخت الاول حاكم الاقليم في عصر الانتقال الاول (2150-1994 قبل الميلاد)، على تابوت والده الذي حمل نقوشا توصل بين نصوص الاهرامات ونقوش توابيت الدولة الحديثة.

وقال وزير الدولة لشؤون الاثار محمد ابراهيم ان "صاحب التابوت هو والد الحاكم واسمه +جحوتي نخت+ وهي المرة الاولى منذ عدة اعوام يتم فيها اكتشاف دقنة محفوظة بهذا الشكل الجيد"، واوضح ابراهيم ان "البعثة البلجيكية التابعة لجامعة لوفان كانت عثرت على الدفنة خلال قيامها في اعمال التنقيب الاثري داخل مقبرة +عحا نخت الاول+ اول حكام الاقليم في عصر الدولة الوسطى حيث كشف في احدى حجراتها عن مقبرة والده +جحوتي نخت+ وقد خصص له مكان لتقديم القرابين داخل المقبرة".

ومن جهته قال رئيس قطاع الاثار المصرية ان "النصوص المنقوشة على التابوت تتضمن ما يعرف بنصوص التوابيت وتشكل هذه المجموعة من النصوص أهم مجموعة من النصوص الدينية في عصر الدولة الوسطى كما تمثل حلقة الوصل بين نصوص الاهرامات الملكية في عصر الدولة القديمة وكتاب الموتى الشهير في عصر الدولة الحديثة".

وتابع "ومعلوم من قبل ان عادة نقش نصوص التوابيت في عصر الدولة الوسطى قد بدأت في منطقة دير البرشا"، واكد رئيس البعثة البلجيكية هاركو ويليامز ان "وضع الادوات بالمقبرة ربما يساعد علماء الاثار من تخيل الطقوس الجنائزية بالتفصيل"، واكد "وجدنا ان التابوت كان يوضع اولا في حجرة الدفن ثم تتم طقوس التطهير وبعد ذلك طقوس خاصة بتقدمة القرابين والطقوس الاخيرة معروفة جيدا من خلال النقوش والمناظر ولكن هذه هي المرة الاولى التي تظهرت فيها هذه الشعائر وكيف تتم تحت الارض وبداخل حجرة الدفن".

وعثرت البعثة في الدفنة على ادوات الشعائر الدينية المصنوعة من الالبستر والفيانس والنحاس والخزف وهي لا تزال في اماكنها الاصلية.

ومن بين الادوات التي عثر عليها الكثير من نماذج اواني الالبستر وموائد قرابين ومساند رأس وانية اراقة من الفيانس ومجموعة من المزهريات النحاسية واطباق ونماذج لموائد قرابين.

كذلك عثر على ادوات طقسية فريدة لم تكن معروفة الا من خلال النقوش القديمة.

لوحة فرعونية

الى ذلك وبعد أسبوع من العثور على لوحة أثرية تعود لأكثر من 33 قرنا في شمال شرق القاهرة أعلنت وزارة الدولة المصرية لشؤون الآثار العثور على لوحة فرعونية أخرى من الحجر الجيري في المنطقة نفسها.

وقالت الوزارة في بيان إن اللوحة التي عُثر عليها بالصدفة في حي المطرية بشمال شرق العاصمة ترجع إلى الأسرة الفرعونية الثامنة عشرة (نحو 1567-1320 قبل الميلاد) وهي الأسرة التي أسسها أحمس طارد الغزاة الهكسوس.

وكانت الوزارة قالت إن لوحة من الحجر الجيري اكتشفت مصادفة أثناء أعمال حفر في المنطقة نفسها وترجع إلى عصر الدولة الحديثة التي يطلق عليها علماء المصريات عصر الإمبراطورية (نحو 1567-1200 قبل الميلاد) وتحمل نحتا بارزا يجمع قرابين مختلفة إضافة إلى زهور اللوتس رمز البعث عند المصري القديم. بحسب رويترز.

وقالت الوزارة في بيانها يوم الثلاثاء إن اللوحة الجديدة مستطيلة الشكل طولها 59 سنتيمترا وعرضها 33 سنتيمترا وعلى سطحها نص بالهيروغليفية يسجل اسم الكاهن المطهر لمعبد "رع" بهليوبوليس وكذلك اسم معبد الإلهة حتحور التي كانت إلهة الأمومة والعطاء في مصر القديمة.

ويقع حي المطرية ضمن منطقة في شمال شرق القاهرة كانت قبل توحيد مصر في حكم مركزي واحد نحو عام 3100 قبل الميلاد جزءا من مدينة (أون) وهي مركز عبادة الشمس في مصر القديمة وأطلق عليها الإغريق اسم هليوبوليس أي مدينة الشمس وتضم كثيرا من الآثار الفرعونية من بينها مسلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 20/آذار/2013 - 8/جمادى الأول/1434

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2013م